في مجال التشخيص الطبي، يأتي اختبار فيدال "Widal test" كأداة مهمة لتحديد وتشخيص الحمى التيفية.
تعتبر الحمى التيفية إحدى الأمراض المعدية الخطيرة، والتي تسببها بكتيريا السلمونيلا التيفية، وتتسم بأعراض متنوعة تشمل الحمى والألم والتعب. إن اختبار فيدال له دوراً في تحديد ما إذا كانت هذه البكتيريا موجودة في الجسم أم لا، مما يساعد في اتخاذ التدابير العلاجية الفعالة.
لأن سلامتك تهمنا
تحدث مع طبيباختبار فيدال والحمى التيفية
تعد الحمى التيفية (التيفوئيد Typhoid) إحدى الأمراض الخطيرة التي قد تؤثر على صحة الإنسان بشكل كبير. يحدث هذا المرض أساساً نتيجةً للإصابة بالبكتيريا المعروفة باسم السالمونيلا التيفية (S. Typhi)، وبشكل أقل بدرجة إلى السالمونيلا نظيرة التيفية (S. Paratyphi).
تعتبر هذه البكتيريا من أنماط البكتيريا التي قد تصيب أي جزء من أجزاء الجسم، ولكن يتركز الإصابة بها بشكل رئيسي في الأمعاء وجهاز الهضم للفرد.
يمكن العثور على السالمونيلا في البيض، ولحم البقر، وأحيانًا في الفواكه والخضروات غير المغسولة، كما غالباً ما تنتج الإصابة بالمرض عند تناول الطعام الذي لم يطهى بشكل جيد أو الطعام الملوث بفضلات الحيوانات والطيور.
يتم تشخيص حالات الإصابة بالحمى التيفية من خلال إجراء اختبار فيدال (Widal test)، وهو اختبار دم يساعد في تقييم مستويات الأجسام المضادة ضد الجراثيم المسببة للمرض، وتشمل السالمونيلا التيفية ونظيرتها.
والأجسام المضادة هي عبارة عن مواد بروتينية ينتجها الجهاز المناعي للشخص في التصدي للعوامل الغريبة التي قد تواجهه.
يعتمد هذا الاختبار في مبدئه على خلط عينة من دم المريض مع مصل مضاد يحتوي على أجسام مضادة ضد السالمونيلا التيفية.
وبناءً عليه فإن احتواء عينة دم المريض على أجسام مضادة لهذه الجرثومة، سيجعلها تتفاعل مع المصل المضاد الذي تم إضافته في المختبر، وهذا ما يسبّب بدوره تكتلاً وتراصّاً في خلايا الدم الحمراء، وبالتالي وجود عدوى بالحمى التيفية لدى الشخص.
ولكن لا بدّ من الإشارة، إلى أنّ هذا الاختبار قد أصبح نادر الإجراء في الولايات المتحدة الأمريكية والبلدان المتقدمة، إلّا أنّه لا يزال قيد الاستخدام في الدول النامية (لوجود حالات إصابة بالحمى التيفية)، فهو يعتبر اختباراً سريع وقليل التكلفة.
أهمية اختبار فيدال
يفيد اختبار فيدال في تشخيص حالات الإصابة بالحمى التيفية لدى الشخص، إضافةّ إلى أنّه غالباً ما يستطيع تحديد مرحلة المرض أي تحديد فيما إذا كانت العدوى حديثة أم أنّها عدوى سابقة بالمرض.
كذلك لا بدّ من التنويه إلى أهمية هذا الاختبار في تقييم فعالية العلاج لدى الأشخاص المصابين بالحمى التيفية، حيث يفيد إجراء الاختبار بشكلٍ دوري في تقييم حالة المريض، وتقييم مدى استجابته على العلاج المقدّم له.
أسباب إجراء الاختبار
غالباً ما يطلب إجراء اختبار فيدال لدى الأشخاص الذين يسكنون في مناطق موبوءة بالحمى التيفية.
وبشكلٍ خاص لدى الأشخاص الذين يعانون من الأعراض السريرية للحمى التيفية، ومنها:
- ارتفاع درجة الحرارة (حيث أنّها قد تصل إلى 39-40 درجة مئوية).
- التعب العام
- ألم البطن الماغص
- النزف المعوي
- فقدان الشهية
- نقص الوزن
- الغثيان والإقياء
- الإسهال أو الإمساك
- الصداع
- ظهور طفح جلدي وردي اللون "Rose spots" في بعض الحالات.
عادةً ما تستمر أعراض الأصابة بالحمى التيفية لحوالي 4-7 أيام، وعلى الرغم من أنّ الحمى التيفية قد تصيب كل الأعمار، إلّا أنّ العدوى تكون أكثر خطورة لدى كبار السن أو الرضع أو الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية مزمنة.
