التواء الكاحل: الأعراض والعلاج

الكاتب - 24 يناير 2023

ما هو التواء الكاحل؟

يعد التواء الكاحل "Ankle Sprain" من أكثر الإصابات الرياضية شيوعاً، وقد يؤدي إلى تمدد وتمزق الأربطة الداعمة للمفصل، مما يسبب الألم والتورم.

فما هي أسبابه؟ وكيف يتم علاجه؟

مفصل الكاحل

يتضمن مفصل الكاحل "Ankle Joint" ثلاثة عظام:

  • عظم الظنبوب "Tibia": وهو أكبر وأقوى عظمي الساق، ويشكل الجزء الداخلي من الكاحل.
  • عظم الشظية "Fibula": العظم الأصغر في الساق، ويشكل الجزء الخارجي من الكاحل.
  • عظم القعب "Talus": وهو عظم صغير بين عظام الظنبوب والشظية والعقِب.

تأخذ هذه العظام شكلاً وتموضعاً دقيقين بما يسمح لها بأن تتشابك جيداً وتمنح الثبات اللازم للحركة.

وتعمل الأربطة على تقوية المفصل وتساعد على تماسك العظام معاً، كما وتمنع حركة المفصل بشكل زائد.

يعتبر مفصل الكاحل مهماً أثناء المشي لأنه يسمح بالتكيف مع السطح الذي يمشي عليه المرء، ويسمح بالجري والقفز وأداء مجموعة متنوعة من الإجراءات الأخرى، وهو يساهم في استقرار الأطراف السفلية.

ويقوم كذلك بحركات متنوعة تشمل الثني الأخمصي (حركة الجزء العلوي من القدم بعيداً عن الساق)، والثني الظهري (حركة الجزء العلوي من القدم نحو الساق)، والقلب الداخلي، والقلب الخارجي.

أسباب التواء الكاحل

يمكن أن تؤدي أي إصابة تسبب شداً أو تأذياً في الأربطة إلى حدوث التواء الكاحل، ولا سيما عندما تنقلب القدم نحو الداخل مما يؤدي إلى زيادة تمدد الأربطة الداعمة، فتتمزق ويحدث نزيف حول المفصل.

وتتضمن بعض الأسباب الشائعة ما يلي:

  • السقوط: والذي يمكن أن يتسبب في التواء الكاحل والأربطة التي تدعمه؛ ويكون الأشخاص المصابون بحالات صحية معينة كهشاشة العظام أكثر عرضةً للسقوط، كما أن الالتواء الناجم عن السقوط أثناء ممارسة الرياضة مثل الجري شائع أيضاً.
  • تلق ضربة على الكاحل: قد تؤدي الضربة المفاجئة على الكاحل إلى التواء الأربطة.
  • كثرة الجلوس وقلة النشاط: حيث أن عدم ممارسة الرياضة بشكل كافٍ يمكن أن يضعف العضلات والأنسجة الرخوة بمرور الوقت.
  • الإفراط في استخدام الكاحل: والذي يمكن أن يتسبب في حدوث تمزقات صغيرة في الأربطة أو الأوتار أو العضلات، مما يزيد من خطر الإصابة بعد السقوط أو تلقِّ الضربة وقد يتسبب في تضرر الأربطة والتواء الكاحل.
  • التواء الكاحل السابق: قد يؤهب التواء الكاحل الذي لا يلتئم بشكل صحيح إلى حدوث التواء آخر.
    • وفي بعض الحالات يؤدي حدوث الالتواء إلى تغير الطريقة التي يمشي بها الشخص، مما يزيد من احتمال السقوط وحدوث إصابات إضافية.

أعراض التواء الكاحل

تتنوع أعراض التواء الكاحل وتختلف في شدتها بشكل كبير حسب درجة الإصابة، وقد تشمل الأعراض ما يلي:

  • الألم أثناء الراحة وأثناء حمل الأثقال أو ممارسة الأنشطة
  • التورم
  • التكدم
  • الشعور بالألم عند لمس المنطقة المصابة
  • عدم استقرار الكاحل

وفي حال الالتواء الشديد قد تتشابه الأعراض مع أعراض كسر العظام وتتطلب تقييماً طبياً سريعاً.

التواء الكاحل لدى الأطفال

إن بعض أنواع الالتواء ليست شائعة عند الأطفال وذلك لأن صفائح النمو - وهي المناطق التي تنمو فيها العظام بالقرب من نهايات العظام الطويلة - تكون أضعف من الأربطة لذلك يكون الأطفال أكثر عرضةً لكسور العظام من إصابة الأنسجة الرخوة.

