متلازمة راي: قاتل صامت يهدد حياة طفلك

الكاتب - 20 مارس 2024

تعد متلازمة راي نادرة الحدوث لكنها تسبب أضراراً لجميع أعضاء الجسم خاصة الدماغ والكبد، فما هي هذه المتلازمة وأعراضها وكيفية علاجها؟

ما هي متلازمة راي؟

تعد متلازمة راي "Reye’s Syndrome" حالة نادرة تؤثر في التوازن الكيميائي الطبيعي في الجسم بما يؤدي إلى احتمال حدوث تلفٍ في مختلف الأعضاء خاصة الدماغ والكبد.

وعلى الرغم من أن الحالة قد تصيب أي فئة عمرية إلا أنها أكثر شيوعاً عند الأشخاص الذين يبلغون من العمر 18 عاماً أو أقل. كما تزداد الإصابة بها لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 4 إلى 12 عاماً.

وتتميز هذه المتلازمة بتطور الإصابة بها سريعاً حيث يمكن أن تتسبب في دخول الأطفال المصابين في غيبوبة أو وفاتهم خلال ساعاتٍ من ظهور الأعراض.

وتشير الدراسات الطبية إلى وجود علاقةٍ بين تناول المواد التي تحتوي على الأسبرين "Aspirin" لدى الأطفال المصابين بمرض فيروسي ومتلازمة راي.

نتيجةً لذلك أصدرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) والأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) تحذيراتٍ بشأن عدم منح الأطفال الأسبرين إلا إذا سمح طبيب الأطفال بذلك تبعاً لحالة الطفل المصاب.

أعراض متلازمة راي

عندما يصاب الطفل بالأنفلونزا أو جدري الماء أو غيرها من الأمراض الفيروسية ثم يشفى منها ويبدأ في التعافي تبدأ أعراض متلازمة راي في الظهور على مراحل مثل ما يلي:

1- المرحلة الأولى

  • فقدان الطاقة
  • الخمول
  • الغثيان
  • القيء
  • النعاس المستمر

2- المرحلة الثانية

  • تغيرات في الشخصية مثل التهيج والسلوك العدواني
  • الهذيان
  • يتحول النعاس والخمول العميق إلى فقدان الوعي
  • الدخول في غيبوبة خفيفة
  • فرط التنفس
  • عدم انتظام نبضات القلب

3- المرحلة الثالثة

  • فقدان الوعي
  • الدخول في غيبوبة خفيفة

4- المرحلة الرابعة

  • الدخول في غيبوبة عميقة
  • التشنجات
  • التصلب
  • عدم استجابة حدقتي العينين

5- المرحلة الخامسة

  • التشنجات
  • الغيبوبة العميقة
  • الشلل الرخو: وهو انخفاض في قوة العضلات
  • التصلب
  • عدم استجابة حدقتي العينين
  • توقف التنفس
  • الوفاة

عوامل الخطر

 توجد مخاطر عديدة ترتبط بحدوث متلازمة راي مثل ما يلي:

1- الأسبرين

تشير الأبحاث إلى وجود صلةٍ بين متلازمة راي وتناول الأسبرين أثناء الإصابة بأمراض فيروسية مثل الإنفلونزا أو جدري الماء.

لكن على الرغم من أن هذه الصلة تحتاج إلى مزيد من الأبحاث الطبية لدعمها إلا أن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) والأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال والمؤسسة الوطنية لمتلازمة راي يوصون بعدم منح الأسبرين لأي شخص يقل عمره عن 19 عاماً يعاني الحمى أو مرض فيروسي. (1)

وتجدر الإشارة إلى أن الأسبرين يستخدم في أنواع عديدة من الأدوية بما في ذلك العلاجات التي لا تستلزم وصفة طبية.

2- جدري الماء

يعد جدري الماء مرض فيروسي شديد العدوى يستمر عادةً لمدةٍ تتراوح ما بين 5 إلى 10 أيام. وتتضمن أعراضه ظهور طفح جلدي يتحول إلى بثورٍ مملوءةٍ بالسوائل ثم تتحول إلى قشور.

ويتعافى معظم الأطفال الذين يصابون بجدري الماء إلا أنه يصبح خطيراً عند أي شخصٍ يعاني ضعفاً في الجهاز المناعي.

