الفتق السري: الأعراض والعلاج

الكاتب - أخر تحديث 15 فبراير 2024

هل لاحظت وجود انتفاخ في بطن طفلك؟ قد يكون ذلك علامة على الفتق السري، وهو عيب خلقي شائع يصيب الأطفال حديثي الولادة. في هذا المقال، سنتعرف أكثر على حالة فتق السرة عند الأطفال ونقدم لك معلومات شاملة بما في ذلك الأعراض والأسباب وطرق العلاج.

ما هو الفتق السري؟

يعرف الفتق "Hernia" بأنه اندفاع لأعضاء في الجزء الداخلي من الجسم نحو الخارج بسبب ضعف في العضلات أو جدار الأنسجة المحيطة.

عادةً ما تكون العضلات قوية ومشدودة بما يكفي للحفاظ على الأعضاء في مكانها، ولكن يمكن أن يحدث الفتق إذا كانت هناك نقاط ضعف في مكان معين.

أما بالنسبة لفتق السرة أو الفتق السري "Umbilical Hernia" فيحدث عندما يبرز جزء من الأمعاء عبر جدار البطن في منطقة السرة؛ ويظهر على شكل نتوء تحت السرة، وهو غير مؤلم ولا يسبب أي مشاكل غالباً.

يمكن أن يحدث الفتق السري أيضا عند البالغين، ومن المحتمل أن يزداد سوءاً بمرور الوقت إذا لم يتم علاجه.

أعراض الفتق السري

الفتق السري هو حالة شائعة تحدث عندما يظهر جزء من الأمعاء أو الأنسجة الدهنية من خلال فتحة في عضلات البطن في منطقة السرة.

تختلف أعراض الفتق السري باختلاف طبيعة الحالات. وإذا انقبض جدار البطن من حوله فقد يؤدي ذلك إلى قطع التروية الدموية عن محتويات الفتق مما يسبب الألم، والذي يمكن أن يتراوح من الخفيف إلى الشديد.

  • بروز في المنطقة البطنية: قد يظهر بروز أو انتفاخ في منطقة السرة عند الطفل. وقد يكون هذا البروز واضحاً عندما يبكي أو أو يتغوط أو يسعل. وقد ينكمش أو يختفي عند الاستلقاء أو الاسترخاء.
  • البكاء أو التهيج: قد يصاحب فتق السرة تهيجاً أو بكاءاً خاصةً عندما يكون الطفل في وضع معين أو عندما يقوم بالنشاط البدني.
  • صوت عند البكاء: في بعض الحالات، يمكن سماع صوت صغير عندما يبكي الطفل، وذلك بسبب دخول وخروج الأمعاء من الفتق.
  • صعوبة في التغذية: في بعض الحالات، قد يواجه الطفل صعوبة في التغذية، خاصةً إذا كان الفتق يسبب آلاماً أثناء الرضاعة.

في حالة اشتباه بوجود فتق في السرة عند الطفل، يُفضل استشارة الطبيب لتقييم الحالة وتوجيه العلاج المناسب وخاصة في حال تغير الاعراض:

  • الألم والبكاء
  • الإقياء
  • انتفاخ وتغير لون النتوء
  • عند عدم ارتداد الفتق إلى مكانه عند الاستلقاء أو بالضغط الخفيف

أسباب حدوث الفتق السري

خلال فترة الحمل يمر الحبل السري للجنين من خلال فتحة صغيرة في عضلات بطن الجنين؛ وتنغلق هذه الفتحة بعد الولادة بفترة وجيزة. ولكن في بعض الحالات لا تلتقي هذه العضلات تماماً وتبقى الفتحة موجودة. وهذا يترك بدوره منطقة ضعيفة في جدار البطن، وتخرج الأنسجة الدهنية أو جزء من الأمعاء وتبرز إلى منطقة قريبةٍ من السرة مشكلةً ما يسمى بالفتق السري.

