كوفيد-19 عند الأطفال: دليلك الشامل للأعراض وطرق العلاج

الكاتب - أخر تحديث 27 مارس 2024

تظهر الدراسات العلمية أن كوفيد-19 يشكل خطراً أقل على الأطفال مقارنةً بالبالغين والرضع، مع وجود حالات استثنائية تستدعي الاهتمام. لذلك من الضروري أن يلمّ الأهل ومقدمو الرعاية الصحية بأعراض كوفيد-19 لدى الأطفال لضمان تشخيصهم المبكر وعلاجهم بشكلٍ مناسب.

ما هو كوفيد-19؟

اكتشف فيروس كورونا المسمى بفيروس (SARS-CoV-2) الذي يسبب مرض كوفيد-19 لأول مرة في ديسمبر 2019 بعد الإبلاغ عن مجموعة من حالات الإصابة بما يسمى الالتهاب الرئوي الفيروسي في يوهان بجمهورية الصين الشعبية.

وسجلت منذ انتشار المرض أكثر من 760 مليون حالة إصابة و6.9 مليون حالة وفاة في جميع أنحاء العالم بحسب بيانات منظمة الصحة العالمية. (1)

ويعد كبار السن أكثر عرضة لمخاطر الإصابة بكوفيد-19 بينما قد يصاب الأطفال بالفيروس أيضاً ويعانون أعراضاً خفيفة.

أعراض كوفيد-19 عند الأطفال

تشير البيانات الوبائية من الصين والولايات المتحدة إلى أن الأطفال أقل عرضة للإصابة بفيروس SARS-CoV-2 المسبب لمرض كوفيد-19 بالمقارنة مع البالغين. (2)

حيث أظهرت إحدى الدراسات الطبية التي أجريت على 2752 حالة إصابة بكوفيد-19 لدى الأطفال أن ثلاثة منهم قد توفوا لكن السبب الدقيق للوفاة في كل حالةٍ قيد التحقيق.

بينما تشير الأدلة الحالية إلى أن الرضع لديهم معدل دخولٍ أعلى إلى المستشفى حيث يحتاج بعضهم إلى العلاج في وحدات العناية المركزة. ولم تظهر في الصين أي أعراض على أكثر من 90% من الأطفال المصابين بكوفيد-19 وكانت شدة مرضهم تتراوح بين الخفيفة إلى المعتدلة. (3)

وفيما يلي بعض الأعراض التي قد يعانيها الأطفال:

  • الحمى: تعد أقل شيوعاً عند الأطفال المصابين بالمرض وفقاً لبياناتٍ صادرة من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC
  • أعراض مشابهة للإنفلونزا: يعاني حوالي 73% من الأطفال المصابين بكوفيد-19 من الحمى أو السعال أو ضيق التنفس (أقل شيوعاً عند الأطفال)
  • أعراض الجهاز التنفسي: قد يصاب الأطفال الذين يعانون أعراض خفيفة من المرض مثل سيلان الأنف أو السعال أو التهاب الحلق
  • أعراض الجهاز الهضمي: يصاب بعض الأطفال بالغثيان أو القيء أو الإسهال
  • تغيرات في حاسة الشم والذوق: كشف تحليل طبي أن معظم البالغين المصابين بكوفيد-19 يفقدون حاسة الشم ولم يقيّم الباحثون هذا العرض لدى الشباب. لكن الأطفال قد يفقدون حاسة التذوق أو الشم أيضاً.
  • الألم: قد يعاني الأطفال المصابون بكوفيد-19 من آلام في العضلات أو الصداع
  • التغيرات السلوكية: قد يصبح الطفل متقلب المزاج خاصةً إذا كان صغيراً بحيث لا يستطيع التعبير عن مشاعره لفظياً أو التعرف على أعراضه.

مضاعفات كوفيد-19 عند الأطفال

تظهر الدراسات الطبية أن الأطفال الذين يعانون من حالات صحية مزمنة مثل أمراض الرئة أو القلب أو ضعف الجهاز المناعي أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات كوفيد-19 الخطيرة.

لكن ينبغي التأكيد أن خطر الوفاة من كوفيد-19 عند الأطفال منخفض للغاية حتى في الفئات الأكثر عرضة للخطر. حيث كشفت دراسة صينية شملت 2143 طفلاً وفاة طفل واحد فقط يبلغ من العمر 14 عاماً.

وتشمل بعض المضاعفات المحتملة الأخرى لكوفيد-19 عند الأطفال ما يلي:

  • فشل الأعضاء
  • الحاجة إلى جهاز التنفس الصناعي
  • الإنتان وهو عدوى خطيرة تصيب العديد من أجهزة الجسم
  • السكتة القلبية
  • مشكلات صحية تسبب تجلط في الدم

وتظهر الأعراض الحادة لكوفيد-19 عادةً على الأطفال في غضون أسبوع من الإصابة.

وقد يصاب الأطفال في حالات نادرة بمتلازمة التهاب الأجهزة المتعددة (MIS-C) التي يمكن أن تسبب أعراضاً مشابهة لمتلازمة الصدمة السمية "toxic shock syndrome" وداء كاواساكي "Kawasaki disease" الذي يسبب التهاباً للأوعية الدموية في أنحاء الجسم.

