ضعف الانتصاب: الأسباب والعلاج

المراجعة الطبية - OB/GYN
الكاتب - أخر تحديث 23 مايو 2023

يعد ضعف الانتصاب أو الضعف الجنسي من أكثر المشاكل الجنسية التي يصاب بها الرجال؛ ويعود هذا الضعف لعوامل مختلفة.

فما هي هذه العوامل، وما هي طرق علاج هذه الحالة؟

كيف يحصل الانتصاب؟

في البداية يجب شرح آلية الانتصاب، فأثناء الإثارة الجنسية تطلق الأعصاب مواد كيميائية تزيد من تدفق الدم إلى القضيب، فيتدفق الدم إلى حجرتين موجودتان ضمن القضيب.

ويطلق على الحجرتين اسم الجسمين الكهفيين، ويتكونان من أنسجة عضلية إسفنجية.

وأثناء الانتصاب، ترتخي هذه الأنسجة الإسفنجية وتحبس الدم؛ ويؤدي ضغط الدم في الجسمين الكهفيين إلى جعل القضيب ثابتاً، مما يؤدي إلى حدوث الانتصاب.

وعند بلوغ الرجل هزة الجماع تصل مجموعة ثانية من الإشارات العصبية إلى القضيب وتتسبب في تقلص الأنسجة العضلية ويعود الدم إلى الدورة الدموية ويزول الانتصاب.

وعندما لا يكون الرجل مثاراً جنسياً، يكون القضيب رخواً؛ وقد يلاحظ الرجل أنَّ حجم القضيب يختلف بحسب حرارة المكان سواء الدفء أو البرودة، وأيضاً باختلاف الحالة النفسية مثل القلق أو الاكتئاب وهذا أمر طبيعي.

ما هو ضعف الانتصاب؟

يُعرّف ضعف الانتصاب على أنه مشكلة في الحصول أو الحفاظ على الانتصاب ثابتاً بدرجة كافية لدى الذكر لممارسة العلاقة الجنسية.

وتشير الإحصائيات إلى أنَّ حوالي ثلث الرجال يعانون من هذه المشكلة.

وليس من النادر أن يعاني الرجل من بعض مشاكل الانتصاب من وقت لآخر، إلا أن ضعف الانتصاب التدريجي أو الذي يحدث بشكل روتيني مع الجنس لا يعتبر أمراً طبيعياً، ويجب علاجه.

ويمكن أن يحدث ضعف الانتصاب في عدة حالات هي:

  • عندما يكون تدفق الدم في القضيب محدوداً
  • تضرر الأعصاب
  • التوتر أو لأسباب عاطفية
  • كتحذير مبكر لمرض أكثر خطورةً مثل تصلب الشرايين أو ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع نسبة السكر في الدم.

ويساعد العثور على سبب ضعف الانتصاب في علاج المشكلة؛ وكقاعدة عامة يعتبر ما هو جيد لصحة القلب هو جيد أيضاً للصحة الجنسية.

الأسباب

قد تتسبب العديد من العوامل المختلفة التي تؤثر على الأوعية الدموية والجهاز العصبي وجهاز الغدد الصماء في حدوث ضعف الانتصاب أو قد تساهم فيه.

وتشير البيانات إلى أنَّ انتشار ضعف الانتصاب يزداد مع التقدم في العمر؛ حيث يُصاب حوالي ٤٠٪ من الرجال في سن الأربعين، بينما تزداد النسبة إلى ٧٠٪ في عمر السبعين تقريباً.

١- أمراض تسبب ضعف الانتصاب

قد تؤدي الأمراض والحالات التالية إلى ضعف الانتصاب:

  • داء السكري من النمط الثاني
  • أمراض القلب والأوعية الدموية
  • ارتفاع ضغط دم
  • تصلب الشرايين
  • التصلب العديد
  • القصور الكلوي المزمن
  • مرض بيروني (حالة تسبب انحناءً وألماً أثناء الانتصاب)
  • الإصابة الناجمة عن علاج سرطان البروستات، بما في ذلك العلاج الإشعاعي والجراحة
  • إصابة القضيب أو النخاع الشوكي أو البروستات أو المثانة أو الحوض
  • الجراحة لعلاج سرطان المثانة

٢- تناول بعض أنواع الأدوية

يمكن أن يكون ضعف الانتصاب أحد الآثار الجانبية للعديد من الأدوية الشائعة مثل:

  • أدوية ضغط الدم
  • مضادات أندروجين
  • مضادات الاكتئاب
  • المهدئات أو المركنات
  • مثبطات الشهية

