مرض الكزاز: دليلك الشامل للأعراض وطرق العلاج واللقاحات

الكاتب - 28 مارس 2024

يعتبر مرض الكزاز عدوى خطيرة يحدث نتيجة الإصابة بنوعٍ من الجراثيم تؤثر سلباً في الدماغ والجهاز العصبي بما يؤدي إلى حدوث تصلب في العضلات.

ما هو مرض الكزاز؟

يعد مرض الكزاز أو التيتانوس "Tetanus" عبارة عن عدوى خطيرة تنتج عن إصابة الجسم بجراثيم تدعى المطثيات الكزازية "Clostridium tetani". ويمكن للشخص الذي يعاني جرح عميق بأداةٍ ملوثة أن يصاب بهذه العدوى.

حيث تنتج الجراثيم ذيفانا (سم) يسبب انقباضات مؤلمة في العضلات ويمكن أن تؤثر العدوى في الجسم كله كما يمكن أن تكون قاتلة أحياناً. بالتالي يعد الكزاز حالة طبية طارئة تحتاج إلى علاج وتلقي المضادات الحيوية "Antibiotics".

ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) تبلغ نسبة وفاة المصابين بمرض الكزاز حالياً حوالي 11%. (1)

أعراض مرض الكزاز

تظهر أعراض مرض الكزاز عادةً بعد حوالي 7 إلى 10 أيام من الإصابة الأولية إلا أن ظهور الأعراض قد يمتد من 4 أيام إلى حوالي 3 أسابيع، وقد يستغرق أشهراً في بعض الحالات.

وتتضمن الأعراض الرئيسية لمرض الكزاز ما يلي:

  • صلابة في عضلات الفك "lockjaw" تجعل من الصعب فتح المريض لفمه
  • تشنج العضلات في الرقبة والحنجرة بما يؤدي إلى صعوباتٍ في البلع
  • تشنجات في عضلات الوجه
  • تصلب عضلات الرقبة والصدر بما يسبب صعوبات في التنفس
  • تأثر عضلات البطن والأطراف عند بعض الأشخاص
  • تقوس العمود الفقري للخلف في الحالات الشديدة عند تأثر عضلات الظهر ويكون ذلك أكثر شيوعاً عندما يعاني الأطفال من الكزاز
  • ارتفاع درجة الحرارة
  • التعرق
  • تسارع نبضات القلب
  • الإسهال
  • البراز المصحوب الدم
  • الصداع
  • الحساسية للمس
  • ألم الحلق

وإذا لم تعالج الحالة فقد تزداد الأعراض سوءاً خلال الساعات والأيام التالية للإصابة.

أسباب مرض الكزاز

تنتج الجراثيم المسببة لمرض الكزاز سماً يهاجم الجهاز العصبي بما يؤدي إلى تشنج العضلات. وتعيش المطثيات الكزازية في التربة والغبار والسماد لكن يمكن العثور عليها في أي مكان.

ويمكن أن يصاب أي شخص بها إذا تمكنت الجراثيم من الدخول إلى مجرى الدم من خلال جرحٍ مفتوح مثل:

  • أي جرح غير نظيف
  • عضة من حيوانٍ أو إنسان
  • أي جرح يخترق الجلد مثل الخدش بمسمارٍ تصدأ
  • وخزة صغيرة من شوكة الورد يمكن أن تنقل الجراثيم

ويرجح أن تحدث الإصابة عن طريق جروحٍ بمواصفاتٍ معينة مثل ما يلي:

  • الجروح الغائرة
  • الجروح التي تحتوي على جسم غريب مثل الشظايا
  • الجرح فوق عظم مكسور (الكسر المركب)

ويزداد خطر الإصابة بمرض الكزاز إذا كان هناك كثير من القيح أو حدث ضرر في الأنسجة مثل الحروق أو إذا كان الجرح ملوثاً بالتربة أو الغبار أو السماد.

وتجدر الإشارة إلى أن جراثيم المطثيات الكزازية أو العدوى بمرض الكزاز لا يمكن أن تنتقل من شخصٍ إلى آخر.

مضاعفات مرض الكزاز

إذا لم يتلق المريض العلاج المناسب لحالة مرض الكزاز يزداد خطر حدوث المضاعفات التي تهدد الحياة. (2) وتتضمن المضاعفات ما يلي:

  • الكسور: يمكن أن تسبب التشنجات العضلية إلى كسور في العظام في الحالات الشديدة.
  • ذات الرئة الاستنشاقية: تحدث إذا استنشق المريض إفرازات المعدة حيث يمكن أن يصاب بعدوى في الجهاز التنفسي السفلي بما يؤدي إلى ذات الرئة (الالتهاب الرئوي).
  • تشنج الحنجرة: يمكن أن يستمر تشنج الحنجرة حتى دقيقة ويسبب صعوبات في التنفس وفي الحالات الشديدة يمكن للمريض أن يختنق.
  • الاختلاجات الكزازية: إذا انتشرت العدوى إلى الدماغ يمكن أن تحدث التشنجات.
  • الانصمام الرئوي: قد تنسد أوعية دموية في الرئة بما يؤثر في التنفس والدورة الدموية، ويحتاج المريض بشكل عاجل إلى علاج بالأوكسجين والأدوية المضادة للتجلط.
  • الفشل الكلوي الحاد (القصور الكلوي الحاد): يمكن أن تؤدي التشنجات العضلية الحادة إلى تدمير العضلات الهيكلية بما يسبب تسرب بروتين العضلات إلى البول ويحدث فشلاً كلوياً شديداً.

