اختبار الأمونيا (Ammonia Test)

الكاتب - 17 نوفمبر 2023

اختبار الأمونيا هو فحص طبي يُجرى لقياس مستوى الأمونيا في الدم، وهو مركب كيميائي يتكون بشكل طبيعي نتيجة عملية استقلاب البروتينات في الجسم. يعتبر الأمونيا ضرورياً للعديد من الوظائف الحيوية، ولكن ارتفاع مستوياته في الدم قد يشير إلى مشاكل صحية خطيرة في الكبد أو الجهاز الهضمي.

في هذا المقال سنتعرف على هذا الاختبار وأسباب اللجوء له بالإضافة لشرح نتائج الاختبار.

أهمية اختبار الأمونيا

الأمونيا هي مادة تنجم عن هضم البروتين في الجسم. حيث تعمل البكتريا الموجودة في الأمعاء على تفكيك البروتين من الغذاء إلى مادة تسمى بالأمونيا.

تنتقل بعدها هذه المادة عبر مجرى الدم لتصل إلى الكبد الذي يحولها إلى مركب آخر قابل للطرح خارج الجسم يدعى هذا المركب البولة أو اليوريا "Urea". ولذلك يعتبر الكبد مساهم أساسي في ضبط كمية الأمونيا في الدم، بالتالي حماية الجسم من الأضرار التي قد تنجم عن ارتفاع مستوياتها.

يساعد اختبار الأمونيا في قياس كمية هذه المادة في الدم، ومن ثم التوجه نحو تشخيص حالة المريض. حيث يستخدم هذا الاختبار في تشخيص الإصابة بفرط أمونيا الدم "Hyperammonemia". كما يستخدم في مراقبة فعالية العلاج لدى الأشخاص المصابين بهذا الداء.

وتأتي الأهمية الكبيرة لهذا الاختبار من الخصوصية التي تملكها الأمونيا في الجسم. فهي تعتبر مادة سامة للعديد من أعضاء الجسم وبشكل خاص الدماغ. فالمستويات المرتفعة من الأمونيا تسبب العديد من الأعراض العصبية لدى الشخص. مثل الارتباك، والتعب، والإصابة بالسبات أو الغيبوبة في بعض الحالات المتقدمة.

كما لا بد أن نذكر أن اختبار الأمونيا غالباً ما يجرى على عينة من الدم الوريدي وذلك لسهولة الحصول عليها مقارنة بعينة الدم الشرياني. ولكن في بعض الحالات قد يطلب الطبيب قياس كمية الأمونيا في عينة الدم الشريانية، حيث أن الدم الشرياني يقدم معلومات أدق حول حالة المريض.

أسباب إجراء اختبار الأمونيا

لاختبار الأمونيا أهمية في تقييم وظيفة الكبد ومدى قدرته على أداء وظائفه. لذلك يطلب الأطباء إجراءه لدى الأشخاص المصابين بإحدى أمراض الكبد أو أمراض الكليتين.

كما يطلب هذا الاختبار لدى الأشخاص الذين يعانون من أعراض توحي بإصابتهم بمشاكل في الدماغ. فالقيم المرتفعة من الأمونيا لها تأثيراً سلبياً على بنية ووظائف الدماغ، ومن أهم هذه الأعراض:

  • الارتباك
  • مشاكل العضلات
  • الشعور بالنعاس المستمر
  • تبدلات المزاج
  • ارتعاش اليدين

شروط اختبار الأمونيا

ينصح باتباع أوامر الطبيب فيما يتعلق بالتحضيرات الواجب اتباعها قبل إجراء الاختبار، وذلك لكثرة العوامل التي قد تؤثر على النتائج.

فالطبيب قد يطلب التوقف على التدخين وشرب الكحول لمدة معينة قبل إجراء الاختبار. حيث يعتبران عوامل ترفع من قيم الأمونيا في الدم.

إضافة إلى ذلك يمكن أن يطلب الطبيب التوقف عن تناول بعض الأدوية التي قد تؤثر على نتائج الاختبار مثل:

  • الأسيتازولاميد "Acetazolamide"
  • الباربيتيورات "Barbiturates"
  • المدرات "Diuretics"
  • حمض الفالبرويك "Valproic Acid"
  • المخدرات "Narcotics"

النتائج

قد تختلف نتائج اختبار الأمونيا بشكل طفيف من مختبر لآخر، ولكنٍ بشكل عام فإن القيم الطبيعية من الأمونيا تتراوح بين 15 – 45 µ/dL (ميكرو/ديسي ليتر).

١- ارتفاع النتائج

هناك العديد من الحالات المرضية التي تترافق مع ارتفاع قيم الأمونيا في الدم عند اجراء الاختبار، ومن أهمّها:

  • انحلال الدم لدى الولدان (المولودين حديثاً).
  • النزف الهضمي
  • فرط أمونيا الدم العابر لدى الولدان
  • الإصابة بإحدى الأمراض الوراثية التي تؤثر على حلقة استقلاب البولة
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم
  • أمراض الكليتين
  • انخفاض بوتاسيوم الدم
  • المجهود العضلي الشديد، أو ممارسة التمارين الرياضية المرهقة.
  • أمراض الكبد: كالإصابة بتشمع الكبد"Cirrhosis" ، والتهاب الكبد"Hepatitis" ، والفشل الكبدي"Liver Failure"
  • متلازمة راي"Reye syndrome" وهي متلازمة نادرة الحدوث، ولكن شديدة الخطورة. وتصيب بشكل خاص الأطفال والمراهقين بعد الإصابة بعدوى فيروسية أو عند تناول أدوية الأسبرين لعلاج المرض الفيروسي. وتؤثر هذه المتلازمة بشكل أساسي على وظيفة كل من الكبد والدماغ لدى المصابين مسببة تراجعاً في قدرتهما على أداء وظائفهما.
  • التغذية الوريدية الكاملة (TPN) حيث تشير الدارسات إلى أن الأشخاص الخاضعين للتغذية عبر الوريد، يملكون قيماً مرتفعة من الأمونيا في دمهم.
  • التسمم بالساليسيلات "Salicylate" وهي إحدى الأصناف الدوائية، ويعتبر الأسبرين"Aspirin" من أشهر الأدوية التي تنتمي إلى هذه الزمرة.
  • فغر الحالب"Ureterosigmoidostomy" وهو إحدى الطرق الجراحية التي تسمح بتفريغ البول الموجود في الحالب. وغالباً ما يستخدم هذا الإجراء في العديد من العمليات الجراحية البولية.
  • العدوى الجرثومية للسبيل البولي، وبشكل خاص الإصابة بجرثومة "Proteus Mirabilis".

٢- انخفاض النتائج

مع  أن ارتفاع أمونيا الدم تعتبر حالة أكثر شيوعاً من انخفاضها. ولكن هناك بعض الحالات التي يمكن أن تظهر فيها نتائج اختبار الأمونيا انخفاض في القيمة، ومنها:

  • ارتفاع ضغط الدم الأساسي أو الخبيث.
  • قصور الغدة الدرقية"Hypothyroidism"
  • فرط أورنيثين الدم "Hyperornithinemia"
  • استهلاك بعض الصادات الحيوية كالنيومايسين"Neomycin"، إضافة لبعض الأدوية مثل الليفودوبا، وأملاح البوتاسيوم.