عدوى المسالك البولية خلال الحمل: هل تشكل خطراً على الحمل؟

الكاتب - 15 يناير 2024

تعد فترة الحمل فترة استثنائية في حياة المرأة، حيث تتغير العديد من جوانب الحياة الصحية. كما يمكن أن تظهر بعض التحديات الصحية، ومن هذه التحديات عدوى المسالك البولية والتي تعتبر من المشاكل الشائعة خلال فترة الحمل.

تعريف عدوى المسالك البولية

تُعد عدوى المسالك البولية (UTIs) من المشاكل الشائعة التي تحدث عندما تدخل الجراثيم إلى مجرى البول وتصيب المثانة أو الكلى أو الحالب.

ترتفع احتمالات إصابة المرأة بعدوى المسالك البولية خلال فترة الحمل، حيث تبلغ نسبة الإصابة 1 من 10. ويعود ذلك إلى عدة عوامل منها التغيرات الهرمونية التي تحدث خلال الحمل، والضغط الذي يمارسه الرحم على المثانة، وانخفاض تدفق البول أيضا.

الأعراض

تشمل أعراض الإصابة بعدوى المسالك البولية بشكل عام ما يلي:

  • الحاجة الملحة أو المتكررة للتبول
  • الشعور بالحرق عند التبول
  • يصبح البول غائماً أو ذو رائحةٍ قوية
  • وجود الدم في البول
  • ألم في أسفل الظهر والبطن وعلى جانبي الجسم

بالإضافة إلى ذلك يجب التنويه إلى أهمية استشارة الطبيب في حال خروج الدم مع البول، لأن ذلك يمكن أن يكون علامةً على وجود حالةٍ أخرى.

في بعض الحالات يمكن أن تنتشر العدوى الجرثومية المسببة لعدوى المسالك البولية إلى الكليتين، وقد تظهر عندها الأعراض التالية:

  • ألم في الظهر
  • الحمى
  • القشعريرة
  • الغثيان والإقياء

وفي حال تواجد مثل هذه الأعراض يجب مراجعة الطبيب على الفور، خوفاً من خطورة عدوى الكلى والحاجة للعلاج الفوري.

أسباب الإصابة بعدوى المسالك البولية خلال الحمل

هنالك العديد من الأسباب التي قد تؤدي للإصابة بعدوى المسالك البولية خلال الحمل، ومن بينها توسع الرحم لينمو الجنين ضمنه. حيث يسبب هذا التوسع الضغط على المثانة والحالبين، والحالب عبارة عن أنبوبٍ يحمل البول من الكلية إلى المثانة.

كما يصبح البول أقل حموضةً ويحتوي المزيد من البروتينات والسكريات والهرمونات أثناء الحمل، مما يزيد من خطر حدوث عدوى المسالك البولية. 

بالإضافة إلى ذلك يزيد خطر الإصابة بعدوى المسالك البولية أثناء الولادة وبعدها.

  • فأثناء المخاض يتزايد خطر دخول الجراثيم إلى المسالك البولية.
  • أما بعد الولادة قد تعاني المرأة من حساسية المثانة وتورمها، مما قد يزيد من احتمال الإصابة بعدوى المسالك البولية أيضا.
يمكن أن يؤدي توسع الرحم خلال الحمل إلى الإصابة بعدوى المسالك البولية
يمكن أن يؤدي توسع الرحم خلال الحمل إلى الإصابة بعدوى المسالك البولية

المضاعفات

عند الحمل يزداد احتمال تحول عدوى المثانة إلى عدوى في الكليتين، كما أن التهابات الكلى تكون أكثر خطورةً أثناء الحمل وقد تسبب مشاكل لكلٍّ من الأم وللطفل.

حتى لو لم تكن هناك ألم أو أعراض أخرى فإن وجود الجراثيم في البول يرتبط بحالةٍ تسمى ما قبل تسمم الحمل "pre-eclampsia" أو ما قبل الإرجاج. تعتبر هذه الحالة خطيرة، وتسبب ارتفاع ضغط الدم ويمكن أن تؤثر على العديد من أعضاء الجسم، بما في ذلك الكبد والكليتين والدماغ، وعند تركها دون علاج يمكن أن تؤدي إلى مشاكل خطيرةً للأم والطفل، ولكن العلاج المبكر يمكن أن يمنع هذه المشاكل.