تحدث مع طبيب الآن
وبناءً عليه، فلا بدّ من ضرورة إجراء الاختبار في حال الاشتباه بإصابة الشخص بالحمى التيفية، وذلك لأهمية الوصول إلى التشخيص المبكر للحالة، ومن ثم البدء بالعلاج الفعال لتجنّب العديد من المضاعفات الخطيرة التي قد ترافق المرض على سبيل المثال وصول جرثومة السالمونيلا إلى الدم والذي يعتبر أمراً في بالغ الأهمية والخطر.
شروط الاختبار
لا يتطلب هذا الاختبار عادةّ أي تحضيرات خاصة يجريها المريض، ولكن لا بدّ من اتّباع نصائح الطبيب فيما يتعلق بآلية استهلاك الأدوية قبل إجراء الاختبار ولا سيما الصادات الحيوية، حيث أنّ هذه الأدوية قد تؤثر على نتائج الاختبار.
نتائج اختبار فيدال
إنّ جرثومة السالمونيلا التيفيةS. Typhi تحوي المستضدين التاليين:
- المستضد الأساسي نمط O (S. Typhi O)
- المستضد الثانوي نمط H (S. Typhi H)
في حين أن جرثومة السالمونيلا نظيرة التيفية "S. Paratyphi" تحوي على المستضدين التاليين:
- S. Paratyphi A
- S. Paratyphi B
إنّ القيم الطبيعية لاختبار فيدال هي القيم المساوية ل 1:80 أو أقل من ذلك.
وبالتالي فإن تراكيز المستضدات في الدم الأصغر من 1:80 أو المساوية لها، تشير إلى النتيجة السلبية، وهذا ما يشير في غالبية الحالات إلى نفي إصابة الشخص بالحمى التيفية.
في حين أن قيم الاختبار الأعلى لاختبار فيدال من 1:160 تشير إلى نتيجة الاختبار الموجبة، والتي تشير إلى احتمالية إصابة الشخص بالمرض.
وهنا يأتي دور تركيز المستضد الموجود في الجسم للتمييز ما بين العدوى الحالية بالمرض أو العدوى السابقة به، بناءً على الشكل التالي:
- إن إيجابية المستضد S. typhi O يشير إلى وجود حمى نشطة أو حاليّة لدى الشخص.
- في حين أنّ إيجابية المستضد S. typhi H يشير إلى وجود عدوى سابقة بالمرض.
وعلى الرغم من أهمية هذا الاختبار في تشخيص الإصابة بالمرض، فلا بدّ من التنويه إلى وجود سلبية كاذبة للاختبار، أي أنّ الشخص قد يكون في بعض الحالات مصاباً بالمرض، رغم سلبية الاختبار لديه، وهذا ما يحدث في حالة تناول الصادات الحيوية قبل إجراء الاختبار.
وعلى العكس من ذلك، فقد تكون نتائج الاختبار إيجابية رغم أنّ الشخص غير مصاب بالحمى التيفية، وهذا ما قد يوجد في أحد الحالات التالية:
- التلقيح أو التطعيم السابق ضد السالمونيلا
- الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات مناعية
- التهاب السحايا -داء المستخفيات"Cryptococcosis"
- أمراض الكبد المزمنة
الاختبارات الإضافية
قد يطلب الطبيب إجراء مجموعة من الاختبارات الإضافية، التي تساعده في تشخيص الإصابة بالحمى التيفية، كما تفيد هذه الاختبارات في تحديد السبب الكامن وراء الحمى التي يعاني منها الشخص، وذلك للتشابه الكبير ما بين الأعراض السريرية للعديد من الإنتانات التي قد تصيب الجسم.
ومن أهم هذه الاختبارات:
1- زرع الدم "Blood culture"
يتم هذا الاختبار من خلال زرع عينة من الدم في أوساط زرع مخبرية خاصة. وله أهمية كبيرة حيث أنّه يكشف عن حالات العدوى خلال الأسبوع الأول من الحمى.
ولكن لا بدّ من الإشارة إلى أن اختبار زرع الدم يتطلّب وقتاً أطول وتواجد لبعض المعدات الخاصة غير المتواجدة في كل المناطق. لذلك يعتبر اختبار فيدال أفضل، وأسرع، وأقل تكلفة من زرع الدم.
٢- زرع البراز"Stool culture"
يتم اللجوء لاختبار زرع البراز للكشف عن وجود بكتيريا السالمونيلا.
- زرع البول"Urine culture"
- زرع نقي العظم"Bone marrow culture"