تحليل غازات الدم الشرياني (Arterial Blood Gases Test)

الكاتب - 18 أغسطس 2023

يحتوي دم الإنسان على كميات معينة من غاز الأكسجين  وغاز ثنائي أكسيد الكربون، ويشكل التوازن بين كمية كل منهما عاملاً أساسياً وضرورياً للعديد من وظائف الجسم. ويعتبر تحليل غازات الدم الشرياني من التحاليل الشائعة في المشافي التي تساعد على تشخيص بعض الأمراض الرئوية ومشاكل الكليتين وغيرها.

مكونات تحليل غازات الدم الشرياني

يساعد تحليل غازات الدم الشرياني (Arterial Blood Gases Test) على تقييم حالة المريض من عدة جوانب حيث يشمل:

  • الضغط الجزئي لغاز الأكسجين في الدم "PaO2"
  • الضغط الجزئي لغاز ثنائي أكسيد الكربون في الدم "PaCO2"
  • قياس نسبة حموضة الدم أو ما يعرف بالتوازن الحمضي القاعدي (الأساسي) للدم والذي غالباً ما يعبر عنه بمستوى الأس الهيدروجيني "PH"
    • حيث تتراوح نسبة الحموضة بين ال 0 و 14، فالقيمة 0 هي الأكثر حمضية والقيمة 14 هي الأكثر أساسية.
  • إشباع الأكسجين في الدم "O2 Saturation" والذي يعبر عن كمية الأكسجين المحمول على كريات الدم الحمراء.
  • تركيز البيكربونات "HCO3" وهي عبارة عن إحدى المعادن أو الشوارد الموجودة في الدم والتي تساهم في الحفاظ على توازنه الحمضي القاعدي.

الأهمية

يستخدم تحليل غازات الدم الشرياني في تقييم عمل ووظيفة العديد من الأعضاء في الجسم إضافة لتشخيص العديد من الحالات المرضية وخاصةً:

١- الإصابة بإحدى الأمراض الرئوية:

فالرئة هي العضو المسؤول عن عملية التبادل الغازي في الجسم، حيث تزوّد الدم بغاز الأكسجين وتخلّصه من ثنائي أكسيد الكربون، بالتالي يساهم هذا التحليل في تشخيص العديد من الأمراض التي قد تؤثر على وظيفة الرئتين.

٢- مشاكل الكليتين:

تملك الكليتين دوراً هاماً في تنظيم حموضة الدم، بالتالي تساهم هذه التحاليل في تقييم عمل الكليتين، إضافةً لتشخيص العديد من الأمراض المتعلقة بهما.

٣- اضطراب التوازن الحمضي القاعدي في الجسم:

إنّ التوازن الحمضي القاعدي في الجسم يعتبر أمراً هاماً لأعضاء الجسم المختلفة كي تستطيع أداء وظائفها على أكمل وجه.

دواعي إجراء التحليل

هناك العديد من الأعراض السريرية التي تدفع الطبيب المشرف لإجراء تحليل غازات الدم، إضافةً لضرورة إجراء هذا التحليل لدى الأشخاص المصابين ببعض الأمراض ولا سيّما الأمراض الرئوية، حيث يساهم هذا التحليل هنا في تقييم حالة المريض.

ومن أهم الحالات التي تتطلب إجراء هذا التحليل:

  • إذا كان الشخص يعاني من أعراض اختلال التوازن الحمضي القاعدي، ومن هذه الأعراض:
    • تسرع التنفس
    • ضيق النفس
    • الصداع
    • الغثيان والإقياء
  • اضطرابات النظم القلبية "Arrhythmia"  هي من الأمراض القلبية التي تؤثر على معدل ضربات القلب مسببة خللاً في انتظامها
  • الارتباك والتخليط الذهني
  • التعب العام
  • التقلصات والتشنجات العضلية
  • ارتعاش اليدين
  • تنميل في اليدين والقدمين والوجه
  • الأشخاص المصابين بإحدى الأمراض الرئوية، ومن أهمها:
    • الربو"Asthma"
    • الداء الرئوي الانسدادي المزمن (COPD) وهو من أشهر الأمراض الرئوية يوصف على أنّه التهاب في القصبات الهوائية، ونقص في قدرة الرئتين على التنفس بشكل طبيعي.
    • التليف الكيسي "Cystic Fibrosis" إحدى الأمراض الوراثية التي تصيب الجسم، وبشكل خاص الرئتين والجهاز الهضمي.
  • الوهن العضلي الوبيل "Myasthenia Gravis" وهو أحد الأمراض التي تصيب الأعصاب والعضلات مسببةً خللاً في نقل الإشارات العصبية، ومن ثم الإصابة بالضعف العضلي والعجز عن الحركة في الحالات المتقدمة.

كذلك يطلب هذا التحليل لدى الأشخاص الذين تعرّضوا سابقاً لحالات قد تؤثر على وظيفة الرئتين لديهم، على سبيل المثال:

  • الأشخاص الذين تعرضوا بشكل سابق لتسمم بغاز أول أكسيد الكربون CO والذي يصنف على أنّه غاز ضار وله العديد من الآثار السلبية على الرئتين.
  • الأشخاص المعرضين لاستنشاق مستمر للأبخرة الضارة كالأبخرة الناجمة عن التدخين، والأبخرة الناجمة عن المواد الكيميائية.
  • الأشخاص الذين يعانون من أعراض تنفسية (كصعوبة أو تسرع التنفس) بعد تعرضهم لإصابة أو حادث ما وبشكل خاص إصابات الرأس والرقبة.

