يمثل تمزق المرارة حالة طبية طارئة تسبب مضاعفات خطيرة إن لم تعالج فوراً. ويمكن أن تؤدي أسباب كثيرة إلى هذا التمزق لكن النتيجة واحدة وهي أن خطر ما يهدد صحتك ويستدعي تدخلاً طبياً سريعاً.
المرارة
تعد المرارة "Gallbladder" عضو على شكل كمثرى تقع في أسفل الكبد ضمن التجويف البطني وتعمل على تركيز العصارة الصفراوية وتخزينها. وتصاب المرارة أحياناً بتمزقٍ حادٍ حيث تنهار جدرانها أو تنفجر نتيجة التهابٍ مزمنٍ أو وجود حصوات مرارية عالقة داخلها.
لأن سلامتك تهمنا
تحدث مع طبيبويعاني المريض عند تمزق المرارة من آلام حادة مفاجئة في الجزء العلوي الأيمن من البطن. وفي حال تجاهل هذه الحالة وعدم علاجها يؤدي إلى الإصابة بمتلازمة الاستجابة الالتهابية الجهازية "SIRS".
وتجدر الإشارة إلى أن النساء في منتصف العمر وكبار السن والهنود الأمريكيين أكثر عرضةً للإصابة بحصوات المرارة مقارنةً بغيرهم. (1)
علامات تمزق المرارة
نظراً لارتباط تمزق المرارة بشكل وثيق بالتهاب المرارة توجد بعض الأعراض التي تستدعي المراقبة الدقيقة مثل ما يلي:
- ألم حاد في الجزء العلوي الأيمن من البطن
- الغثيان والقيء
- الحمى والقشعريرة
- اليرقان (اصفرار الجلد وبياض العينين)
ويجب على المريض مراجعة الطبيب فوراً عند ظهور أي من هذه الأعراض السابقة. حيث تدلل على التهاب المرارة الحاد أو المزمن، الذي قد يتطور إلى تمزق المرارة في بعض الحالات.
أسباب تمزق المرارة
تتضمن أسباب التهاب المرارة التي يمكن أن ينتج عنها حدوث التمزق ما يلي:
- الحصوات المرارية وهي أحد الأسباب الشائعة للالتهابات
- داء الأسكاريس: يحدث بسبب نوعٍ من الديدان الطفيلية
- العدوى الجرثومية التي تنتج عن جراثيم الإشريكية القولونية "E. coli" أو الكليبسيلا "Klebsiella" أو العقديات البرازية " streptococcus faecalis"
- الكدارة الصفراوية: وهي حالة تحدث بسبب مزيجٍ من العصارة الصفراوية والجسيمات التي يمكن أن تسبب انسداداً في المرارة
بينما تتضمن أسباب الإصابة الحادة التي تؤدي إلى تمزق المرارة ما يلي:
- حوادث السيارات
- السقوط المفاجئ
- الانزلاق مع الوقوع على البطن
- الضربات المباشرة خلال ممارسة الألعاب الجسدية مثل كرة القدم أو المصارعة أو رياضة الركبي
المضاعفات
يصبح العلاج الفوري ضرورياً عند تمزق المرارة نظراً لخطورة الحالة، ومن أهم مخاطر تمزق المرارة ما يلي:
- العدوى: قد يؤدي تمزق المرارة إلى تعفن الدم "sepsis" وهي استجابة التهابية خطيرة تهدد الحياة
- متلازمة الاستجابة الالتهابية الجهازية "SIRS": وهي حالة خطيرة تتميز بانتشار الالتهاب في جميع أنحاء الجسم
- الصدمة: قد يؤدي تعفن الدم إلى الإصابة بالصدمة "shock" وفشل في وظائف الجسم الحيوية
- تلف الأنسجة
- فشل الأعضاء
- الوفاة
ويزداد خطر هذه المضاعفات بشكل كبير إذا كان جهاز المناعة لدى المريض ضعيفاً.
تشخيص تمزق المرارة
يعتمد تشخيص الطبيب لإصابة المريض بتمزق المرارة على ما يلي:
تحدث مع طبيب الآن
1- التاريخ المرضي
يبدأ الطبيب التشخيص بسؤال المريض عن الأعراض التي يعانيها مثل ألم البطن والحمى والغثيان والقيء كما يسأل عن توقيت بدء الأعراض وحدتها والأمراض المزمنة التي يعانيها المصاب والأدوية التي يتناولها.
2- الفحص السريري
يمكن أن يجري الطبيب فحصاً بسيطاً إذا كان المريض يعاني ألماً شديداً في البطن للبحث عن علامة مورفي "Murphy sign". حيث يطلب الطبيب من المريض أن يتنفس بعمق ثم يضغط بيديه على بطن المريض وتتحرك المرارة نحو الأسفل. بالتالي إذا كان المريض يعاني من التهاب المرارة فسيشعر بألمٍ مفاجئ عندما تصل يد الطبيب إلى المرارة.
