هل تشعر بالسعادة بعد ممارسة الرياضة أو الاستماع إلى الموسيقى؟ قد يكون ذلك بسبب هرمون الإندروفين، وهو هرمون ينتجه الجسم بشكل طبيعي ويُعرف بقدرته على تحسين المزاج وتقليل الشعور بالألم. في هذا المقال، سنغوص في وظائف هرمون الإندروفين وكيفية تحفيز إنتاجه بشكل طبيعي.
ما هو هرمون الإندروفين؟
الإندورفين هو نوع من المواد الكيميائية في الدماغ التي تساعد على الشعور بالسعادة، وهو يعمل كمسكنٍ طبيعي للألم والتوتر؛ يطلقه الجسم أثناء الأنشطة الممتعة، مثل ممارسة الجنس والرياضة.
لأن سلامتك تهمنا
تحدث مع طبيبيمكن اعتبار هرمون الإندورفين "Endorphin" إشاراتٍ كيميائيةٍ في الدماغ تمنع إدراك الألم. يصنعه الجسم، ويتم إفرازه أثناء المتعة، بما في ذلك المشاعر المتعلقة بالضحك والحب والجنس؛ كما أن له علاقة بالأطعمة الشهية والسيطرة على الألم.
تتوفر أدوية تعمل بشكلٍ مشابه للإندورفين، وتسمى المواد الأفيونية، ولها تأثيرات عميقة لتخفيف الألم، ويمكن أن تمنح مشاعر النشوة كذلك.
قد يصف الأطباء هذا النوع من الأدوية لتخفيف الألم على الأمد القصير في حالات معينة مثل ما بعد الجراحة. كما تتوفر بعض المواد الأفيونية في الأدوية التي يستخدمها الأطباء لعلاج السعال المزمن أو الإسهال. بالإضافة إلى أن بعض المخدرات غير المشروعة هي أيضا مواد أفيونية، مثل الهيروئين "Heroine".
ومن الجدير بالذكر أن كلاً من الأدوية الأفيونية القانونية وغير القانونية لديها القدرة على إحداث الإدمان، مما قد يؤدي إلى أخذ جرعةٍ زائدةٍ أو الوفاة.
قد لا يكون لهرمون الإندورفين تأثير كبير مثل المواد الأفيونية، إلا أنه يمكن أن يحدث نشوةً صحيةً وآمنةً في نفس الوقت.
وظائف هرمون الإندروفين في الجسم
تساعد وظائف هرمون الإندروفين في الجسم على تجنب الألم وزيادة مشاعر المتعة. حيث يشير الدماغ السليم إلى إطلاق الإندورفين أثناء لحظات الصدمة أو عند مواقف "القتال أو الهروب" أو الإجهاد أو الألم الجسدي.
يمكن للإندورفين بعد ذلك الارتباط بمستقبلاتٍ في الجهاز العصبي وإيقاف أو إبطاء إطلاق البروتينات المشاركة في إشارات الألم. تعمل هذه العملية أيضا على زيادة مستويات الدوبامين "Dopamine"، وهو الناقل العصبي المرتبط باستجابات المكافأة والمتعة.
تتضمن وظائف هرمون الإندروفين الأخرى في الجسم ما يلي:
- التخلص من مشاعر الحزن واليأس والاكتئاب
- الشعور بالهدوء والاسترخاء والتخلص من القلق
- تعزيز الثقة بالنفس
- تنظيم أو تعديل الشهية
- تعزيز الاستجابة المناعية
- تقليل الالتهاب
كيف يمكن تعزيز مستويات الإندورفين في الجسم؟
قد تكون زيادة مستويات هرمون الإندروفين الطبيعية في الجسم وسيلةً فعالةً للشخص لتحسين صحته العامة.
ما زالت الأبحاث حول الإندورفين مستمرة، ولكن العلماء وجدوا أن ارتفاع مستويات الإندورفين يمكن أن يقلل الألم ويزيد من المتعة.
وقد تختلف مستويات الإندورفين والمحفزات التي تساعد على زيادتها من شخصٍ لآخر؛ ولكن عموماً يبدو أن الأبحاث حتى الآن تؤكد أن النشاط البدني وبعض الأطعمة والأنشطة الممتعة المختلفة تعزز مستويات الإندورفين عند الإنسان.
