التهاب المفاصل الروماتويدي: الأعراض والعلاج

الكاتب - أخر تحديث 3 مايو 2023

يعتبر التهاب المفاصل الروماتويدي من أهم الالتهابات والأمراض التي تصيب المفاصل، وقد يؤثر أيضاً على أجزاء أخرى من الجسم.

فما هي هذه الحالة؟ وكيف يتم تشخيصها؟

لأن سلامتك تهمنا

تحدث مع طبيب

ما هو التهاب المفاصل الروماتويدي؟

يعد التهاب المفاصل الروماتويدي (Rheumatoid Arthritis) مرض مزمن ويسبب تراجعاً وعجزاً في الوظائف الحركية؛ فهو يسبب التهاباً وتورماً وألماً في المفاصل وما حولها ويمكن أن يؤثر على أعضاء الجسم الأخرى.

كما يعتبر التهاب المفاصل الروماتويدي مرضاً مناعياً ذاتياً، بمعنى أن الجهاز المناعي يهاجم الخلايا الطبيعية في الجسم عن طريق الخطأ وهو أيضاً مرض جهازي يمكن أن يؤثر على الجسم كله.

فعندما يتم تحريض الجهاز المناعي في حالة التهاب المفاصل الروماتويدي، يمكن أن يسبب التهاباً في المفاصل والرئتين والعينين والقلب.

أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي

تشمل الأعراض الشائعة لالتهاب المفاصل الروماتويدي ما يلي:

  • آلام المفاصل عند الراحة وعند الحركة مصحوبة بألم وتورم والشعور بدفء المفصل
  • تيبس المفاصل الذي يستمر لأكثر من 30 دقيقة، وعادةً ما يحدث ذلك بعد الاستيقاظ في الصباح أو بعد الراحة لفترة طويلة من الزمن.
  • الشعور غير المعتاد بالتعب والإرهاق والتوعك
  • حمى منخفضة الدرجة من حين لآخر
  • فقدان الشهية

يمكن أن يصيب التهاب المفاصل الروماتويدي أي مفصل؛ ولكنه يكون أكثر شيوعاً في الرسغ واليدين والقدمين.

وتظهر الأعراض عادةً على جانبي الجسم بنمط متناظر؛ فمثلاً إذا كان لديك التهاب المفاصل الروماتويدي في اليد اليمنى، فمن المرجح أن يكون لديك أيضاً في اليد اليسرى.

ويؤثر التهاب المفاصل الروماتويدي بشكل مختلف على الأشخاص؛ حيث يبدأ لدى البعض بالتهاب خفيف أو معتدل يؤثر على عدد قليل من المفاصل. ولكن إذا لم يتم علاجه أو لم تنجح العلاجات المقدَّمة يمكن أن يتفاقم المرض ويؤثر على المزيد من المفاصل، مما يمكن أن يؤدي إلى حدوث مزيد من الضرر والعجز.

وفي بعض الأحيان تحدث نوبات تفاقم أعراض المرض، ويمكن أن تحدث نتيجة الإجهاد مثلاً أو النشاط الزائد أو التوقف المفاجئ عن تناول الأدوية.

مشاكل طبية أخرى

يمكن أن يسبب التهاب المفاصل الروماتويدي مشاكل طبية أخرى بما في ذلك:

  • العقيدات الروماتويدية وهي كتل صلبة تحت الجلد مباشرة
  • فقر الدم
  • آلام العنق وجفاف العينين والفم
  • نادراً ما يحدث التهاب في الأوعية الدموية أو بطانة الرئتين أو التامور (الكيس المحيط بالقلب)

أسباب التهاب المفاصل الروماتويدي

ما زال الباحثون غير متأكدين من سبب الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي، ويعتقدون أن المصابين قد يملكون جينات معينة يتم تنشيطها بواسطة محفز بيئي، مثل:

  • الفيروسات أو البكتيريا
  • الإجهاد البدني أو العاطفي
  • بعض العوامل الخارجية الأخرى

العوامل التي تزيد من احتمال الإصابة

يكون المرء أكثر عرضةً للإصابة في حال وجود عوامل معينة تشمل:

  • العمر: يمكن أن يحدث المرض في أي عمر ولكن خطر الإصابة يزداد مع تقدم العمر.
  • الجنس: ينتشر التهاب المفاصل الروماتويدي بين النساء أكثر من الرجال. ويعتقد الباحثون أن هرمون الأستروجين قد يلعب دوراً في تطور المرض لدى بعض النساء.
  • الوراثة والقصة العائلية: تزداد احتمالية الإصابة لدى الشخص إذا كان أحد أفراد أسرته مصاباً.
  • التدخين: تظهر الأبحاث أن الأشخاص الذين يدخنون على مدى فترة طويلة من الزمن معرضون لخطر متزايد للإصابة. وقد يكون المرض أكثر حدةً بالنسبة للأشخاص الذين يستمرون في التدخين.
  • البدانة: تظهر بعض الأبحاث أن السمنة قد تزيد من خطر الإصابة بالمرض بالإضافة إلى أنها قد تحد من مدى تحسن المريض.
  • أمراض اللثة: قد تزيد أيضاً من خطر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي.

تشخيص التهاب المفاصل الروماتويدي

يشخص طبيب الأمراض الرثوية (أمراض الجهاز الحركي) الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي بناءً على مجموعة من عدة عوامل.

١- يجري بدايةً فحصاً بدنياً ويسأل عن التاريخ الطبي وعن الأعراض.

تحدث مع طبيب الآن

AvatarNew alerts
Avatar
Avatar
Avatar

+16 طبيب متواجد الآن

٢- يطلب اختبارات الدم واختبارات تصويرية.

