متلازمة ذيل الفرس: ما هي وكيف يتم تشخيصها؟

الكاتب - 30 أكتوبر 2023

متلازمة ذيل الفرس "Cauda Equina Syndrome" هي حالة طبية نادرة، تتميز بمجموعة متنوعة من الأعراض التي تشمل ضمور حاد أو تلف أو انضغاط في جذور الأعصاب في الطرف السفلي من النخاع الشوكي. مما يؤدي إلى اضطراب الأحاسيس والحركة في القسم السفلي من الجسم.

ومع أن هذه الحالة نادرة إلا أن فهمها والتعرف على العلامات التحذيرية الخاصة بها يعد أمراً بالغ الأهمية لأنها تحتاج تدخل وعناية طبية مناسبة.

ما هي متلازمة ذيل الفرس؟

إن مصطلح ذيل الفرس يعبر عن مجموعة من الأعصاب الموجودة في نهاية النخاع الشوكي، وقد سميت بهذا الاسم نظراً لتشابهها مع ذيل الحصان؛ حيث أن النخاع الشوكي ينتهي في الجزء العلوي من العمود الفقري القطني، أو أسفل الظهر.

وتعتبر أعصاب هذه المنطقة مسؤولةً عن الوظيفة الحركية والحسية للطرفين السفليين والمثانة، وذلك عن طريق إرسال واستقبال الإشارات العصبية إلى الأطراف السفلية وأعضاء الحوض.

وتحدث متلازمة ذيل الفرس "Cauda Equina syndrome" عندما تنضغط هذه الأعصاب أو تتضرر لسببٍ ما. وتعتبر هذه المتلازمة من الحالات النادرة، حيث تصيب حوالي 1 من 33000 إلى 100000 شخص. (1) كما أنها تحتاج تدخل اسعافي وحل جراحي طارئ فبدون تلقي العلاج المناسب يمكن أن يصاب المريض بمضاعفاتٍ مختلفةٍ طويلة الأمد.

أعراض متلازمة ذيل الفرس

تؤدي الإصابة بمتلازمة ذيل الفرس إلى ظهور أعراض متنوعة، والتي تختلف شدتها بحسب درجة الانضغاط وجذور الأعصاب المنضغطة.

ومن الأعراض التي يمكن أن يعاني منها المريض ما يلي:

  • احتباس البول: وهو من أكثر الأعراض شيوعاً، حيث تمتلئ مثانة المريض بالبول، ولكن لا يشعر المريض بالرغبة في التبول.
  • سلس البول و / أو البراز: إن فرط امتلاء المثانة يمكن أن يؤدي إلى حدوث سلس البول (تسريب البول لاإرادياً)؛ كما يمكن أن يحدث سلس البراز بسبب حدوث خللٍ في العضلة العاصرة الشرجية كذلك.
  • الخدر السرجي، وهو حدوث اضطراب حسي يمكن أن يشمل منطقة الشرج والأعضاء التناسلية والأرداف.
  • ضعف أو شلل في أكثر من جذر عصبي، والذي يمكن أن يصيب الطرفين السفليين.
  • ألم في الظهر و / أو الساقين مثل ألم العصب الوركي
  • العجز الجنسي

وإذا كان المريض يعاني من أية أعراضٍ مذكورةٍ أعلاه فيجب الحصول على عناية طبية فورية، لتشخيص الإصابة بمتلازمة ذيل الفرس وعلاجها على الفور.

أسباب متلازمة ذيل الفرس

في الواقع يعتبر فتق النواة اللبية السبب الأكثر شيوعاً لمتلازمة ذيل الفرس. (2)كما قد تنجم هذه الحالة عن إصابة رضية، إلا أنها أحياناً تحدث بدون سببٍ معروف.

كما تتضمن الأسباب الأخرى لمتلازمة ذيل الفرس ما يلي:

  • التضيق الشوكي في المنطقة القطنية
  • آفات وأورام النخاع الشوكي
  • التشوهات الخلقية
  • التهابات أو عدوى النخاع الشوكي
  • الإصابات الرضية في أسفل الظهر، مثل الطلقات النارية أو السقوط أو حوادث السيارات
  • النزيف الشوكي، تحت العنكبوتية أو تحت الجافية أو فوق الجافية
  • التشوهات الشريانية الوريدية في العمود الفقري (AVMs)
  • التخدير الشوكي
  • المضاعفات بعد جراحة العمود الفقري القطني
  • التهابات الجهاز التناسلي أو المثانة، فالإصابة بالتهابات في المنطقة الحوضية أو الجهاز التناسلي يمكن أن تؤدي إلى تورم والتهاب في المنطقة وبالتالي زيادة احتمالية حدوث متلازمة ذيل الفرس.
  • يمكن أن يزيد الوزن الزائد من الضغط على العمود الفقري، مما قد يزيد من خطر الإصابة بمتلازمة ذيل الفرس.

