هل الاستلقاء بعد الطعام يسبب عسر الهضم؟

الكاتب - أخر تحديث 21 فبراير 2024

يدُل عسر الهضم على الشعور بعدم الراحة وينتج عنه ألم في أعلى البطن، ويحدث غالباً بعد تناول الطعام أو الشرب، لأسبابٍ عديدة، فما هي؟

ما هو عسر الهضم؟

ينتج عسر الهضم "Indigestion" عن صعوبة في هضم الطعام، مما يؤدي إلى أعراض متنوعة، مثل: آلام في البطن وعدم الراحة بعد تناول الطعام.

وعادة ما يكون عسر الهضم قصير المدى، ويستمر لبضعة أيام لكن قد تزيد فترة الإصابة به إذا كان سببه حالة كامنة مثل الارتجاع المعدي المريئي. (1)

وأظهرت دراسة طبية أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية أن 1 من كل 4 أفراد يعانون من عسر الهضم، لذا من المهم معرفة موعد طلب الرعاية الطبية لتخفيف أعراضه سريعًا.

عسر الهضم بعد الاستلقاء

يعد الاستلقاء بعد تناول الطعام أحد العوامل التي يمكن أن تُفاقم عسر الهضم؛ لمساهمته في إعادة حمض المعدة إلى المريء، مما يسبب تهيجاً والتهاباً في المعدة.

وينطبق ذلك على الذين يعانون من الارتجاع المعدي المريئي (GERD)، وهي حالةٌ لا تُغلق فيها العضلة العاصرة المريئية السفلية (LES) بشكلٍ صحيح، مما يسمح لحمض المعدة بالاتجاه نحو الأعلى ناحية المريء.

من ناحية أخرى يسبب انخفاض ضغط الدم بعد الأكل لدى بعض المصابين به حالة من الدوخة أو الإغماء، لذلك يساعد الاستلقاء بعد تناول الطعام في منع حدوث ذلك عن طريق تقليل تدفق الدم إلى الجهاز الهضمي وزيادة سريانه إلى الدماغ.

أعراض عسر الهضم

يشخص الطبيب عسر الهضم عند ظهور علامة أو أكثر من الأعراض التالية:

  • الألم المتعلق بالجهاز الهضمي.
  • إحساس بالحرقان في المعدة.
  • الشعور بالشبع الشديد أثناء تناول الطعام أو بعده.
  • الانتفاخ والغثيان.

ويمكن أن يعاني الشخص من هذه الأعراض السابقة، حتى لو لم يتناول كمية كبيرة من الطعام.

أسباب عسر الهضم

توجد بعض الأسباب التي تؤدي إلى حدوث عسر الهضم، ويمكن أن ينتج عن نمط الحياة أو العادات الغذائية الخاطئة، أو عن حالةٍ طبية مرضية، أو عن طريق تناول بعض الأدوية.

وتتضمن الأسباب الشائعة لعسر الهضم ما يلي: (2)

  • العوامل الغذائية
  • التدخين
  • السمنة
  • الضغط النفسي

ويمكن أن يكون عسر الهضم عرضاً لحالاتٍ صحيةٍ معينة، مثل:

  • الارتجاع المعدي المريئي "GERD"
  • القلق أو الاكتئاب
  • التهاب المرارة
  • التهاب المعدة
  • خزل المعدة "Gastroparesis": وهي حالة لا تستطيع فيها المعدة تفريغ نفسها من الطعام
  • العدوى بجراثيم الملوية البوابية "H. Pylori"
  • متلازمة القولون المتهيج (القولون العصبي)
  • عدم تحمل اللاكتوز
  • القرحة الهضمية
  • سرطان المعدة
  • تناول بعض الأدوية: مثل المضادات الحيوية "antibiotics" ومضادات الالتهاب غير الستيروئيدية "NSAIDs"
  • أثناء الحمل: خاصةً في الأشهر الثلاثة الأخيرة، وذلك بسبب التغيرات الهرمونية وضغط الجنين على المعدة. ويمكن للطبيب أن ينصح بطرقٍ آمنةٍ للسيطرة عليه.

خلافاً للأسباب السابقة، وفي حال لم يكن هناك سبباً بنيويا أو استقلابياً محدداً، تشخص الحالة عسر هضم وظيفي "functional dyspepsia".

طرق العلاج والوقاية

تتمثل أفضل طريقة للوقاية في تجنب العوامل المسببة لعسر الهضم. ويمكن أن تساعد بعض تغييرات نمط الحياة في ذلك، مثل ما يلي:

  • تناول وجباتٍ صغيرةٍ ومتكررةٍ على مدار اليوم
  • مضغ الطعام جيداً وببطء
  • تجنب بعض الأطعمة والمشروبات، مثل: الأطعمة الحارة أو الدهنية أو الحمضية والكافيين والكحول والمشروبات الغازية
  • الإقلاع عن التدخين
  • البعد عن الدخان المنبعث من منتجات التبغ
  • تقليل التوتر والقلق
  • ممارسة الرياضة بانتظام
  • الحفاظ على وزن صحي
  • الانتظار لمدة ساعتين إلى ثلاث ساعات على الأقل بعد تناول الطعام قبل الاستلقاء
  • رفع رأس السرير بمقدار 15 إلى 20 سم أو استخدام وسادةٍ إسفينيةٍ لصنع زاويةٍ عند الاستلقاء
  • ارتداء ملابس فضفاضة غير ضاغطة على منطقة البطن

وتجدر الإشارة إلى أن تغييرات نمط الحياة ربما تكون غير كافية، لذلك ينصح بتناول مضادات الحموضة التي لا تستلزم وصفة طبية لكن لا ينبغي استخدامها أكثر من أسبوعين دون استشارة الطبيب، لأنها قد تسبب آثاراً جانبيةً أو تتفاعل مع أدويةٍ أخرى.

وتُساعد الأدوية الموصوفة طبياً، مثل حاصرات مستقبلات الهستامين H2، أو مثبطات مضخة البروتون، أو المضادات الحيوية، أو مضادات الاكتئاب والقلق، في معرفة السبب الرئيسي لعسر الهضم.

كما يسهم استخدام الطب البديل في تخفيف عسر الهضم، عن طريق تحسين هضم الطعام، وتقليل التوتر، وحجب إشارات الألم، من خلال ما يلي:

  • الوخز بالإبر
  • العلاج العشبي
  • التأمل الذهني أو العلاج النفسي

لكن لا توجد أدلة علمية كافية لدعم فاعليتها في علاج عسر الهضم، ولا ينبغي استخدامها كبديل للرعاية الطبية التقليدية.

لذلك يجب على المهتمين باستخدام الطب البديل في علاج عسر الهضم استشارة الطبيب أولاً وإبلاغه بأي أدوية أو مكملات أخرى يتناولونها.

نصائح

تجدر الإشارة إلى ضرورة طلب الرعاية الطبية، إذا استمرت الإصابة بالمرض لفترة طويلة، أو كان مصحوباً بأعراضٍ أخرى، مثل:

  • ألم في الصدر
  • صعوبة في البلع
  • فقدان الوزن
  • حدوث قيء دموي
  • تغير لون البراز إلى أسود

إذ تشير الأعراض السابقة إلى احتمالية إصابة المريض بحالةٍ أكثر خطورة، مثل:

  • القرحة
  • التهاب المعدة
  • سرطان المعدة

وختاماً عسر الهضم ليس حالة خطيرة، لكنه يؤثر على جودة الحياة. ومن خلال إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة، يمكن منع حدوث عسر الهضم والاستمتاع بتناول الوجبات دون قلق.