الداء الخامس: ما هو هذا المرض وهل طفلي معرض للإصابة به؟

الكاتب - أخر تحديث 21 أغسطس 2023

الداء الخامس هو عدوى فيروسية تتسبب في ظهور طفح جلدي على الخدين عند الأطفال عادةً، وهو لا يعد حالة طبيةً خطيرةً غالباً ويتم التعافي منه بالعلاج البسيط. وسنتعرف في هذا المقال على هذا المرض وأسبابه، كما سنلقي الضوء على أساليب العلاج والوقاية المتاحة.

ما هو الداء الخامس؟

يعتبر الداء الخامس أو المرض الخامس "Fifth disease" أو المسمى أيضا الحمامى العدوائية، مرضاً يحدث في فترة الطفولة. ويظهر كطفح جلدي أحمر فاتح على الخدين، ولذلك أطلق عليه أيضا اسم مرض الخد المصفوع "Slapped Cheek Disease".

يحدث المرض الخامس بسبب فيروس يسمى بارفوفيروس "B19"، وهو فيروس شديد العدوى ويمكن للأشخاص المصابين به أن ينشروه عن طريق السعال أو العطاس.

وقد سمي بالداء الخامس لأنه كان المرض الفيروسي الخامس المعروف المسبب للطفح الجلدي عند الأطفال، إلى جانب الحصبة والحصبة الألمانية والجدري والوردية.

أعراض الداء الخامس

تكون الأعراض المرافقة للمرض الخامس خفيفة عادةً، وفي الواقع قد لا تظهر أية أعراض عند واحد من كل ثلاثة مرضى.

تبلغ فترة الحضانة حوالي 13 إلى 18 يوماً، وفي هذه الفترة يكون المرض معدياً. وهذه الفترة تعبر عن الوقت الممتد من حدوث العدوى وحتى ظهور العلامات والأعراض. أي أن الفيروس يمكن أن ينتشر بين الأشخاص دون أن يعرفوا أنهم مصابون به في المقام الأول.

أ- الأعراض الباكرة

يعاني حوالي 10% من الأشخاص من أعراض مشابهة لأعراض نزلة البرد لمدة 5 إلى 10 أيام في المراحل المبكرة من الإصابة بالداء الخامس.

وتشمل الأعراض المحتملة ما يلي:

  • الحمى الخفيفة
  • التعب
  • الحكة
  • انزعاج في المعدة
  • التهاب الحلق
  • الهيوجية

ب- الأعراض الرئيسية

مع تطور العدوى الفيروسية قد تظهر العلامات والأعراض التالية:

  • ارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم
  • أعراض تشبه أعراض نزلة البرد
  • سيلان الأنف
  • احتقان الأنف
  • الإعياء
  • التهاب الحلق

أما بالنسبة للطفح الجلدي فهو يظهر على ثلاث مراحل على الشكل التالي:

  • تظهر حطاطات حمراء على الخدين، ثم تتجمع معاً في غضون ساعات قليلة لتشكيل لويحات حمراء متورمة ودافئة قليلاً، دون أن تصيب الأنف أو الفم.
  • وبعد حوالي 4 أيام قد تظهر علامات حمراء على الذراعين والجذع.
  • تعاود المرحلة الثالثة في الظهور، حيث أنها تكون غير مرئية، إلا أن التعرض لأشعة الشمس أو الحرارة قد يتسبب في ظهور الطفح.

عادةً ما يختفي الطفح بعد حوالي 3 أسابيع بشكل طبيعي، إلا أنه قد يستمر من 1 إلى 6 أسابيع.

قد يسبب الطفح الجلدي الحكة، ولكنه نادراً ما يكون مؤلماً، ونظراً لأنه يميل إلى الظهور في فترة نهاية المرض فقد يتم الخلط بينه وبين الطفح الجلدي المرتبط بالأدوية أو الأمراض الأخرى.

ج- الأعراض الأقل شيوعاً

قد تظهر أيضا أعراض أخرى أقل شيوعاً، مثل:

  • الغثيان أو الإسهال أو كليهما
  • ألم في البطن
  • ألم مفصلي عند البالغين فقط عادةً. وخاصةً في اليدين والمعصمين والركبتين والكاحلين، ويمكن أن تستمر هذه الآلام من أسبوعين إلى أكثر من عام.
  • كما أنه نادراً ما يعاني المريض البالغ من مشاكل عصبية أو قلبية وعائية.

أسباب الإصابة

ينتشر فيروس بارفوفيروس "B19" عبر القطرات المتناثرة عندما يسعل الشخص المصاب أو يعطس أو عند المصافحة. حيث يمكنه له أن ينتقل عن طريق الهواء أو اللعاب، كما قد ينتقل أيضا من الأم إلى الجنين. إلا أن انتقال العدوى نادراً ما يحدث عبر منتجات الدم.

تحدث أغلب الحالات بشكل عام في فصلي الشتاء والربيع، ويمكن أن ينتشر المرض الخامس بسرعة في الأماكن التي يتجمع فيها العديد من الناس، مثل المدارس ورياض الأطفال. ويكون المرض شديد العدوى قبل ظهور الطفح الجلدي عندما تبدأ الأعراض المشابهة لأعراض نزلات البرد.

وبحلول الوقت الذي يظهر فيه الطفح الجلدي يكون الجسم قد حارب العدوى بالفعل لفترة من الوقت ولا يعود الشخص معدياً. كما أنه بمجرد إصابة الشخص بالعدوى يصبح بشكل عام منيعاً ضد المرض.

