شلل بيل: الأعراض والعلاج

الكاتب - 11 أبريل 2023

يُعد شلل بيل واحداً من الأمراض الشائعة التي تؤثر على الجهاز العصبي الطرفي، والتي تتسبب في تلف الأعصاب المسؤولة عن تحكم الوجه والعيون والفم. يصاب بهذا المرض العديد من الأشخاص في جميع أنحاء العالم، وخاصةً في الفئة العمرية بين 15 و 60 عاماً.

يعاني المرضى من شلل في الجهة الواحدة من الوجه، وهو يتطور بشكل مفاجئ ويمكن أن يكون مزعجاً للغاية ويؤثر على الشكل والوظيفة العادية للوجه.

في هذه المقالة، سوف نتحدث عن أسباب وأعراض وعلاج شلل بيل، وكيف يمكن للمرضى التعامل مع تداعياته على الحياة اليومية.

ما هو مرض شلل بيل؟

شلل بيل هو اضطراب عصبي مفاجئ يؤثر عادةً على العصب الوجهي أو كما يعرف بالعصب السابع، وهو العصب المسؤول عن عمل عضلات الوجه التعبيرية، بالإضافة لبعض الوظائف الأخرى.

ينتج عن ذلك ضعف أو شلل في عضلات الوجه للجانب المصاب، وبما أن هذا العصب حساس جداً، فإن أي أذية قد تؤدي إلى إلحاق الضرر به، مما يؤدي في النهاية إلى تشوه أو توقف تام في عمل هذه العضلات.

يعد شلل بيل من الاضطرابات الشائعة نسبياً، ويُقدر أنه يصيب 40000 شخص سنوياً، بمعدل 25-35 مصاب لكل 100،000 شخص. (1)

بالإضافة إلى ذلك لا يوجد تفضيل واضح بين الذكور والإناث، إلا أن نسبة إصابة الذكور تتفوق بشكل ضئيل (55%).

كما يمكن أن يصيب أي فئة عمرية، مع وجود زيادة في أرقام الإصابة بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 39 و 50 عاماً.

أعراض شلل بيل

يتظاهر شلل بيل بمجموعة من الأعراض المميزة، التي يمكن تلخيصها على الشكل التالي:

  • عدم القدرة على إغلاق العين في جهة الإصابة، والذي يمكن أن يكون جزئي أو بشكل كامل
  • ميلان زاوية الفم نحو جهة الإصابة
  • صعوبة في الابتسام أو القيام بأي تعبير وجهي
  • صعوبة في الطعام والشراب
  • وجه غير متناظر
  • سيلان اللعاب من الفم
  • دماع زيادة في كمية الدمع المُفرز، وقد يحدث جفاف في العين، بسبب صعوبة إغلاق العين
  • ألم في الأذن، في جهة الإصابة
  • صداع
  • مشاكل في التذوُّق
الفروق بين الوجه الطبيعي والمصاب بمرض شلل بيل
الفروق بين الوجه الطبيعي بحالة شلل بيل

أسباب شلل بيل

يعتبر شلل بيل من الأمراض العصبية ذات الأسباب المجهولة حتى اليوم، وعلى الرغم من ذلك، فهناك فرضيات تشير إلى احتمالية انضغاط العصب الوجهي في مساره كسبب للإصابة.

يمر هذا العصب عبر العديد من الثقوب والأنفاق الضيقة في طريقه من المصدر إلى العضلات التي يعصبها، مما يجعل احتمالية حدوث انضغاط واردة. وفي حالة حدوث انضغاط للعصب، يتأثر التروية الدموية الخاصة به مما يمكن أن يؤدي إلى نقص تروية مؤقت في بعض الأحيان.

تتعدد الأسباب المُتّهمة التي قد تكون وراء حدوث الالتهاب الذي قد يؤدي في النهاية لانضغاط العصب، وتضم:

  • عدوى فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) المسببة لمرض الإيدز
  • داء لايم (Lyme Disease)
  • عدوى الأذن الوسطى
  • الساركويد (Sarcoidosis)

عوامل الخطورة

تشير بعض الدراسات إلى وجود ارتباط بين بعض العوامل وزيادة خطر الإصابة بشلل بيل (2) والتي تضم:

  • الذكور
  • التقدم بالعمر
  • العيش في المدينة
  • الإصابة بداء السكري
  • ارتفاع التوتر الشرياني

المضاعفات

لا يعاني أغلب المرضى المصابين بشلل بيل من مضاعفات بعد الإصابة، وخاصةً أن الأعراض غالباً تختفي بعد بضعة أيام.

إلا أنه في بعض الحالات النادرة يمكن أن تظهر بعض المضاعفات التي تضم:

١- أذية دائمة في العصب الوجهي

قد تكون الأذية التي تطال العصب الوجهي دائمة وذلك في بعض الحالات النادرة.

