لماذا أعاني من خفقان القلب في الليل؟

الكاتب - 8 فبراير 2024

يختبر العديد من الأشخاص شعور خفقان القلب في الليل، وهو شعور ضربات القلب السريعة أو القوية والذي يمكن أن يكون مصحوباً بالقلق وعدم الراحة. تعد هذه الظاهرة مصدر قلق للكثيرين، حيث يبحثون عن التفسير الذي يكمن وراء هذه التجربة الليلية. في هذا المقال، سنتعرف الأسباب المحتملة لظاهرة خفقان القلب خلال ساعات الليل وكيف يمكن التعامل مع هذه الحالة بشكل فعال لتحقيق ليال هادئة ومريحة.

الأعراض

القلب من أهم أعضاء الجسم الحيوية، فهو يضخ الدم باتجاه كامل أعضاء الجسم ويزودها بالأكسجين الكافي والمواد المغذية الضرورية لأداء وظائفها.

ويعد الحفاظ على النظم القلبي بشكل منتظم أمراً مهماً، ولذلك يوجد نظام نقل سيالات وإشارات عصبية خاصة بالقلب. هذه الإشارة العصبية تبدأ من نقطة موجودة في الأذينة اليمنى وهي العقدة الجيبية الأذينية "Sinus atrial node". ليتم بعد ذلك الانقباض الأذيني الذي يسمح بعبور الدم من الأذينات إلى البطينات، ثم تنتقل فيما بعد هذه السيالات إلى البطينات لتبدأ بدورها بالتقلص بالتالي تبدأ بضخ الدم نحو بقية أعضاء الجسم المختلفة عن طريق الشريانين الأبهري "Aortic artery" والرئوي"Pulmonary artery".

وبناءً عليه، فإن الشخص بالحالة الطبيعية لن يشعر بضربات قلبه، وذلك يعود للتنظيم الكبير في نقل السيالة العصبية ضمن القلب.

مقطع تشريحي للقلب
مقطع تشريحي للقلب

ولكن في بعض الحالات قد يشعر الشخص بضربات قلبه، وهذا ما يطلق عليه اسم الخفقان، والذي يؤدي بدوره إلى الشعور بعدم الارتياح لديه.

عادةً ما يوصف الخفقان على أنّه الشعور بضربات القلب في الصدر، الرقبة أو حتى الحلق في بعض الأحيان. ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ العديد من حالات الخفقان هي حالات عابرة ولا تملك أي آثاراً سلبية أو خطيرة على صحة الجسم.

ويعبّر الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة، على أنّ ضربات القلب لديهم تكون على الشكل التالي:

  • ضربات سريعة
  • ضربات غير منتظمة، حيث أنّ هذه الحالة قد ترافق خوارج الانقباض (والتي توصف على أنّها ضربات تبدأ من النسيج الأذيني أو البطيني، وبشكل شاذ وغير صادر عن العقدة الجيبية الأذينية).
  • ضربات قصفية أو قوية
  • الشعور بالرفرفة في الصدر
  • الشعور وكأن القلب سيتوقف عن النبض

هل يحدث خفقان القلب في الليل بشكلٍ دائم؟

قد يعاني الشخص من الخفقان في أي وقت من النهار، فحالة خفقان القلب ليست محدودة في فترة الليل بل قد تحدث في أي وقت.

ولكن عادةً يكون الأشخاص أقل تشتّتاً في الليل، بالإضافة للهدوء في المحيط بالمقارنة مع ساعات النهار، فكل هذه العوامل تزيد من وعي وإحساس الشخص تجاه جسمه.

كذلك، يميل العديد من الأشخاص للبدء بالتفكير في الأشياء المجهدة أو المثيرة للقلق التي تمر معهم خلال اليوم. وهذا بالتالي يؤدي إلى زيادة التوتر والقلق لدى الشخص، ومن ثم تحريض الشعور بالخفقان لديه.

