الغلوتين المناعي في الدم ودوره في اختبار الداء الزلاقي

الكاتب - 7 فبراير 2024

 يعتبر الداء الزلاقي حالة مزمنة يُصاب فيها الفرد بتأثيرات سلبية نتيجة استهلاك الغلوتين، وهو نوع من البروتين يوجد في بعض الحبوب مثل القمح والشعير. ويسهم تحليل الغلوتين المناعي في الدم في اختبار الداء الزلاقي على تحديد مدى استجابة الجهاز المناعي لهذا البروتين، ويتمثل دور هذا التحليل في تحديد وجود أو عدم وجود تفاعل مناعي تجاه الغلوتين، مما يشير إلى إمكانية وجود الداء الزلاقي.

تشخيص الداء الزلاقي

الداء الزلاقي "Celiac disease" هو أحد أشهر أمراض سوء الامتصاص في الجسم. يتصف هذا الداء بكونه اضطراب مناعي ذاتي "Autoimmune disease"،حيث يخطئ فيه الجهاز المناعي في تمييز خلايا الجسم الطبيعية ويعاملها على أنّها خلايا غريبة.

يبدي الجهاز المناعي في هذا الداء رد فعل شاذ تجاه بروتين الغلوتين "Gluten" الموجود في القمح والشعير وغيرها من الحبوب، بالتالي يؤدي إلى تخريب خلايا الغشاء المخاطي للأمعاء الدقيقة ونقص قدرتها على امتصاص العناصر الغذائية الموجودة في الطعام.

يعتمد تشخيص هذا المرض على الفحص السريري للمريض وأيضا إجراء اختبار الداء الزلاقي من خلال:

١- الخزعة النسيجية:

يتم الحصول على الخزعة النسيجية "Biopsy" من الأمعاء الدقيقة، ليتم فحصها بعد ذلك تحت المجهر ويتم تقييم الحالة النسيجية لها، حيث تعطي الخزعة معلومات مؤكدة عن وضع الخلايا المعوية ومدى تضررها في حال الإصابة بالداء الزلاقي.

٢- تحاليل الدم:

تعتبر فحوص الدم الخطوة الأولى في تشخيص الإصابة بالداء الزلاقي، وبشكل عام تعتمد هذه التحاليل على كشف مجموعة من المواد البروتينية التي توجد في الدم والتي تدعى بالأجسام المضادة "Antibodies" أو الأضداد وهي عبارة عن بروتينات ينتجها الجهاز المناعي للشخص للتغلب على الأجسام الغريبة الداخلة للجسم كالفيروسات والجراثيم.

ولكن في حالة الإصابة بالداء الزلاقي قد يخطأ الجهاز المناعي في تمييز خلايا الأمعاء الدقيقة فيقوم بإنتاج مجموعة من الأجسام المضادة لهذه الخلايا مسبباً تلفاً فيها، والإصابة بعد ذلك بالأعراض المتنوعة للداء الزلاقي.

الأجسام المضادة في تحليل الدم

يتضمن اختبار الداء الزلاقي مجموعة من الأجسام المضادة تشمل:

  • الأجسام المضادة لترانس غلوتاميناز النسيجي من النمط (tTG-IgA)
  • الأجسام المضادة لترانس غلوتاميناز النسيجي من النمط (tTG-IgG)
  • الأجسام المضادة -Anti-endomysial antibody immunoglobulin A - (EMA-IgA)
  • Total IgA: يتضمن هذا الفحص قياساً لكامل كمية الغلوبولين المناعي "IgA" في الدم.
  • الأجسام المضادة للغليادين "Anti-Deamidated Gliadin Peptide" والغليادين "Gliadin" هو جزء من بروتين الغلوتين المسؤول عن أعراض الإصابة بالداء الزلاقي.

أسباب تحليل الغلوتين المناعي في الدم

يساعد تحليل الغلوتين المناعي في الدم، وتحاليل الأجسام المضادة السابقة في تشخيص الإصابة بالداء الزلاقي، إضافة لأهميته في مراقبة العلاج لدى الأشخاص المصابين بهذا الداء حيث تفيد القيم المخبرية للأجسام المضادة في تقييم الحالة الصحية للمريض.

تتنوع الأعراض المرافقة للداء الزلاقي من شخص لآخر، ولكن بشكل عام فإن معظم المصابين بهذا الداء يعانون من مجموعة أعراض هضمية عند تناول إحدى المواد الحاوية على الغلوتين. 