٣- المشاكل النفسية أو العاطفية

قد تؤدي العوامل النفسية أو العاطفية إلى تفاقم ضعف الانتصاب؛ وقد يصاب الرجل به في حال كان لديه حالة أو أكثر مما يلي:

  • الخوف من الفشل الجنسي
  • القلق والتوتر في الحياة بشكل عام
  • الاكتئاب
  • الشعور بالذنب تجاه الأداء الجنسي أو بعض الأنشطة الجنسية
  • تدني احترام الذات
  • التوتر أثناء ممارسة الجنس

٤- بعض السلوكيات المتعلقة بالصحة

قد تساهم السلوكيات التالية في حدوث ضعف الانتصاب:

  • التدخين
  • شرب الكحول
  • تعاطي العقاقير المحظورة
  • زيادة الوزن
  • عدم ممارسة الأنشطة الرياضية

الأعراض

لا يوجد مدة معينة يعاني خلالها الرجل من ضعف الانتصاب ليثبت التشخيص؛ ولكن يقترح بعض الخبراء أنَّ 6 أشهر تعتبر فترة مناسبة.

وبالإضافة إلى عدم الحصول على الانتصاب أو عدم القدرة على الحفاظ عليه لمدة كافية، قد تشمل الحالة أيضاً عدم القدرة على القذف؛ وغالباً ما تكون هناك أعراض عاطفية مثل الإحراج والقلق وانخفاض الاهتمام بالجماع.

علاج ضعف الانتصاب

يحدد الطبيب علاجاً محدداً بناءً على عمر المريض وصحته العامة ورأيه؛ وتتضمن بعض العلاجات المتاحة ما يلي:

١- العلاجات الدوائية

ويمكن أن تشمل:

  • سيلدينافيل
  • فاردينافيل
  • تادالافيل
  • أفانافيل

وينصح بشكل عام بضرورة استشارة الطبيب قبل تناول أي دواء وخاصة في حالة علاج ضعف الانتصاب وبالتحديد في حال كان المريض بتناول أدوية أخرى.

وتعد هذه الأدوية غير مفيدة في حال كان المريض يعاني من أحد الحالات الطبية التي تسبب انتصاباً مستداماً مثل فقر الدم المنجلي أو اللوكيميا أو أن يكون للرجل قضيب ذي شكل غير طبيعي.

٢- العلاج بالهرمونات البديلة

يؤدي العلاج ببدائل تستوستيرون إلى تحسين مستويات الطاقة والمزاج وكثافة العظام وزيادة كتلة العضلات والوزن وزيادة الاهتمام الجنسي لدى كبار السن الذين قد يعانون من نقص في هرمون تستوستيرون.

علماً أنه لا ينصح بمكملات تستوستيرون للرجال الذين لديهم مستويات هرمون طبيعية بالنسبة لفئتهم العمرية، وذلك لأنها قد تسبب تضخم البروستات وظهور آثار جانبية ومضاعفات أخرى.

٣- الغريسات القضيبية

وهي أجهزة توضع داخل القضيب للحصول على الانتصاب؛ ويوصى عادة بهذا العلاج بعد فشل العلاجات الأخرى.

ويتم استخدام نوعين أساسيين من الغريسات لعلاج ضعف الانتصاب:

١- الغريسة القضيبية القابلة للنفخ:

يتم وضع مضخة وأسطوانتين داخل الجسمين الكهفيين، مما يؤدي إلى الانتصاب عن طريق إطلاق محلول ملحي.

ويسمح هذا النوع بإزالة المحلول لتفريغ القضيب وإزالة الانتصاب.

٢- الغريسة القضيبية شبه الصلبة:

يتم وضع قطعتين شبه صلبتين ولكن قابلتين للانحناء داخل الجسمين الكهفيين. ويسمح ذلك بتحقيق الإنتصاب عبر ثني القضيب بعيداً عن الجسم، وإزالة الانتصاب بعد ذلك عبر تقريب القضيب نحو الجسم.

وتعتبر العدوى السبب الأكثر شيوعاً لفشل غريسة القضيب وتحدث في أقل من 2% من الحالات.

وعادةً لا يتم النظر في عمليات الزرع حتى تجربة طرق العلاج الأخرى، ولكنها تتميز بتحقيق معدل رضا مرتفع للغاية عند المرضى.

الملخص

ضعف الانتصاب عند الرجال هو حالة شائعة وطبيعية، وقد تشكل سبباً للخلافات بين الزوجين، ولكن الحلول الطبية متوفرة لتساعد في تلافي هذه المشكلات.

وبالتالي فإن استشارة الطبيب المختص في حال وجود أي أعراض تعتبر الحل الأفضل لحياة جنسية سليمة.