مقارنة كاملة بين زرع الأسنان وجسور الأسنان

الكاتب - أخر تحديث 2 نوفمبر 2023

تعد خسارة وفقدان الأسنان مشكلة شائعة وخاصة عند البالغين، وتحدث كنتيجة لعدة أسباب مثل التسوس أو الرضوض والتقدم بالعمر. وهنالك طريقتين شائعتين لتعويض خسارة الأسنان وهما زرع الأسنان أو وضع جسور بين الأسنان، فما هي هذه الطرق وما الفرق بينهما؟ وكيف تختار الأفضل؟

ما هي عملية زراعة الأسنان؟

زراعة الأسنان "Dental Implant" هي عملية جراحية يتم فيها استبدال الأسنان المفقودة بأسنان صناعية جديدة عن طريق زراعتها ضمن عظم الفك واللثة للمريض، حيث يتم استبدال جذر السن المفقود بجذر معدني يثبت عليه السن الصناعي المزروع.

تتم عملية زرع الأسنان على مراحل عديدة وهي تتضمن باختصار:

  • معالجة اللثة في مكان فقد الأسنان والفم بشكل عام.
  • إزالة جذر السن المصاب في حال وجوده.
  • وضع الجذر المعدني ضمن عظم الفك، وهذا الجذر شكله مشابه للبرغي "Screw" ومصنوع من معدن التيتانيوم ويوضع جراحياً، حيث يتم فتح اللثة وحفر مكان جذر السن المفقود ووضع الجذر المعدني مكانه.
  • بعد شفاء مكان وضع الجذر المعدني ونمو العظم يتم زرع ما يعرف بدعامة السن "Abutment"، حيث توضع ضمن الجذر المعدني، وهذه الدعامة هي التي ستحمل السن الجديد.
  • يتم أخيراً وضع السن الذي تم تصنيعه ليناسب موقع السن المفقود وينسجم مع الأسنان المجاورة.

ما هي جسور الأسنان؟

عملية وضع جسور الأسنان "Dental bridge" هي عملية يتم فيها استبدال السن أو الأسنان المفقودة بأسنان صناعية. وذلك عن طريق تثبيت هذه الأسنان الصناعية من الطرفين بأسنان سليمة ولهذا سميت بجسور الأسنان، حيث تستخدم الأسنان المجاورة لمنطقة فقد الأسنان كنقاط ربط وتعليق لجسر الأسنان الصناعية.

يحتاج تطبيق ووضع جذور الأسنان لخطوات تتضمن:

  • فحص الفم والفك واجراء صور شعاعية.
  • معالجة أمراض اللثة وتسوس الأسنان إن وجد.
  • تحديد منطقة فقد الأسنان وفحص الأسنان المجاورة وتحديد سنين سليمين على الأقل (سن في كل جهة من طرفي منطقة الفقد) ليتم ربط جسر الأسنان الصناعية فيهما.
  • تجهيز أسنان تعليق الجسر وتحضيرهم.
  • زرع الجسر وتثبيته من الطرفين.

زرع الأسنان أو جسور الأسنان

تشكل طريقتي زرع الأسنان وجسور الأسنان الطرق الأكثر استخداماً لتعويض فقدان الأسنان، وتملك كل طريقة من هذه الطرق ميزات وسلبيات أيضا، وهذا ما يجعل إمكانية الاختيار بين الطريقتين صعبة نسبياً، لكن بشكل عام يمكن تلخيص أبرز نقاط المقارنة بين الطريقتين بما يلي:

١- المظهر العام للأسنان والابتسامة والوظيفة

لا يوجد فرق في المظهر العام للأسنان في زرع الأسنان أو جسور الأسنان، فكلاهما يحافظان على مظهر أسنان طبيعية وابتسامة طبيعية. ويعود ذلك لتطور تقنيات تصوير الفكين وحساب حجم الأسنان وتقدير شكلها بما يتناسب مع وجه وفك المريض.

يمكن في حالات قليلة أن يلاحظ وجود الجسور عند المريض عند تناول الطعام او الابتسام وهذا أمر لا يحدث في حالة زراعة الأسنان لأنها تندمج بعظم الفك.