المضاعفات

إذا لم يتم علاج متلازمة ذيل الفرس يمكن أن يُصاب المريض بأضرارٍ عصبيةٍ دائمة، التي تؤدي بالتالي إلى حدوث مضاعفات صحية طويلة الأمد، والتي يمكن أن تختلف من فردٍ لآخر، ولكنها تتضمن عادةً واحدةً أو أكثر من الحالات التالية:

  • الخلل الوظيفي في المثانة والشرج
  • الضعف الجنسي
  • ألم العصب الوركي
  • خدر في الناحية الإربية (المنطقة بين البطن والفخذ على جانبي الجسم)، ومنطقة السرج (منطقة الشرج والأعضاء التناسلية والأرداف)
  • الشذوذ الحسي في الجزء السفلي من الجسم
  • ضعف العضلات في الجزء السفلي من الجسم
  • الشلل

التشخيص

يعد التشخيص المبكر لمتلازمة ذيل الفرس وبدء العلاج من العوامل المهمة لتجنب المضاعفات الخطرة والدائمة التي يمكن أن تحصل، ويتم التشخيص بالشكل التالي:

١- القصة المرضية

حيث يسأل الطبيب عن شكوى المريض والأعراض التي يعاني منها، مثل احتباس البول وألم الظهر، كما قد يسأل عن:

  • زمن بدء الأعراض
  • شدة الأعراض
٢- الفحص السريري

يجري الطبيب فحص شامل للجسم، وهو يساعد على تقييم ما يلي:

  • الثبات
  • التنسيق
  • الإحساس
  • المنعكسات
  • القوة
  • الحركة
٣- الفحوص والاختبارات

من المهم تأكيد الإصابة بمتلازمة ذيل الفرس من خلال الاختبارات التصويرية التي تتضمن ما يلي:

  • التصوير بالأشعة السينية "X-ray"
  • التصوير بالرنين المغناطيسي "MRI"، والتي تعطي صوراً للنخاع الشوكي والجذور العصبية والمناطق المحيطة بها
  • التصوير المقطعي المحوسب -الطبقي المحوري- "CT scan"
  • تصوير النخاع الشوكي "Myelogram": وهو يعتمد على تصوير القناة الشوكية بالأشعة السينية بعد حقن مادةٍ في المساحات التي يملؤها السائل الدماغي الشوكي. ويمكن أن يظهر هذا الإجراء الانزياح في النخاع الشوكي أو الأعصاب الشوكية بسبب فتق النواة اللبية أو المناقير العظمية أو الأورام وغيرها.

العلاج

عندما يحدد الطبيب سبب المشكلة ويشخص الإصابة بمتلازمة ذيل الفرس فإنه يطلب إجراء جراحةٍ إسعافيةٍ عادةً، والتي تهدف إلى إزالة الضغط من جذور الأعصاب في أسرع وقتٍ ممكن.

حيث أن تلقي العلاج في غضون 48 ساعة من الأعراض الأولى يقدم أفضل فرصة للشفاء والتعافي، كما أنه يخفض من خطر حدوث خللٍ في الحس والحركة والتبول والتبرز.

وعلى الرغم من أن معظم الدراسات توصي بتقديم العلاج ضمن مدة 48 ساعة إلا أن هناك مراجعة جديدة في عام 2022 ذكرت أن إجراء العملية الجراحية في غضون 24 ساعة يؤدي إلى الحصول على أفضل النتائج. وعموماً كلما تلقى الشخص العلاج أبكر كانت النتائج أفضل. (3)

الوقاية من متلازمة ذيل الفرس

قد يكون من الصعب منع الإصابة بمتلازمة ذيل الفرس بشكل دائم، ولكن يمكن لأي شخص اتباع بعض النصائح والخطوات التي يمكن أن تقلل من خطر الإصابات الرضية في العمود الفقري أو النخاع الشوكي.

حيث تتضمن خطوات الوقاية ما يلي:

  • ارتداء حزام الأمان في جميع الأوقات في السيارة.
  • تجنب الرياضات التي تتضمن الكثير من التماس والعنف.
  • ارتداء معدات السلامة في مواقع العمل عند الحاجة.
  • الانتباه إلى وضعية الجسم وطريقة الحمل عند رفع الأشياء الثقيلة.
  • ارتداء خوذات ومعدات واقية أثناء ركوب الدراجات الهوائية والدراجات النارية.
  • ممارسة الرياضة بانتظام حيث يمكن أن تساعد التمارين الرياضية المنتظمة في تقوية عضلات الظهر، مما يساعد على دعم العمود الفقري.
  • يمكن أن يساعد الحفاظ على وزن صحي في تقليل الضغط على العمود الفقري.
  • تجنب الجلوس لفترات طويلة: إذا اضطررت إلى الجلوس لفترات طويلة، فخذ فترات راحة منتظمة للوقوف والتحرك.