وتشمل بعض أعراض التواء الكاحل لدى الطفل ما يلي:

  • تغيرات في المزاج أو السلوك، خاصةً إذا كان الطفل أصغر من أن يعبر عن آلامه.
  • الدفء أو التورم أو الاحمرار في المفصل
  • ألم في الكاحل
  • تغير طريقة مشي الطفل أو قفزه
  • تبدلات في مستويات الطاقة لدى الطفل
  • البكاء المستمر
  • العرج

ويجب اصطحاب الطفل إلى الطبيب بعد أي إصابة خطيرة في العظام أو الأنسجة الرخوة.

التشخيص

١- الفحص البدني

يشخص الطبيب التواء الكاحل عن طريق طرح أسئلة على المريض حول الإصابة ويجري فحصاً دقيقاً للقدم والكاحل.

وقد يكون هذا الفحص مؤلماً بسبب التورم والالتهاب وغالباً ما يشمل:

  • التأمل: حيث ينظر الطبيب إلى الكاحل المصاب ويقارنه بالكاحل الآخر.
  • الجس: ويتم بالضغط برفق حول الكاحل لتحديد الأربطة المصابة.
  • اختبار نطاق الحركة: بتحريك الكاحل في اتجاهات مختلفة.

قد يكون الطبيب قادراً على معرفة شدة التواء الكاحل بناءً على مقدار التورم والألم والكدمات وثبات الكاحل.

٢- الاختبارات التصويرية

قد يلجأ الطبيب إلى إجراء الاختبارات التصويرية في بعض الأحيان، وذلك لاستبعاد حدوث كسر أو إصابة أخرى في الأوتار والغضاريف القريبة:

  • الأشعة السينية "X-ray" لتقييم العظام في الكاحل والقدم.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي "MRI" وهو لا يلزم لتشخيص التواء الكاحل، ولكن قد يطلبه الطبيب:
    • لتقييم الهياكل الأخرى مثل الغضاريف والأوتار حول الكاحل
    • إذا ظهرت على المريض علامات تدل على وجود التواء في الكاحل كإصابة الأربطة والبنى التي تربط العظام أسفل الساق
    • إذا استمرت الأعراض لمدة تزيد عن 6 إلى 8 أسابيع بعد الإصابة بالرغم من العلاج

علاج التواء الكاحل

بشكل عام يوصي الطبيب باستخدام طريقة "PRICE" في أول 24-48 ساعة بعد الإصابة، وهي اختصار لكلمات:

  • الحماية "Protection"
  • الراحة "Rest"
  • الثلج "Ice"
  • الضغط "Compression"
  • الرفع "Elevation"

كما يوصي بالنقاط التالية:

  • الحماية باستخدام عكازات أو وضع جبيرة أو دعامة للحد من استخدام الكاحل المصاب.
  • الراحة بالحد من الأنشطة البدنية التي قد تسبب الضغط على الكاحل، ويُمنع الجري والقفز وممارسة التمارين الرياضية.
  • وضع الثلج أو كيس بارد ضمن منشفة ووضعها على الكاحل لحوالي 20 دقيقة لتقليل التورم.
  • الضغط بلف الكاحل برفق بضمادة مرنة لتقليل التورم.
  • رفع الكاحل على وسائد أثناء الجلوس أو الاستلقاء بحيث يكون على مستوى أعلى من القلب.
  • وإذا كان الألم شديداً وحدث تورم أو كانت هناك صعوبة في المشي، فتجب زيارة الطبيب لتلقي العلاج المناسب.
  • كما قد تساعد الأدوية المضادة للالتهابات مثل الإيبوبروفين في تخفيف الألم والتورم الناتج عن الالتواء.

لا يظهر التورم الطبيعي على الفور بل قد يستغرق تطوره عدة ساعات.

وإذا كان الالتواء خفيفاً أو متوسط الشدة فقد يستمر لمدة تصل إلى 48 ساعة، أما في حال الالتواءات الشديدة فيستغرق فترة أطول، وذلك حتى يُشفى الرباط المتمزق.

علماً أن الضغط المفرط على الكاحل الملتوي قد يؤدي إلى تفاقم الالتواء، ويسبب مزيداً من الانزعاج ويطيل من وقت الشفاء.

قد يوصي الطبيب أيضاً بالعلاج الفيزيائي لمساعدة المريض على استعادة قوة الكاحل والقدرة على الحركة.

أما بالنسبة للخيار الجراحي، فنادراً ما يتم اللجوء إليه في التواء الكاحل الحاد، أما في حال وجود مشاكل طويلة الأمد في الكاحل مثل عدم الثبات فقد يوصي الطبيب بالخضوع إلى عملية جراحية.

الوقاية

يمكن لاتباع النصائح التالية أن تساعد في الوقاية من التواء الكاحل:

  • المحافظة على قوة عضلية جيدة عن طريق ممارسة الرياضة بانتظام
  • الإحماء والتمدد قبل ممارسة الرياضة والنشاط البدني
  • الانتباه للأسطح غير المستوية أثناء المشي أو الركض
  • التمهل أو التوقف عند الشعور بالتعب أثناء ممارسة الأنشطة أو التمارين