اختبارات النقرس (Gout Tests)

الكاتب - 21 نوفمبر 2023

تشكل الاختبارات التشخيصية لمرض النقرس خطوة هامة في تأكيد وجود المرض والتوجيه نحو العلاج الأفضل لتفادي الآلام المفاجئة والتهابات المفاصل المرتبطة بمرض النقرس. فما هي هذه الاختبارات وكيف تكون النتائج هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.

مرض النقرس

يعتبر النقرس "Gout" أحد أهم أنواع التهابات المفاصل التي قد تصيب الجسم، ويعدّ فرط حمض البول في الدم السبب الأساسي للإصابة بهذا الداء. 

حمض البول هو عبارة عن مادة تنجم عن تفكيك البورينات "Purines" وهي أحد أصناف البروتينات والتي توجد بشكل طبيعي في خلايا الجسم إضافة لتواجدها في العديد من الأصناف الطعامية. وبناء عليه فإن زيادة تركيز حمض البول في الدم، سيؤدي إلى مشاكلٍ عديدة. فهذه المواد قد تتراكم مشكلة بلورات تترسب في مفاصل الجسم، وتسبب مشاكلاً عديدة على مستواها.

يصنف النقرس على أنه النمط الأكثر شيوعاً من أمراض المفاصل الالتهابية لدى الذكور، حيث تسجل الولايات المتحدة الأمريكية ما يقارب 8.3 مليون حالة إصابة بالنقرس.

عادة ما يصيب النقرس مفصلاً واحداً في الجسم وغالباً يمون مفصل الإصبع الكبير للقدم. كما أن هذا المرض غالباً ما يأتي على هيئة نوبات أو توهجات. فالمريض المصاب بالنقرس قد لا يعاني من أي أعراض سريرية في حالات الهدوء أو الهجوع. لتبدأ هذه الأعراض بالازدياد المفاجئ والشديد عند حصول النوبة.

كما أن النوبات الحادة للمرض غالباً ما تحصل خلال الليل، وهذا ما يمنع الشخص المصاب من النوم. وعادة ما تستمر نوبات النقرس حوالي أسبوع إلى أسبوعين.

اختبارات النقرس

غالباً ما يتم تشخيص الإصابة بالنقرس من خلال الأعراض السريرية للمرض، حيث أن الألم المفصلي الشديد والمفاجئ قد يوجّه نحو الإصابة بالنقرس. ولكن يوجد مجموعة من الفحوص التي تستخدم في تشخيص الإصابة بالمرض، ومن أهمها:

١- اختبار حمض البول في الدم "Uric Acid"

إن أغلب حالات مرض النقرس تكون ناجمة عن ارتفاع في تركيز حمض البول، لذلك يساعد اختبار حمض البول في الدم وفي حال كانت النتائج مرتفعة إلى التوجيه نحو هذه الحالة.

إلا أن ارتفاع تركيز حمض البول في الدم ليس شرطاً أساسياً للإصابة بالمرض، فليس كل شخص مصاب بالنقرس سيعاني من ارتفاع في حمض البول. وبنفس الوقت ليس كل حالة ارتفاع في حمض البول تعني أن الشخص مصاب بالنقرس.

٢- اختبار السائل المفصلي

السائل المفصلي أو السائل الزليل هو عبارة عن سائل يوجد في جوف المفصل وبكميات قليلة. ويساعد هذا السائل في تسهيل حركة المفصل والتخفيف قدر الإمكان من الاحتكاك العظمي فيه.

ويتم في هذا الاختبار فحص عينة من السائل المفصلي للبحث عن وجود بلورات حمض البول في المفصل الملتهب. ولا بدّ من الإشارة إلى أن هذه الطريقة تعتبر الطريقة الأكثر دقة وأهمية في تشخيص الإصابة بالنقرس.

٣- الاختبارات الشعاعية

تفيد الاختبارات الشعاعية في تحديد الأسباب المختلفة التي قد تكون مسؤولة عن الألم المفصلي، إضافةّ إلى إمكانية كشفها للتبدلات أو التشوهات العظمية وبلورات حمض البول التي قد تشير إلى الإصابة بالنقرس، ومن أهم هذه الاختبارات:

  • الأشعة السينية "X-Ray" : قد لا تظهر التبدلات العظمية المرافقة لداء النقرس حتى سنوات عديدة من الإصابة بالمرض، لذلك فإن الأهمية الأساسية للأشعة السينية تتجلى في استبعاد الأسباب الأخرى للأذية العظمية.
  • الأمواج فوق الصوتية "Ultrasound" : تبرز الأهمية الأكبر لهذه الطريقة في البحث والكشف عن بلورات حمض البول التي قد توجد في السائل المفصلي.
  • التصوير الطبقي المحوري"CT"

أهمية الاختبار

تتجلى الأهمية الأساسية من اختبارات النقرس لتشخيص المرض، ومن ثم تحديد السبب الكامن وراء الأعراض السريرية التي يعاني منها المريض.

فتشخيص الإصابة بالنقرس يدفع الطبيب لاختيار العلاج الأنسب لحالة المريض، حيث يعتبر خفض تركيز حمض البول في الدم العلاج الأكثر أهمية في ضبط المرض.

بالإضافة إلى ذلك، تساعد هذه الاختبارات أيضا في مراقبة نتائج العلاج لدى الأشخاص المصابين بالنقرس، حيث أن إجراء الاختبار بشكل متكرر يبين فيما إذا كان الشخص يستجيب للعلاج أم لا.