تظهر اختبارات الدم وجود الالتهابات وبروتينات الدم "الأجسام المضادة" التي تعتبر علامات الإصابة؛ وتشمل (!):

  • معدل ترسيب كرات الدم الحمراء "ESR" أو سرعة التثقل، والتي تؤكد وجود الالتهاب
  • البروتين "C" التفاعلي "CRP"
  • العامل الروماتويدي "RF": حيث يكون الاختبار إيجابياً عند حوالي 80% من الأشخاص المصابين.
  • الأجسام المضادة للببتيدات الحلقية "CCP antibodies": وتكون موجودةً عند حوالي 60 إلى 70% من الأشخاص المصابين بالمرض

قد يطلب الطبيب أيضاً إجراء اختبارات تصويرية للبحث عن علامات تدل على تآكل المفاصل؛ وقد تشمل هذه الاختبارات ما يلي:

  • الأشعة السينية
  • الموجات فوق الصوتية
  • التصوير بالرنين المغناطيسي

معايير تشخيص التهاب المفاصل الروماتويدي

قد لا تجتمع جميع المعايير التشخيصية عند بعض المصابين، وتشمل ما يلي:

  • التهاب مفاصل التهابي في مفصلين أو أكثر من المفاصل الكبيرة (الكتفين والمرفقين والوركين والركبتين والكاحلين)
  • التهاب مفاصل التهابي في المفاصل الأصغر
  • إيجابية اختبارات الواسمات البيولوجية مثل العامل الروماتويدي "RF" أو الأجسام المضادة للببتيدات الحلقية.
  • المستويات المرتفعة من "CRP" أو ارتفاع معدل ترسيب كرات الدم الحمراء
  • استمرار الأعراض لأكثر من ستة أسابيع

المضاعفات

يمكن لالتهاب المفاصل الروماتويدي أن يكون له تأثير جسدي واجتماعي ويقلل من نوعية الحياة، ويمكن أن يسبب الألم والعجز والوفاة المبكرة.

ويعتبر المصابون بالمرض أكثر عرضةً للإصابة بأمراض مزمنة أخرى مثل أمراض القلب والسكري، ولذلك ينصحهم الأطباء بالتوقف عن التدخين.

كما أن المرضى من أصحاب الوزن الزائد لديهم خطر أكبر للإصابة بأمراض القلب مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة كوليسترول، ويجنون فوائد أقل من علاجهم مقارنة بغير البدينين،

ومن هذا المنطلق كان تخفيف الوزن أساسياً عند المصابين.

وكذلك فإنّ معدلات خسارة العمل الذي يتطلب نشاطاً جسدياً بين الأشخاص المصابين أعلى مما هو عند غير المصابين.

العلاج

يمكن التحكم بالتهاب المفاصل الروماتويدي بشكل فعّال من خلال الأدوية واستراتيجيات الإدارة الذاتية، إلا أنه لا يوجد علاج حقيقي، حيث يهدف العلاج إلى السيطرة على المرض وتسكين الألم ومنع حدوث مزيد من الأضرار على المفاصل.

لذلك قد يوصي الطبيب بمجموعة من الأدوية منها:

  • مسكنات الألم، مثل "باراسيتامول"
  • مكملات "أوميغا 3"؛ والتي يمكن تناولها كمكمل غذائي للمساعدة في تخفيف الألم والتيبس
  • مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية "NSAIDs"، والتي تخفف الآلام أيضاً
  • الأدوية المضادة للروماتويد المعدِّلة لسير المرض "DMARDs"، مثل "ميثوتريكسات"؛ وهي تخفف الأعراض وتقلل تلف المفاصل.
  • الستيروئيدات القشرية مثل "بريدنيزولون"، ويمكن أن تساعد في التحكم في الألم والتيبس أثناء النوبات؛ وتتوفر على شكل أقراص أو حقن في المفصل.

العلاج التكميلي

يمكن أن تساعد العلاجات التكميلية الأخرى مثل:

  • التدليك بالزيوت
  • الوخز بالإبر
  • التحفيز الكهربائي للعصب عبر الجلد "TENS" في تقليل الألم

إلا أن هذه العلاجات لا تقلل الضرر الحاصل في المفاصل ولا تحل محل الأدوية.

يمكن أيضاً المساعدة في تقليل الأعراض من خلال:

  • ممارسة الرياضة
  • الحفاظ على وزن صحي
  • وقد تساعد المعالجة المهنية في إجراء تعديلات على نمط الحياة إذا كان الألم أو تيبس المفاصل يسبب صعوبة في إنجاز مهام معينة.
  • قد يسبب التهاب المفاصل الروماتويدي الإحباط للمريض، ويمكن أن يتسبب في قلة النوم، وعندها يفضل اللجوء إلى الطبيب لتقديم الدعم المناسب ووضع خطة للمساعدة في التغلب على تلك المشاكل.
  • غالباً ما يعاني الأشخاص المصابون من نوبات يثور فيها المرض، وتصبح المفاصل عندها مؤلمة للغاية.
    • يمكن أن يساعد التعرف على مسببات النوبات في تقليلها أو منعها.
    • وقد تساعد كتابة مذكرات حول الطعام والنشاط المعتاد في تحديد المحفزات الشخصية للنوبات
    • لكن يجب الوضع في الاعتبار أنه في بعض الأحيان تحدث النوبات بدون سبب واضح

كما ويمكن أن يزيد أيضاً من خطر السقوط؛ لذلك يجب الحرص على وجود إضاءة جيدة في المنزل، وإزالة الأسلاك السائبة على الأرض أو السجاد، ووضع الحصائر المطاطية في الحمام لمنع الانزلاق.