8 نصائح لعلاج دوار الحركة أثناء السفر

الكاتب - أخر تحديث 22 فبراير 2024

يعجز الدماغ أحيانًا عن فهم المعلومات المرسَلَة من العينين والأذنين والجسم أثناء التنقل في السيارة أو وسائل النقل الأخرى، مما يسبب ظاهرة دوار الحركة، ويشعر الفرد في هذه الحالة بالضيق أو الغثيان.

ما هو دوار الحركة؟

يشير دوار الحركة "Motion sickness" إلى الشعور بالإعياء والغثيان عندما يكون الفرد في مركبة متحركة، ولهذا يعرف أيضًا باسم "دوار السفر". ويعتبر هذا ظاهرة طبيعية، يمكن الوقاية منها بشكل عام.

ويعد دوار الحركة شائعًا بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين السنتين واثني عشر عاماً.

كما يزداد خطر الإصابة بدوار الحركة لدى الأشخاص الذين يعانون من حالات تسبب الغثيان مثل الحمل أو الصداع النصفي.

أعراض دوار الحركة

تظهر عدة أعراض عند الإصابة بدوار الحركة، مثل ما يلي:

  • الغثيان
  • القيء
  • الشعور باقتراب حدوث القيء بشكلٍ متكرر
  • الدوار
  • النعاس
  • شحوب الجلد
  • التعرق البارد
  • الصداع
  • عدم القدرة على المشي
  • التهيج

أسباب دوار الحركة

يُعتقد أن دوار الحركة ينشأ عن خلل في توازن الجسم أثناء وجوده في مركبة متحركة. ويسبب هذا الخلل ارتباكاً في إشارات الحواس المختلفة، مثل البصر والسمع والتوازن، مما يؤدي إلى الشعور بالغثيان والدوار.

ويمكن أن يحدث دوار الحركة أيضاً بسبب أمور مرئية، مثل لعب ألعاب الفيديو التي تتضمن حركات متتالية أو مشاهدة أشياء تدور بسرعة.

وفي هذه الحالات السابقة، تصبح إشارات البصر غير متناسقة مع إشارات التوازن الأخرى مما يؤدي إلى حدوث ارتباك في الحواس والشعور بالدوار.

وتتضمن الأسباب الشائعة لدوار الحركة ما يلي:

  • الاهتزاز في القارب
  • التعرض للمطبات الهوائية في الطائرة
  • السفر في السيارة وعدم القدرة على رؤية خط الأفق
  • القراءة في سيارة
  • عدم وجود ما يكفي من الهواء في المركبة

نصائح لتخفيف أعراض دوار الحركة

لتخفيف الأعراض قبل تفاقمها، يمكن تغيير الوضعية أو صرف الانتباه عن حدوث الدوار. وإليك بعض النصائح التي قد تساعد في تهدئة الحالة على الفور:

1- تجربة قيادة السيارة

تُشير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) إلى أن دوار الحركة ينتج عن عدم توافق إشارات الحركة بين العينين والأذن الداخلية.

وتسهم تجربة قيادة السيارة في تحسين التوافق بين إشارات الحركة البصرية والحركية، مما يقلّل من التعارض بين الحواس ويساعد على تخفيف أعراض دوار الحركة من الشعور بالغثيان والدوار، كما تحسّن من التركيز والانتباه.

2- مواجهة اتجاه الحركة

قد يساعد الجلوس في مقدمة القارب أو السيارة مع اتجاه حركتهما في تخفيف الشعور بعدم الراحة، خاصةً في حالات دوار البحر أو السيارة.

3- النظر إلى الأفق

يساعد التركيز على شيء ثابت بعيد الأفق، في تحفيز البصر، خاصة عند الجلوس في مقدمة المركبة.

4- تغيير الوضعية

تتباين تفضيلات الركاب فيما يتعلق بوضعية الراحة خلال السفر، حيث يفضل البعض الاستلقاء بينما يميل آخرون إلى الوقوف.

وتختلف الوضعية المثالية تبعاً لوسيلة النقل المستخدمة لذلك ينصح بتجربة أوضاع مختلفة للوصول إلى الوضعية الأكثر راحة.

وتعتمد الوضعية المثالية على نوع السفر لذلك ينصح بتجربة أوضاع مختلفة للوصول إلى الوضعية الأكثر راحة وفعالية. ويمكن إمالة الرأس على مسند مخصص له في حال السفر بالسيارة للحد من الحركة.

5- استنشاق الهواء

يساعد فتح النافذة أو الخروج لاستنشاق الهواء الطلق في تخفيف دوار الحركة، وإذا كان الطقس لا يسمح بذلك يمكن تشغيل التهوية.

6- تناول وجبات خفيفة

يساعد تناول وجبة خفيفة في تخفيف الشعور بالغثيان، لكن يجب التنويه إلى أنّ الأطعمة الثقيلة أو الدهنية أو الحمضية تفاقم الحالة، وذلك لأن هضمها يستغرق وقتًا أطول.

ومن الأطعمة الخفيفة سهلة الهضم التي يمكن تناولها أثناء السفر ما يلي:

  • رقائق الذرة
  • الخبز
  • الحبوب
  • التفاح
  • الموز

7- تناول بعض المشروبات

يمكن للمشروبات الباردة مثل الماء أن تساعد في تخفيف أعراض الغثيان. وينصح بتجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين، مثل القهوة وبعض أنواع المشروبات الغازية، لأنها تسهم في حدوث الجفاف، مما يفاقم من أعراض الغثيان. ومن الخيارات البديلة الجيدة الحليب وعصير التفاح.

