اختبار الأندروستينيديون (Androstenedione Test)

الكاتب - 27 فبراير 2024

اختبار الأندروستينيديون هو اختبار تشخيصي للدم يقيس مستويات الأندروستينيديون في الجسم وذلك لتقييم وظيفة الغدد الكظرية والغدد التناسلية، خاصة في الحالات التي يشتبه في وجود توازنات هرمونية. يمكن أن تكون المستويات غير الطبيعية للأندروستينيديون مرتبطة بحالات مختلفة، مثل ورم الغدد الكظرية، ومتلازمة تكيس المبايض، وبعض أنواع التوازنات الهرمونية.

التعريف

الهرمونات الجنسية هي مركبات كيميائية تفرز من الغدد الصماء في الجسم، وتلعب دوراً حيوياً في العديد من الوظائف، مثل النمو والتكاثر.

يخضع افراز الهرمونات الجنسية في الجسم لعدة مستويات من المراقبة، فهي عملية معقدة تهدف للحفاظ على هذه الهرمونات ضمن النطاق الطبيعي لها.

تفرز الهرمونات الجنسية في الجسم بشكل أساسي من الغدد الكظريتين، الخصيتين والمبيضين.

حيث تساهم الأعضاء السابقة في إفراز مجمل الهرمونات الجنسية التي يحتاجها الجسم، ولا بدّ من التنويه إلى أن عمل الأعضاء السابقة يخضع لإشرافٍ من الغدة النخامية (غدة صغيرة تتوضع في الدماغ) التي تنتج بدورها العديد من الهرمونات، ومن أهمها:

  • الهرمون اللوتئيني (LH): الذي يُحفز إنتاج هرمون التستوستيرون لدى الذكور والبروجسترون لدى الإناث.
  • الهرمون المنمّي للجريب (FSH): الذي يُحفز إنتاج البويضات لدى الإناث والحيوانات المنوية لدى الذكور.

يعتبر الأندروستينيديون "Androstenedione" أحد الستيروئيدات الموجودة في الجسم، والتي تعتبر طليعة لإنتاج الهرمونات الجنسية الأخرى.

يفرز هذا الهرمون من الخصيتين والمبيضين والغدتين الكظريتين، وعلى الرغم من أن الأندروستينيديون ينتمي إلى عائلة الأندروجينات (الهرمونات الجنسية الذكرية) إلّا أنّه يتواجد لدى النساء والرجال. كما يعتبر أساسياً لتشكيل الأندروجين الأكثر شهرة لدى الرجال (التستوسترون) إضافة لإمكانية تحوله إلى الاستروجين (الهرمون الجنسي الأنثوي) في جسم الإناث.

تتحكم الغدة النخامية بكمية الأندروستينيديون في الجسم عبر إفراز ما يلي:

  • الهرمون اللوتئيني  "LH": ينظم إفراز الخصيتين والمبيضين للأندروستينيديون.
  • الهرمون المنبه لقشر الكظر"Adrenocorticotropic Hormone (ACTH)" : الذي ينظم بدوره إفراز الغدة الكظرية للهرمون السابق.

أهمية اختبار الأندروستينيديون

انطلاقاً من العلاقة الوثيقة بين الأندروستينيديون وكل من الغدة الكظرية، والخصيتين، والمبيضين، فإن اختبار الأندروستينيديون يسهم فيما يلي:

  • تقييم وظيفة الغدة الكظرية في الجسم.
  • المساعدة في تشخيص أورام الغدة الكظرية، إضافة للمساهمة في تشخيص الأورام النخامية المفرزة لهرمون "ACTH".
  • تشخيص الإصابة بفرط التنسج الخلقي للغدة الكظرية "Congenital Adrenal Hyperplasia (CAH)"، إضافة لمراقبة فعالية العلاج منه، حيث تساهم القيم المخبرية لهرمون الأندروستينيديون في تقييم نتائج العلاج فيما إذا كان كافياً أم لا.
  • المساهمة في تشخيص الإصابة بمتلازمة المبيض متعدد الكيسات"Polycystic Ovarian Syndrome (PCOs)"، وهي حالة شائعة الحدوث لدى الإناث، تتصف بتراكم الجريبات على سطح المبيض، كما أنّها قد تتظاهر بأعراض عديدة من أهمها، الشعرانية وانقطاع الطمث.
  • المساعدة في تشخيص وتحديد أسباب البلوغ المبكر وتأخر البلوغ لدى كل من الذكور والإناث.