التشخيص

ينبغي تشخيص مرض الكزاز مبكراً لتقديم العلاج المناسب، ويعتمد التشخيص على ما يلي:

1- التاريخ المرضي

يسأل الطبيب المريض عن شكواه وعن الأعراض التي يعانيها مثل التشنجات العضلية والحمى وتسارع نبضات القلب.

بالإضافة إلى ذلك يسأل الطبيب عن توقيت بدء الأعراض وحدتها وإذا ما كان المريض مصاباً بأمراضٍ مزمنة والأدوية التي يتناولها المريض واللقاحات التي حصل عليها.

2- الفحص السريري

حيث يتحقق الطبيب من الميزات الرئيسية لمرض الكزاز مثل الانقباضات العضلية وتصلبها في مناطق متعددة مثل العنق والرقبة فضلاً عن التشنجات في الجسم. كما يفحص الطبيب الجروح الحديثة التي كانت على تماسٍ مع التربة.

3- الفحوصات الإضافية

يمكن اختبار مستويات الأجسام المضادة لمرض الكزاز في الدم "Antitoxin" للتأكد من عدم وجود عدوى لكن قد لا يتوفر هذا الاختبار بسهولة. ويعد مستوى الأجسام المضادة 0.01 وحدة دولية/ مل أو أكثر كافياً لاستبعاد الإصابة.

كما يوجد فحص آخر يسمى اختبار الملوق "Spatula test" حيث يعمل هذا الفحص على لمس جدار البلعوم الخلفي بأداة ناعمة، وتتأكد الإصابة بمرض الكزاز إذا انقبض الفك بشكل لا إرادي بدلاً من حدوث منعكس التقيؤ.

العلاج

تعتمد الخطة العلاجية لمرض الكزاز على ما يلي:

1- تنظيف الجرح

يجب تنظيف أي جرحٍ لمنع الإصابة بالعدوى كما ينبغي معالجة الجرح المعرض للكزاز من قبل أخصائي طبي في أقصى سرعة.

2- تلقي اللقاح المناسب

ينبغي أن يتلقى كل مريضٍ يعاني من جرحٍ معرض للكزاز الغلوبيولين المناعي المضاد للكزاز (TIG) في أقرب وقت ممكن وذلك حتى لو كان قد تلقى اللقاح مسبقاً.

ويحتوي الغلوبيولين المناعي المضاد للكزاز على أجسامٍ مضادة تقتل جراثيم المطثيات الكزازية حيث يحقن في الوريد ويوفر حماية فورية قصيرة الأمد ضد الكزاز.

وتجدر الإشارة إلى أن TIG لا يحل محل الآثار طويلة الأمد للقاح.

3- تناول المضادات الحيوية والأدوية الأخرى

قد يصف الأطباء المضادات الحيوية مثل البنسلين "penicillin" أو الميترونيدازول "metronidazole" لعلاج مرض الكزاز حيث تمنع هذه المضادات الجراثيم من النمو وإنتاج الذيفانات العصبية التي تسبب تشنجات العضلات وتصلبها.

كما يمكن إعطاء المرضى التتراسيكلين "Tetracycline" إذا كانوا يعانون الحساسية تجاه البنسلين أو الميترونيدازول.

ولعلاج التصلب والتشنجات العضلية يمكن وصف ما يلي:

  • مضادات الاختلاج مثل ديازيبام "diazepam" التي ترخي العضلات لتخفيف التشنجات وتقليل القلق كما تعمل كمسكنات للألم
  • المرخيات العضلية مثل باكلوفين "baclofen" حيث تثبط نقل الإشارات العصبية من الدماغ إلى النخاع الشوكي بما يؤدي إلى تخفيف التشنج العضلي
  • العوامل الحاصرة العصبية العضلية التي تمنع نقل الإشارات من الأعصاب إلى الألياف العضلية وهي مفيدة في السيطرة على التشنجات العضلية

4- الجراحة

إذا كان الجرح المعرض للإصابة بمرض الكزاز غائراً فقد يزيل الطبيب جراحياً أكبر قدر ممكن من العضلات التالفة والمصابة.

5- التغذية

يحتاج المريض المصاب بمرض الكزاز إلى تناول كميةٍ كبيرةٍ من السعرات الحرارية كل يوم وذلك بسبب زيادة نشاط العضلات.

6- جهاز التنفس الصناعي

قد يحتاج بعض المرضى إلى جهاز التنفس الصناعي وذلك للمساعدة على التنفس إذا تأثرت الحبال الصوتية أو عضلات الجهاز التنفسي.

اللقاحات وطرق الوقاية

تحدث معظم حالات الإصابة بمرض الكزاز عند الأشخاص الذين لم يسبق لهم الحصول على اللقاح أو الذين لم يأخذوا جرعة معززة خلال العقد السابق.

ويمنح لقاح الكزاز للأطفال بشكل روتيني كجزء من لقاح يقي من الدفتيريا والسعال الديكي (DTaP). ويتكون هذا اللقاح من خمس جرعات وعادةً ما يحقن في ذراع الطفل أو فخذه عندما يبلغ من العمر:

  • شهرين
  • 4 أشهر
  • 6 أشهر
  • من 15 إلى 18 شهراً
  • من 4 إلى 6 سنوات

كما يمنح لقاح داعم عادةً بين سن 11 و18 عاماً وجرعة أخرى كل 10 سنوات.

وعندما يسافر المرء إلى منطقةٍ ينتشر فيها مرض الكزاز يجب عليه مناقشة الأمر مع الطبيب فيما يتعلق باللقاحات.