وتجدر الإشارة إلى أن الذين يتعافون من جدري الماء يكونون أكثر عرضةً لخطر الإصابة بمتلازمة راي كما لا ينبغي استخدامهم للأسبرين كعلاجٍ لهم لمنع تطور الإصابة بهذه المتلازمة.

3- الإنفلونزا

تتزايد خطورة الإصابة بمتلازمة راي لدى الذين تعافوا من الإنفلونزا.

من ناحية أخرى ينبغي عدم منح الأسبرين للمصابين بالأنفلونزا أو نزلات البرد خاصة الأطفال والمراهقين بينما يحظر منح الطفل دون سن 6 سنوات أي أدويةٍ إلا باستشارة الطبيب.

المضاعفات

يمكن أن يؤدي عدم الوصول إلى التشخيص المناسب لمتلازمة راي إلى حدوث مضاعفاتٍ خطيرةٍ ناجمةٍ عن هذه الحالة في وقت قصير.

لكن ينبغي التذكير أن معظم الأطفال والمراهقين المصابين بمتلازمة راي يبقون على قيد الحياة في حال تلقيهم الإجراءات اللازمة في الوقت المناسب. بينما في حال عدم حدوث ذلك تكون درجة الإصابة متفاوتة أو قد تسبب ضرراً دائماً للدماغ أو حدوث الوفاة.

التشخيص

يعتمد تشخيص الطبيب لمتلازمة راي على ما يلي:

1- القصة المرضية

يستمع الطبيب للتاريخ الطبي للمريض ويسأل عن أعراض المتلازمة مثل الخمول والهذيان وتغيرات السلوك. كما يستفسر الطبيب عما إذا كان الطفل قد أصيب مؤخراً بنزلة برد أو مرض فيروسي آخر وما إذا كان الطفل قد تناول الأسبرين أو دواء آخر يحتوي عليه.

2- الفحوصات الإضافية

تتضمن الفحوصات الإضافية التي يمكن إجراؤها لتأكيد تشخيص الإصابة بمتلازمة راي ما يلي:

  • تحاليل الدم
  • تحاليل وظائف الكبد
  • تحاليل البول والبراز
  • الحصول على خزعةٍ من الكبد عبر إزالة جزء صغير من أنسجة الكبد لفحصها
  • التخطيط الكهربائي للدماغ (EEG): يسجل النشاط الكهربائي المستمر للدماغ عن طريق وصلات كهربائية متصلة بفروة الرأس
  • البزل القطني: حيث توضع إبرة طبية في أسفل الظهر في القناة الشوكية ويمكن عندها قياس الضغط في القناة الشوكية والدماغ كما يمكن الحصول على كميةٍ صغيرةٍ من السائل الدماغي الشوكي (CSF) وإرسالها للاختبار لفحصها
  • مراقبة الضغط داخل الجمجمة (ICP) لقياس الضغط داخل رأس الطفل

العلاج

لا يوجد علاج معروف للشفاء من متلازمة راي لكن التشخيص المبكر يمكن أن يمنع حدوث المضاعفات الخطيرة مثل تلف الدماغ أو السكتة القلبية

ويعالج أي شخص مصاب بمتلازمة راي على الفور في وحدة العناية المركزة (ICU). حيث يهدف العلاج إلى دعم وظائف الجسم الحيوية مثل التنفس والدورة الدموية مع حماية الدماغ أيضاً من التلف الدائم الناجم عن التورم.

ويمكن أن تتضمن الخطة العلاجية ما يلي:

  • تغذية الجسم بالشوارد والسوائل التي تحافظ على رطوبته ومستويات الملح والسكر فيه
  • استعمال مدرات البول: حيث تعمل هذه الأدوية على تخليص الجسم من السوائل الزائدة المسببة للتورم حول الدماغ
  • استخدام مزيلات سموم الأمونيا: حيث تقلل من مستوى الأمونيا في الجسم
  • استعمال مضادات التشنج: تتحكم هذه الأدوية في التشنجات الناتجة عن الإصابة بمتلازمة راي
  • التهوية الميكانيكية: حيث تستخدم آلة للمساعدة على حركة الهواء إلى داخل وخارج الرئتين وتساعد في حال حدوث اضطرابات في التنفس.