يعتبر التهاب المسالك البولية من الحالات التي يكثر الشكوى عنها في المشافي والعيادات الطبية، وتنتشر حالات الإصابة عند النساء أكثر من الرجال، وتسبب آلام شديدة.
وهناك عدة أسباب قد تؤدي لحدوث التهاب المسالك البولية، كما تتنوع الأعراض وطرق الوقاية والعلاج، وهذا ما سنتعرفه في هذا المقال.
لأن سلامتك تهمنا
تحدث مع طبيبالتعريف
المسلك البولي
يعرف المسلك البولي أنه الطريق الذي يمر من خلاله البول من مكان إفرازه إلى مكان إفراغه خارج الجسم.
ويبدأ الطريق من الكلية التي تصفي الدم وتخلصه من الفضلات والزوائد على شكل بول، ومن ثم يخرج ويمر عبر الحالب الذي يشكل طريق البول إلى المثانة، ومن المثانة يمر البول عبر الإحليل وصولاً لخارج الجسم.
التهاب المسالك البولية
أما التهاب المسالك البولية، فهو إنتان (عدوى) يحدث نتيجة وصول أحد العوامل الممرضة (كالجراثيم) إلى أحد محطات المسلك البولي، وحدوث التهاب في المنطقة المُصابة نتيجًة لذلك مثل:
- التهاب الإحليل
- التهاب المثانة
- التهاب الكلية والحويضة (من الممكن أن يصعد الالتهاب للكلى)
ويعد التهاب المسالك البولية من أكثر الأمراض شيوعاً التي يُصاب بها الشخص وبشكل خاص الإناث والرُضَع وكبار السن، حيث إن من بين كل امرأتين تُصاب واحدة، وبين كل 20 رجل يُصاب واحد.
وتختلف شدة وتطور الحالة بناءً على صحة الشخص والمكان المُصاب، ولكن غالباً ما يكون سير المرض خفيف ويُدبر بشكل جيّد.
أسباب التهاب المسالك البولية
تُعتبر الجراثيم العوامل الأكثر إحداثاً لالتهاب المسالك البولية، ومن ثم يليها الفطور، بينما تُعتبر الفيروسات الأقل توارداً.
حيث إنه من المفترض أن يبقى البول خالياً من أي جرثومة أو عوامل أخرى، وبمجرد دخولها للمسلك البولي سيكون الالتهاب احتمالاً وارداً. ومن الأكثر خطورة:
١- الجنس:
تحدث التهابات المسالك البولية بنسبة أكبر لدى النساء، ويعود ذلك لكون الإحليل (الواصل بين المثانة والوسط الخارجي) قصير الطول مقارنًة بالإحليل الذكري، مما يجعل المسافة التي يجب أن يسلكها الجرثوم وصولاً للمثانة أقرب.
ومن جهة أخرى يكون مخرج الإحليل في المهبل قريب من فتحة الشرج، مما يُسهل عملية انتقال العوامل الموجودة في المجرى الهضمي للسبيل البولي.
٢- الحمل
أثبت ترافق الحمل مع التهابات المسالك البولية نتيجة لعدة عوامل منها هرموني ومنها يرتبط بوزن الجنين وتأثيره على إفراغ المثانة، كما تصاب المرأة الحامل عادةً بين الأسبوعين 6 - 24.
٣- سن اليأس
تؤدي التغيّرات الهرمونية الحاصلة خلال سن اليأس إلى تبدل سُبل الدفاع أمام العوامل الممرضة، مما يزيد احتمالية الإصابة.
تحدث مع طبيب الآن
٤- الوراثة
تقترح بعض الدراسات دور الوراثة في زيادة خطر الإصابة بالتهاب المسالك البولية، حيث نشرت مجلة Nature Reviews Urology مقالًا بحثياً تناقش فيه دور الاستجابة المناعية المختلفة ضد العوامل الممرضة في المسلك البولي.
٥- نمط الحياة
يوجد عدة عادات يومية قد ترتبط بزيادة الأهبة للإصابة وتضم:
- النشاط الجنسي: ويرتبط بزيادة نسب الإصابة وبشكل خاص للإناث نتيجةً لانتقال عوامل العدوى من الأعضاء التناسلية أو الشرج إلى السبيل البولي.
- وسائل منع الحمل: ويمكن لبعض الوسائل المُتَّبعة لمنع الحمل مثل الحجاب المهبلي ومبيد النطاف أن تُسبب إصابة بالالتهاب.