بالإضافة إلى ذلك، فإن لوضعية الاستلقاء دوراً في تحريض الشعور بالخفقان، حيث يشير العديد من الباحثين إلى أنّ الاستلقاء على الظهر يؤدي إلى تبدلات في مستويات ضغط الدم، وهذا ما قد يحرض بدوره الشعور بالخفقان.

تجدر الإشارة أيضا إلى أن الاستلقاء على الجانب الأيسر من الجسم، قد يؤدي إلى تحريض الشعور بالخفقان، وهذا يفسّر بقصر المسافة ما بين القلب وجدار الصدر، ومن ثمّ زيادة الإحساس بضربات القلب.

أسباب خفقان القلب

قد تتنوع الأسباب المؤدية لخفقان القلب وخاصة في الليل. فمنها ما قد تكون أسباب عابرة تزول عفوياً. ومنها ما قد ينجم عن وجود مشكلة عضوية في الجسم ولا سيّما على مستوى القلب. وهذا ما يتطلّب التشخيص الدقيق، والبدء السريع بالعلاج للحد من هذا الخفقان.

الأسباب العابرة

ومن أهم الأسباب العابرة غير الخطيرة التي قد تؤدي إلى حدوث الخفقان نذكر:

  • استهلاك بعض الأدوية مثل الأدوية الخافضة للضغط، والأدوية المزيلة للاحتقان كالبسودوفيدرين "Pseudophedrine" وغيرها.
  • الإفراط في استهلاك الكحول فالأشخاص الذين يشربون الكحول بعد الساعة السادسة مساءً قد يكونون أكثر عرضة للإحساس بخفقان القلب ليلاً.
    • وذلك تبعاً للتأثير الذي يملكه الكحول على مستوى النظم القلبي. كما أنّ الإفراط في استهلاكه قد يزيد من عرضة الشخص للإصابة باعتلالات القلب.
  • ارتفاع الحرارة والحمى
  • الاستهلاك المفرط للمشروبات والأطعمة الحاوية على الكافئين. حيث أنّ الكافئين يزيد من معدل ضربات القلب، وهذا ما يزيد احتمالية الشعور بها.
    • وكذلك لا بدّ من التنويه إلى أنّ تأثيرات الكافئين عادةً ما تستمر لمدة تصل إلى ثماني ساعات.
  • التدخين واستهلاك النيكوتين
  • التقدّم بالعمر
  • التعب الشديد
  • ممارسة النشاطات الشاقّة والمجهدة
  • انخفاض ضغط الدم
  • الحمل فعادةً ما يزيد الشعور بخفقان القلب خلال فترة الحمل، وهذا ما قد يفسر بزيادة معدل ضربات القلب وحجم الدم خلال الحمل.

الأسباب المرضية

هنالك العديد من الحالات المرضية قد تؤدي إلى حدوث خفقان القلب لدى الشخص في الليل، ومنها:

  • العديد من أمراض القلب قد يؤدي إلى تحريض الشعور بالخفقان، ومن أهم هذه الأمراض:
    • قصور القلب "Heart disease"
    • الذبحة القلبية "Heart attack"  أو الاحتشاء القلبي الذي قد يسبب تخرباً على مستوى القلب، وهذا ما يزيد بدوره من الاضطرابات المتعلقة بضربات القلب، ومن ثم زيادة الشعور بالخفقان.
    • اضطرابات نظم القلب "Arrhythmias" أو الاضطرابات الناجمة عن خلل نقل السيالة العصبية في القلب.
    • أمراض الصمامات أو الدسامات القلبية.
  • الإصابة بحالة انقطاع التنفس أثناء النوم. والتي تسبّب انقطاعاً لعملية التنفس بشكل دوري ومتكرر خلال فترة النوم، بالتالي يحدث نقص في الأكسجة لدى الشخص، مما يؤدي بدوره إلى زيادة الجهد المطبق على القلب، ومن ثم زيادة الشعور بالخفقان ليلاً.
  • التجفاف
  • الاضطرابات الشاردية كالخلل في تركيز شوارد الدم، مثل الصوديوم "Sodium" ، والبوتاسيوم "Potassium" ، والمغنيزيوم "Magnesium" وغيرها.
  • مشاكل الغدة الدرقية وخاصةً الإصابة بفرط نشاط الغدة الدرقية الذي قد يزيد من معدّل ضربات القلب لدى الشخص.
  • فقر الدم "Anemia" حيث يميل القلب في هذه الحالة إلى الانقباض والعمل بشكلٍ أسرع، كمحاولة للتعويض عن نقص الأكسجة الناجمة عن فقر الدم.