١- ممارسة الرياضة
ربط العديد منذ فترة طويلةٍ التمارين الرياضية وهرمون الإندروفين، سواء كانوا على درايةٍ بالعلم الذي يفسر ذلك أم لا.
تحدث مع طبيب الآن
تظهر دراسة في عام 2018 وجود ارتباط بين التدريب على تمارين المقاومة وانخفاضٍ كبيرٍ في أعراض الاكتئاب. ووجد الباحثون أن هذا التأثير حدث بغض النظر عن الحالة الصحية للشخص، أو مقدار تمارين المقاومة التي شارك فيها، أو ما إذا كان قد لاحظ حدوث أي تحسنٍ كبيرٍ في القوة البدنية. (1)
كما يشير تحليل في عام 2019 أن ممارسة 45 دقيقة من التمارين الرياضية متوسطة الشدة ثلاث مرات في الأسبوع يمكن أن يكون له تأثيرٌ كبيرٌ مضاد للاكتئاب. (2)
بالإضافة إلى ذلك يمكن للأنشطة البدنية الأخرى بما في ذلك الرقص وممارسة الجنس أن تعزز أيضا مستويات الإندورفين.
يلعب هرمون الإندروفين دوراً في ما يسمى "نشوة العداء"، والتي تصف مشاعر النشوة التي يشعر بها عداؤو المسافات الطويلة بعد التمارين الطويلة.
وبسبب كل هذه الأدلة أصبح من المألوف أن يصف الأطباء التمارين الرياضية إلى جانب العلاج أو الأدوية أثناء علاج أعراض الاكتئاب.
٢- تناول أطعمة معينة
يرى المتخصصون في مجال الصحة أن تناول الأطعمة اللذيذة يمكن أن يعزز مستويات هرمون الإندروفين لدى الأشخاص، إلا أن بعض الأبحاث قد ركزت على فئاتٍ محددة أكثر من غيرها.
على سبيل المثال تشير الدراسات إلى أن تناول الشوكولا الداكنة الغنية بالكاكاو - 70٪ كاكاو أو أعلى - يمكن أن يعزز مستويات كل من الإندورفين والدوبامين. (3)
بالإضافة إلى ذلك أظهرت الأبحاث وجود صلةٍ بين تناول الأطعمة الغنية بالتوابل وارتفاع مستويات الإندورفين. تقول النظرية وراء ذلك أن الجسم ينتج هذا الهرمون لمواجهة الألم الناتج عن الطعام الحارق. (4)
٣- الضحك
بحثت الكثير من الدراسات في الفوائد الصحية للضحك، وقد تبين أن الضحك يمكن أن يزيد من مستويات هرمون الإندروفين وله تأثيرات إيجابية أخرى على الجسم.
على سبيل المثال وجد تحليل في عام 2019 أن الضحك قد يحسن أعراض القلق والاكتئاب ونوعية النوم. (5)
يمكن للشخص إضافة المزيد من الضحك والفكاهة إلى حياته بعدة طرق، مثل قضاء الوقت مع الأصدقاء أو العائلة.
انخفاض مستوى الهرمون في الجسم
تشير بعض الأبحاث إلى وجود صلةٍ محتملةٍ بين انخفاض مستويات هرمون الإندروفين وبعض الحالات أو الأعراض الصحية.
عندما لا ينتج جسم الشخص ما يكفي من الإندورفين فقد يكون في خطرٍ متزايدٍ للإصابة بما يلي:
- فقدان الوزن غير المخطَّط له
- الشعور بآلامٍ في الجسم
- الاكتئاب والقلق
- مشاكل في النوم
- الإدمان
ولا تزال الأبحاث جاريةً حول العلاقة بين بعض الحالات الصحية المختلفة والإندورفين.
على سبيل المثال وجدت إحدى الدراسات أن الزيادات في هرمون الإندورفين في الجسم كانت مرتبطةً بتخفيف الألم لدى الأشخاص الذين يعانون من الألم العضلي الليفي، وهو حالةٌ تسبب الألم في جميع أنحاء الجسم، والتعب، والاضطراب العاطفي والعقلي في كثير من الأحيان.
مصادر
- Biochemistry, Endorphin
- Neurological correlates of brain reward circuitry linked to opioid use disorder
- Neuroanatomy and function of human sexual behavior: A neglected or unknown issue
- How Relevant is the Systemic Oxytocin Concentration for Human Sexual Behavior? A Systematic Review
- Neuromodulation of Aerobic Exercise—A Review