تحدث حالات فتق السرة عند الأطفال عندما يكون هناك ضعف أو فتح في الجدار العضلي في منطقة السرة، مما يسمح لأجزاء من الأمعاء أو الأنسجة الدهنية بالبروز من خلال هذا الفتح. هناك عدة أسباب قد تؤدي إلى حدوث فتق السرة عند الأطفال، منها:

  • الضغط الزائد على البطن: قد يكون الضغط الزائد على منطقة البطن سببًا لظهور فتق السرة. ويمكن أن يكون ذلك نتيجة للضغط الزائد خلال الولادة أو بسبب البكاء المكثف لدى الرضّع.
  • عوامل وراثية: يمكن أن يكون للعوامل الوراثية دور في تفاقم فرص حدوث فتق السرة، حيث قد يكون هناك تاريخ عائلي لظهور هذه الحالة.
  • التمدد الشديد للرحم: في بعض الحالات، يمكن أن يسبب التمدد الشديد للرحم أثناء الحمل والولادة فتحاً في عضلات منطقة السرة.
  • زيادة الضغط الداخلي: قد تحدث فتق السرة نتيجة لزيادة الضغط الداخلي في البطن. مثل الضغط الناتج عن السعال المستمر أو التسارع الكبير أثناء التبول.
  • التشوهات الخلقية: في بعض الحالات النادرة، يمكن أن يكون هناك تشوهات خلقية تؤدي إلى فتح في الجدار العضلي، مما يزيد من فرص حدوث فتق السرة.

التشخيص

عند تشخيص الفتق السري يبدأ الطبيب بإجراء الفحص البدني، حيث ينظر ويشعر بوجود انتفاخ أو تورم في منطقة السرة. أثناء الفحص يرى الطبيب فيما إذا كان الفتق قابلاً للرد، أي إذا كان من الممكن دفعه مرة أخرى إلى داخل البطن.

يرى الطبيب أيضا ما إذا كان الفتق السري قد أصبح مختنقاً. وهي حالة خطيرة تصبح فيها الأمعاء البارزة محاصرة وتنقطع عنها التروية الدموية. وتؤدي إلى تموت الأمعاء بسرعة إذا لم يتم التدخل والإصلاح الجراحي.

وتشمل أعراض الفتق السري المختنق ما يلي:

  • آلام في البطن
  • إمساك
  • حمى
  • امتلاء وتدور البطن
  • انتفاخ أحمر أو أرجواني أو داكن أو متغير اللون
  • إقياء

كما قد يطلب الطبيب إجراء اختبارات الدم للبحث عن علامات العدوى الناتجة عن اختناق الأمعاء. وأيضا يمكن أن يطلب:

  • إجراء تصوير بالأشعة السينية مع ابتلاع الباريوم "barium X-ray"
  • التصوير بالموجات فوق الصوتية "ultrasound"
  • التصوير بالرنين المغناطيسي MRI أو التصوير المقطعي المحوسب CT لفحص الأمعاء عن كثب خاصةً إذا لم يعد الفتق قابلاً للرد.

العلاج

تزول معظم حالات فتق السرة عند الأطفال في غضون عامين، ولا يكون العلاج ضرورياً؛ ولكن قد يوصي الطبيب بإجراء عملية جراحية في الحالات التالية:

  • بلغ عرض الفتق أكثر من 1.5 سم عند الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن عامين.
  • وجود الأمعاء داخل كيس الفتق، مما يمنع أو يقلل من حركة الأمعاء.
  • الألم الشديد
  • تلون الجلد في موقع الفتق
  • تمزق الفتق، وهي حالة نادرة تستدعي الجراحة الفورية.

في حال إهمال الفتق السري فيمكن أن تتطور مضاعفات خطرة تهدد حياة الطفل مثل تموت الأمعاء في حال اختناق الفتق، كما أن انقطاع الإمداد الدموي قد يؤدي إلى الإصابة بالغرغرينا وإلى التهابات تهدد الحياة.

العلاج الجراحي

إن جراحة الفتق السري عملية صغيرة تستغرق عادةً حوالي 20-30 دقيقة. حيث يتم اجراء شق في قاعدة السرة ودفع الأنسجة البارزة إلى البطن؛ ويمكن أن يجري الجراح العملية بالجراحة المفتوحة أو التنظيرية.

في كثير من الحالات يقوم الجراح بخياطة عضلات جدار البطن معاً لإغلاق الفتحة؛ وفي بعض الحالات قد يستخدم شبكات خاصة لتقوية المنطقة ومنع النكس.

قد تكون هذه الشبكات اصطناعية أو من أنسجة حيوانية؛ وتكون الحيوانية قابلة للامتصاص في الجسم، في حين أن الشبكات الاصطناعية تكون دائمة.

إن المضاعفات الناتجة عن إصلاح الفتق السري غير شائعة، ولكن يمكن أن تشمل:

  • عدوى الجرح: وعندها قد يبدو بلون أحمر، مصحوباً بإفرازات صفراء ويكون مؤلماً أو منتفخاً.
  • النزف
  • تمزق الجرح
  • عودة الفتق