المطثيات الوشيقية: طرق الانتقال والأعراض

الكاتب - أخر تحديث 9 أغسطس 2023

المطثيات الوشيقية هي عبارة عن جراثيم تنتج سموماً خطيرة تعطل وظائف الأعصاب، ويمكن أن تؤدي إلى شلل عضلي لا سيما في عضلات الجهاز التنفسي. وفي هذا المقال سنتعرف على طرق انتقال هذه الجراثيم وأعراض الإصابة بها.

ما هي المطثيات الوشيقية؟

تعتبر المطثيات الوشيقية "Clostridium botulinum" جراثيم عصوية لاهوائية إيجابية الغرام، وتعتبر من الأسباب الأكثر شيوعاً للشلل الرخو العكوس "Reversible flaccid paralysis".

تفرز هذه الجراثيم سماً خطيراً يدعى الذيفان الوشيقي، والذي يسبب بدوره الإصابة بالتسمم الوشيقي (التسمم السجقي). يؤدي ذلك إلى حدوث شلل يبدأ في الوجه وينتشر إلى الأطراف، وإذا وصل إلى العضلات التنفسية يمكن أن يؤدي إلى فشل في التنفس. في الماضي كان هذا المرض قاتلاً في كثير من الأحيان، ولكن مضادات السموم قد حسنت التوقعات بشكل كبير.

طرق الانتقال

تشكل المطثيات الوشيقية أبواغاً، وهي عبارة عن أجسام صغيرة شديدة المقاومة للجفاف والحرارة وقادرة على النمو لتصبح كائنات جديدة. عندما يكون مستوى الأوكسجين منخفضاً يمكن أن تنتشر الأبواغ، مما يؤدي إلى نمو الجراثيم وإنتاج الذيفان.

في الواقع لا ينتقل التسمم الوشيقي من شخص لآخر، بل يتطور إذا تناول الشخص الذيفان أو نادراً إذا استنشقه أو حقنه، أو إذا نمت الجراثيم في الأمعاء أو الجروح وأطلقت ذيفانها.

وبشكل عام فإن هذه الجراثيم تنتقل بإحدى الطرق التالية:

١- الأطعمة الملوثة

تناول الطعام الملوث بالذيفان الوشيقي أو الأبواغ، ويمكن أن يكون ذلك خطيراً لأن العديد من الأشخاص يمكن أن يصابوا بالتسمم عن طريق تناول الطعام الملوث نفسه. وتشمل الأطعمة الشائعة المرتبطة بالتسمم الوشيقي ما يلي:

  • الأطعمة المعلبة في المنزل والتي لا تحتوي على حمض كافٍ، مثل الهليون والفاصولياء الخضراء والذرة.
  • الأطعمة المحفوظة بشكل غير جيد مثل منتجات الأسماك واللحوم المخمرة أو المملحة أو المدخنة.
٢- الجروح

يمكن أن تنتقل جراثيم المطثيات الوشيقية عن طريق الجروح، حيث قد تدخل الجراثيم إلى الجرح المفتوح الملوث بالتربة أو الحصى أو في حال الكسور المفتوحة المعالجة بشكل غير صحيح. كما يمكن أن تنتقل من خلال تعاطي المخدرات الوريدية والاستخدام المشترك للابر.

٣- التسمم الوشيقي عند الرضع

التسمم الوشيقي عند الرضع يحدث عندما يتم تناول أبواغ المطثيات الوشيقية؛ وذلك عند معظم البالغين والأطفال الذين تزيد أعمارهم عن عام واحد تمنع دفاعات الجسم الطبيعية إنتاش هذه الأبواغ ونموها.

ولكن عند الرضع لا تكون هذه الدفاعات الطبيعية متطورة بعد، ولذلك تنمو هذه الأبواغ في أمعاء الرضيع، وتنتج الجراثيم التي تطلق الذيفان. ويعتبر كل من العسل وشراب الذرة من المصادر الغذائية للتسمم الوشيقي عند الرضع.

٤- التسمم الوشيقي المعوي

التسمم الوشيقي المعوي لدى البالغين والأطفال الأكبر سناً والذين يعانون من مشاكل في الأمعاء، على سبيل المثال التهاب القولون أو إجراءات المجازة المعوية أو الحالات الحالات الأخرى التي قد تخلق اضطراباً في النبيت الجرثومي المعوي.

والنبيت الجرثومي المعوني هو مجموعة الكائنات الحية الموجودة في الجهاز الهضمي الخاص بالإنسان بشكل طبيعي.

أعراض المطثيات الوشيقية

قد تتضمن علامات وأعراض المطثيات الوشيقية ما يلي:

  • صعوبة في البلع
  • ضعف العضلات
  • ازدواج الرؤية
  • تدلي الأجفان
  • تغيم الرؤية
  • يصبح الكلام متداخلاً
  • صعوبة في التنفس
  • صعوبة تحريك العينين

وفي حال التسمم الوشيقي الذي ينتقل عن طريق الطعام تبدأ الأعراض عموماً بعد 18 إلى 36 ساعة من تناول الطعام الملوث، وقد تشمل العلامات والأعراض المحتملة في هذه الحالة ما يلي:

  • الغثيان والإقياء
  • آلام في المعدة
  • الإسهال

أما بالنسبة إلى الرضيع، فقد تتضمن العلامات والأعراض ما يلي:

  • الإمساك
  • سوء التغذية
  • تدلي الأجفان
  • بطء استجابة الحدقتين للضوء
  • انخفاض مستوى التعابير على الوجه
  • بكاء ضعيف يبدو مختلفاً عن المعتاد
  • صعوبة في التنفس

وقد لا يعاني المصابون بالتسمم الوشيقي من كل هذه الأعراض في نفس الوقت. وتنجم جميع هذه الأعراض عن شلل العضلات الناجم عن الذيفان، وإذا لم يتم علاج الحالة فقد يتطور المرض وتتفاقم الأعراض لتسبب شللاً كاملاً لبعض العضلات. ولذلك في حال ظهور هذه الأعراض تجب استشارة الطبيب على الفور أو التوجه إلى غرفة الطوارئ.