٢- التكلفة المادية

تكلفة عملية زراعة الأسنان تفوق عملية وضع الجسور بين الأسنان، وذلك بسبب عدة عوامل كطبيعة المواد المستخدمة في الزراعة والتي تكون غالية الثمن مقارنة بمواد صناعة جسور الأسنا.، كما أن فترة العلاج والتحضير للزرع الطويلة نسبياً والتي تزيد من تكلفة الزراعة.

بشكل عام يمكن لتكلفة زراعة سن واحد أن تقابل صناعة عدة جسور أسنان مع تركيبها.

٣- المتانة والاستمرارية

تتفوق الأسنان المزروعة على جسور الأسنان عندما يتعلق الأمر بالمتانة والاستمرارية الزمنية. حيث تدوم الأسنان المزروعة مدى الحياة دون تبدل في حال الاهتمام والرعاية المناسبة.

في حين أن جسور الأسنان تكون أقل متانة ومقاومة للعوامل الخارجية وتتعرض للرض والتبدل مع الزمن. ويبلغ العمر الوسطي لجسور الأسنان حوالي 5-7 سنوات قبل الحاجة لاستبدالها.

٤- سهولة رعاية الأسنان بعد الاجراء

تحتاج جسور الأسنان لرعاية أكثر مقارنة بالأسنان المزروعة. حيث تحتاج الجسور باعتبارها متحركة وقابلة للإزالة للتنظيف الجيد والرعاية الجيدة بمنتجات العناية الفموية. وخصوصاً في منطقة الأسنان واللثة المحيطة بالجسر، حيث يمكن لهذه المنطقة أن تكون عرضة لترسب بقايا الطعام في حال عدم ثبات الجسر. وهذا الترسب بالتالي يساهم في تسوس الأسنان، وتراجع اللثة، وظهور رائحة فم كريهة في حال عدم التنظيف.

بالمقابل تكون عناية الأسنان المزروعة أسهل حيث يتم تنظيفها ببساطة بفرشاة الأسنان مع بقية الأسنان في الفم.

٥- صحة الأسنان المتبقية

يحتاج تثبيت جسور الأسنان لعملية تحضير للأسنان في طرفي منطقة وضع الجسر، هذا التحضير قد يشمل إزالة أجزاء واجراء تشذيب للأسنان في طرفي الجسر وذلك حتى يتلاءم الجسر في موقعه، هذا الأمر قد يضعف الأسنان المجاورة لمنطقة الجسر.

زراعة الأسنان لا تحتاج للاقتراب من الأسنان المجاورة، حيث يتم العمل في منطقة السن المفقود فقط ووضع جذر صنعي مكانه. 

٦- سلامة عظم الفك

تلتحم الأسنان المزروعة بعظام الفك وتصبح جزءاً منه، أي لا تسبب أي تغيرات أو تراجع في عظم الفك.

في حين أن جسور الأسنان تثبت الأسنان المجاورة من جهة وتحافظ عليها لكنها تكون فوق مستوى عظم الفك بالتالي لا تمنع التراجع وخسارة عظم الفك مع الزمن.

٧- عدد الأسنان المفقودة

يمكن من خلال الجسور تعويض عدة أسنان مفقودة في وقت واحد من خلال تركيب جسر ملائم لمنطقة فقط هذه الأسنان وتثبيته.

في حين أن زراعة الأسنان غير عملية بشكل كبير عند فقد عدد كبير من الأسنان لأنها تستهلك وقت طويل واجراء جراحي على عدة مراحل وهذا قد يصر الفك ويترافق مع اختلاطات إضافة للتكاليف المادية العالية.

النصائح

يعتمد اختيار الطريقة الأنسب لتعويض الأسنان المفقودة على عوامل عديدة، ويمكن اعتبار كل حالة مستقلة عن الأخرى فيما يتعلق بالاختيار. حيث يقوم الطبيب المختص بدراسة الحالة والأخذ بعين الاعتبار للعوامل التي تؤثر على اختيار خطة العلاج والتي تتضمن:

  • القدرة على تحمل التكاليف المادية.
  • حالة الأسنان واللثة عند المريض.
  • عدد الأسنان المفقودة.
  • الحالة الصحية العامة للمريض حيث يتضمن الزرع تداخلات جراحية قد لا يتحملها المصاب.
  • عامل الزمن حيث يحتاج الزرع إلى فترة قد تصل 6 أشهر حتى الشفاء.