لماذا تشعر بالإرهاق العقلي وكيف تتخلص منه؟

الكاتب - أخر تحديث 19 فبراير 2024

يعد الإرهاق العقلي ظاهرةً معاصرةً تلقي بظلالها على مختلف جوانب حياة الفرد، ويسبب أعراضاً تؤثر في قدرته على التركيز والإنتاجية، وصولاً إلى صحته العاطفية والجسدية، لكنه قابل للعلاج من خلال اتباع نهجٍ شاملٍ يجمع بين تغيير نمط الحياة وتقنيات الاسترخاء والعلاج النفسي.

الإرهاق العقلي

يشكل الإرهاق العقلي "Mental exhaustion" تحدياً هاماً. ويُعرف بأنه حالة من الإرهاق الشديد تؤثر في القدرات الفكرية والعاطفية والسلوكية للفرد.

ويواجه أغلب الأشخاص مشاعر من القلق والتوتر عند التعرض للضغوطات المختلفة، لكن عندما تتواصل هذه المشاعر لفترة زمنية طويلة، تبدأ بالتأثير في جوانب الحياة اليومية، ويطلق عليها اسم الانهيار العصبي الذي يعرف باسم أزمة الصحة العقلية، وهي فترة من الاضطراب العقلي الشديد.

ولا يعدّ "الانهيار العصبي" مصطلحاً طبياً أو تشخيصياً لحالة تتعلق بالصحة العقلية. ويستخدم هذا المصطلح أحيانًا لوصف شخصٍ يعاني من صعوبةٍ في التعامل مع التوتر أو القلق.

أعراض الإرهاق العقلي

تتضمن أعراض الإرهاق العقلي الأكثر شيوعاً ما يلي:

أعراض عاطفية

وتشمل الأعراض العاطفية نتيجة الإرهاق العقلي، ما يلي:

  • انخفاض المرونة العاطفية
  • الشعور بالتوتر أو القلق
  • التعامل بانفعال مع الآخرين
  • الشعور بالعجز
  • الشعور المستمر بالإرهاق
  • فقدان الشغف
  • الاكتئاب
  • الأفكار الانتحارية

أعراض جسدية

وتتضمن الأعراض الجسدية نتيجة الإرهاق العقلي، ما يلي:

  • الشعور بالتعب والإرهاق
  • فقدان الطاقة
  • اضطرابات في النوم
  • الشعور بأوجاع عضلية وآلام في الرأس مثل الصداع

أعراض سلوكية

وتبرز أعراض سلوكية، نتيجة الإرهاق العقلي، مثل ما يلي:

  • توتر العلاقات مع المقربين: قد يواجه الشخص صعوبة في التواصل مع أحبائه أو الشعور بالارتباط بهم، مما يؤدي إلى توتر العلاقات معهم
  • الشعور بعدم الراحة في المواقف الاجتماعية: قد يشعر الشخص بالتشتت أو التوتر عند قضاء الوقت مع الأصدقاء، مما يجعله يبتعد عن التفاعلات الاجتماعية
  • السلوكيات السلبية للتكيف: قد يلجأ الشخص إلى تعاطي الكحول أو المخدرات أو السلوكيات المضرة الأخرى للتغلب على مشاعره السلبية
  • المماطلة وتجنب تحمل المسؤوليات: قد يواجه الشخص صعوبة في التركيز والقيام بالمهام، مما يؤدي إلى المماطلة في أدائها وتجنب المسؤوليات
  • مشكلات في الذاكرة والتركيز: قد يعاني الشخص من صعوبة في التركيز أو تذكر المعلومات، مما يؤثر على حياته اليومية

أسباب الإرهاق العقلي

تتنوع أسباب الإرهاق العقلي، لكنه غالباً ما يصيب الشخص بعد التعرض لضغوطات طويلة الأمد، خاصة تلك التي تزيد من العبء على قدرته على التفكير والتركيز. ومن أبرز أسبابه، ما يلي:

1- العمل المفرط

يعاني كثير من الأشخاص من الإرهاق العقلي بسبب العمل لفتراتٍ طويلة دون راحة كافية، أو بسبب العمل في وظائف تتطلب تركيزاً عالياً وجهداً ذهنياً مكثفاً.

2- الضغوط النفسية

تؤدي الضغوطات النفسية، مثل حدوث مشكلات في العلاقات الشخصية أو صعوبات العمل، إلى الشعور بالإرهاق العقلي.

3- تحمل المسؤوليات الكبيرة

يسبب الشعور بتحمل المسؤوليات الكبيرة، مثل إدارة مشروعٍ صعب أو رعاية شخص مريض، بالإرهاق العقلي.

