يطلق مصطلح الشوارد على مجموعة من المعادن المتنوعة الموجودة في الدم، وتملك هذه الشوارد أهمية كبيرة في الجسم، فهي تساعده على أداء وظائفه اليومية، ويعتبر المغنيزيوم "Magnesium" أحد المعادن (الشوارد) المهمة في الجسم، فهو يدخل في العديد من التفاعلات الحيوية في الجسم، كما له فوائد عديدة وخاصة في الحفاظ على صحة العظام والعضلات والأعصاب، وتنظيم ضغط الدم، ومساندة الجهاز المناعي في أداء مهامه.
يحوي جسم الإنسان البالغ حوالي 25 غرام من المغنيزيوم، ولابد من الإشارة إلى أن الكمية الأكبر من هذا المعدن توجد في العظام، حيث أن ما يقارب 50-60% من إجمالي الموجود في الجسم، يخزن في الهيكل العظمي، بينما تتوزع الكمية المتبقية منه في الأعضاء الأخرى كالعضلات، والنسج الضامة، وسوائل الجسم.
لأن سلامتك تهمنا
تحدث مع طبيبيعتبر الحفاظ على توازن الشوارد أمراً بالغ الأهمية، لأنه يساهم في الحفاظ على التوازن الكهربائي في الجسم، بالإضافة أيضا لمساعدة الأعصاب والعضلات على أداء وظائفها المتنوعة.
مصادر المغنيزيوم والمكملات الغذائية
يوجد المغنيزيوم بكميات متنوعة في العديد من الأطعمة، ومن أهمها:
- المكسرات: كاللوز، والفول السوداني، والكاجو
- بذور اليقطين
- زبدة الفول السوداني
- الحبوب كالفاصولياء
- فول الصويا وحليب الصويا
- السبانخ المطبوخة
- البطاطا
- الأرز البني
- دقيق الشوفان
- اللحوم كالسلمون، ولحم البقر، ولحم الدواجن
- الموز
- الزبيب
- الشوكولا الداكنة
- الحليب واللبن
بالإضافة إلى هذه المصادر الغذائية يمكن الحصول على المغنيزيوم على شكل مكملات غذائية سائلة (سيترات أو كلوريد المغنيزيوم) أو صلبة، وتستخدم في العديد من الحالات التي لا يستطيع فيها الشخص الحصول على المواد الغذائية من الطعام. كالأشخاص المصابين بإحدى أمراض سوء التغذية، إضافة لاستخدام هذه المركبات كملينات أو منشطات لحركة الأمعاء تفيد في علاج العديد من حالات الإمساك.
جرعة المغنيزيوم
تتنوع الحاجة اليومية للمغنيزيوم وتختلف من شخص لآخر تبعاً لعمر الشخص، والجنس ومجموعة من العوامل الأخرى أيضا، وبحسب مكتب المكملات الغذائية "The ODS" فإن الجرعة اليومية الموصى بها تكون على الشكل التالي:
العمر | الذكر | الأنثى |
1-3 سنوات | 80 مغ | 80 مغ |
4-8 سنوات | 130 مغ | 130 مغ |
9-13 سنة | 240 مغ | 240 مغ |
14-18 سنة | 410 مغ | 360 مغ |
19-30 سنة | 400 مغ | 310 مغ |
31-50 سنة | 420 مغ | 320 مغ |
أكبر من 50 سنة | 420 مغ | 320 مغ |
الفوائد
للمغنيزيوم العديد من الوظائف في الجسم، وأهمها:
١- يساهم في الحفاظ على صحة العظام:
يعتبر المغنيزيوم أحد العناصر الأساسية التي تدخل في تركيب العظام، فهو يحسن من بنية العظم بطريقة مباشرة، كما يساعد على تحسين هذه البنية بطريقة غير مباشرة عبر تنظيم مستويات الكالسيوم "Calcium" وفيتامين D في الجسم.
