ما لا تعرفه عن أسباب الشعور بالدوخة وطرق علاجها

الكاتب - 29 فبراير 2024

توصف الدوخة بأنها شعور مزعج بانعدام التوازن أو عدم الثبات أو شعور بدوران الأشياء من حولك. لكن قد تشير أعراضها إلى مشكلات صحية، فما هي وما طرق علاجها؟

ما هي الدوخة؟

تصيب الدوخة "Dizziness" كثير من الأشخاص، حيث تشير التقديرات إلى أن ما بين 10 إلى 15% من السكان يزورون الطبيب أو المراكز الصحية بسبب الدوخة. وترتفع هذه النسبة إلى حوالي 40% لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 40 عامًا. (1)

أنواع الدوخة

تتعدد أنواع الدوخة وتختلف أسباب كل واحد منها عن الآخر. لكن يواجه معظم الأشخاص صعوبة في تمييز هذه الأنواع لذلك يستخدمون مصطلح الدوخة بشكل عام لوصف الأعراض التي يشعرون بها.

1- الدوار

يتمثل الدوار (Vertigo) في الشعور الوهمي بالحركة ويعدّ أحد أنواع الدوخة الشائعة.

ومن أعراض دوار الحركة ما يلي:

  • الإحساس بحركة دورانية وهو ما يشعر به الشخص بعد الانتهاء من لعبة الدوامة
  • الشعور بحركة خطية وهو ما يشعر به الشخص عند ركوب قارب في البحر حيث يتأرجح رأسه للأعلى والأسفل.

ويعد حدوث خلل في الجهاز الدهليزي وهو أحد أقسام الأذن الداخلية ووظيفته هي التحكم في التوازن من أبرز أسباب دوار الحركة.

2- خلل التوازن

يعاني بعض الأشخاص من نوع من الدوخة يرتبط بشكل مباشر بالمشي يطلق عليه خلل التوازن (Disequilibrium). ويتميز هذا النوع من الدوخة بالأعراض التالية:

  • اضطراب في توازن الشخص: قد يشعر الشخص بعدم الثبات أو كأنّه على وشك السقوط
  • صعوبة في المشي: يصبح المشي بطيئًا أو غير متزن
  • ربط الأعراض بالمشي: يعتقد المريض غالبا أن المشي هو السبب الرئيسي للشعور بالدوخة
  • اضطراب في حركة الساقين: قد يشعر المريض بضعف في حركة الساقين

ويعتمد تشخيص هذا النوع من الدوخة على ما يلي:

  • مراقبة مشي المريض: إذ يراقب الطبيب طريقة مشي المريض للبحث عن أي علامات تدل على اضطراب التوازن
  • إجراء الفحص العصبي: يبحث الطبيب عن أي علامات تدل على وجود مشكلة في الجهاز العصبي
  • اختبارات التوازن: لتقييم توازن الشخص

3- ما قبل الإغماء

يشعر المريض بقرب حدوث الإغماء ويطلق على هذه الحالة طبياً اسم الإغماء الوعائي المبهم (Presyncope). ويصف المريض شعوره وقتها بأنه على وشك فقدان الوعي.

ويلاحظ المريض أيضا نوعاً من الدوخة يشبه الدوار لكن دون الشعور بحركة البيئة المحيطة به. كما يصعب على المريض وصف شعوره بدقة لكن يشبهه بخفة في الرأس أو شعور بانفصال الرأس عن الجسم.

أسباب الدوخة

تسهم الأذن الداخلية والدماغ في الحفاظ على توازن الإنسان بما يمنحه القدرة على الوقوف بثبات والمشي دون ترنح والحركة بسلاسة.

وتمكّن أجزاء الأذن الداخلية من استشعار الحركة والوضعية ثم يُنقل هذا الاستشعار على هيئة إشارات عصبية عن طريق العصب القحفي الثامن (العصب الدهليزي القوقعي) لكي يعالج هذا النبض في المخيخ وجذع الدماغ.

لذلك تعود أسباب الدوخة واضطرابات التوازن إلى وجود خلل في واحدٍ مما يلي:

  • الأذن الداخلية خاصة الدهليز والقنوات الهلالية
  • جذع الدماغ والمخيخ
  • الأعصاب التي تصل ما بين الأذن الداخلية وكل من المخيخ وجذع الدماغ

وتتزامن الدوخة الناتجة عن خلل في وظيفة الأذن الداخلية مع وجود اضطرابات سمعية مصاحبة لها مثل ضعف القدرة على السمع أو الطنين.

