العلاقة بين زيت الزيتون وصحة القلب

الكاتب - أخر تحديث 2 نوفمبر 2023

يعتبر زيت الزيتون من أقدم الزيوت المستخدمة في العالم، وله العديد من الاستخدامات بدايةً بالطبخ وحتى العناية بالبشرة والشعر. ومؤخراً بدأ الباحثون بدراسة فوائد إضافية لزيت الزيتون من بينها تأثيره على صحة القلب وقدرته على خفض خطر الإصابة بالأمراض القلبية والتهابات الأوعية الدموية، وسنتعرف على هذه الفوائد وغيرها في هذا المقال.

زيت الزيتون

زيت الزيتون هو عبارة عن نوعٍ من الدهون، يتم تصنيعه من خلال تكسير وطحن وحفر الزيتون للحصول على الزيت منه. يعتبر هذا الزيت المغذي غنياً بالمركبات الوقائية التي تؤثر بشكل إيجابي على صحة الإنسان بعدة طرق. بما في ذلك الحماية من أمراض القلب ومرض السكري من النمط الثاني.

وهو عنصرٌ مهم في النظام الغذائي عند سكان البحر المتوسط. والذين يتميزون بمعدلات منخفضة بالمقارنة مع باقي مناطق العالم لأمراض القلب والأوعية الدموية.

زيت الزيتون وتأثيره على صحة القلب

يؤثر كل من النظام الغذائي ونمط الحياة في خفض خطر الإصابة بأمراض القلب من خلال:

  • تعزيز مستويات الدهون الصحية في الدم
  • تحسين ضغط الدم
  • تحسين وظيفة الأوعية الدموية
  • الوقاية من الإصابة بتصلب الشرايين

تصلب الشرايين يعد حالة طبية تعبر عن حدوث سماكة أو تصلب في الشرايين بسبب تراكم ما يسمى باللويحات، والتي تتشكل ببطء مع مرور الوقت. وهي تتضمن مكونات مثل الدهون وخلايا الدم والكوليسترول والمواد الأخرى التي تتراكم في الشرايين وتقلل من تدفق الدم. والذي يعتبر السبب الرئيسي لأمراض القلب.

وتشير الدراسات إلى أن الوجبات الغذائية الغنية بزيت الزيتون تؤثر على صحة القلب فهي تساعد في تقليل خطر الإصابة بتصلب الشرايين والأمراض القلبية. (1)حيث يحتوي على مركبات تقلل من إنتاج الجزيئات الالتهابية التي تعزز تصلب الشرايين. فهو يحتوي مثلاً على مادة أوليروبين "Oleuropein". وهي عبارة مركب يساعد على تقليل الالتهاب ويمنع التعبير عن جزيئات الالتصاق التي تلعب أدواراً رئيسيةً في تطور تصلب الشرايين.

حيث وجدت إحدى الدراسات أن المشاركين الذين اتبعوا نظاماً غذائياً غنياً بالزيت في منطقة البحر الأبيض المتوسط لمدة سبع سنوات. قد انخفضت نسبة الإصابة عندهم بتصلب الشرايين. (2)

بالإضافة إلى ذلك، قد يساعد استهلاك زيت الزيتون بانتظام في تقليل نسبة الكوليسترول الضار "LDL" وزيادة مستويات الكوليسترول الجيد "HDL". بالإضافة إلى ذلك فهو يساعد على تقليل ضغط الدم، بالتالي يساعد في الوقاية من الإصابة بأمراض القلب.

وقد أبلغ الباحثون في مجلة الكلية الأمريكية لأمراض القلب أن الأشخاص الذين تناولوا أكثر من نصف ملعقة كبيرة يومياً من زيت الزيتون كانت لديهم معدلات أقل من الوفاة المبكرة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية ومرض الزهايمر وغيرها. (3)

التأثير المضاد للالتهاب والأكسدة

يعتبر زيت الزيتون غنياً بالمركبات التي تساعد على تقليل الالتهاب والحماية من الأضرار الخلوية. والتي تعد أحد الأسباب الرئيسية التي تربط استهلاك زيت الزيتون بانخفاض خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المختلفة المتعلقة بالأوعية الدموية وصحة القلب وغيرها.