فتبعاً لإحدى الدراسات التي أجريت تبين أن الاستهلاك المتوازن من المغنيزيوم يساهم في تحسين كثافة العظام ومن ثم الوقاية من الإصابة بهشاشة العظام لدى النساء بعد انقطاع الطمث. (1)
٢- مفيد للأشخاص المصابين بالداء السكري:
هناك علاقة بين كمية المغنيزيوم في الدم وبين حساسية الأنسولين، حيث تبين الدراسات أن الحميات الغذائية مرتفعة المغنيزيوم تساهم في إنقاص خطر الإصابة بالداء السكري من النمط الثاني.
ففي دراسة أجريت عام 2017 تبين أن استهلاك المكملات الغذائية الحاوية على المغنيزيوم ساهم في تحسين المقاومة على الأنسولين ومن ثم تقليل نسب الإصابة بالداء السكري من النمط الثاني. (2)
٣- الحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية:
للمغنيزيوم تأثيرات عديدة على صحة القلب والأوعية الدموية، فهو يساهم:
- إنقاص خطر الإصابة بقصور القلب لأنه يعتبر أحد العناصر الأساسية التي تدخل في بنية العضلات، كما يساهم هذا المعدن في أداء العضلة القلبية لوظائفها المتنوعة.
- التقليل من خطر الإصابة بالجلطات فتبعاً لدراسة أجريت في عام 2019 تبين أن الأشخاص الذين يتناولون مركبات حاوية على المغنيزيوم لديهم نسبة خطر أقل للإصابة بالجلطات. (3)
- إنقاص مستوى ضغط الدم حيث أن استهلاك المغنيزيوم يساهم بشكل ضئيل في إنقاص مستويات ضغط الدم في الجسم.
٤- تحسين حالة صداع الشقيقة:
إن العلاج بالمركبات الحاوية على المغنيزيوم قد يساهم في الوقاية من نوبات الشقيقة لدى المرضى، حيث أن عوز أو نقص هذا المعدن له تأثيراً سلبياً على النواقل العصبية وقدرة الأوعية الدموية على الانقباض، وهذا ما يساهم في زيادة خطر الإصابة بالصداع النصفي أو الشقيقة لدى الأشخاص. (4)
تحدث مع طبيب الآن
٥- تخفيف آلام متلازمة ما قبل الطمث:
يساهم المغنيزيوم في التقليل من أعراض متلازمة ما قبل الحيض (الطمث) لدى النساء، ولا سيما الأعراض المتعلقة بتبدلات المزاج، وتوتر الثديين، والشعور بالانتفاخ. (5)
٦- تخفيف القلق:
إن الكميات المتوازنة من المغنيزيوم في الدم قد تساهم في التقليل من الاكتئاب والقلق في الحالات الخفيفة لدى بعض الأشخاص، ولكن لا يجب اعتباره علاج للحالات الشديدة. (6)
الآثار الجانبية والأضرار
من الضروري اتباع نصائح الطبيب فيما يتعلق بآلية استهلاك المكملات الغذائية الحاوية على المغنيزيوم، فهو يطرح خارج الجسم عن طريق الكليتين، بالتالي يجب على المرضى المصابين بقصور في الكلى أو القلب، أن يستشيروا الطبيب قبل البدء بتناول المكملات الغذائية الحاوية على المغنيزيوم.
على الرغم من الأهمية الكبيرة التي يقدمها المغنيزيوم، إلّا أن استهلاك كميات زائدة من هذا المركب قد ينعكس سلباً على صحة الجسم.
وهنا لا بد من الإشارة إلى أن تناول جرعة مفرطة من المغنيزيوم عن طريق الطعام يعتبر أمراً نادر الحدوث، بينما تشاهد هذه الحالة عند تناول المركبات أو المكملات الغذائية الغنية بهذا المعدن.
ومن الأعراض التي قد تنجم عن استهلاك كميات مفرطة من المغنيزيوم:
- الغثيان والإقياء
- الإسهال
- انزعاج المعدة
- الانخفاض الشديد في مستوى ضغط الدم
- الارتباك
- بطء نبض القلب
- الشلل التنفسي
- العوز أو النقص في معادن الجسم الأخرى
- السبات
- اضطرابات النظم القلبية
- توقف القلب
- الموت في حالات نادرة
القيم الطبيعية من المغنيزيوم في الدم
بشكل عام فإن قيم المغنيزيوم الطبيعية في الجسم تتراوح بين 1.7 و 2.2 mg/dL (ميليغرام / ديسيليتر)، ويمكن أن تختلف هذه النتائج باختلاف المختبر والعوامل المرتبطة بالشخص نفسه مثل العمر، والجنس، والحالة الصحية أو وجود أمراض مزمنة.
هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تؤثر على كمية المغنيزيوم في الجسم لتكون أقل من القيم الطبيعية، ومن أهمها:
- الحمية الغذائية الفقيرة بالمغنيزيوم
- الأشخاص المدمنون على الكحول
- الإصابة بأحد الأمراض الهضمية التي قد تؤثر سلباً على استخلاص وامتصاص المواد المغذية من الطعام على سبيل المثال الإصابة بداء كرون والتهاب القولون القرحي
- التهاب البنكرياس
- الداء السكري غير المضبوط
- الإسهال الشديد
- الاستهلاك المديد للمدرات البولية
- التهاب الكبيبات الكلوية المزمنة
- الحروق الشديدة
- ما قبل الارتعاج: وهو حالة من ارتفاع الضغط لدى الحامل، والذي يعتبر حالة طبية هامة تتطلب التشخيص الباكر والبدء بالعلاج بأسرع ما يمكن لإنقاذ حالة الأم والجنين.
- فرط الألدوستيرونية، وهي حالة تعبر عن فرط هرمون الألدوستيرون الذي تفرزه الغدة الكظرية
- فرط الكالسيوم في الدم
أما ارتفاع مستويات المغنيزيوم في الجسم غالباً ما يرافق الاستهلاك المفرط للمركبات الحاوية على المغنيزيوم، بالإضافة إلى مجموعة من الحالات الأخرى، التي تشمل على سبيل المثال:
- المرحل الأخيرة من الأمراض الكلوية
- فرط نشاط جارات الدرق
- قصور الغدة الدرقية
- رض الأنسجة
- التجفاف
- الحماض الكيتوني السكري والذي يعتبر من أهم وأخطر المضاعفات التي قد ترافق الإصابة بالداء السكري.
- داء أديسون والقصور في نشاط الغدة الكظرية
- الاستهلاك الطويل الأمد من دواء الأسبرين
مفاهيم خاطئة
على الرغم من الفوائد العديدة التي يملكها المغنيزيوم، إلا أن الدراسات المتعلقة بأهمية هذا المركب لا تزال غير كاملة وخاصة المتعلقة بأهميته في معالجة الأرق والقلق.
حيث يتم الترويج لهذا المعدن كثيراً على أنه يساهم في علاج القلق، ولكن يجب الإشارة إلى أن الدراسات وجدت أنه ساهم فقط في تحسين حالة القلق الخفيف لدى الأشخاص. لكن لا توجد أدلة كافية حول تأثيره على الأشخاص الذين يملكون حالة من القلق الشديد أو الاكتئاب.
بالإضافة إلى ذلك فإن الأبحاث لازالت جارية لدراسة تأثير المغنيزيوم في إزالة الأرق المستمر أو اضطرابات النوم الشديدة، حيث ما تم تأكيده هو التأثير الإيجابي للمغنيزيوم على الأشخاص الذين يعانون من حالات الأرق الخفيف فقط.
ولذلك في الختام يجب الأكيد على أهمية استشارة الطبيب قبل تناول إي مكملات غذائية أو زيادة استهلاك مجموعة معينة من الشوارد أو المعادن بهدف الاستفادة منها، فقد يكون لهذا تأثيرات سلبية على عمل أجهزة الجسم والحالة الصحية للفرد.
مصادر
- Magnesium in diet
https://medlineplus.gov/ency/article/002423.htm - Recommended Amounts
https://www.hsph.harvard.edu/nutritionsource/magnesium/ - Magnesium
https://ods.od.nih.gov/factsheets/Magnesium-HealthProfessional/ - Magnesium
https://www.mountsinai.org/health-library/supplement/magnesium - Magnesium Test
https://www.testing.com/tests/magnesium/ - Magnesium in Prevention and Therapy
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC4586582/ - Magnesium and type 2 diabetes
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC4549665/