3- الفحوصات الإضافية
قد يطلب الطبيب إجراء بعض الفحوصات الإضافية للتأكد من تمزق المرارة مثل ما يلي:
أولاً: الفحوصات التصويرية
- تصوير البطن بالموجات فوق الصوتية (الإيكو) "Ultrasound"
- التصوير الطبقي المحوري "CT scan"
- الإيكو دوبلر "Doppler ultrasound"
- التصوير الومضاني الصفراوي "biliary scintigraphy"
في هذا السياق قد ينصح الطبيب خلال التقييم السريري بإجراء تصويرٍ بالموجات فوق الصوتية (الإيكو) لكلٍّ من الكبد والمرارة حيث أنه يعتبر الاختبار الأكثر حساسيةً والأنسب للبحث عن حصوات المرارة.
ثانياً: التحاليل الطبية
- تعداد خلايا الدم البيضاء الذي يرمز له اختصاراً "WBC"
- مستوى البروتين التفاعلي C الذي يرمز له اختصاراً "CRP"
- معدل ترسيب كرات الدم الحمراء (سرعة الترسيب) الذي يرمز له اختصاراً "ESR"
ويمكن أن تدل المستويات المرتفعة في هذه الاختبارات السابقة على الإصابة بالتهاب المرارة.
وتجدر الإشارة إلى أن تمزق المرارة يشكل تحدياً في التشخيص حيث تتشابه أعراض هذه الحالة مع التهاب المرارة بما يؤدي في بعض الحالات إلى تلقي العلاج الخاطئ.
العلاج
يتطلب التدخل الجراحي العاجل في حالة تمزق المرارة، ويهدف هذا الإجراء الجراحي إلى استئصال المرارة مع إمكانية تصريف الخراج في حال تكوّنه.
ومن أبرز طرق استئصال المرارة ما يلي:
- استئصال المرارة بعد علاج العدوى من خلال تصريف الخراج عن طريق الجلد الموجَّه بالموجات فوق الصوتية ثم إجراء إصلاح للناسور إذا لزم الأمر.
- الجراحة التنظيرية: تقنية جراحية متقدمة تسمح للجراح بالوصول إلى داخل البطن من خلال شقوق صغيرة جداً بما يقلل من حجم الجرح ويسرع عملية التعافي.
التعافي بعد جراحة استئصال المرارة
تعتمد مدة التعافي من جراحة استئصال المرارة على نوعها والمهنة التي يمارسها المريض مثل ما يلي:
1- المرضى أصحاب الأعمال المكتبية
- تكون مدة التعافي المعتادة أسبوعين بعد جراحة استئصال المرارة بالمنظار
- تكون مدة التعافي المتوقعة من 3 إلى 4 أسابيع بعد جراحة استئصال المرارة المفتوحة
2- المرضى أصحاب الأعمال الشاقة
- تكون مدة التعافي المعتادة من 3 إلى 4 أسابيع بعد جراحة استئصال المرارة بالمنظار
- تكون مدة التعافي المتوقعة من 6 إلى 8 أسابيع بعد جراحة استئصال المرارة المفتوحة
وتستخدم الخيوط القابلة للذوبان في كثيرٍ من الحالات لإغلاق الجروح التي تبدأ في الاختفاء في غضون أسبوعٍ أو أسبوعين. ويُطلع الطبيب المريض على تعليمات العناية بالجروح والخيوط وتشمل ما يلي:
- مدة بقاء الضمادات: يحدد الطبيب المدة اللازمة لترك الضمادات على الجرح دون تغيير
- تغيير الضمادات: يُخبر الطبيب المريض بموعد تغيير الضمادات بطريقة صحيحة للحفاظ على نظافة الجرح
- الاستحمام: يُحدد الطبيب متى يمكن للمريض العودة إلى الاستحمام بشكل طبيعي بعد العملية
الوقاية
ينبغي أن يدرك الشخص إمكانية إصابته بالحصوات المرارية التي تُعد من أهم المشكلات التي تسبب تمزق المرارة. وعند تأكيد التشخيص بحصوات المرارة يجب على المريض استشارة الجراحين المتخصصين للنظر في إجراء عملية استئصال المرارة.
ويعد هذا الإجراء أساسياً للحالات التي تُلاحظ فيها الأعراض وتُكتشف الحصوات المرارية عن طريق التصوير بالموجات فوق الصوتية. ويمكن أن تمنع هذه الجراحة إذا أجريت مبكراً المضاعفات التي تهدد الحياة مثل انفجار المرارة.