نقص هرمون النمو: الأعراض والأسباب

الكاتب - 17 أبريل 2023

يعتبر هرمون النمو من الهرمونات الرئيسية التي تؤثر على نمو الجسم وتطوره. وعندما يحدث نقص في هذا الهرمون، فإنه يمكن أن يؤدي إلى مجموعة من المشاكل الصحية، وبشكل خاص لدى الأطفال والمراهقين. في هذا المقال، سنتناول أسباب نقص هرمون النمو، وكيفية التشخيص والعلاج لهذه الحالة. كما سنتحدث عن الأثر الذي يمكن أن يتركه نقص هرمون النمو على صحة الأطفال والمراهقين وحتى البالغين.

تعريف

هرمون النمو "Growth hormone" هو من الهرمونات الهامة التي تفرزها الغدة النخامية، وهو يحفز عملية النمو في جميع أنحاء الجسم، إلا أن دوره الأكبر يتمثل في تعزيز نمو الغضاريف والعظام، وخاصةً عند اليافعين.

ولكن في بعض الأحيان قد يحدث نقص في هذا الهرمون نتيجة عدم تمكن الغدة النخامية من إفراز ما يكفي منه لسببٍ ما. وهناك ثلاثة أنواع رئيسية لنقص هرمون النمو، وتشمل ما يلي:

  • النقص الخلقي: والذي يكون موجوداً منذ الولادة نتيجة طفرة وراثية أو مشاكل هيكلية في دماغ الطفل.
  • النقص المكتسب: ويحدث في وقت لاحق من الحياة نتيجة ضرر ما في الغدة النخامية، ويمكن لكل من الأطفال والبالغين أن يصابوا بذلك.
  • النقص مجهول السبب: وفيه لا يكون سبب النقص معروفاً.

كما يتم تصنيف نقص هرمون النمو أيضاً حسب عمر البدء، حيث تختلف الأعراض والإجراءات المتبعة بين من يبدأ عنده المرض في الطفولة ومن يبدأ عنده في مرحلة البلوغ.

أعراض نقص هرمون النمو

يمكن أن يسبب نقص هرمون النمو العديد من الأعراض، وهي تختلف بين الأطفال والبالغين.

١- الأعراض عند الأطفال

يتظاهر نقص هرمون النمو الخلقي منذ الولادة، ويكون حجم الطفل المولود طبيعياً عند الولادة في كثير من الأحيان، ولكن معدل نمو البطيء هو ما ينبئ بوجود هذه الحالة. حيث إذا كان الطفل ينمو بمعدل متوسط ​​بين الأشهر 6 و 12 من العمر فمن غير المرجح أن يكون مصاباً.

أما الطفل الذي سيعاني من النقص الهرمون المكتسب فسوف يصاب بالأعراض مع تقدمه في السن.

وتشمل العلامات والأعراض الأخرى لدى الأطفال ما يلي:

  • انخفاض نسبة السكر في الدم عند حديثي الولادة
  • القضيب الصغير عند حديثي الولادة
  • عدم انغلاق اليوافيخ (الفجوات بين عظام جمجمة الطفل الصغير)
  • الشعر الناعم
  • انخفاض معدل نمو الأظافر
  • زيادة الدهون في البطن
  • التطور البطيء للعظام الطويلة
  • التطور البطيء لعظام الوجه والأسنان

٢- الأعراض عند البالغين

تظهر أعراض مختلفة عند الأشخاص الذين يكتسبون نقص هرمون النمو في وقت لاحق من الحياة، وتشمل هذه الأعراض ما يلي:

  • انخفاض في كتلة العضلات
  • زيادة في الدهون
  • انخفاض مستويات الطاقة
  • صعوبات في الذاكرة والتركيز
  • الاكتئاب أو القلق
  • انخفاض قوة العظام
  • زيادة مستوى كوليسترول البروتين الشحمي منخفض الكثافة (LDL)
  • هشاشة العظام

الأسباب

يعد نقص هرمون النمو حالة نادرة، ويمكن أن يكون خلقياً أو مكتسباً في وقت لاحق أثناء الطفولة أو البلوغ، مما يسبب أعراضاً مختلفة من شخص إلى آخر باختلاف العمر الذي تبدأ فيه الحالة.

١- نقص هرمون النمو الخلقي
  • يحدث النقص الخلقي نتيجة شذوذات في مجموعة معينة من المورثات، مما يهيئ الشخص للإصابة.
  • كما يمكن أن تسري الحالة ضمن العائلات ولكن ذلك أمر نادر الحدوث.
  • قد يحدث نتيجة مشكلة في العدة النخامية حيث قد تكون صغيرة أو لا تكون موجودةً أساساً.
٢- نقص هرمون النمو المكتسب

قد يصاب المرء بنقص هرمون النمو المكتسب أثناء الطفولة أو البلوغ وذلك بعد الخضوع لأي إجراء يمكن أن يلحق الضرر بالغدة النخامية أو منطقة الدماغ المحيطة. 