ويمكن أن تكون MIS-C قاتلة إذا لم يتلق الطفل المصاب العلاج وتشمل أعراضها ما يلي:

  • طفح جلدي
  • آلام في المعدة
  • احتقان العينين
  • إرهاق
  • إسهال
  • قيء

لذلك يجب طلب العناية الطبية الفورية إذا ظهرت على الطفل أي من الأعراض التالية:

  • الهذيان
  • الحمى
  • ضغط أو ألم في الصدر
  • ألم في الرقبة
  • صعوبة في التنفس
  • ازرقاق أو ابيضاض الوجه أو الأصابع
  • عدم القدرة على البقاء مستيقظاً
  • آلام شديدة في المعدة

هل الاختبارات المنزلية دقيقة؟

تشير دراسة طبية حديثة إلى أن اختبارات المستضدات السريعة في المنزل قد لا تكون دقيقة مثل اختبارات تفاعل البوليميراز المتسلسل للنسخ العسكي الذي يرمز له اختصاراً (RT-PCR) للكشف عن الإصابة بمرض كوفيد-19 عند الأطفال.

ويُشكك الخبراء في فعالية الاختبارات المنزلية نظراً إلى مشكلات معروفة في انخفاض الحساسية للكشف عن فيروس كورونا لدى جميع الفئات العمرية. وهذا يعني أن هناك احتمالية أكبر للحصول على نتائج سلبية خاطئة من اختبارات المنزل السريعة.

وتجدر الإشارة إلى أن فترة حضانة فيروس كورونا تتراوح ما بين 2 إلى 14 يوماً اعتماداً على نوع الفيروس. لذلك فإن النتيجة السلبية لا تعني بالضرورة أن الشخص غير مصاب إذا تم إجراء الاختبار بعد أقل من 14 يوماً من التعرض للفيروس.

خطوات التعامل مع الشك بإصابة الطفل بكوفيد- 19

توجد بعض الخطوات التي ينبغي اتباعها في حالة الشك بإصابة الطفل بمرض كوفيد-19 هي ما يلي:

1- إجراء اختبار

  • الاختبارات المنزلية: تقدم إجابة أولية سريعة لكن يفضل تأكيد النتيجة بإجراء اختبار "RT-PCR" من قبل طبيب مختص لضمان دقة التشخيص
  • اختبار "RT-PCR": يتميز بمعدل نتائج دقيقة مما يجعله الاختبار المفضل لتأكيد الإصابة بكورونا

2- إبقاء الطفل في المنزل

  • ينبغي إبقاء الطفل في المنزل وبعيداً عن المدرسة أو أماكن التجمعات الأخرى في حالة الاشتباه بالإصابة وذلك لمنع انتشار الفيروس
  • يجب عزل الطفل في غرفة منفصلة عن باقي أفراد الأسرة قدر الإمكان مع الحرص على تهوية الغرفة بشكل جيد

3- تلقي دواء ريمديسيفير

يعد ريمديسيفير دواء مضاد لمرض كوفيد-19 اعتمد من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) للاستخدام عند الرضع والأطفال دون سن 12 عاماً. (4)

يُعطى هذا الدواء عن طريق الوريد فقط في مرافق الرعاية الصحية تحت إشراف طبي. ويستخدم ريمديسيفير للأطفال الذين يعانون زيادة خطر الإصابة بأعراض حادة.

4- عزل الطفل عند إيجابية الاختبار

  • تحديد اليوم الأول: يعد اليوم الذي لوحظت فيه الأعراض لأول مرة هو اليوم 0، واليوم التالي هو اليوم الأول
  • مدة العزل: ينصح بإبقاء الأطفال في المنزل لمدة 5 أيام على الأقل من تاريخ ظهور الأعراض
  • عزل الطفل عن أفراد الأسرة: يجب محاولة عزل الطفل عن أفراد الأسرة الآخرين قدر الإمكان مع الحرص على اتباع إجراءات الوقاية من العدوى مثل ارتداء الكمامة وغسل اليدين بشكل متكرر

5- إنهاء العزل

يمكن للأطفال الذين يعانون أعراضاً خفيفة أو الذين يبدون تحسنًا دون ظهور أي أعراض جديدة في اليوم الخامس من العزل إنهاء عزلهم. لكن يجب مراجعة الطبيب قبل إنهاء العزل للتأكد من تعافي الطفل بشكل كامل.

6- تمديد العزل

إذا استمرت الأعراض أو تفاقمت بعد 5 أيام من العزل يجب تمديد العزل حتى يتعافى الطفل من الحمى لمدة 24 ساعة دون الحاجة إلى أدوية خفض الحمى وحتى تبدأ الأعراض في التحسن بشكل ملحوظ.

رعاية الطفل الصغير خلال الإصابة بالمرض

توجد بعض الخطوات التي ينبغي اتباعها لرعاية الطفل خلال الإصابة بمرض كوفيد-19 مثل ما يلي:

1- عزل الطفل عن الوالدين أو أفراد الأسرة

  • قد يكون عزل الطفل صعباً خاصة إذا لم يكن الطفل مستقلاً بما يكفي لإدارة احتياجاته الأساسية لذلك يجب ارتداء قناع عند التعامل معه
  • احرص على غسل يديك بشكل متكرر لتجنب نقل الفيروس للأسطح أو أفراد العائلة

2- تجنب مشاركة الأغراض الشخصية

  • لا تشارك الأغراض الشخصية مع الطفل مثل الأكواب والأواني والمناشف والفراش
  • تأكد من تنظيف وتطهير الأسطح بانتظام في جميع أنحاء المناطق المشتركة بالمنزل مثل المطبخ وغرفة المعيشة والحمامات

3- نصائح إضافية

  • تأكد من حصول الطفل على كمية كافية من الراحة والنوم
  • حافظ على نظافة بيئة الطفل وقدم له تهوية جيدة
  • قدم للطفل طعاماً صحياً ومغذياً
  • راقب صحة الطفل عن كثب