ضخامة النهايات: الأسباب والعلاج

الكاتب - أخر تحديث 2 مايو 2023

تعد ضخامة النهايات "Acromegaly" حالة نادرة يُنتج فيها الجسم كميات زائدة من هرمون النمو مما يؤدي إلى نمو العظام وأنسجة الجسم بشكل أسرع وتتميز هذه الحالة بازدياد حجم الأطراف العلوية والسفلية في الجسم. وعلى الرغم من ندرة هذه الحالة إلا أن فهم أسبابها وتشخيصها بشكل دقيق يمكن أن يساعد في تطوير خيارات العلاج.

هرمون النمو

يتم تصنيع وإفراز هرمون النمو من قبل الغدة النخامية وهي غدة صماء صغيرة في الدماغ، ومن ثم ينتقل الهرمون في مجرى الدم إلى جميع أنسجة الجسم لتحفيز النمو، ولا سيما عند اليافعين. ويساعد هذا الهرمون بعد انتهاء مرحلة النمو في الحفاظ على البنية الطبيعية للعظام والغضاريف والأعضاء الطبيعية والاستقلاب في الجسم ويساعد في ضبط مستويات السكر في الدم ضمن المجال الطبيعي.

لأن سلامتك تهمنا

تحدث مع طبيب

ولكن نتيجةً لأسباب مختلفة قد يتم إنتاج هرمون النمو بشكل مبالغ فيه مما يؤدي إلى الإصابة بضخامة النهايات "Acromegaly" عند البالغين، وهي حالة طبية نادرة وخطيرة. يمكن لضخامة النهايات أن تصيب أي شخص بعد البلوغ، ولكن غالباً ما يتم تشخيص الحالة في منتصف العمر خلال العقدين الرابع والخامس من العمر. وتؤدي هذه الحالة إلى عدم انتظام شكل العظام وزيادة حجم الأعضاء وغيرها من الأعراض.

الأعراض

تختلف أعراض ضخامة النهايات من شخص إلى آخر، ومن أهم التغيرات التي تطرأ على المظهر الجسدي للمريض نذكر ما يلي:

  • تضخم وتورم اليدين والقدمين، وقد يلاحظ المريض تغيراً في مقاس الخاتم أو الحذاء
  • تضخم الشفتين والأنف واللسان
  • تغيرات في العظام، حيث تبرز الجبهة والفك السفلي، ويكبر جسر الأنف، وتزداد المسافة بين الأسنان.
  • يصبح الجلد سميكاً وخشناً ودهنياً
  • زيادة التعرق ورائحة الجلد
  • يصبح الصوت أعمق
  • ظهور ثآليل جلدية صغيرة ذات لون لحمي ويكون سطحها مرتفعاً، وقد تصبح أكبر أو أغمق.

هذا بالإضافة إلى أعراض أخرى تشمل:

  • الصداع
  • آلام في المفاصل
  • مشاكل في الرؤية

أسباب ضخامة النهايات

تعتبر ضخامة النهايات واحدة من الآثار الجانبية المحتملة لفرط هرمون النمو، وهو حالة يحدث فيها إفراز كميات كبيرة من هذا الهرمون من الغدة النخامية في الدماغ.

ويمكن أن يحدث فرط هرمون النمو بسبب عدة أسباب، بما في ذلك ورم في الغدة النخامية أو اضطرابات في جهاز الغدد الصماء.

١- الورم الغدي في الغدة النخامية

يُعَدُّ الورم الغدي في الغدة النخامية من بين الأورام الشائعة التي تُسبب حالة ضخامة النهايات. يزيد هذا الورم من إفراز الغدة النخامية لهرمون النمو، مما يؤدي إلى نمو الأنسجة بشكل أسرع وزيادة حجم الجسم.