يمكن أن تسبب عدوى الكلى مشاكل مختلفة مثل العدوى الشديدة، ومشاكل في ضغط الدم، وتلف الكليتين. على سبيل المثال، يمكن أن تؤدي عدوى الكلى إلى الولادة المبكرة أو انخفاض وزن الطفل عند الولادة.

التشخيص

من المهم التوجه إلى الطبيب في أسرع وقت للحصول على التشخيص المبكر والسريع لعدوى المسالك البولية، حيث تسير عملية التشخيص كما يلي:

١- القصة المرضية

يسأل الطبيب عن شكوى المريضة والأعراض التي تعاني منها مثل الشعور بالحرق عند التبول أو تغير لون البول، ويمكن أن يسأل عن:

  • زمن بدء الأعراض
  • شدة الأعراض
  • كما يسأل عن الأمراض المزمنة التي تعاني منها المريضة
٢- الفحص السريري

يفحص الطبيب الحوض، ويبحث عن علاماتٍ تشير إلى احتمال وجود عدوى في الحوض أو التهابٍ في الإحليل.

كما يفحص أسفل الظهر والبطن والمنطقة الموجودة أعلى نقطة التقاء عظم الحوض وأسفل البطن للتحري عن الألم أو أي مظاهر غير عادية.

٣- الفحوص الإضافي

من المهم تأكيد الإصابة بعدوى المسالك البولية من خلال الفحوصات المتممة، مثل:

  • تحليل البول: وهو عادةً الاختبار الأول لعدوى المسالك البولية، وفيه يتم تحليل عينةٍ من البول بحثاً عن وجود خلايا الدم الحمراء والبيضاء أو الجراثيم أو الواسمات الكيميائية مثل النتريت.
  • زرع البول: يستخدم هذا الاختبار لتحديد الجراثيم المحددة المسببة للعدوى، مما يمكن أن يساعد في تحديد العلاج الأكثر فعالية.

في بعض الأحيان قد تكون هناك حاجة إلى اختباراتٍ إضافيةٍ أخرى مثل:

  • الاختبارات التصويرية: يمكن استخدام الموجات فوق الصوتية أو الإيكو "ultrasound" أو التصوير الطبقي المحوري "CT scan" أو التصوير بالرنين المغناطيسي "MRI" للحصول على صورةٍ مرئيةٍ للمسالك البولية.
  • تنظير المثانة: يتم استخدام أنبوبٍ طويلٍ ورفيعٍ مزودٍ بعدسةٍ لرؤية داخل مجرى البول والمثانة، مما يمكن أن يساعد في تحديد أي تشوهات في المسالك البولية السفلية.

نصائح لجمع عينة البول للاختبار:

  • اجمع عينة البول في أسرع وقت ممكن بعد التبول.
  • تأكد من أن العينة نظيفة وخالية من أي تلوث.
  • اجمع عينة البول من الوسط.
  • انقل العينة إلى المختبر في أسرع وقت ممكن.

الوسائل العلاجية

عادةً ما يتم علاج عدوى المسالك البولية بالمضادات الحيوية لمدة 3 أيام، حيث قد يصف الطبيب أحد المضادات الحيوية التالية:

  • أموكسيسيلين " amoxicillin"
  • أمبيسيلين " ampicillin"
  • السيفالوسبورينات " cephalosporins"
  • نيتروفورانتوين " nitrofurantoin"
  • تريميتوبريم - سلفاميتوكسازول " trimethoprim-sulfamethoxazole"

ولكن تنصح الكلية الأمريكية لأطباء التوليد وأمراض النساء (ACOG) النساء الحوامل بتجنب النتروفورانتوين وتريميثوبريم-سلفاميثوكسازول خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، حيث يمكن لهذه الأدوية أن تسبب تشوهاتٍ خلقيةٍ إذا تناولتها المرأة في هذه المرحلة من الحمل.

