إن التغيرات في نمط وشدة الدورة الشهرية يمكن أن تكون مؤشراً على العديد من المشكلات الصحية. ومن بين هذه التغييرات تأتي قلة دم الحيض كمشكلة شائعة تثير الكثير من الأسئلة والاهتمام.
قلة دم الحيض "Light Period" والمعروفة أيضا باسم نقص التدفق الحيضي هي حالة تتميز بانقطاع الدم أثناء الحيض أو انخفاض كمية الدم المفقودة بشكل ملحوظ. قد تكون هذه المشكلة عابرة أو مؤشراً على مشاكل صحية تحتاج إلى عناية خاصة.
لأن سلامتك تهمنا
تحدث مع طبيبفي الواقع تعاني معظم النساء من تبدلاتٍ طبيعيةٍ في الحيض من وقتٍ لآخر، ويعود ذلك إلى أسباب مختلفة. وعند حدوث قلة دم الحيض يكون الدم أفتح من المعتاد، ويمكن أن يكون وردياً أو أحمراً أو بنياً، وقد يترافق مع تشنجات وآلام الدورة المعتادة.
أعراض قلة دم الحيض
تخسر المرأة بمتوسط ملعقتين إلى ثلاث ملاعق كبيرة من الدم خلال فترة حيضها الكاملة، وقد تتفاوت الكمية بحيث تكون أقل أو أكثر من المعتاد، فالتدفق يتغير من شهر لآخر. ومن المهم ألا تقارن المرأة نفسها بأخرى، فما هو طبيعي لك ليس بالضروري أن يكون طبيعي لغيرك والعكس صحيح.
وكون هنالك تباين بين النساء حول مقدار الدم الذي تخسره، يمكن ملاحظة قلة دم الحيض عن طريق السدادات القطنية أو الفوط الصحية.
ويشير مصطلح قلة دم الحيض إلى:
- قِصر مدة الحيض عن المعتاد
- استخدام عدد أقل من الفوط أو السدادات القطنية
- عدم وجود تدفق دم شديد معتاد في أول يوم أو يومين
- نزيف خفيف أي خروج نقط دموية على مدار بضعة أيام بدلاً من وجود تدفق ثابت
في بعض الأحيان قد تتسبب قلة دم الحيض أيضا انخفاض في أعراض متلازمة ما قبل الحيض "PMS"، مثل انخفاض آلام الظهر أو تشنجات الرحم أو تبدلات المزاج.
أسباب قلة دم الحيض
قد تكون قلة دم الحيض عرضية وأحياناً تكون مؤشراً لمشاكل صحية أخرى، ولذلك ينصح باستشارة الطبيب المختص للوصول للتشخيص المناسب.
ومن الأسباب التي تؤدي لهذه الحالة نذكر:
١- التباين الطبيعي
يعد التباين الطبيعي من أنثى إلى أخرى السبب الأكثر شيوعاً لقلة دم الحيض، وعادةً ما تكون الدورة الحيضية الخفيفة طبيعية وليست مؤشراً لأي حالة صحية أخرى، ولكن لأن هذا التباين يختلف من أنثى لأخرى ينصح باستشارة الطبيب لنفي أي حالات صحية قد تسبب قلة دم الحيض.
٢- الإجهاد أو التأثيرات الخارجية
يمكن أن يؤدي الإجهاد والإرهاق أو حتى صعوبة النوم إلى التأثير على الدورة الحيضية. كما يمكن أن يصبح الحيض أخف عند تغيير عادات الأكل أو ممارسة الرياضة. إذ قد يقل دم الحيض عموماً عند ممارسة التمارين البدنية بكثرة بالإضافة إلى تقليل كميات الطعام المتناولة.
تحدث مع طبيب الآن
٣- الأدوية أو وسائل منع الحمل
إن الكثير من خيارات تحديد النسل تعمل على استقرار وإضعاف بطانة الرحم أحياناً لمنع التصاق البيضة الملقحة، مما يؤدي بدوره إلى قلة دم الحيض. ويعتبر هرمون البروجسترون تحديداً مسؤولاً عن ذلك، والذي يمكن أن يتواجد في حبوب منع الحمل والغرسات، واللولب الهرموني، والحقن.