يحتوي زيت الزيتون على أكثر من 200 مركبة نباتية، والتي تعمل كمضادات أكسدة قوية في الجسم. (4)بما في ذلك:

  • الكاروتينات
  • الستيرولات
  • البوليفينولات مثل هيدروكسي التيروسول (HT)
  • أسيتات هيدروكسي التيروسول الهيدروكسيريوسول (HT-AC)

تمنع هذه المركبات الالتهابات في الجسم، مما قد يساعد في تقليل الواسمات الالتهابية. فقد وجدت إحدى الدراسات في عام 2015 أن المكملات الموجودة في زيت الزيتون بجرعات تتراوح من 1 ملليغرام (MG) إلى 50 ملليغرام يومياً. قد أدت إلى انخفاض كبير في CRP وIL-6.

ونظراً لأن زيت الزيتون يحتوي على مستوياتٍ عاليةٍ من المواد المضادة للالتهابات بالتالي يفيد أولئك الذين يعانون من أمراض التهابية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي (RA). 

وقد وجدت دراسة أن ارتفاع استهلاك زيت الزيتون قد ارتبط بتأثير إيجابي على نشاط مرض التهاب المفاصل الروماتويدي وانخفاض مستويات الواسمات الالتهابية (5)

زيت الزيتون ومرض السكري

تشير الدراسات إلى أن زيت الزيتون يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على صحة الجسم ومستويات السكر في الدم. وذلك بفضل مكوناته الغنية بالدهون الأحادية غير المشبعة والمركبات الفينولية. كما يمتاز بقدرته على تعزيز حساسية الأنسولين، مما يعني أنه يساعد الجسم على استخدام السكر بشكل أفضل ويقلل من تقلبات مستويات السكر في الدم.

هذا يمكن أن يكون مفيدًا بشكل خاص لأولئك الذين يعانون من داء السكري من النمط الثاني. حيث يمكن أن يساعد زيت الزيتون في السيطرة على مستويات السكر في الدم وتقليل مخاطر مضاعفات المرض.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يلعب زيت الزيتون دوراً في الوقاية من داء السكري من النمط الثاني. حيث تشير الأبحاث إلى أن استهلاك زيت الزيتون بانتظام يمكن أن يقلل من احتمالية الإصابة بهذا المرض بنسبة 16%. وتظهر النتائج أيضا أن الزيت الزيتون من النوعية الإضافية (extra-virgin)، الذي يحتوي على مزيد من المركبات الفينولية، قد يكون تأثير أكبر على صحة القلب ومستويات السكر في الدم. (6)

بشكل عام من المهم التنويه إلى أن هذه الفوائد تكون كجزء من نظام غذائي صحي ومتوازن. بالإضافة إلى ممارسة النشاط البدني والمتابعة الطبية المنتظمة لضمان الحفاظ على صحة الجسم والوقاية من الأمراض المزمنة.

الأسئلة الشائعة

١- هل يسبب زيت الزيتون زيادة الوزن؟

في الواقع الجواب هو لا يسبب زيت الزيتون زيادة الوزن. فالدهون نفسها لا تسبب السمنة، بل تناول السعرات الحرارية أو شربها أكثر مما يحتاجه الجسم يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن.

أظهرت البيانات على مدار الأربعين عاماً الماضية أن النسبة المئوية للسعرات الحرارية التي يتناولها الأمريكيون من الدهون قد انخفضت. في حين زادت معدلات زيادة الوزن والسمنة بشكل كبير. على سبيل المثال فإن المشروبات الغازية السكرية لا تحتوي على أي دهون، ولكنها ترتبط بحدوث السمنة بشكلٍ كبير.

٢- هل القلي بزيت الزيتون آمن؟

زيت الزيتون ليس الخيار الأفضل لقلي الطعام عميق لأنه يحتوي على نقطة تدخين منخفضة (أي أنه يدخن قبل الوصول إلى 204 درجة مئوية). ولتسخين الزيت حتى درجةٍ تكفي للقلي يمكن أن يخلق دخاناً كثيفاً.

لكن بالمقابل يعتبر زيت الزيتون وخاصة البكر بالإضافة لزيت الأفوكادو، ممن أفضل أنواع الزيوت وأكثرها صحية لاستخدامها بالقلي الخفيف والطهي بالمقارنة مع باقي أنواع الزيوت المهدرجة.

وبشكل عام يعد قلي المأكولات بأي نوع من الزيت ولو كان أكثرها صحة لا يعد من الخيارات الجيدة لاتباع نظام غذائي صحي حيث يفضل دوماً الابتعاد عن الأطعمة المقلية بشكل عام واستبدالها بالمشوية.