أسباب مرضية أخرى للدوخة

كما توجد أسباب أخرى للدوخة تتمثل فيما يلي:

  • اضطرابات الأذن
    • داء منيير (Meniere's disease) هو اضطراب ينتج عنه هجمات متكررة من الدوار الشديد
    • التهاب الدهليز (Labyrinthitis) هو التهاب في القنوات المليئة بالسوائل في الأذن الداخلية
    • التهاب في العصب الدهليزي (Vestibular neuronitis) المسؤول عن إرسال المعلومات بين الدماغ والأذن بسبب وجود عدوى فيروسية في الجسم
  • مشكلات في العينين
  • أمراض القلب
  • الصداع النصفي الدهليزي (Vestibular migraine headache) حيث تزداد الإصابة بالدوخة لهؤلاء الأشخاص الذين لديهم تاريخ مرضي في العائلة أو إصابة سابقة بالشقيقة الذي يعرف بالصداع النصفي (Migraine)
  • التوتر والقلق
  • نقص مستويات السكر في الدم
  • الإجهاد القلبي
  • نقص ضغط الدم الانتصابي الذي يفسر على أنّه هبوط مؤقت في مستوى ضغط الدم عند النهوض سريعاً من وضعية الجلوس أو الاستلقاء
  • نقص التروية الدماغية (Cerebral ischemia) وتحدث هذه الحالة عند نقص تدفق الدم إلى الدماغ
  • الإصابة بالفيروسات
  • أمراض الدماغ والأعصاب
  • دوار السفر أو الحركة
  • دوار الوضعة الانتيابي الحميد (Benign paroxysmal positional vertigo) ويرمز له اختصاراً (BPPV) وهو اضطراب شائع يسبب نوبات قصيرة من الدوار وإحساس خفي بالحركة نتيجة تغير وضعية الرأس
  • نقص الأكسجين
  • فقر الدم الشديد
  • الجفاف
  • تناول بعض الأدوية
    • توجد بعض الأصناف الدوائية التي تؤثر على الاتزان وتسبب الدوخة خاصة وقت تناول جرعة زائدة منها
    • وتوجد بعض الأدوية الأخرى مثل المهدئات التي تؤثر سلباً في الدماغ
    • كما توجد بعض الأصناف الدوائية التي تعد أدوية سامة للعصب الدهليزي وتسمى بالعقاقير السامة للأذن

أعراض الدوخة

تتنوع أعراض الدوخة حسب نوعها إذ بينما يشعر مرضى الدوار بالحركة في محيطهم يعاني آخرون اضطرابات في التوازن من صعوبة المشي بثبات.

وتشمل الأعراض الإضافية الشائعة ما يلي:

  • الغثيان والقيء
  • التعب العام
  • اضطراب في الرؤية

متى ينبغي زيارة الطبيب؟

تتحسن أغلب حالات الدوخة مع الراحة أو بعض العلاجات المنزلية البسيطة مثل شرب الماء أو تناول السكر أو الملح.

لكن هناك بعض الأعراض المصاحبة للدوخة تستدعي مراجعة الطبيب فوراً مثل ما يلي:

  • الصداع الشديد
  • ألم في الرقبة
  • عدم التوازن
  • فقدان الوعي أو الإغماء
  • أي أعراض تدل على وجود اضطرابات في الأعصاب مثل:
    • مشكلات في السمع أو الرؤية أو الكلام
    • صعوبة في المشي
    • عدم القدرة على تحريك الذراعين أو الساقين

وفي هذه الحالات السابقة سيعمل الطبيب على إجراء بعض الفحوصات لتحديد سبب الدوخة مثل:

  • فحوصات الدم
  • الفحوصات الإشعاعية مثل:
    • الأشعة السينية (X-Ray)
    • التصوير الطبقي المحوري للدماغ (CT)
    • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)

علاج الدوخة

تختلف طرق علاج الدوخة حسب أسبابها والأعراض المصاحبة لها. ومن أهم طرق علاج الدوخة ما يلي:

1- العلاج بالأدوية

  • علاج الغثيان والقيء المصاحب للدوخة: استخدام مضادات القيء
  • علاج الدوخة الناجمة عن اضطرابات في الأذن الداخلية مثل التهاب الدهليز والصداع النصفي الدهليزي والتهاب العصب الدهليزي: عن طريق استخدام الأدوية المضادة للهيستامين.
  • علاج دوار الوضعة الانتيابي الحميد: عن طريق إجراء مناورة إيبلي (Epley Maneuver) وهي مناورة تحريك الرأس بحيث تصبح لأسفل بينما القدمين لأعلي فضلاً عن وضعيات واتجاهات أخرى للرأس
  • علاج داء منيير: يضع أخصائي الأذن والأنف والحنجرة خطة علاجية مناسبة تتضمن عادةً اتباع حمية قليلة الملح واستخدام مدرات البول.
  • علاج الدوخة المرافقة للشقيقة: استخدام نفس الأدوية الاعتيادية لعلاج المرض.

2- العلاج الفيزيائي

يؤدي العلاج الفيزيائي والطبيعي دوراً هاماً في تخفيف أعراض الدوخة لدى بعض الأشخاص. وتشمل أساليب العلاج الفيزيائي ما يلي:

  • تجنب الحركات التي تسهم في حدوث الدوخة مثل النظر المتناوب إلى الأعلى والأسفل
  • وضع الأشياء في أماكن يسهل الوصول إليها لتجنب القيام بحركات تسبب الدوخة
  • النهوض ببطء من وضعية الجلوس أو الاستلقاء
  • قبض اليدين وثنيها قبل الوقوف
  • ممارسة تمارين التنسيق بين حركات العين والرأس والجسم.
  • ممارسة التمارين الرياضية لتقوية العضلات.
  • العلاج بإعادة تأهيل الدهليز وهو أحد تقنيات العلاج الطبيعي.