تحليل الأجسام المضادة لمستقبلات TSH

الكاتب - 6 فبراير 2024

الأجسام المضادة لمستقبلات هرمون الغدة الدرقية TSH وتسمى "Thyroid Receptor Antibodies" وهي أجسام مناعية تستهدف مستقبلات هرمون "TSH" وهو الهرمون المحفز للغدة الدرقية لتطلق هرموناتها في الجسم. ويتم إنتاج هذه الأجسام المضادة في النظام المناعي، وتؤثر على وظيفة الغدة الدرقية. في هذا المقال سنتعرف على دواعي اجراء هذا الاختبار بالإضافة إلى نتائجه.

أهمية الغدة الدرقية

الغدة الدرقية "Thyroid Gland" هي إحدى أهم الغدد في جسم الإنسان، حيث تتحكم هذه الغدة بالعديد من الوظائف عبر إفرازها مجموعة من الهرمونات التيروكسينT4 - والتيرونين ثلاثي اليود T3.

وتسهم الهرمونات الدرقية في تنظيم ما يلي:

  • عدد مرات التنفس
  • معدل ضربات القلب
  • معدل الاستقلاب الأساسي وتأثيره على وزن الجسم
  • عمليات تركيب البروتين في الجسم
  • مستويات الكولسترول
  • درجة حرارة الجسم

تتوضع الغدة الدرقية في منتصف العنق أمام الحنجرة، وتتكون من فصين أيمن وأيسر بشكل يشبه الفراشة.

مكان-تموضع-الغدة-الدرقية
مكان توضع الغدة الدرقية وشكلها الشبيه بالفراشة

تفرز الغدة النخامية "Pituitary Gland" هرموناً يسمى الهرمون المحفز للدرق"Thyroid Stimulating Hormone" وهو المسؤول عن تحريض إفراز الغدة الدرقية لهرموناتها.

يقاوم الجهاز المناعي للجسم الإنتانات مثل الجراثيم، والفيروسات والأجسام الغريبة الداخلة إليه، عبر إنتاجه كميات معينة من الأجسام المضادة في الدم، ولكن أحياناً قد يخطئ هذا الجهاز في تمييز خلايا الجسم الطبيعية، ويعاملها على أنّها خلايا غريبة. بالتالي ينتج مجموعة من الأجسام المضادة لها مسبباً خللاً في بنيتها الطبيعية وقدرتها على القيام بوظائفها الاعتيادية.

وتعتبر الأجسام المضادة لمستقبلات "TSH" أحد الأمثلة على ما سبق، حيث يهدف تحليل الأجسام المضادة لمستقبلات TSH إلى كشف هذه المركبات الموجودة في الدم، بالتالي الوصول إلى التشخيص الأقرب لحالة المريض.

أسباب اختبار الأجسام المضادة لمستقبلات TSH

يفيد تحليل الأجسام المضادة لمستقبلات TSH في تشخيص مجموعة من أمراض الدرق المناعية الذاتية، ومن أهم هذه الأمراض داء غريفز "Graves’ disease" الذي يعتبر من أشهر الأسباب المؤدية لفرط نشاط الدرق"Hyperthyroidism".

وبناءً على ما سبق، يطلب الطبيب المشرف تحليل الأجسام المضادة لمستقبلات TSH عندما يلاحظ وجود أعراض داء غريفز، والتي تشمل:

  • فقد الوزن غير المتوقع
  • القلق والتهيج
  • عدم تحمل الحرارة أو الشعور المستمر بالارتفاع في درجات الحرارة
  • التعرق المفرط
  • آلام العضلات
  • فقدان الشعر
  • تسرع وعدم انتظام ضربات القلب
  • التعب
  • الدراق "Goiter" أو التضخم في الغدة الدرقية
  • اضطراب النوم
  • ارتعاش اليدين
  • الإسهال
  • الجحوظ العيني "Bulging Eyes"  أو بروز العينين
  • الاعتلال الجلدي الدرقي"Thyroid Dermopathy" وهو مجموعة من الآفات الجلدية المرافقة لداء غريفز كالحكة والتعرق.

إضافة لما سبق، يفيد هذا التحليل في:

  • تحديد احتمالية الإصابة بالتسمم الدرقي"Thyrotoxicosis" لدى الجنين أو الطفل المولود لأم مصابة بداء غريفز، حيث يسهم هذا التحليل في أخذ فكرة عامة عن الحالة الدرقية لهذا الطفل.
  • تقييم المصابين بداء غريفز الذين يتلقون علاجاً بالأدوية المضادة للدرق.
  • تحديد أسباب التسمم الدرقي "Thyrotoxicosis" لدى مجموعة من الأشخاص وتشمل: الحوامل أو المرضعات، وجميع الأشخاص الذين يملكون حالة طبية معينة تمنعهم من إجراء تصوير الدرق بالنظائر المشعة.

النتائج

تختلف القيم الطبيعية لهذا التحليل من مختبر لآخر، كما تختلف بالاعتماد على مجموعة من المعايير: كالجنس، والعمر، والتاريخ المرضي وغيرها.

ولكن بشكلٍ عام فإن نتائج الاختبار السلبية تشير لعدم وجود هذه الأجسام المضادة في الدم، وهذا ما يعتبر أمراً طبيعياً في أغلب الحالات، حيث يدل على أن الغدة الدرقية تقوم بوظائفها بالشكل الطبيعي.

بينما تشير نتائج الاختبار الإيجابية إلى وجود كميات متفاوتة من الأجسام المضادة لمستقبلات TSH  في الدم، وهذا ما قد يوجه نحو الإصابة بداء غريفز وغالباً ما تتطلب هذه الحالة إجراءات إضافية يطلبها الطبيب للتأكد من تشخيصه.

الاختبارات الإضافية

قد يطلب الطبيب المشرف إجراء فحوص متممة لتحليل الأجسام المضادة لمستقبلات TSH في سبيل الوصول إلى التشخيص الأنسب والأدق لحالة مريضه، ومن الفحوص التي تُطلب لتحري وظيفة الغدة الدرقية:

  • الهرمون المحفز للدرق TSH
  • التيروكسينT4
  • التيرونين ثلاثي اليودT3
  • تصوير الغدة الدرقية بالأمواج الفوق صوتية (الإيكو) وذلك للكشف عن وجود أي تغيرات في بنية الغدة الدرقية.
  • تصوير الغدة الدرقية باليود المشع ويعتبر هذا التصوير من أهم الطرق المستخدمة في تقييم حالة الغدة الدرقية للشخص.