يُمكن أن تظهر هذه الأورام عشوائياً بسبب تغير مورثي صغير داخل الغدة، ومع الوقت تتكاثر الخلايا وتشكل ورماً حميداً يُعرف باسم الورم الغدي. وعلى الرغم من أن هذا الورم لا ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، إلا أنه يمكن أن يسبب مشاكل بسبب حجمه وموقعه. كما ويُمكن للورم أن يضغط على الأنسجة المحيطة به، ما يؤدي إلى الصداع ومشاكل في الرؤية، وفي حالات معينة يمكن أن يتأثر إنتاج هرمونات أخرى من الغدة النخامية.

ويكون التأثير مختلفاً بالنسبة للرجال والنساء؛ فقد نجد مشاكل في الدورة الشهرية عند النساء، بينما يعاني بعض الرجال من الضعف الجنسي.

ومع ذلك فإن معظم أورام الغدة النخامية لا تسبب أي تغير في إفراز هرموناتها، حيث يُعتقد أن حوالي 17% من السكان يعانون من أورام صغيرة في الغدة النخامية ولا تنتج كميات إضافية من هرمون النمو ولا تتسبب في ظهور أية أعراض.

٢- الأورام الأخرى

يمكن أن يؤدي وجود ورم في مكان آخر من الجسم إلى فرط إنتاج هرمون النمو أيضا مما يسبب ضخامة النهايات، وهذا ما قد نراه في أورام الرئتين أو الغدة الكظرية أو البنكرياس.

وقد ينتج هرمون النمو في هذه الحالات إما من قِبل الأورام نفسها أو نتيجة استجابة الغدة النخامية لمحفز يدفعها إلى إنتاج هرمون النمو؛ فمثلاً يمكن لبعض أورام الوطاء أن تفرز الهرمون المطلق لهرمون النمو (GHRH) والذي يحفز بدوره إنتاج هرمون النمو.

تحدث مع طبيب الآن

AvatarNew alerts
Avatar
Avatar
Avatar

+16 طبيب متواجد الآن

أما زيادة هرمون النمو من خارج الغدة النخامية فيمكن أن نراه في الأورام العصبية الصماوية مثل سرطان الرئة صغير الخلايا أو الأورام السرطانية.

مضاعفات ضخامة النهايات

عند الإصابة بحالة ضخامة النهايات يمكن أن تتطور بعض المشاكل الصحية وذلك قبل تشخيص الحالة وعلاجها، على سبيل المثال:

ويمكن أن تؤدي ضخامة النهايات في حال تركها دون علاج إلى حدوث الموت المبكر كذلك. ولكن عند التشخيص المبكر والعلاج الناجح تتحسن الأعراض بشكل عام وقد تختفي تماماً، كما قد يعود متوسط العمر المتوقع إلى طبيعته.

تشخيص ضخامة النهايات

في حالة الاشتباه في الإصابة بضخامة النهايات يوصي الطبيب بإجراء مجموعة من الفحوصات الطبية والتي تشمل:

  • فحص دم للتحقق من مستوى عامل النمو الشبيه بالأنسولين -1 (IGF-1) وهو هرمون يساعد على تعزيز نمو العظام والأنسجة الطبيعية وتطورها. وفي حال كانت مستويات IGF-1 مرتفعة فيمكن أن يعني ذلك أن مستويات هرمون النمو مرتفعة أيضاً.
  • كما يمكن إجراء اختبار تحمل الغلوكوز الفموي، وفيه يتم قياس مستويات هرمون النمو في الدم بعد شرب الماء المضاف إليه السكر.
    • حيث عادةً يسبب شرب الماء المحلى بالسكر إلى توقف الغدة النخامية عن إنتاج هرمون النمو وانخفاض مستويات الهرمون في الدم، أما في حال الإصابة بورم الغدة النخامية المنتج لهرمون النمو فلن يتوقف عن تصنيع هرمون النمو ولن تتغير مستويات هرمون النمو في الدم بشكل كبير.