4- التوتر المزمن

يهدد التعرض للتوتر المزمن صحة الإنسان الجسدية والعقلية والنفسية. وعندما يتكرر يصبح الجسم في حالةٍ دائمةٍ من التأهب، تستنزف طاقته، وتضعفه أمام مختلف الأمراض.

5- حالات الصحة العقلية

يلاحظ أنّ الإرهاق يصيب الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات في الصحة العقلية، مثل الاكتئاب أو القلق.

وقد يستمر هذا الإرهاق حتى بعد تحسن الأعراض الأخرى للاضطراب، بينما يكون التعب في بعض الحالات أحد الآثار الجانبية لتناول بعض مضادات الاكتئاب. (1)

6- الإصابات الجسدية

يمكن أن يؤدي التعب الجسدي والمرض والإصابات المختلفة نتيجة ممارسة التدريبات الرياضية الشاقة لفترات طويلة إلى شعور الشخص بالإرهاق العقلي.

طرق التغلب على الإرهاق العقلي

يمكن لبعض التغييرات في نمط الحياة أن تساعد على التكيف مع الإرهاق العقلي، مثل ما يلي:

1- تحديد السبب

يبدأ التخلص من شعور الإرهاق العقلي، من تحديد سببه وكيفية حدوثه؛ لذلك اعمل بعد معرفتك سبب إرهاقك على تقليله أو إزالته.

2- تغيير ظروف العمل

تتسبب أحيانا ظروف العمل المهنية، في الشعور بالإرهاق العقلي، لذلك يمكن اتباع تدابير معينة تساعدك في عدم إجهادك، مثل ما يلي:

  • تفويض بعض المهام للغير أو طلب المساعدة من الآخرين
  • الحصول على فترات استراحة قصيرة في الجدول اليومي خلال العمل
  • إزالة كل المهام غير العاجلة من جدول الأعمال وتأجيلها لبضعة أيام حتى تتمكن من إعادة شحن طاقتك
  • قضاء بعض الوقت مع الأصدقاء
  • تناول وجبة الغذاء بعيداً عن مكان العمل أو الحصول عليها عبر الخروج في نزهة قصيرة

3- ممارسة الامتنان

تحارب ممارسة الامتنان، الأفكار السلبية التي من المحتمل أن يواجهها الشخص عندما يشعر بالإرهاق العقلي؛ لذلك خصص دقيقة من يومك للتفكير في شيءٍ تشعر بالامتنان له.

4- ممارسة اليقظة الذهنية

تساعد ممارسات اليقظة الذهنية مثل التأمل على أن يصبح الشخص أكثر وعياً بمشاعره، وبالتالي يسهل تحكمه في الإرهاق أو التعب أو الاكتئاب. (2)

5- ممارسة التمارين الرياضية

يمكن للتمارين الرياضية الخفيفة مثل المشي واليوغا أن تحسن الحالة المزاجية وتساعدك في إدارة يومك بفاعلية.

6- تناول نظام غذائي صحي

يسهم النظام الغذائي المتوازن الذي لا يحتوي على نسبةٍ عاليةٍ من الكربوهيدرات والدهون، في الحفاظ على الصحة العقلية، كما ينصح بالإكثار من شرب المياه.

7- الحصول على قسط كافٍ من الراحة

يعد الحصول على قسط كافٍ من الراحة ليلاً أحد الأسباب التي تساعد في عدم الشعور بالإرهاق خلال النهار، وتقليل التوتر والقلق.

8- تغيير بعض الأدوية

تتسبب بعض الأدوية مثل مضادات الاكتئاب في الشعور بالإرهاق، لذلك ينبغي استشارة الطبيب حول إمكانية تغيير الدواء. (3)

الوقاية

يساعد تغيير نمط الحياة مثل النوم الكافي، وتناول نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة بانتظام، والتواصل الاجتماعي مع الآخرين، وإدارة التوتر، في الوقاية من الأمراض العقلية والتعافي منها.

كما تسهم المرونة النفسية التي تشمل التفكير الإيجابي، والتعلم من التجارب السابقة، وطلب المساعدة عند الحاجة، في الحماية من حالات الصحة العقلية المختلفة.

وتجدر الإشارة إلى ضرورة التواصل مع أخصائي الصحة السلوكية إذا لم يتوقف الإرهاق العقلي، أو استمرت الأعراض التالية:

  • الشعور بالحزن أو اليأس لمدة تتراوح ما بين أسبوع إلى أسبوعين
  • عدم القدرة على الالتزام بالمسؤوليات
  • اضطرابات في النوم
  • فقدان الشهية
  • انخفاض مستويات الطاقة