وجود الكيسات في الجسم ليس بالأمر النادر، فقد تتموضع على أي عضو تقريبًا موجود بداخلنا. ولكن هناك نوع من الكيسات تتوضع على البنكرياس، فما هي؟ وما أنواعها؟ وكيف يتم تشخيصها وعلاجها؟
تعريف كيسات البنكرياس
كيسات البنكرياس عبارة عن أكياس مملوءة بسائل تتوضع على البنكرياس.
لأن سلامتك تهمنا
تحدث مع طبيبوتكون نوعان:
- حقيقية لها بطانة مسؤولة عن إفراز السائل
- كاذبة ليس لها أي بطانة وإنما تأخذ سائلها من مفرزات البنكرياس نفسه عبر امتداد من أحد قنواته
كما تتراوح أحجامها من عدة ملليمترات إلى عدة سنتيمترات، وتتنوع بذلك مظاهرها السريرية.
- الصغيرة لا أعراض لها وتُكشف بمحض الصدفة
- أما الكبيرة تُسبب أعراضًا واضحة
- كما قد تكون أيضًا حميدة تمامًا أو قد تتحول لخباثة
بالإضافة إلى أن السائل المتضمن فيها، يختلف باختلاف نمط الكيسة حيث إن تلك الكاذبة تحوي سائلاً من عصارات البنكرياس.
أما غيرها يحوي سائل مخاطي تفرزه تلك الخلايا الباطنة لذلك فالسائل الذي بداخل الكيسة يُساعد في تحديد نمطها.
أنواع الكيسات
يوجد أكثر من ٢٠ نوع لكيسات البنكرياس، وسبب ظهورها غير معروف عمومًا.
ولكن قد تكون نتيجًة لالتهاب أو رض كما الكاذبة أو تظهر بعضها الكيسات كجزء من متلازمات مثل متلازمة فون-هيبل-لينادو.
والأكثر شيوعاً من هذه الكيسات هي على الشكل التالي:
١- الكيسات الكاذبة:
يمكن وصفها على أنها تجمُّع لسائل داخل أو حول البنكرياس، وتظهر هذه الكيسات عادًة كاختلاط لالتهاب البنكرياس الحاد أو المزمن.
كما تتميز كما ذكرنا عن الكيسات الحقيقية بغياب البطانة حيث يتألف جدار الكيسة من الأحشاء المجاورة.
حيث تتفتح الكيسة على إحدى فروع القناة البنكرياسية، مما يجعل سائل الكيسة يحتوي على مستويات عالية من الخمائر البنكرياسية كالأميلاز والليباز.
٢- الكيسات المصلية:
تمتلك هذه الكيسات جدار سميك (ليفي) نوعاً ما مع سائل مصلي صافي، وقلّ ما تتظاهر بأعراض وهي أكياس حميدة عادةً، كما إنها تتواجد غالباً في جسم وذيل البنكرياس.
٣- الكيسات المخاطية:
تظهر الكيسات المخاطية بشكل شائع لدى النساء في منتصف العمر، كما أنها تفصل أيضًا جسم وذيل البنكرياس.
ولكن تصل الكيسة لأحجام كبيرة مسببًة أعراض وقد تحتوي الكيسة على حجرات داخلها سائل مخاطي لزج، وتميل هذه الكيسات لأن تصبح ذات طبيعة خبيثة.
٤- الكيسات الحليمية المخاطية داخل القنوية:
عبارة عن كيسات تحوي مخاطًا وتتصل إما مع القناة البنكرياسية الرئيسية أو مع القنوات الفرعية، وتعتبر أيضاً حالة ما قبل سرطانية.
تحدث مع طبيب الآن
أعراض كيسات البنكرياس
ترتبط أعراض كيسات البنكرياس بحجم الكيسة وموقعها ومدى تأثيرها على وظيفة البنكرياس أو الأعضاء المجاورة.
لذلك تتنوع الأعراض وتختلف، وسنقدم إليك أشيعها:
- ألم بطني: يكون مشابه لألم التهاب البنكرياس، حيث يبدأ أعلى البطن وينتقل منتشرًا للظهر بشكلٍ زناري.
- اليرقان: إذا ضغطت الكيسة على القناة الصفراوية مسببة اصفرار في الجلد والعينين.
- غثيان وإقياء
- الشعور بكتلة بالبطن
- فقدان وزن غير مفسَّر
- إسهال غير مفسَّر
اختلاطات كيسات البنكرياس
قد تختلط الكيسة، باختلاطان هامان يتطلبان تدخلاً فورياً من الطبيب، وهما:
١- الإنتان:
من الممكن أن يصل أي عامل ممرض لداخل كيسة مُسببًا إنتان، والذي يتظاهر بارتفاع حرارة الجسم، مع ألم بطني مستمر.