أسباب إجراء الاختبار

يمكن إجراء اختبارات النقرس كإجراء وقائي لدى أي شخص، ولكن بشكل عام ينصح الأشخاص الذين يعانون من بعض الأعراض بإجراء الاختبار لكونها موجهة نحو مرض النقرس. ومن هذه الأعراض نذكر:

  • الحمى أو ارتفاع درجة الحرارة
  • ألم المفصل، ولا سيما الألم الشديد الذي يصيب الإصبع الكبير للقدم
  • تورم المفصل
  • احمرار الجلد المحيط بالمفصل المصاب
  • الالتهاب المتكرر في القوس الداخلي للقدم

كذلك فلا بد من ضرورة إجراء الاختبار لدى الأشخاص الذين عانوا بشكل مسبق من نوبات من الألم المفصلي، حيث أن ذلك قد يشير إلى إصابتهم بداء النقرس.

عوامل الخطورة للإصابة بالنقرس

يطلب أيضا اجراء اختبارات النقرس للأشخاص الذين يملكون عوامل خطر مرتفعة للإصابة بالمرض والتي تشمل:

  • التقدم بالعمر: حيث أن النقرس يصيب البالغين بشكل أكبر من الأطفال.
  • الجنس: يصيب النقرس الذكور بشكل أكبر من الإناث. فلدى الأشخاص الأصغر من 65 عام تكون نسبة إصابة الذكور 4 أضعاف الإناث. في حين أن هذه النسبة تقل لتصبح 3 أضعاف لدى الأشخاص الأكبر من 65 عام بالتالي فإن إصابة النساء بالنقرس تزداد قليلاً بعد انقطاع الطمث. (1)
  • الوزن: إن البدانة أو زيادة الوزن ترفع من نسب إصابة الشخص بالنقرس. (2)
  • العوامل الوراثية: القصة العائلية السابقة للإصابة بالنقرس، ترفع من احتمالية إصابة بقية أفراد العائلة بالمرض.
  • النظام الغذائي: إنّ تناول الأغذية الغنية بالبورينات يرفع من نسب إصابة الشخص بالنقرس ومن أكثر المصادر الغذائية الغنية بالبورينات: اللحوم الحمراء، وبعض المأكولات البحرية كالسلمون والسردين والتونا ووغيرها.
  • شرب الكحول
  • التعرض الزائد للرصاص
  • استهلاك بعض الأدوية قد يرفع من مستويات حمض البول في الدم، ومن هذه الأدوية نذكر مدرات البول "Diuretics" ، والساليسيلات "Salicylates"
  • الإصابة بمجموعة من الأمراض التي قد تؤثر بشكل سلبي على صحة المريض، ومنها:
    • القصور الكلوي وذلك لأن الكليتين تعجز في هذه الحالة عن طرح الكميات الزائدة من حمض البول، مما يؤدي إلى تراكم هذه المركبات في الحيز المفصلي.
    • قصور القلب الاحتقاني"Congestive Heart Failure"
    • ارتفاع ضغط الدم
    • مقاومة الأنسولين والتي تعتبر المسؤولة عن الإصابة بالنمط الثاني من الداء السكري. فالأنسولين لا يستطيع أداء وظائفه بشكل طبيعي، بسبب مقاومة خلايا الجسم لآلية عمله.

النتائج

يناقش الطبيب نتائج الاختبار كي يستطيع الوصول إلى التشخيص الأدق لحالة المريض، مع التنويه إلى ضرورة الاعتماد على الأعراض السريرية التي يعاني منها المريض في تشخيص الإصابة.

حيث أن الأعراض السريرية قد تساهم بشكل كبير في تشخيص الإصابة بالنقرس، إلى جانب غيرها من الفحوص المخبرية والشعاعية.

  • اختبار مستوى حمض اليوريك في الدم:
    • النتائج الطبيعية: تتراوح عادةً مستويات حمض اليوريك في الدم لدى البالغين بين 2.4 و 6.0 ملغ/ديسيلتر.
    • يمكن أن يشير ارتفاع مستويات حمض اليوريك إلى احتمالية إصابة الشخص بالنقرس، ولكنها لا تكون قاطعة بمفردها.
  • فحص السائل المفصلي: فإذا وُجدت بلورات حمض اليوريك يُعتبر هذا تأكيداً لتشخيص النقرس.
  • الأشعة السينية (X-ray) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو الأشعة المقطعية (CT):
    • يمكن أن تظهر تغيرات تشوهية في المفاصل، مثل ترسبات الكالسيوم أو التصلب الشاذ، ولكنها قد لا تظهر بلورات حمض اليوريك مباشرةً.

اختبارات إضافية

هناك مجموعة من الاختبارات الإضافية التي تساعد في تشخيص الإصابة بالنقرس. مع التنويه إلى الأهمية التي تقدمها هذه الاختبارات في تحديد الأسباب الأخرى التي قد تكون مسؤولة عن الأعراض السريرية التي يعاني منها المريض، ومن أهم هذه الاختبارات:

  • اختبار سرعة تثفل الكريات الحمراء (ESR) والبروتين التفاعلي الارتكاسي(CRP) فارتفاع كل من الاختبارين السابقين قد يشير إلى وجود حالة التهابية لدى الشخص.
  • الأجسام المضادة للنوى (ANA): يُسهم هذا الاختبار في تشخيص العديد من أمراض المناعة الذاتية والتي يخطئ فيها الجهاز المناعي في تمييز خلايا الجسم ويشكل مجموعة من الأجسام المضادة لها.
  • اختبار العامل الرثياني (RF) واختبار الأجسام المضادة (Anti-CCP): يفيد هذان الاختباران في تشخيص الإصابة بالتهاب المفصل الرثياني