الوسائل العلاجية

لا تتطلّب أغلب حالات خفقان القلب العلاج الطّبي، فهي عادةً ما تكون حالات عابرة تزول من تلقاء نفسها. ولكن لا بدّ من الإشارة إلى أنّ الطبيب قد يحاول الربط ما بين القصة السريرية للمريض والأعراض التي يعاني منها.

ففي حال الربط ما بين زيادة الشعور بالقلق والتوتر وظهور الأعراض، فقد يصف الطبيب أحد الأدوية المضادة للقلق، ومن ثم يراقب حالة المريض.

وكذلك الأمر بالنسبة للخفقان الذي يرافق استهلاك بعض الأدوية. حيث قد يطلب الطبيب التوقف المؤقت عن استهلاك هذه الادوية ولمدّة معينة من الزمن، بالتالي إذا زال الخفقان لدى الشخص، فلن يكون بحاجة إلى علاج إضافي لحالته.

التشخيص

بالإضافة إلى ما سبق يمكن أن يطلب الطبيب مجموعة من الفحوص الإضافية والتي تساعده في الوصول إلى فكرة واسعة عن الحالة الصحية للشخص، بالتالي تحديد سبب الخفقان، ومن أهم هذه الفحوص:

  • الفحص السريري: كفحص النبض، وضغط الدم، ومقدار الإشباع الأكسجيني للدم. كما يسأل الطبيب مريضه عن الأعراض التي يعاني منها، مع تحديد مدّة استمرار الخفقان لديه، ووقت ظهوره، وما هي الأمور التي تزيد والتي تنقص من حدوث هذا الخفقان لديه.
  • تخطيط القلب الكهربائيECG : يفيد تخطيط القلب في تسجيل الفعالية الكهربائية للقلب. وهذا ما يساعد الطبيب في تقييم ضربات القلب، وتحديد فيما إذا كانت طبيعية أم لا. وتأتي أهمية هذا الاختبار من سهولة إجرائه وتطبيقه فضلاً عن كونه اختبار غير مؤلم وغير جراحي.
  • الهولتر: وهو عبارة عن إجراء شبيه بتخطيط القلب الكهربائي، ولكنه يسجًل الفعالية الكهربائية للقلب خلال فترة 24 ساعة متواصلة.
  • التصوير بالأمواج فوق الصوتية للقلب (إيكو القلب).
  • إضافةً لما سبق، قد يطلب الطبيب إجراء مجموعة من فحوص الدم، والتي تسهم في تشخيص العديد من الأمراض المؤدية للإصابة بالخفقان. على سبيل المقال فقر الدم"Anemia" أو اضطرابات الشوارد أو فرط نشاط الدرق "Hyperthyroidism" وغيرها.

وبناءً على نتائج الفحوصات السابقة، يستطيع الطبيب تحديد السبب الكامن وراء حالة الخفقان. وفي حال نفي الأسباب السابقة، غالباً ما يكون هذا الخفقان عابراً ويمكن علاجه باتباع بعض النصائح الوقائية وتغيير نمط الحياة.

الوقاية من خفقان القلب في الليل

هناك مجموعة من النصائح الواجب اتّباعها كمحاولة لتجنّب حدوث خفقان القلب وخاصةً في الليل، ومنها:

  • التقليل قدر الإمكان من استهلاك الكافئين والنيكوتين.
  • محاولة التغلّب على القلق والتوتر.
  • ممارسة بعض تمارين الاسترخاء والتنفس العميق، والتي تساهم بدورها في إنقاص التوتر، والذي يعتبر أحد أهم محرضات الخفقان.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.