وبناءً على ما سبق، قد يطلب الطبيب إجراء اختبار الداء الزلاقي، عندما يلاحظ وجود مجموعة من الأعراض الموجهة له، ومنها:

  • احساس الانتفاخ أو تراكم الغازات
  • الإسهال المزمن
  • الإمساك
  • الغثيان والإقياء
  • الألم البطني
  • براز رخو دهني كريه الرائحة
  • عدم تحمل اللاكتوز: بسبب التخرب الحاصل في الخلايا المعوية
أعراض إضافية

بالإضافة لما سبق من الأعراض الهضمية، فإن الإصابة بالداء الزلاقي قد تترافق مع مجموعة من الأعراض أو الحالات المرضية التي تساعد في عملية التشخيص وتشمل:

  • التعب العام
  • فقدان الوزن غير المخطط له
  • التقرحات الفموية
  • القلق والاكتئاب
  • آلام المفاصل
  • هشاشية وتلين العظام
  • التهاب الجلد حلئي الشكل"Dermatitis Herpetiformis" وهوعبارة عن طفح جلدي حاك بشدّة.
  • مجموعة من الأعراض العصبية حيث تترافق الإصابة بالداء الزلاقي مع مجموعة من الأعراض العصبية، مثل:
    • التنميل في اليدين والقدمين
    • مشاكل التوازن
    • المشاكل الإدراكية
    • مشاكل الكلام في بعض الحالات
    • الصداع وزيادة آلام الشقيقة "Migraine Headache"
    • اعتلال الأعصاب المحيطية "Peripheral Neuropathy"
  • الإصابة بمجموعة من الأمراض، مثل:
    • فقر الدم "Anemia"  وفقر الدم بعوز الحديد، فقر الدم بنقص فيتامين B9 و B12
    • الداء السكري من النمط الأول
    • أمراض الدرق المناعية الذاتية"Autoimmune Thyroid Diseases"

من الأشخاص الذين يجب عليهم إجراء اختبار الداء الزلاقي؟

ينصح بإجراء اختبار الداء الزلاقي على الفئات التالية:

  • جميع الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 3 سنوات الذين يعانون من أعراض الداء الزلاقي
  • البالغين الذين يعانون من أعراض مرض الاضطرابات الهضمية.
  • الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات المناعة الذاتية المصاحبة، مثل:
    • داء السكري من النوع الأول.
    • أمراض الغدة الدرقية المناعية.
    • أمراض الكبد المناعية.
    • متلازمة داون.
    • متلازمة تيرنر.
    • متلازمة ويليامز.
    • نقص المناعة الغلوبولينية أ (IgA) الانتقائي.
  • أقارب الدرجة الأولى للأشخاص المصابين بالداء الزلاقي (الآباء والأشقاء والأطفال).

النتائج

إن قيم اختبار الداء الزلاقي السلبية تعني خلو الدم من الأجسام المضادة وعدم وجود الغلوتين المناعي في الدم، مما يشير غالباً إلى نفي الإصابة بالداء الزلاقي، كما يمكن أن يطلب الطبيب المشرف في هذه الحالة إجراء الفحص النسيجي لخزعة الأمعاء الدقيقة للتأكد من تشخيصه.

بينما تشير نتائج اختبار الداء الزلاقي الإيجابية إلى احتواء الدم على كميات متنوعة من الأجسام المضادة التي تم فحصها، وهذا ما يعني الإصابة بالداء الزلاقي في أغلب الحالات، حيث أن حوالي 95% من الأشخاص المصابين بهذا الداء يملكون قيماً مرتفعة من الأجسام المضادة في دمهم.

سلبيات اختبار الغلوتين في الدم الداء الزلاقي

إن تحليل الأجسام المضادة في الدم قد يبدي نتيجة سلبية بشكلٍ كاذب في حال كان الشخص يتبع حمية خالية من الغلوتين"Free Gluten Diet".

حيث أن غياب بروتين الغلوتين من النظام الغذائي للفرد سيعطي نتائج سلبية للتحليل، حتى لدى الأشخاص المصابين بالداء الزلاقي.

الاختبارات الإضافية

غالباً ما تطلب مجموعة من فحوص الدم الإضافية لدى المصابين بالداء الزلاقي لتقييم حالة الفرد بشكلٍ أوسع وذلك بالإضافة لاختبار الداء الزلاقي، ومن هذه الفحوص:

  • تعداد الدم الكامل(CBC) : حيث يعطي هذا التحليل فكرة واسعة عن عناصر الدم المختلفة نذكر بعضها: 
    • الكريات الحمراء (RBCs)
    • الكريان البيضاء (WBCs)
    • الصفيحات"Platelets"
    • الهيموغلوبين (Hgb)
  • تحليل الكولسترول "Cholesterol Tests" ويشمل الشحوم الثلاثية (TG)  وكلٍّ من الكولسترول الضار"LDL"  والمفيد"HDL"  في الدم.
  • تحاليل الغدة الدرقية"Thyroid Tests"
  • تحليل العناصر الغذائية في الدم: كالفيتامينات (Vitamin B12 – B9 – A – D)، والحديد ، والزنك، والفيريتين.