الكبد الجنيني

المراجعة الطبية - M.D
الكاتب - أخر تحديث 27 يوليو 2022

الكبد أحد أهم الأعضاء الداخلية والمسؤول الأول عن تنقية الدم من السموم والمواد الضارّة. ويعدّ أحد أكثر الأعضاء مهامًا إذ يؤدي الكبد أكثر من ٥٠٠ مهمة حيوية في جسم الإنسان.

لا تقتصر مهام الكبد على حياة البالغين فقط بل يبدأ مهامه الأساسية ابتداءً من الأسبوع الثالث من عمر الجنين.

لأن سلامتك تهمنا

تحدث مع طبيب

ما مهام الكبد عند الجنين؟ متى يتشكل الكبد عند الجنين؟ وما هي اضطرابات الكبد الجنيني والوراثي؟ سنجيب عن هذه الأسئلة وأكثر.

تشكل الكبد الجنيني

يبدأ تشكل الكبد عند الجنين من الأسبوع الثالث وينمو بسرعة ابتداءً من الأسبوع الخامس حتى الأسبوع العاشر تحت تحفيز موصل الإشارات الكيميائية WNT/β-Catenin.

في الأسبوع الأول يمر الجنين بمرحلة تُدعى الحالة الجرثومية ويكون الجنين على هيئة خلايا ملتصقة مُغلفة بكيس شفافٍ واحد. يبدأ بعد ذلك بالتشكل والانقسام لثلاث وريقات جنينية أساسية هي الشكل الأولي الأساسي لكل أعضاء الجسم وهي:

  • الخارجية أو الأديم الظاهر وتشكل لاحقًا البشرة والدماغ والجهاز العصبي.
  • الطبقة المتوسطة أو الأديم المتوسط ويتشكل منه جهاز الدوران والكلى والعضلات والأنسجة الضامة.
  • الطبقة الداخلية أو الأديم الباطن ومنه تتشكل الرئتان والجهاز الهضمي.

مراحل تكون الكبد الجنيني

في الأسبوع الثالث يبدأ الجنين في الانحناء وأخذ شكلٍ مميز عن الحالة الجرثومية التي يكون قد مرّ بها في الأسبوعين الأوليين ليصل طوله إلى نحو ٥ مللي.

في هذه الأثناء يبدأ القلب بالتشكل على هيئة نتوء صغير ولكنه يبدأ عملية الخفقان بمعدلٍ منتظم، وفي نفس الوقت يُطور الجنين الجهاز الهضمي وتظهر أولى خلايا الكبد من الأديم الباطن.

خلال الحياة الجنينية يتشكل المعي الجنيني أو البدائي ويكون منقسمًا إلى ثلاث قطعٍ هي المعي الأمامي والمعي المتوسط والمعي الخلفي، ثم

تبدأ الأعضاء المتشكلة عن كل معي بالظهور على هيئة انتفاخات أو توسعات بسيطة في المعي البدائي. ثم تبدأ الانتفاخات بالتمايز لتصل إلى هيئة العضو النهائية.

يتطور الكبد من المعي الأمامي وتتكاثر خلاياه بسرعة حتى الأسبوع الثاني عشر. عندها يبدأ ظهور التكوينات الصفراوية فوق القسم الذيلي الصغير للكبد الذي يتطور لاحقًا لتظهر المرارة.

في هذه الفترة يشكل الكبد نحو ١٠% من وزن الجنين وحجمه. ويبدأ بأولى مهامه وهي تشكيل الدم خلال الأسبوع السادس من الحمل.

يبلغ أقصى نشاطه من الشهر السادس حتى الشهر السابع عندما يبدأ تشكيل الدم في الكبد بالتراجع حتى الولادة وتسليم المهمة الهامّة إلى خلايا النخاع العظمي.

يكتمل نمو الكبد تمامًا خلال الشهرين الثامن والتاسع من الحمل.

مهام الكبد الجنينية

يعدّ الكبد أكبر غدةٍ في الجسم البالغ ومسؤولًا عن إفراز المادة الصفراء وتخزين الجلوكوز والفيتامينات والمعادن إضافةً إلى دوره الأساسي في معالجة السموم في الدم وتنظيم مستويات الكوليسترول واستقلاب اليوريا.