٤- مرحلة انقطاع الطمث أو ما حول انقطاع الطمث
يمكن أن تعاني الأنثى من قلة دم الحيض وانخفاض تواتر الدورات مع اقترابها من سن انقطاع الطمث، والذي يُعرف بأنه مرور 12 شهراً بدون حدوث الطمث.
ولكن قد لا يحدث ذلك عند جميع النساء، حيث قد قد تواجه بعض النساء تغيرات مختلفة في دوراتهن، وقد تكون الدورة أطول أو أكثر تواتراً أو أشد.
٥- الاضطرابات الهرمونية
يمكن أن تؤثر الاضطرابات الهرمونية عند الأنثى على الدورة الشهرية، مثل ما يحدث عند المصابات بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات "PCOs" أو في حالة الخلل الوظيفي في الغدة الدرقية أو فرط هرمون البرولاكتين في الدم وغيرها من الحالات.
٦- الحمل
يمكن أن يحدث نزيف خفيف أثناء المرحلة المبكرة من حدوث الحمل، وهو ليس دم الحيض وليس مؤشراً على حدوث الدورة الشهرية بل هو نزيف انغراس البويضة. ويحدث هذا النزف الخفيف بعد الحمل، وذلك بحوالي 10 إلى 14 يوماً من الإخصاب (التلقيح). وهو حالة طبيعية لا تتطلب عنايةً طبية.
أما حدوث النزف خلال فترة الحمل فيمكن أن يكون علامةً على
حدوث الإجهاض، أو الحمل خارج الرحم (الحمل الذي يحدث فيه انغراس للبيضة الملقحة خارج الرحم)، أو الحمل غير الجنيني (وهو يحدث عندما تتعلق البيضة المخصبة بالرحم ولكنها لا تتطور إلى جنين). ومن الجدير بالذكر أنه من الصعب معرفة الفرق بين نزيف الانغراس والحالات الأخرى، لذلك يُنصح باستشارة الطبيب المختص في حال حدوث أي نزيف أثناء الحمل.
كما أنه من الجدير بالذكر أن الرضاعة الطبيعية يمكن أن تؤدي إلى قلة دم الحيض أيضا.
العلاج
يختلف علاج قلة دم الحيض حسب الحالة المسببة في المقام الأول، حيث على سبيل المثال لا داع إلى تلق العلاج إذا كانت الحالة طبيعية ولا يوجد أي مشكلة صحية تتسبب بها.
أما في حالة نقص التدفق الحيضي الناتج عن التوتر والإرهاق فينصح بتجنب الإجهاد وممارسة الرياضة والتأمل، كما يجب عدم التردد بطلب المساعدة من الأقرباء والأصدقاء والأخصائيين النفسيين عند الحاجة.
وبالنسبة لوسائل منع الحمل وقلة دم الحيض الناتجة عنها، فينصح باستخدام الوسائل غير الهرمونية مثل الواقي الذكري واللولب غير الهرموني.
كما يمكن علاج أسباب الاضطرابات الهرمونية مثل متلازمة المبيض المتعدد الكيسات ومشاكل الغدة الدرقية من خلال الأدوية أو الجراحة وذلك بحسب ما يحدده الطبيب المسؤول عن الحالة.
مصادر
- Your menstrual cycle
https://www.womenshealth.gov/menstrual-cycle/your-menstrual-cycle - Light periods: All the reasons you could be bleeding less than normal this month
https://flo.health/menstrual-cycle/light-period - Effects of breastfeeding chemosignals on the human menstrual cycle
https://academic.oup.com/humrep/article/19/2/422/2356292 - Polycystic Ovary Syndrome (PCOS)
https://www.hopkinsmedicine.org/health/conditions-and-diseases/polycystic-ovary-syndrome-pcos - periods
https://www.nhs.uk/conditions/periods/ - Bleeding During Pregnancy
https://www.acog.org/womens-health/faqs/bleeding-during-pregnancy?utm_source=redirect&utm_medium=web&utm_campaign=otn