كما تشمل الأسباب الأخرى:

  • الأورام
  • الخضوع لجراحة على الدماغ
  • إصابة شديدة في الرأس
  • الإشعاع على منطقة الغدة لعلاج السرطان
  • العدوى
  • الأمراض المناعية الذاتية
  • نقص التروية الدموية الواصلة إلى الغدة النخامية
  • التهاب الغدة النخامية، وهي حالة نادرة يمكن رؤيتها بعد العلاج بأدوية معينة من السرطان

وفي كل الحالات السابقة قد تظهر مشاكل وأعراض إضافية نتيجة نقص هرمونات الغدة النخامية الأخرى.

مضاعفات نقص هرمون النمو

نقص هرمون النمو يمكن أن يسبب عدداً من المضاعفات لدى الأطفال والبالغين.

١- عند الأطفال
  • قد يؤدي نقص الهرمون إلى تأثر نمو الجسم بشكل عام فقد يكون غير كافٍ أو بطيء وخاصة في ازدياد الطول
  • بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي نقص الهرمون إلى تأخر في نمو الفك والأسنان والجهاز التناسلي بالتالي تأخر البلوغ.
٢- عند البالغين
  • يمكن أن يسبب نقص هرمون النمو ضعفًا في الكتلة العضلية وزيادة في الدهون، وقد يؤثر ذلك على الصحة العامة للفرد ويزيد من خطر الاإصابة بأمراض القلب.
  • قد يؤدي أيضا إلى تقليل كثافة العظام، وزيادة خطر الإصابة بالكسور وهشاشة العظام وأمراض العظام المختلفة.
  • بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يؤثر نقص الهرمون على القدرة الجنسية والحيوية العامة، مما يؤثر على الجودة العامة للحياة.

التشخيص

تتضمن عملية تشخيص نقص هرمون النمو عدة خطوات، بدءاً من الفحوصات السريرية والطبية الأولية وصولاً إلى الفحوصات المخبرية المتخصصة. حيث يعتمد التشخيص الدقيق على الجمع بين الأعراض والنتائج المخبرية، ويتم تشخيصها بدقة من قبل أخصائي الغدد الصماء والتغذية.

١- الفحص السريري

يقوم الطبيب بقياس طول الشخص ووزنه بالإضافة إلى طول الذراع والساق، ويتحرى عن وجود أي أعراض أو علامات مرافقة، كما يتحقق من تاريخ النمو السابق والأسري.

٢- الفحوص المخبرية والتصويرية

يمكن أن يستخدم الطبيب أيضا العديد من الفحوصات المخبرية والتصويرية المتخصصة لتحديد مستويات الهرمونات في الجسم وتحليل البيانات الحيوية للفرد، مثل:

  • فحص الدم
  • التحليل الهرموني
  • فحص إشعة الأشعة السينية لتقييم نمو العظام.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي للرأس للكشف عن الشذوذات في منطقة ما تحت المهاد أو الغدة النخامية

كما يمكن استخدام اختبارات إضافية لتحديد إذا ما كان الشخص يعاني من نقص هرمون النمو، مثل:

  • اختبار تحفيز الهرمون النمائي
  • أو اختبار الغلوكاجون الإنسوليني

العلاج

في الواقع تتشابه خطة العلاج الموصى بها لدى الأطفال والبالغين.

١- عند الأطفال

يتضمن العلاج حقن هرمون النمو البشري المأشوب "Recombinant Human Growth Hormone"، ومن المهم تشخيص الأطفال بسرعة حتى يبدأ العلاج في أسرع وقت ممكن. حيث كلما تلقى الطفل العلاج بشكل أبكر زادت احتمالية نموه بالمعدل الطبيعي.

وفي بعض الحالات قد يستمر العلاج حتى مرحلة البلوغ بعد إعادة الاختبار والتقييم.

٢- العلاج عند البالغين

يتم العلاج أيضا عن طريق حقن هرمون النمو البشري المأشوب "Recombinant Human Growth Hormone".

كما أن الأشخاص الذين تلقوا العلاج في مرحلة الطفولة يستمرون في أخذه مع تقدمهم في السن، وذلك لأن نقص هرمون النمو قد يستمر في التسبب في مشاكل عند اكتمال نمو الشخص؛ ويمكن أن يمنع الاستمرار في العلاج فقدان كتلة العضلات والتأثيرات الأخرى للحالة.

وفي عام 2020 وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية "FDA" على الحقن الأسبوعي بدلاً من الحقن اليومي عند البالغين المصابين بنقص هرمون النمو.

بالإضافة إلى العلاج السابق ينصح البالغين باتباع توصيات إضافية لتجنب المضاعفات الناتجة عن نقص هرمون النمو، وتشمل بعض هذه التوصيات:

  • يمكن أن تساعد الحياة الصحية مثل تناول نظام غذائي متوازن وتقليل تناول الدهون الضارة وممارسة التمارين الرياضية من تقليل خطر المضاعفات المرتبطة بأمراض القلب.
  • كما أن اتباع نظام غذائي غني بالكالسيوم وتناول مكملات فيتامين D بحسب وصفة الطبيب يساعد بتقليل خطر الإصابة بهشاشة العظام والكسور.