لكن في المرحلة الجنينة إضافةً إلى تلك الوظائف يحمل على عاتقه مهامًا أساسية لتكوين الجنين واستمراره في الحياة وهي:

تحدث مع طبيب الآن

AvatarNew alerts
Avatar
Avatar
Avatar

+16 طبيب متواجد الآن

١- الكبد جهاز الدوران البدائي:

في الحياة الجنينية يشكل الكبد ١٠% من وزن الجسم ويأخذ حيزًا كبيرًا جدًا من تجويف البطن. وفي هذه المرحلة لا يؤدي الكبد وظائفه الهضمية لأن المُغذيات تنتقل إلى الجنين من الأم عبر المشيمة عن طريق الوريد السري (الحبل السري) الذي يدخل إلى البطن من السرة ويصعد على طول الرباط المنجلي للكبد ليمر كل الدم المحمل بالأوكسجين عبره ليروي رأس وعنق الجنين.

يصل الدم إلى القلب بنفس الطريقة عن طريق القناة الوريدية التي تحمل الدم مباشرةً إلى الوريد الأجوف السفلي. ويصل هذا التدفق إلى الأذين الأيمن ولكن يتم تحويل الدم إلى الأذين الأيسر عبر الثقب البيضاوي في الحاجز الأذيني في القلب.

٢- الكبد، المصدر الرئيسي للدم الجنيني:

يختلف موقع تكون الدم في أثناء الحمل من الأسابيع الأولى حتى الولادة. في الأسابيع السبعة الأولى يكون كيس الصفار هو موقع التكوين الأول قبل أن يتشارك العملية الكبد والبنكرياس والغدة الصعترية. ثم تستقر الوظيفة أخيرًا في نخاع العظم.

يمكن تقسيم تكوين الدم في الكبد إلى أربع مراحل:

  • الأولى: قد تكون الخلايا المكونة للدم في الكبد غالبًا خلايا جذعية متعددة القدرات تهاجر باتجاه حبال أرومات الكبد حيث تنشئ بؤرًا مكونةً للدم.
  • الثانية: تنتج بؤر توليد الدم خلايا الدم عند السطح البيني بين حبال الأرومات والتجويف الجيبي.
  • الثالثة: يبلغ تشكيل الدم في الكبد ذروته خلال هذه المرحلة. وتشكل الخلايا المكونة للدم ٧٠% من بنية الكبد.
  • الرابعة: تبدأ إنتاجية الكبد للدم بالانخفاض تدريجيًا وتكون الخلايا المكونة للدم أقل من ٣٠% من بنية الكبد

اضطرابات الكبد الجنينية والوراثية

قد يصاب الكبد بالعديد من الاضطرابات والأمراض الوراثية التي تؤثر على وظائفه الجنينة أو على وظائفه اللاحقة بعد الولادة منها:

١- عوز ألفا1 أنتيتريبسين

يعدّ أحد أشيع الأمراض الوراثية الكبدية ويعذر فيه إطلاق بروتين معروف باسم A1AT من الكبد إلى الدم بكمياتٍ كافية. وهو بروتين مهم تتجلى وظيفته الأساسية في تخفيف حدة ضرر الأنسجة عند الالتهاب. من ناحية أخرى يسبب نقصه التهاب الكبد الذي قد يتطور إلى تليف الكبد وفشله.

لا علاج محدد لهذه الحالة وتتطلب مراقبة دائمة للكبد ووظائفه بعد الولادة إضافة إلى أخذ اللقاحات اللازمة لحماية الكبد واتباع حمية معينة للحفاظ عليه والابتعاد عن التدخين.

٢- تليف الكبد المزمن

مرض وراثي تظهر أعراضه منذ الولادة عند حدوث اليرقان. يُتابع الأطفال المصابون طبيًا بفحص بدني شامل وبدء تقييم غذائي وقد يكون الحل الأخير هو زراعة الكبد.

٣- متلازمة جيلبرت

هي مرض وراثي حيث لا يستطيع الكبد التعامل مع مادة البيليروبين بشكلٍ صحيح، وهي مادة تنتج عن تفكك خلايا الدم الحمراء في الكبد في أثناء مرحلة توليده للدم.

٤- أورام الكبد الحميدة أو السرطانية