٢- تمزٌّق الكيسة:
من الممكن أن تتمزق الكيسة وتنفتح على جوف البطن أو السبيل الهضمي، والتي تتظاهر بالشكل التالي:
- فقدان الوعي
- ألم شديد
- شحوب
- إقياء دموي
- اختلال نظم (ضربات) القلب، زيادة أو نقصان
التشخيص
إن تشخيص كيسات البنكرياس ليس بالأمر الصعب، ولكن الأهم من ذلك هو استبعاد وجود ورم، ويتم من خلال عدة فحوص قد يطلبها الطبيب، والتي تتضمن:
١- تحاليل الدم:
تشمل عدة اختبارات نوعية، تستهدف وجود الورم أو استبعاده، وهي:
- فحص مستضد السرطان (CA 19-9): وهو اختبار يقيس مستوى هذا البروتين في الدم أو سائل الكيسة، والذي غالبًا ما يكون مرتفعًا في حالات أورام البنكرياس، إلا أنه ليس نوعيًا له فمن الممكن أن يرفق حالات أخرى.
- المستضد السرطاني المضغي (CEA): وهو أيضًا بروتين يقاس مستواه في الدم أو سائل الكيسة ويرافق ارتفاعه الأورام.
- وظائف الكبد: لمعرفة مدى تأثير الكيسة على الكبد.
٢- الفحوص الشعاعية:
- التصوير بالأمواج فوق الصوتية (الإيكو): مشخِّص للكيسة ويدرس صفاتها الحجم و سماكة الجدار، ويستخدم تخطيط الصدى بالتنظير الداخلي (EUS)، وفيه يدخل الطبيب أنبوب رفيع ضمن المري ويحاول أن يصوِّر بسكل أقرب الكيسة.
- التصوير المقطعي المحوسب (CT): يعطي تفاصيل أدق عن الكيسة وارتباطاتها بالجوار.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) و تصوير البنكرياس والأقنية الصفراوية بالرنين المغناطيسي (MRCP): يمكن أن يضيف معلومات أخرى ويستخدم أيضاً لإظهار اتصال الكيسة مع القناة البنكرياسية.
٣- الخزعة:
قد يحتاج الطبيب لنفي خباثة الكيسة بشكلٍ قطعي وبالتالي إلى القيام بخزعة، ويقوم الطبيب بإدخال إبرة موجَهة بالإيكو للكيسة، ويأخذ عينة كي تدرس تحت المجهر.
علاج كيسات البنكرياس
يختلف التدبير المتَّبع باختلاف ظروف كيسات البنكرياس ونوعها بالإضافة لوجود الأعراض من عدمه، بناءً عليه يوجد عدة تدابير متبعة، وتكون بالشكل التالي:
١- المراقبة
إذا كانت كيسة البنكرياس حميدة مثل الكيسة الكاذبة والمصلية، ولا تُسبب أعراض مزعجة للمريض، فمن الأفضل أن تراقب كونها قد تتراجع من تلقاء نفسها، وذلك عبر التصوير بالإيكو أو أي فحص أخر بشكلٍ دوري، من ٦ إلى ١٢ شهرًا.
٢- علاج الكيسات
يوصى بالتدبير العلاجي من أجل كيسات البنكرياس المخاطية والحليمية المخاطية داخل القنوية، وذلك لزيادة احتمال خباثتها مستقبلًا، ومن الممكن أن تخضع الكيسات لعلاجٍ خاص حسب نوعها، وهي كالتالي:
الكيسات الكاذبة
تختفي هذه الكيسات عادُة مع شفاء حالة الالتهاب المُسببة، ولكن إذا ما استمرت وباتت أكبر حجمًا قد تحتاج لتدخل علاجي.
- التصريف (البزل) عبر الجلد: يقوم الطبيب بإدخال إبرة عبر تصوير موجِّه لسحب السائل الموجود بداخل الكيسة.
- التصريف عبر التنظير: وذلك عبر القيام تنظير البنكرياس والأقنية الصفراوية بالطريق الراجع (ERCP).
- البزل الداخلي: يقوم الطبيب بفتح الكيسة على السبيل الهضمي من أجل أن تُصرَّف.
- الجراحة الاستئصالية
الكيسات الحليمية المخاطية داخل القنوية
التي إمّا أن تكون متصلة بالقناة الرئيسية وهنا يكون استئصال الجزء المصاب أمرًا مفضلًا، أو تلك التي تتصل بالقنوات الفرعية هنا قد يلجأ الطبيب للمراقبة بناءً على:
- حجم الكيسة
- سماكة جدران الكيسة
- موقع الكيسة في البنكرياس
- الأعراض
الكيسات المخاطية
يعتبر الخيار الجراحي الحل الأول بالنسبة لهذه الكيسات.
الملخص
في الختام، يجب ألا يتم اهمال أي توصية من الطبيب والتي تكون هدفها الحافظ على سلامتنا، حتى إن لم نشعر بعرض ينذر بخطر المرض.
كما في حالة كيسات البنكرياس التي تحتاج لمتابعة دورية عند الطبيب لتجنب مضاعفاتها.