أسباب إجراء اختبار الأندروستينيديون

يطلب الطبيب إجراء اختبار الأندروستينيديون عند وجود أعراض قد توجه نحو خلل في كمية الهرمونات الجنسية لدى الشخص المصاب.

١- أعراض النساء

يطلب إجراء اختبار الأندروستينيديون عند المرأة التي تعاني من أعراض يطلق عليها اسم صفات الرجولة، والتي غالباً ما توجّه إلى إصابة الأنثى بإحدى الأمراض المتعلقة بزيادة كمية الأندروجينAndrogen  في جسمها. وتشمل هذه الأعراض:

  • زيادة في شعر الجسم والوجه وتسمى الشعرانية "Hirsutism" والتي تعتبر حالة شائعة ترافق العديد من الحالات المرضية في الجسم.
  • العدّ "Acne" أو ما يسمى بحب الشباب.
  • انقطاع الطمث"Amenorrhea" أو غياب الدورة الشهرية.
  • قلة الطمث "Oligomenorrhea" والذي يعرّف على أنّه وجود أقل من 6 - 8 دورات شهرية في السنة. 
  • العقم
  • خشونة الصوت
٢- أعراض إضافية

يجرى اختبار الأندروستينيديون في الحالات التالية:

  • الرضيع الذي يملك أعضاء جنسية غامضة (غير واضحة فيما إذا كانت أعضاءً ذكورية أو أنثوية). 
  • تشخيص البلوغ المبكر لدى الذكور، ومن أهم الصفات التي ترافق هذه الحالة:
  • تضخم القضيب
  • زيادة الكتلة العضلية
  • نمو شعر العانة
  • خشونة الصوت
  • المساهمة في تحديد السبب الكامن وراء تأخر النمو لدى كل من الذكور والإناث.
  • مراقبة نتائج العلاج لدى الأشخاص المصابين بفرط تنسج قشر الكظر الخلقي"CAH".

شروط الاختبار

لا بدّ من اتّباع نصائح الطبيب فيما يتعلق بالتحضيرات السابقة لأخذ العينة، وبشكلٍ خاص لدى النساء اللواتي في فترة الحيض"Menstrual Period" ، حيث قد يطلب الطبيب أخذ العينة في فترات محددة.

نتائج الاختبار

قد تختلف نتائج الاختبار من مختبر لآخر، إضافة لإمكانية اختلافها تبعاً لمجموعة من العوامل المتعلقة بالمريض كالجنس والعمر، والحالة الصحية أيضا.

ولكن بشكلٍ عام فإن القيم الطبيعية من هرمون الأندروستينيديون لدى البالغين تكون:

  • بين 1 -11.5 nmol/L (نانو مول / ليتر) لدى النساء.
  • بين 2.1 – 10.8 nmol/L لدى الرجال.

وفيما يخص ارتفاع نتائج الاختبار، فلا بدّ من التنويه إلى وجود العديد من الحالات التي قد ترفع من كمية هرمون الأندروستينيديون في الدم، ومن أهمها:

  • متلازمة المبيض متعدد الكيساتPolycystic Ovarian Syndrome (PCOs) .
  • فرط تنسج قشر الكظر الخلقي Congenital Adrenal Hyperplasia (CAH).
  • الأورام المفرزة للأندروجين (كأورام المبيض، والغدة الكظرية).

بينما تشير القيم المنخفضة من هذا الهرمون في الدم، إلى نقص قدرة الخصية والمبيض على أداء وظائفهما في الجسم، إضافة لاحتمالية الإصابة بقصور الغدة الكظرية.

في الختام لا بدّ أن نذكر أن اختبار الأندروستينيديون لا يعتبر اختباراً حاسماً في تشخيص حالة المريض، بل أن الطبيب قد يطلب إجراء مجموعة من فحوص الدم، وغيرها من الفحوص الشعاعية والسريرية كي يصل إلى التشخيص الأنسب للحالة.