الفرق بين داء كرون والتهاب القولون التقرحي والعلاجات المختلفة

الكاتب - أخر تحديث 21 أغسطس 2023

عند التحدث عن الأمراض الهضمية يبرز مرضين يعتبران من أكثر الأمراض شيوعاً وهما داء كرون والتهاب القولون التقرحي. وعلى الرغم من أنهما يصنفان في إطار الأمراض الالتهابية العصبية، إلا أنهما يختلفان في العديد من الجوانب المهمة. ويتطلب فهم الفرق الأساسي بين داء كرون والتهاب القولون التقرحي تحديد الأعراض والتشخيص وخيارات العلاج المختلفة المتاحة.

ما هو داء كرون والتهاب القولون التقرحي؟

تعريف داء كرون

يصيب داء كرون "Crohn’s disease" الجهاز الهضمي ويسبب التهاباً وتهيجاً فيه، وهو مرض مزمن يبدأ غالباً بشكل تدريجي وقد يتفاقم مع الوقت، ويتميز بفترات من الهجوع تختفي فيها الأعراض والتي قد تستمر لأسابيع أو سنوات في بعض الأحيان.

قد يصيب داء كرون أي جزء من الجهاز الهضمي بدءاً من الفم وحتى فتحة الشرج، ولكن بشكل عام فإنه أكثر ما يصيب الأمعاء الدقيقة وبداية الأمعاء الغليظة.

وفي الواقع لا يوجد سبب معروف لداء كرون؛ ولكن هناك بعض العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة به، على سبيل المثال:

  • أمراض المناعة الذاتية
  • إصابة أحد أفراد العائلة
  • التدخين
  • تناول أدوية معينة كالمضادات الحيوية وحبوب منع الحمل
  • تناول نظامٍ غذائي عالي الدهون
  • كما أنه يصيب كل الفئات العمرية ولكن الأكثر عرضة هم عادةً الأفراد ما بين سن 20 و29

تعريف التهاب القولون التقرحي

يعتبر التهاب القولون التقرحي "Ulcerative colitis" مرضاً مزمناً أيضا، وهو يسبب تورماً مؤلماً واحمراراً في الأمعاء الغليظة، فتظهر أعراض مختلفة نتيجة ذلك مثل الإسهال والألم البطني.

من الممكن أن يبدأ التهاب القولون التقرحي تدريجياً ويصبح أسوأ بمرور الوقت، إلا أنه قد يبدأ أيضا بشكل مفاجئ في بعض الأحيان، ويمكن أن تتراوح أعراضه من الخفيفة إلى الشديدة.

والجدير بالذكر أن المريض يعاني من نوبات تظهر فيها الأعراض وفترات هجوع واختفاء الأعراض. ويمكن لفترات الهجوع هذه أن تستمر لأسابيع أو سنوات.

يحدث التهاب القولون التقرحي نتيجة تضافر عدة عوامل يبدو أنها تساهم في الإصابة بالمرض، بما في ذلك الاستجابة المناعية غير الطبيعية والوراثة والميكروبيوم (الكائنات الدقيقة المتعايشة مع الإنسان) والعوامل البيئية أيضا.

وفي حين أن داء كرون قد يصيب أي مكان على طول الجهاز الهضمي، فإن التهاب القولون التقرحي يصيب القولون والمستقيم فقط.

الفرق في الأعراض بين داء كرون والتهاب القولون التقرحي

يشترك كل من داء كرون والتهاب القولون التقرحي بأعراض مختلفة تشمل ما يلي:

  • الإسهال المستمر
  • ألم البطن
  • البراز المدمى، أي خروج دم مع البراز
  • فقدان الوزن
  • فقدان الشهية
  • الإعياء
  • الحمى
  • الرغبة المستمرة في التبرز

ولكن هنالك فروق في الأعراض المميزة بين داء كرون والتهاب القولون التقرحي وهي كالتالي:

١- أعراض داء كرون

  • الشعور بالامتلاء
  • ظهور علامات جلدية غير طبيعية (تظهر على الأرداف عادةً)
  • شقوق الشرج والنواسير الشرجية
  • تقرحات الفم
  • التهابات وتضيق في الأمعاء
  • يكون الألم في جميع أنحاء البطن