بينما تشير الدراسات إلى أن كلاً من النيتروفورانتوين وتريميثوبريم-سلفاميثوكسازول آمنين بشكلٍ عامٍ خلال الثلثين الثاني والثالث.

ولكن تناول أي مضاد حيويٍّ في الأسبوع الأخير قبل الولادة قد يزيد من خطر الإصابة باليرقان عند حديثي الولادة. إذا أصيبت المرأة الحامل بعدوى في الكلى أثناء الحمل ستحتاج إلى العلاج في المستشفى، ويتم إعطاؤها المضادات الحيوية والسوائل عن طريق الوريد.

من غير المرجح أن يسبب العلاج القصير بالمضادات الحيوية أي ضررٍ للجنين النامي، حيث تشير الأبحاث إلى أن فوائد أخذ المضادات الحيوية لعلاج عدوى المسالك البولية تفوق بكثيرٍ مخاطر ترك الحالة بدون علاج.

نصائح لتناول المضادات الحيوية:

  • اتبع تعليمات الطبيب بعناية.
  • تناول جميع الأدوية حسب التوجيهات، حتى لو شعرت بتحسن.
  • إذا نسيت تناول جرعة، فتناولها بمجرد أن تتذكرها، ما لم يكن الوقت قد حان للجرعة التالية.
  • لا تتوقف عن تناول الدواء إلا إذا أخبرك طبيبك بذلك.
  • اشرب الكثير من السوائل، مثل الماء أو العصير الخالي من الكافيين.
  • اتصل بطبيبك إذا ظهرت عليك أي آثار جانبية، مثل الغثيان والقيء والإسهال.

العلاجات المنزلية

بالإضافة إلى العلاج الطبي يمكن أن تجرب المرأة الحامل المصابة بعض العلاجات في المنزل للمساعدة في تسريع عملية الشفاء، مثل:

  • شرب الكثير من الماء: حيث أن الماء يخفف البول ويساعد على طرد الجراثيم من المسالك البولية.
  • شرب عصير التوت البري: وفقاً لإحدى المراجعات فإن التوت البري يحتوي على مركباتٍ قد تساعد في منع الجراثيم من الالتصاق ببطانة المسالك البولية، مما يساعد على منع العدوى والقضاء عليها.
  • التبول الدائم: يساعد ذلك على خروج الجراثيم من المسالك البولية بسرعةٍ أكبر.
  • تناول بعض المكملات الغذائية: وجدت دراسة في عام 2016 أن أخذ مزيج من فيتامين C والتوت البري والبروبيوتيك (المعينات الحيوية) قد يساعد في علاج عدوى المسالك البولية المتكررة لدى النساء.

وقد تختار بعض النساء العلاجات المذكورة أعلاه كبديلٍ للمضادات الحيوية، ولكن يجب دائماً استشارة الطبيب قبل القيام بذلك، ومن المهم أيضا أن يراقب الطبيب الحمل بانتظام للتحقق من فعالية العلاجات الطبيعية والتأكد من عدم تفاقم عدوى المسالك البولية.

الوقاية من عدوى المسالك البولية خلال الحمل

قد تساعد النصائح التالية في تقليل احتمالية الإصابة بعدوى المسالك البولية:

  • شرب الكثير من الماء.
  • شرب عصير التوت البري غير المحلى أو تناول حبوب التوت البري.
  • الغسل حول الأعضاء التناسلية والشرج بعناية.
  • التبول كلما شعر المرء بالرغبة بذلك، وعلى الأقل كل 2-3 ساعات.
  • التبول قبل وبعد ممارسة الجنس.

كما يمكن للنساء الحوامل إجراء فحص للتحقق من عدوى المسالك البولية في بداية الحمل، حيث أن هذه الفحوصات مهمة للمساعدة في الوقاية من عدوى التهاب المسالك البولية أو اكتشافها مبكراً.