دراسة: ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية يقلل من خطر الإصابة بالخرف

الكاتب - أخر تحديث 21 فبراير 2024

تشير الدراسات الجديدة إلى أن ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية قد يقلل من خطر الإصابة بالخرف، ويبطئ من تدهور الوظائف الإدراكية في حال الإصابة به.

الدهون الثلاثية

تمثل الدهون الثلاثية (Triglycerides) نوعاً شائعاً من الدهون الغذائية، وتشكل حوالي 95% من إجمالي الدهون الموجودة في الأطعمة.

وتوجد الدهون الثلاثية في كل من الدهون الحيوانية والنباتية، وتلعب دوراً هاماً في توفير الطاقة للجسم.

وتتحول الدهون الثلاثية إلى طاقة قابلة للاستخدام من قبل الخلايا عند هضمها. ويُخزن الفائض منها في أنسجة الجسم الدهنية كمخزون احتياطي للطاقة لاستخدامه بين الوجبات.

ويؤدي الاستهلاك المفرط للدهون الثلاثية، إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين كما يمكن أن يسهم تناول كمية كبيرة من السعرات الحرارية في زيادة مستويات الدهون الثلاثية في الدم، مما يؤدي إلى زيادة الوزن أو السمنة.

وتتضمن مصادر الدهون الثلاثية الزبدة والزيوت والدهون الأخرى الموجودة في الطعام كما يمكن إنتاجها من تناول سعراتٍ حراريةٍ أكثر مما يحتاجه الشخص.

أضرار الدهون الثلاثية

لا تُظهر الدهون الثلاثية المرتفعة أعراضاً واضحةً في أغلب الأحيان لكن إهمال علاجها يهدد بزيادة خطر الإصابة بأمراضٍ خطيرةٍ مثل أمراض القلب التاجية والسكتة الدماغية.

وفيما يلي بعض المخاطر المرتبطة بارتفاع نسبة الدهون الثلاثية في الدم: (1)

أمراض القلب

تزيد الدهون الثلاثية المرتفعة من خطر تراكم الترسبات الدهنية في الشرايين، مما يعيق تدفق الدم إلى القلب كما يسبب أمراض القلب التاجية.

التهاب البنكرياس الحاد

تؤدي مستويات الدهون الثلاثية التي تزيد عن 500 ملغ/دل إلى حدوث التهابٍ حادٍ في البنكرياس.

تغيرات في الأوعية الدموية للعين

تسبب المستويات العالية من الدهون الثلاثية تغيراتٍ في الأوعية الدموية للعين، مما يؤثر على الرؤية.

تلف في الجلد

تسبب الدهون الثلاثية المرتفعة تلفاً في جلد الظهر والصدر والذراعين والساقين.

متلازمة وجود الكيلومكرونات في الدم

تؤدي المستويات المرتفعة من الدهون الثلاثية التي تزيد على 1500 ملغ/دل إلى توقف الجسم عن تحطيم الدهون، وهو ما يعرف بمتلازمة الكيلومكرونات في الدم، وتسبب أعراضاً مثل:

  • فقدان الذاكرة على المدى القصير
  • تورم الكبد والطحال
  • آلام في المعدة
  • احمرار الجلد عند تعاطي الكحول

هل ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية يقلل من خطر الإصابة بالخرف؟

تكشف دراسة حديثة أن كبار السن الذين لديهم مستويات أعلى من الدهون الثلاثية، حتى ضمن النطاق الطبيعي أو فوقه، قد يكونون أقل عرضة للإصابة بالخرف كما قد يتمتعون بتباطؤ في التدهور الإدراكي مع تقدمهم في السن. (2)

وتشير الدراسة إلى أن بعض الدهون الثلاثية ضرورية للتمتع بصحةٍ جيدة لكن الكميات الزائدة منها في الدم يمكن أن يزيد من خطر الإصابة ببعض الأمراض مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية.

كما تبين أن وجود مستويات أعلى من الدهون الثلاثية قد يكون علامة على تمتع الشخص بصحة جيدة بشكل عام، مما يساعد في حماية الدماغ من التدهور.

وأجرى فريق البحث دراسة على 18000 شخص بمتوسط عمر 75 عامًا لم يصابوا بالخرف في البداية.

وتابع الفريق البحثي هؤلاء الأشخاص لمدة 6 سنوات لمعرفة من سيصاب بالخرف لاحقًا، حيث تم تشخيص 823 مشاركاً في النهاية.

كما أجريت تحاليل الدهون كل سنة من الدراسة، بما في ذلك:

  • الكوليسترول الكلي
  • كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة  (LDL)
  • كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL)
  • الدهون الثلاثية

وقسم الفريق البحثي، الأشخاص المشاركين في الدراسة، إلى أربع مجموعات بناءً على مستويات الدهون الثلاثية الصيامية، كما يلي:

  • المجموعة ذات المستويات الأدنى (أقل من 62 ملغ/دل)
  • المجموعة التالية (63 إلى 106 ملغ/دل)
  • المجموعة التي بعدها (107 إلى 186 ملغ/دل)
  • المجموعة الأعلى (187 ملغ/دل أو أعلى)

ووجد الباحثون أنه في كل مرة تضاعفت فيها مستويات الدهون الثلاثية، انخفض خطر الإصابة بالخرف بنسبة 17%.

كما وجدوا أن ارتفاع مستوى الدهون الثلاثية يرتبط بتباطؤ التدهور المعرفي مع مرور الوقت.

لكن، لم يكن هناك عدد كافٍ من الأشخاص في الدراسة الذين لديهم مستوى متوسط من الدهون الثلاثية (200-500 ملغ/دل) إلى مرتفع للغاية (> 500 ملغ/دل) لتحديد مدى تأثير ذلك على خطر الإصابة بالخرف.

وأشار الباحثون أيضًا إلى أن هناك قيودًا أخرى للبحث حيث أجريت الدراسة على الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً فما فوق والذين لا يعانون من مشاكل معرفية في البداية ومن ثمَّ لا يمكن تعميم النتائج على مجموعات سكانية أخرى.

كيفية مساعدة المصاب بالخرف

يحتاج المصابون بالخرف خاصة كبار السن إلى دعمٍ متزايد من أحبائهم مع تقدم المرض. ويعدّ التشخيص المبكر ضرورياً للاستفادة من الأدوية التي تبطئ تقدم المرض.

كما يساعد الحفاظ على النشاط الاجتماعي على تحسين حالة المريض. وتلعب التغذية السليمة والابتعاد عن الكحول والتدخين دوراً هاماً في الرعاية.

وينصح بتدريب الدماغ من خلال حل الكلمات المتقاطعة، ولعب ألعاب الذاكرة، والنظر إلى الصور القديمة. وينبغي مراقبة نقص الفيتامينات ووظيفة الغدة الدرقية لدى المريض.