وإذا تم تأكيد تشخيص الإصابة بضخامة النهايات فقد يطلب الطبيب إجراء اختبارات إضافية لمعرفة ما إذا كانت الحالة قد أثرت على أجزاء أخرى من الجسم، وقد تشمل هذه الاختبارات ما يلي:

  • تصوير القلب بالأمواج فوق الصوتية للتحقق من مشاكل القلب.
  • دراسة النوم للتحقق من انقطاع النفس أثناء النوم.
  • تنظير القولون لتقييم صحة القولون.
  • التصوير بالأشعة السينية أو فحص الكثافة العظمية للتحقق من صحة العظام.

علاج ضخامة النهايات

يعتمد علاج ضخامة النهايات على الأعراض الظاهرة عند المريض، وعادةً ما يكون الهدف هو:

  • تقليل إنتاج هرمون النمو إلى الحد الطبيعي.
  • تخفيف الضغط الذي يطبقه الورم على الأنسجة المحيطة.
  • علاج أي نقص في الهرمونات.
  • علاج الأعراض.

ويكون العلاج المتبع لمعظم المصابين بضخامة النهايات هو عملية جراحية لإزالة الورم في الغدة النخامية؛ كما قد تكون هناك حاجة أحياناً إلى العلاج الدوائي أو الإشعاعي.

١- الجراحة

تعتبر الجراحة حلاً فعالاً عادةً ويمكن أن تعالج ضخامة النهايات تماماً، ولكن قد يكون الورم كبيراً جداً أحياناً بحيث لا يمكن إزالته كلياً، وهنا قد يحتاج المريض إلى إجراء عملية أخرى أو إلى مزيد من العلاج الدوائي أو الإشعاعي.

عند استئصال الورم يجب أن تنخفض مستويات هرمون النمو على الفور ويقل الضغط على الأنسجة المحيطة، وغالباً ما تبدأ ملامح الوجه في العودة إلى طبيعتها ويتحسن التورم في غضون أيام قليلة.

ولكن يمكن أن تترافق الجراحة مع بعض المخاطر التي تشمل ما يلي:

  • إتلاف الأجزاء السليمة من الغدة النخامية.
  • تسرب السوائل التي تحيط بالدماغ وتحميه.
  • التهاب السحايا وهو اختلاط نادر.
٢- العلاج الدوائي

يمكن وصف الأدوية إذا استمرت مستويات هرمون النمو أعلى من المعتاد بعد الجراحة أو إذا كانت الجراحة غير ممكنة، وهناك ثلاث أنواع من الأدوية التي يمكن أخذها:

  • حقنة شهرية إما من أوكتريوتيد "Octreotide" أو لانريوتيد "Lanreotide" أو باسيريوتيد "Pasireotide" والتي يمكن أن تبطئ إفراز هرمون النمو وقد تقلص الورم في بعض الأحيان أيضاً.
  • حقنة بيغفيسومانت "Pegvisomant" بشكل يومي، وهي تمنع آثار هرمون النمو ويمكن أن تحسن الأعراض بشكل ملحوظ.
  • أقراص بروموكريبتين "Bromocriptine" أو كابيرغولين "Cabergoline" ويمكن أن توقف إنتاج هرمون النمو إلا أنها تنجح فقط عند نسبة صغيرة من المرضى.
٣- العلاج الإشعاعي

يمكن أن يقلل العلاج الإشعاعي من مستويات هرمون النمو، ولكن قد لا يكون له تأثير ملحوظ لعدة سنوات. وهناك نوعان رئيسيان يستخدمان لعلاج ضخامة النهايات:

  • العلاج الإشعاعي التجسيمي "Stereotactic Radiotherapy" ويستخدم في علاج الأورام الغدية لأنه يقلل من خطر تلف الأنسجة السليمة المجاورة.
  • العلاج الإشعاعي التقليدي "Conventional Radiotherapy"

غالباً ما يؤدي العلاج الإشعاعي إلى انخفاض تدريجي في مستويات الهرمونات الأخرى التي تنتجها الغدة النخامية، لذلك يحتاج المريض إلى العلاج بالهرمونات البديلة لبقية حياته، كما قد يكون هناك أيضاً تأثير على خصوبة المريض.