وإضافةً لما سبق، يساهم تحليل غازات الدم في تقييم المرضى الخاضعين لعلاج بالأكسجين في المشافي، أو الموضوعين على أجهزة التنفس الاصطناعي، حيث يساهم هذا التحليل في إعطاء فكرة عن حالتهم الصحية ومدى استجابتهم للعلاج.

التحضيرات السابقة للاختبار

بشكلٍ عام لا يتطلب هذا التحليل العديد من التحضيرات الخاصة السابقة لإجرائه، ولكن لا بدّ من مناقشة بعض الأمور مع الطبيب المشرف واتًباع نصائحه تجاها، مثل:

  • الأشخاص الذين يتلقون علاجاً بالأكسجين: 
    • قد يطلب الطبيب التوقف عن العلاج لمدة 20 دقيقة تقريباً قبل إجراء الاختبار. وذلك حتى لا تتأثر القيم المخبرية بالعلاج بالتالي نستطيع الحصول على القيمة الأدق للاختبار. ولكن لا بدّ من التنويه إلى أن الأمر السابق يعتمد على حالة المريض الصحية وبناءً على طلب الطبيب.
  • الأشخاص الذين يتناولون إحدى الأدوية المميعة للدم:
    • قد يطلب الطبيب التوقف عن الأدوية المميعة للدم لفترة معينة قبل إجراء التحليل، وذلك لنتجنب حدوث أي حالة نزف أثناء إجراء الاختبار.

آلية إجراء تحليل غازات الدم

يتم الحصول على عينة الدم اللازمة للفحص من إحدى شرايين الجسم التالية:

  • الشريان الكعبري "Radial Artery" في منطقة الرسغ (المعصم) في أغلب الحالات يتم الحصول على عينة الفحص من هذا الشريان.
  • الشريان الفخذي"Femoral Artery"  في منطقة الفخذ.
  • الشريان العضدي "Brachial Artery" في منطقة الذراع.

نتائج تحليل غازات الدم الشرياني

١- القيم الطبيعية

قد تختلف القيم الطبيعية لنتائج تحليل غازات الدم الشرياني من مختبر لآخر، ولكن بشكل عام فإن القيم الطبيعية لتحليل غازات الدم الشريانية هي:

  • درجة الحموضة أو الأس الهيدروجيني "PH" بين 7.35 و 7.45
  • الضغط الجزيئي لغاز الأكسجين "PaO2" يتراوح بين 80-100 ميلي ليتر زئبقي (mmHg)
  • الضغط الجزيئي لغاز ثنائي أكسيد الكربون "PaCO2" يتراوح بين 35-45 ميلي ليتر زئبقي (mmHg)
  • البيكربونات "HCO3" تتراوح القيم الطبيعية منها بين 22 و 26 ميلي مكافئ بالليتر.
  • إشباع الأكسجين: حوالي 95%
٢- القيم غير الطبيعية

حيث توجه قيم تحليل غازات الدم الشرياني غير الطبيعية إلى الإصابة بإحدى الأمراض، وبشكل خاص أمراض الكليتين والرئتين.

  • حيث أن نتائج "PH" غير الطبيعية تدل على وجود مشكلة في التوزان الحمضي القاعدي للجسم، والتي تعتبر حالة مهمة تتطلب المراقبة والعلاج.
  • قيم الأكسجين المنخفضة أو الأقل من 80 mmHg  تشير إلى أن الشخص لا يستطيع الحصول على كمية كافية من الأكسجين. وغالباً ما تترافق هذه الحالة مع الإصابة بإحدى الأمراض التالية:
    • التليف الرئوي "Pulmonary Fibrosis" والذي يوصف على أنّه تندب وتليف في أنسجة الرئتين، مما يؤثر سلباً على عملية التبادل الغازي.
    • الانتفاخ الرئوي "Emphysema" يحصل في هذا المرض تلف في جدر الحويصلات الرئوية وهي أحد أقسام الرئة المسؤولة عن وظيفة التبادل الغازي.
    • الداء الرئوي الانسدادي المزمن "COPD"
    • أمراض القلب

الاختبارات الإضافية

غالباً ما يتطلب تشخيص المريض، إجراء مجموعة من الفحوص المتممة لاختبار غازات الدم، مثل:

  • اختبار البول: وذلك لأخذ فكرة أوسع عن وظيفة الكليتين.
  • صورة الصدر بالأشعة السينيةChest X-ray : حيث أنّ هذه الصورة قد تساهم في تشخيص العديد من الأمراض الرئوية.
  • اختبار وظائف الرئة
  • بعض اختبارات الدم: مثل:
    • تعداد الدم الكاملComplete Blood Count (CBC)الذي يعطي تعداداً لعناصر الدم المختلفة
  • قياس كمية بعض الشوارد في الدم كالصوديوم "Sodium"  والبوتاسيوم "Potassium"