مضاعفات الداء الخامس

عادةً ما تكون الإصابة بالمرض الخامس خفيفةً عند الذين يتمتعون بصحة جيدة. ولكن بالنسبة لبعض الأشخاص يمكن أن تسبب العدوى بالبارفوفيروس "B19" بمضاعفات صحية خطيرة، مثل فقر الدم المزمن الذي يتطلب العلاج.

كما يمكن أن تكون المضاعفات الحاصلة خطيرة عند المريض الذي لديه جهاز مناعي ضعيف بسبب ابيضاض الدم أو السرطان أو زرع الأعضاء أو العدوى بفيروس نقص المناعة البشرية.

١- مضاعفات الحمل

هناك احتمال لإصابة واحدة من كل 3 نساء حوامل بالمرض الخامس، ويكون الجنين معرضاً لخطر العدوى عند إصابة أمه الحامل. وقد يزداد خطر حدوث الإجهاض، حيث يتراوح خطر وفاة الجنين بين 2 و6 في المئة في هذه الحالة.

ويعتبر موه الجنين "fetal hydrops" أي تراكم السوائل عنده، من المضاعفات المحتملة التي يمكن أن تحدث، ويمكن أن يؤدي إلى قصور القلب (CHF) وإلى شكل حاد من الوذمة بسبب فقر الدم الشديد.

٢- مشاكل الدم

يمكن أن تؤدي الإصابة بالباروفيروس "B19" إلى حدوث عدم تنسج الخلايا الحمراء العابر "Transient Red Cell Aplasia" أو ما يسمى بنوبة عدم التنسج "Aplastic Crisis"، وذلك عند الأطفال المصابين بنوع من فقر الدم الوراثي مثل فقر الدم المنجلي.

٣- فقر الدم المزمن عند المضعفين مناعياً

إن الخاضعين لزراعة الأعضاء والمصابين بأمراض مثل فيروس نقص المناعة البشرية يكونون أكثر عرضةً للإصابة بمشاكل نقي العظام. مما يؤدي إلى حدوث فقر الدم المزمن.

٤- التهاب المفاصل

قد يحدث ألم المفاصل في المفاصل الصغيرة في اليدين والقدمين، وخاصةً عند المراهقين. ويمكن أن تتشابه الأعراض الحاصلة مع أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي، ونادراً ما تستمر الأعراض لأكثر من بضعة أسابيع أو أشهر.

الإجراءات التشخيصية

يمكن تشخيص المرض الخامس غالباً بملاحظة وجود الطفح الجلدي المميز للمرض عندما يجري الطبيب الفحص البدني.

وعادةً ما يتم إجراء اختبارات الدم فقط إذا كان الشخص معرضاً لخطر حدوث المضاعفات.

حيث يمكن لاختبارات الدم الكشف عن الأجسام المضادة للمرض الخامس، والتي تظهر التعرض السابق للبارفوفيروس B19 أو الكشف عن المادة الوراثية للفيروس والتي تدل على وجود عدوى نشطة حالية.

بالإضافة إلى ذلك يمكن اختبار السائل الأمنيوسي لدى المرأة الحامل لكشف ما إذا كان الجنين مصاباً بموه الجنين بالتالي اتخاذ الاحتياطات الممكنة والبدء بالعلاج.

السبل العلاجية

غالباً لا يكون هناك داعٍ إلى العلاج عند الإصابة بالمرض الخامس حيث تجري عملية الشفاء بشكل طبيعي خلال فترة من الزمن. ولكن يمكن أن تساعد الأدوية في تخفيف الأعراض المزعجة.

  • الطفح الجلدي: لا يعتبر العلاج ضرورياً لهذا العارض عادةً.
  • الحكة: يمكن أن يصف الطبيب مضادات الهيستامين إذا كانت هناك الحكة الجلدية شديدة.
  • الصداع والحمى والأعراض المشابهة لنزلة البرد: من الممكن أخذ باراسيتامول أو إيبوبروفين، ومن المهم استشارة الطبيب حول الجرعات وتكرار الاستخدام.
  • آلام المفاصل وتورمها: قد ينصح الطبيب بالراحة ويصف دواءً مضاداً للالتهابات مثل إيبوبروفين. وغالباً لا توجد عواقب طويلة الأمد، ويزول الألم في غضون أيام أو أسابيع قليلة.
  • فقر الدم الشديد: قد يتطلب الأمر دخول المستشفى ونقل الدم، ويتم اتخاذ هذا القرار بناء على تشخيص الطبيب ومتابعته لحالة المريض.
  • ضعف جهاز المناعة: وفي هذه الحالة قد يتم إدخال المرضى إلى المستشفى ونقل الأجسام المضادة لهم.
  • الحمل: من المهم خلال فترة الحمي مراقبة الجنين بعناية؛ وإذا كانت هناك علامات لفقر الدم أو قصور القلب الاحتقاني أو الوذمة فيمكن إجراء نقل الدم، مما يقلل من خطر حدوث الإجهاض.
  • يفضل شرب الكثير من السوائل وخاصةً الماء، والحصول على قسط كافٍ من الراحة وذلك خلال جميع مراحل المرض.

الوقاية

لا يوجد لقاح حالياً للوقاية من المرض الخامس، ولكن تعتبر النظافة الجيدة أفضل طريقة للوقاية من المرض والإصابة بالفايروس.

حيث يمكن تقليل مخاطر انتقال العدوى باتباع الخطوات التالية:

  • غسل اليدين بشكل متكرر وجيد
  • وضع المرفق على الأنف والفم عند العطاس أو السعال
  • تجنب الاتصال مع الأشخاص المصابين