٢- أعراض التهاب القولون التقرحي

  • فقر الدم
  • التجفاف
  • ألم المفاصل
  • فشل النمو عند الأطفال
  • خروج دم مع البراز بشكل أكبر مما هو عليه داء كرون
  • يكون الألم عادةً متوضعاً في المنطقة اليسرى من البطن

التشخيص

يشترك داء كرون والتهاب القولون التقرحي بآلية التشخيص التي يتبعها الطبيب لتحديد آلية المرض وسبب الأعراض التي يعاني منها المريض. حيث يأخذ الطبيب التاريخ الطبي الكامل للمريض، ومن ثم يطلب إجراء بعض الاختبارات لتأكيد التشخيص والتي قد تتضمن ما يلي:

  • أخذ عينات من البراز وفحصها
  • اختبارات الدم للتحقق من وجود فقر الدم أو العدوى
  • التصوير بالأشعة السينية "x-ray" عند الاشتباه في حدوث مضاعفات خطيرة
  • التصوير المقطعي المحوسب "CT scan" أو التصوير بالرنين المغناطيسي "MRI"، لاكتشاف النواسير في الأمعاء الدقيقة أو منطقة الشرج.

وقد يتطلب التشخيص الدقيق في بعض الأحيان اللجوء إلى التنظير، والذي يتم بإدخال مسبار مرن متصل بكاميرا عبر فتحة الشرج، ويساعد ذلك في الكشف عن أي ضرر معوي، كما يسمح للطبيب بأخذ عينة صغيرة من الأنسجة لفحصها.

وتتضمن بعض أنواع الإجراءات التنظيرية التي قد يستخدمها الأطباء ما يلي:

  • تنظير القولون "Colonoscopy" لفحص القولون بأكمله.
  • التنظير السيني المرن "Flexible sigmoidoscopy" وهو يساعد على فحص القسم الأخير من القولون.
  • التنظير الهضمي العلوي "Upper endoscopy" وهو يسمح بفحص المريء والمعدة والجزء الأول من الأمعاء الدقيقة.

العلاج

لا يوجد علاج شافٍ حالياً لداء كرون والتهاب القولون التقرحي، ولكن تهدف العلاجات التي يحددها الطبيب إلى تخفيف الأعراض ومنع المضاعفات ويمكن لبعضها أن يكون مشتركاً بين المريضين. ولكن يجب تحديد الآلية الأكثر فعالية في العلاج بعد استشارة الطبيب واجراء الفحوص التشخيصية.

١- العلاج الدوائي

قد يصف الأطباء بعض الأدوية التي قد تشمل ما يلي:

  • الأدوية المضادة للالتهاب: عادةً ما تشكل أدوية "5-ASA" خط الدفاع الأول في علاج الأعراض، فهي تقلل الالتهاب في القناة الهضمية وقد تساعد على تحقيق الهدأة من الأعراض والحفاظ عليها.
  • الستيروئيدات القشرية "Corticosteroids": والتي يجب استخدامها على المدى القصير فقط لعلاج النوبات.
  • مثبطات المناعة "Immune suppressors": وهي تعمل عن طريق منع جهاز المناعة من مهاجمة خلايا الأمعاء، مما يؤدي إلى تقليل الالتهاب، إلا أنها قد تستغرق حوالي 3 أشهر حتى تظهر فعاليتها، كما قد تسبب عدداً من الآثار الجانبية مثل زيادة خطر الإصابة بالعدوى.
  • العلاجات البيولوجية "Biologic therapies": وهي أجسام مضادة تستهدف مواد معينة تسبب التهابات في الجسم.

كما تشمل بعض الأدوية الأخرى التي يمكن أن تقلل من أعراض الداء المعوي الالتهابي ما يلي:

  • المضادات الحيوية
  • الأدوية المضادة للإسهال
  • الملينات
  • مكملات الفيتامينات والمعادن، في حال نقص التغذية

٢- العلاج الجراحي

في بعض الحالات قد تكون الجراحة ضرورية لعلاج المرض أو مضاعفاته؛ على سبيل المقال قد يوصي الطبيب بإجراء عملية جراحية لتوسيع الأمعاء المتضيقة أو إزالة النواسير.

كما قد يحتاج الأشخاص المصابون بالتهاب القولون التقرحي إلى الخضوع لعملية جراحية لإزالة القولون والمستقيم. بينما قد يحتاج المصابون بداء كرون إلى جراحة لإزالة أجزاء معينة من الأمعاء.