المضاعفات

هنالك مجموعة من المضاعفات الخطرة التي قد تطرأ عند الإصابة بالمطثيات الوشيقية في حال إهمال العلاج. حيث يمكن أن يؤدي فشل الجهاز التنفسي الناجم عن التسمم الوشيقي إلى الوفاة.

وفي الواقع يمكن أن يتعافى الشخص الذي يعاني من الشلل نتيجة التسمم الوشيقي بمساعدة مضادات الذيفان، وهي أجسام مضادة يمكنها محاربة الذيفان، إلا أنها لا تستطيع علاج أي شلل قد حدث بالفعل.

تشخيص المطثيات الوشيقية

لتشخيص التسمم الوشيقي الناتج عن الإصابة بجراثيم المطثيات الوشيقية يجري الطبيب فحصاً بدنياً. ويسأل المريض عن الأعراض ويتحقق من وجود ضعف أو شلل في العضلات.

يمكن أن يشبه التسمم الوشيقي أعراض حالات أخرى كالسكتة الدماغية والتهاب السحايا ومتلازمة غيلان باريه، ولذلك قد يحتاج الطبيب إلى إجراء مزيد من الاختبارات للوصول إلى التشخيص.

ولتأكيد تشخيص التسمم الوشيقي يمكن إجراء اختبار يظهر وجود الذيفان في الدم أو البراز أو القيء، كما يمكن أيضاً اختبار عينات الطعام المشتبه بها بحثاً عن الذيفان.

كما تشمل الاختبارات الأخرى ما يلي:

  • تصوير الدماغ
  • فحص السائل الشوكي
  • اختبارات وظائف الأعصاب والعضلات مثل تخطيط كهربية العضل

وقد يستغرق ظهور النتائج عدة أيام، لذلك قد يبدأ الطبيب العلاج على الفور عند الاشتباه في التسمم الوشيقي.

السبل العلاجية

اعتماداً على سبب وشدة التسمم الوشيقي قد يلجأ الطبيب إلى خيارات علاجية متنوعة. 

عادةً يتم إعطاء دواءً يسمى مضاد الذيفان، وهو يمنع نشاط الذيفان الذي تنتجه جراثيم المطثيات الوشيقية في مجرى الدم، مما يمنع من حدوث المزيد من الضرر. إلا أن مضاد الذيفان لا يمكنه شفاء ما قد تضرر بالفعل؛ ومن المحتمل أن يبقى المريض في المستشفى لأسابيع أو شهور حتى يتعافى.

وإذا كان المريض يعاني من مشاكل تنفسية فقد يضعه الطبيب على جهاز التنفس الصناعي، والذي يساعده على التنفس؛ ويبقى المريض على هذا الجهاز حتى يزول أي شلل يؤثر على تنفسه.

أما عند الإصابة بالتسمم من جرح ما فقد تحتاج الحالة إلى عملية جراحية لإزالة الجزء الملوث من الجرح، وبعد العملية يمكن أخذ المضادات الحيوية لمنع عودة العدوى.

الوقاية

لا يمكن الوقاية من التسمم الوشيقي دوماً، فقد يكون الذيفان موجوداً في غبار المنزل حتى بعد التنظيف. ومن الجدير بالذكر أنه يجب على الآباء الانتباه على أية علامات تدل على المرض عند الطفل واتخاذ الإجراءات المبكرة.

ولتقليل خطر الإصابة بالتسمم الوشيقي الناجم عن الجروح يُنصح بطلب العناية الطبية العاجلة لأي جروح مصابة، ومن المهم أيضا تجنب تعاطي المخدرات نهائياً مشاركة أي نوع من الإبر مع الآخرين.

ولضمان سلامة الغذاء من المهم ممارسة سلوكيات النظافة الجيدة:

  • اتباع أية تعليمات موجودة بعناية عند تعليب الطعام في المنزل.
  • تجنب تذوق الأطعمة المعلبة لمعرفة ما إذا كانت لا تزال جيدة، والتخلص من أية علب منتفخة أو تالفة أو هناك تسرب فيها.
  • حفظ البطاطا المخبوزة ساخنةً بورق الألمنيوم حتى يتم تناولها.
  • عدم إعطاء العسل أو شراب الذرة للأطفال دون سن 12 شهراً.
  • التأكد من طهي جميع الأطعمة جيداً.
  • الاحتفاظ بالزيوت التي تتضمن الثوم أو الأعشاب في الثلاجة.
  • غلي الأطعمة المصنعة في المنزل لمدة 10 دقائق على الأقل قبل تناولها، وذلك حتى لو لم تظهر أية علامات على تلف الطعام. حيث يمكن أن يؤدي الغلي إلى تدمير كل من الشكل الإنباتي (غير البوغي) للجراثيم والذيفان الذي تنتجه.
    • يمكن للغلي لمدة 10 دقائق أن يدمر الذيفان، إلا أن تدمير الأبواغ يتطلب التسخين إلى 120 درجة مئوية على الأقل تحت الضغط. ولمدة 30 دقيقة على الأقل في الموصدة وهي آلة تستخدم لتنفيذ العمليات التي تتطلب درجة حرارة وضغطاً مرتفعين أو قدر الضغط.