8- ممارسة الأنشطة الاجتماعية

يمكن للأنشطة الاجتماعية مثل الاستماع إلى الموسيقى أو التحدث مع الآخرين أو قراءة كتاب في صرف الانتباه عن أعراض دوار الحركة.

لكن قد يواجه آخرون صعوبات في قراءة الكتب أو النصوص على مختلف الأجهزة، ويرجع ذلك إلى عدم التوافق الحسي لديهم بين الأذن الداخلية والعينين.

إذ يزيد التركيز على شيء قريب من حدة الأعراض، مما يجعله مزعجاً بشكل خاص للاعبي الفيديو أو مستخدمي تقنية الواقع الافتراضي. (1)

لذلك يفضل لهؤلاء الحصول على استراحة من هذه الأنشطة، أو تجربة الكتب الصوتية أو الموسيقى أو القيلولة في تخفيف حدة الأعراض.

علاج دوار الحركة

توجد عدة أنواع من العلاج، تعتمد على تخفيف أعراض دوار الحركة، مثل ما يلي:

أولاً: العلاج الطبيعي

يمكن استخدام عدة تقنيات تختص بالعلاج الطبيعي، مثل:

1- وخز نقاط الضغط

يمنح العلاج عبر الضغط الإبري على طول المعصم شفاءً سريعاً من دوار الحركة. ويحدث عن طريق الضغط الثابت بأصابع اليد اليمنى على الجزء الداخلي من المعصم الأيسر لعدة ثوانٍ حتى تختفي الأعراض. (2)

2- استنشاق الزيت العطري

كشفت دراسةٌ أن تعريض المرضى لزيت النعناع العطري بعد إجرائهم للعمليات الجراحية يساعد في تقليل الغثيان (3)

وتجدر الإشارة إلى أن استنشاق كمية عالية من الزيوت الأساسية لمدةٍ أطول من ساعة يسبب الغثيان.

3- تناول الأعشاب الطبيعية

أظهرت دراسة طبية أن تناول الأعشاب الطبيعية مثل الزنجبيل والبابونج يخفف من دوار الحركة والغثيان. (4)

ثانياً: الأدوية

إذا لم تنجح التدابير الطبيعية السابقة يمكن تجربة بعض الأدوية، مثل:

1- مضادات الهيستامين

تستخدم مضادات الهيستامين عادةً لعلاج الحساسية كما تساعد في تقليل أعراض دوار الحركة.

ويمكن للأطفال الذين تزيد أعمارهم على عامين أن يتناولوا هذا النوع من الأدوية بأمان مثل:

  • ديمينهيدرينات "dimenhydrinate"
  • ديفينهندرامين "Diphenhydramine"

وتجدر الإشارة إلى ضرورة استشارة الطبيب المختص أولاً قبل تناولها. وينبغي التذكير أن النعاس يعد أبرز الآثار الجانبية لمضادات الهيستامين لذلك يفضل تجنبها عند قيادة السيارة.

2- سكوبولامين "Scopolamine"

يوجد السكوبولامين على شكل حبوبٍ أو لاصقة جلدية توضع خلف الأذن لعدة أيام وتُحدث بعض الآثار الجانبية مثل جفاف الفم لذلك ينبغي على الأشخاص الذين يعانون الأرق أو غيرها من الحالات الصحية استشارة الطبيب المختص قبل بدء الاستخدام.

ويفضل مراجعة الطبيب قبل استخدام هذا المنتج من قبل الفئات التالية:

  • الأطفال
  • النساء الحوامل أو المرضعات
  • الأشخاص الذين يعانون من مشكلات في الكبد أو الكلى
  • كبار السن

وذلك لتجنب أي مخاطر أو آثار جانبية محتملة، خاصةً في ضوء حالات السمية المميتة المسجلة في بعض الحالات النادرة عند الأطفال. (5)

3- بروميثازين

يستخدم هذا الدواء لمنع دوار الحركة حيث يعمل على تقليل إشارات الدماغ المسببة للغثيان. وينصح بالاستشارة الطبية قبل تناول الأطفال منه لتجنب أي تفاعلات أو تأثيرات سلبية.

ثالثاً: حلول طويلة الأجل لمنع دوار الحركة

تتوفر بعض العلاجات التي تمنع دوار الحركة قبل حدوثه، مثل المكملات الغذائية، كما يلي:

1- تناول فيتامينات B6

يوصي الأطباء باستخدام فيتامين B6 لعلاج الغثيان والقيء عند الحوامل. ويساعد أيضاً في الوقاية من دوار الحركة لكن ما تزال هناك حاجة إلى مزيد من البحث العلمي في هذا النطاق.

2- تناول مكملات هيدروكسي تريبتوفان والمغنيزيوم

تشير الدراسات العلمية إلى وجود علاقة محتملة بين انخفاض مستويات السيروتونين في الدماغ وزيادة خطر الإصابة بدوار الحركة والشقيقة.

ويُعتقد أن مكملات 5-هيدروكسي تريبتوفان (5-HTP) والمغنيزيوم تلعبان دوراً في رفع مستويات السيروتونين مما يساعد في تخفيف أعراض هذه الاضطرابات. (6)

لكن الإفراط من استهلاك مكملات 5-هيدروكسي تريبتوفان يمكن أن يسبب الغثيان، كما أن تناول كثير من المغنيزيوم ينتج عنه الشعور بالنعاس وصعوبة التنفس.

لذلك ينبغي استشارة الطبيب قبل استخدام أي مكملات غذائية، لتقييم الحالة الصحية وتحديد الجرعة المناسبة لكل شخص.