٢- متلازمة دموع التماسيح

تعرف متلازمة دموع التماسيح أيضاً باسم متلازمة بوغوراد "Bogorad's syndrome" وفي هذه المتلازمة يذرف المريض الدموع عند الأكل أو الشرب.

وغالباً تتطور هذه الحالة في فترة التعافي من شلل بيل، ويعتقد أنها نتيجة نمو خاطئ لألياف العصب الوجهي باتجاه الغدة الدمعية بدلاً من الغدة تحت الفك اللعابية.

٣- اضطرابات العين

تحدث الاضطرابات في العين نتيجة صعوبة إغلاق العين فنتيجة لذلك يمكن أن تتطور عدوى في القرنية أو الصلبة بالإضافة لحدوث تقرحات في القرنية.

وفي حال إهمال هذه الحالات وعدم علاجها يمكن أن تؤدي لفقدان البصر.

٤- حركة مصاحبة (Synkinesis)

تحدث عند مرضى شلل بيل في فترة التعافي، وفيها تتحرك بعض العضلات بشكل لاإرادي عند تحريك مجموعة أخرى بشكل إرادي.

مثلاً، قد يعاني المرضى من إغلاق العين بشكل لاإرادي، عندما يحاولون الابتسام أو تشنجات عضلية أخرى أثناء حركات الوجه الروتينية.

٥- زيادة احتمالية الإصابة بالسكتة الدماغية الإقفارية

أشارات بعض الدراسات زيادة احتمالية إصابة المرضى المصابين بالسكتة الدماغية الإقفارية، وتكون الإصابة المقصودة على المدى الطويل، وليست بشكل مباشر. كما لم يتمكن الأطباء من تحديد سبب واضح لهذه الحالة. (3)

التشخيص

يكون تشخيص حالة شلل بيل عادةً سريرياً، أي يتم من خلال الفحص السريري والأعراض التي يأتي بها المريض، ولتأكيد التشخيص ونفي الحالات الخطيرة مثل السكتة الدماغية أو وجود ورم ضاغط على العصب يجري الطبيب المزيد من الفحوص والاختبارات والتي تشمل:

  • تحليل الدم: قد يطلب الطبيب بعض التحاليل العامة، لنفي بعض الأمراض التي قد تشكل عوامل خطورة مثل السكري.
  • تخطيط العضلات الكهربائي (Electromyography): يقوم الطبيب عبر توصيل بعض الأقطاب، بتقدير النشاط الكهربائي للعضلات خلال تقلُّص العضلة وخلال الراحة. يجرى هذا الاختبار من أجل تقييم سلامة الأعصاب، بالإضافة لتقدير شدة الأذية العصبية في حال وجودها.
  • الفحوص التصويرية: يمكن أن يطلب الطبيب تصوير للرأس عبر الطبقي المحوري (CT) أو عبر الرنين المغناطيسي (MRI).

علاج شلل بيل

تتراجع حالات شلل بيل بشكل تلقائي عادةً دون أي تدخل علاجي يُذكر، إلا أنه يمكن أن يضيف الطبيب بعض أنواع الأدوية والعلاجات لتسريع الشفاء وتحسين حالة المريض. وهي كالتالي:

  • حماية العين: لكون المريض غير قادر على إغلاق العين المصابة بشكل كامل. يصف الطبيب عادةً:
    • دموع اصطناعية من أجل ترطيب العين
    • شريط لاصق للعين المصابة
    • شريط لاصق لإغلاق الجفن عند النوم
  • الستيروئيدات القشرية: تقلل الستيروئيدات من شدة الالتهاب والوذمة الحاصلة، بالتالي فإنها تقلل من الأذية العصبية الممكن حدوثها.
    • هذا وقد أثبتت عدة دراسات فعالية الستيروئيدات في تسريع عملية الشفاء وتخفيف شدة الأعراض. (4)
  • الأدوية المضادة للفيروسات: يمكن أن يفيد إضافة الأدوية المضادة للفيروسات مثل الأسيكلوفير (Aciclovir) في تسريع فترة التعافي.
    • إلا أن إحدى الدراسات نفت الفائدة الحالية المتوقعة لهذا الخيار، وأكدت على تحسين النتائج على المدى البعيد. (5)
  • مسكنات الألم: قد يصف الطبيب بعض مسكنات الألم مثل الباراسيتامول، لضبط الألم عند المريض.
  • تحفيز العصب الوجهي: يوجد بعض الإجراءات المُتَّبعة من أجل تحفيز العصب الوجهي (السابع)، وهي:
    • الراحة
    • العلاج بالوخز عبر الإبر (Acupuncture)
    • التحفيز الكهربائي للعصب عبر الجلد (Transcutaneous electrical nerve stimulation)
    • الارتجاع البيولوجي (Biofeedback): هو أحد التقنيات المستخدمة من أجل تحسين عملية التحكم بعضلات الوجه بالإضافة لتخفيف الألم.
    • العلاج بالفيتامينات، مثل فيتامين B 12  وB6