يعدّ انقطاع التنفس أثناء النوم اضطراباً خطيراً يؤثّر سلباً في جودة النوم وصحة الجسم. ولا يدرك الكثيرون إصابتهم بهذا الاضطراب مما يؤخّر تشخيصه وعلاجه، لكن توجد دراسة جديدة تحدثت عن عقار يقلل حدة هذه الحالة.
ما هو انقطاع التنفس أثناء النوم؟
يعد انقطاع التنفس أثناء النوم أو التوقف عن التنفس أثناء النوم"Sleep Apnea" حالة مرضية تتصف بحدوث توقف متكرر لعملية التنفس خلال النوم. وتؤدي هذه الحالة إلى حرمان الجسم من الحصول على كميات كافية من غاز الأكسجين.
وتحدث هذه الحالة عند ارتخاء عضلات الحلق بما يسبب انسداداً جزئياً أو كلياً لمجرى الهواء ويؤدي إلى توقف التنفس بشكل متكرر.
وتسبب هذه الحالة مخاطر صحية ونفسية بينما يقتصر علاجها على أجهزة الضغط الإيجابي (CPAP) أو الجراحة في الحالات المزمنة.
علامات توقف التنفس أثناء النوم
توجد علامات متعددة تبين معاناة الشخص من انقطاع التنفس أثناء النوم مثل ما يلي:
- الشخير بصوت عالٍ: يصدر هذا الصوت بسبب انسداد مجرى التنفس جزئياً أثناء النوم
- التنفس بصوت مرتفع: تعرف هذه الحالة أيضاً باسم "التنفس اللهاث"
- انقطاع النفس بشكل واضح خلال النوم
- التعرق الليلي: قد يستيقظ الشخص وأنت تشعر بالعرق أو الرطوبة على الرغم من عدم وجود سبب واضح
- الاستيقاظ بشكل متكرر خلال الليل للتبول
- الشعور بالتعب الشديد خلال النهار: قد لا تشعر بالراحة بعد النوم
مخاطر توقف التنفس أثناء النوم
يحمل انقطاع التنفس أثناء النوم مجموعة من المخاطر القلبية الوعائية (1) كما يتعرض الأفراد المصابون بهذه الحالة لخطر متزايد للإصابة بما يلي: (2)
- ارتفاع ضغط الدم
- احتشاء العضلة القلبية
- الذبحة الصدرية
- السكتة الدماغية
- اضطرابات النظم القلبية مثل الرجفان الأذيني أو البطيني
- قصور القلب
دراسة تكشف عن عقار جديد للحالة
اكتشف باحثون من جامعة فلندرز في أستراليا بخاخاً للأنف يستخدم قبل النوم للمساعدة في علاج انقطاع التنفس أثناء النوم. وأظهرت الدراسة الطبية أن بخاخ الأنف الجديد يعد فعالاً في تقليل شدة الحالة لدى الأشخاص المصابين بها كما يعمل على خفض ضغط الدم لديهم.
وكانت الدراسة العشوائية التي شملت 10 أشخاص تهدف إلى تحديد آثار رذاذ الأنف الجديد لحاصرات قنوات البوتاسيوم على شدة توقف التنفس أثناء النوم.
وأوضحت الدكتورة أمل عثمان، الباحثة الرئيسية في الدراسة، أن هذه الحاصرات تعمل على سد قنوات البوتاسيوم في الجهاز العصبي المركزي. وأضافت أن هذا الإجراء يؤدي إلى زيادة نشاط العضلات التي تجعل مجرى الهواء العلوي مفتوحاً وتقلل من احتمالية انسداد الحلق أثناء النوم.
وكشفت الدراسة أن 70% من المشاركين استجابوا لرذاذ الأنف بشكل إيجابي ما أدى إلى:
- خفض تكرار نوبات اختناق النوم
- تحسين مستويات الأكسجين في الدم
- انخفاض ضغط الدم في صباح اليوم التالي
وعلقت الدكتورة أمل عثمان قائلة: «لقد لاحظنا انخفاضاً بنسبة 25-45% في علامات شدة انقطاع التنفس، بما في ذلك تحسين مستويات الأكسجين وانخفاض ضغط الدم في اليوم التالي».
وأضاف الباحث البروفيسور داني إيكرت أحد المشاركين في الدراسة: «لا توجد حالياً أدوية معتمدة لعلاج انقطاع التنفس أثناء النوم. لكن من خلال هذه النتائج والأبحاث المستقبلية، نقترب من تطوير أدوية جديدة وفعالة وآمنة وسهلة الاستخدام».
وتشير هذه النتائج إلى أن رذاذ الأنف قد يكون علاجاً واعداً لانقطاع التنفس أثناء النوم.