٦- النظافة الشخصية
تعد من أهم العوامل، حيث يمكن بسهولة تجنب الأسباب التي قد تؤدي لحذوث الالتهاب والتي تشمل:
- استخدام غسول مهبلي أو بعض المساحيق
- المسح من الخلف (الشرج) للأمام (المهبل) بعد التبول والتبرز
- عدم التبول عند الحاجة والاحتفاظ بالبول في المثانة لفترات طويلة
- المكوث في الفراش لمدة طويلة نتيجة مرض أو جراحة
أعراض التهاب المسالك البولية
تختلف الأعراض الحاصلة نتيجة التهاب المثانة والإحليل عن تلك التي تشاهد في التهاب الحويضة والكلية، كما إن لنوع العامل الممرض وصحة المرض دور في هذا الاختلاف.
١- أعراض التهاب المسالك البولية السفلية
المقصود هنا التهاب المثانة والإحليل (في حالات أندر)، والذي يتميز بمجموعة أعراض هي:
- وجود دم في البول أو قيح، ويصبح البول نتيجةً لذلك عكر، وقد تسوء رائحته
- ألم وحرقة عند التبول
- حدوث ما يسمّى بإلحاحيّة بولية وتعني الشعور بالحاجة الماسّة المفاجئة للتبول حتى وإن كان المريض قد خرج لتوه من الحمام.
- زيادة عدد مرات التبول، ويكون البول قليل الكمية في كل مرة
- ألم وضغط في أسفل البطن والظهر
- حدوث حمّى خفيفة الدرجة
٢- أعراض التهاب المسالك البولية العلوية
إذا انتقل الالتهاب إلى الكلية (التهاب الحويضة والكلية)، تظهر الأعراض الجهازية، وتكون بذلك أشد وطأةً على المريض، وتضم:
- حدوث حمّى شديدة قد تصل درجات الحرارة فيها إلى 38.3 درجة مئوية
- التعرُّق الليلي والرجفان
- تعب عام
- ألم في الظهر أو الفخذ (جانب واحد)
- غثيان وإقياء
- تبدلات في الوعي والتخليط (تحدث بشكل خاص عند المسنين)
- ألم بطني (هذا العارض نادر)
المضاعفات
إن حدوث مضاعفات نتيجة التهاب المسالك البولية أمر نادر الحدوث، ولكن في حال حدوثه يعتبر خطيراً ويتطلب عناية طبية في المشفى.
وتحدث المضاعفات عادةً عند مرضى السكري والذين يعانون من مشاكل في الجهاز المناعي ويمكن أن نضيف الحوامل لهذه القائمة، وتتضمن المضاعفات:
- وصول الالتهاب للكلى والذي من الممكن أن يتطور لقصور كلوي
- انتقال العدوى للدم وحصول إنتان دموي
علاج التهاب المسالك البولية
يمكن لبعض الحالات أن تترك دون علاج وخاصة خفيفة الأعراض، ولكن حالات أخرى قد تتطلب عناية طبية في المشفى.
ويعتمد القرار العلاجي على عدة معطيات، تشمل:
- عمر المريض
- الصحة العامة للمريض
- شدة الالتهاب والأعراض
- الزمن المتوقع للشفاء
- قرار المريض
قبل البدء بالعلاج لا بد من أخذ عينة من البول، من أجل زرع بول لمعرفة نوع الجراثيم المسببة، وخلال هذه الفترة يصف الطبيب الصادات المضادة لأكثر العوامل الممرضة شيوعاً، كما يضاف للصادات بعض مسكنات الألم وخافضات الحرارة.
الوقاية
يمكن باتباع بعض التوصيات الوقائية لتجنب العدوى والعوامل الممرضة والتي قد تسبب حالة التهاب المسالك البولية، ومنها:
- شرب الماء بانتظام
- بالنسبة للإناث يجب أن يكون تنظيف المنطقة التناسلية من الأمام للخلف، لإبعاد أي احتمال للعدوى
- التبول بشكل منتظم وعند الحاجة وتجنّب حبس البول لساعات طويلة
- تنظيف المنطقة التناسلية قبل وبعد الجماع
- التبول قبل وبعد الجماع
- قد يكون لشرب عصير التوت البري دور وقائي مهم، وذلك مُثبَت حسب عدة دراسات ( ١-٢-٣)