الحليب النباتي أو الحليب الحيواني: أيهما أفضل من حيث القيمة الغذائية؟

الكاتب - أخر تحديث 15 أكتوبر 2023

أصبح الحديث عن الحليب النباتي ومدى جدواه وفوائده موضوعاً شائعاً في عالم الغذاء والتغذية، وخاصةً أن هنالك العديد من الخيارات فهنالك حليب من الشوفان وأنواع مختلفة من المكسرات وغيرها؛ وتتمتع العديد منها بمذاقٍ جيد، ولكنها قد تختلف فيما بينها من ناحية القيمة الغذائية وأيضا تختلف عند مقارنتها بالحليب الحيواني فكيف يمكن اختيار الأفضل لنا؟

ما هو الحليب؟

الحليب في الأساس هو سائلٌ تنتجه الغدد الثديية عند إناث الثدييات، بما في ذلك البشر، حيث يعتمد الرضيع على حليب الأم ويتحمله بشكلٍ جيد بينما ينمو الجهاز الهضمي وينضج؛ كما يمكن إدخال حليب البقر وغيره في سن متأخرةٍ إذا تحمله الطفل جيداً.

ويعد معظم الحليب المستهلك في الدول الغربية يأتي من الأبقار، بينما تعتبر الأغنام والماعز مصادر أكثر انتشاراً في جنوب أوروبا ومنطقة البحر المتوسط. ويمكن تناوله إما كسائلٍ طازجٍ أو معالجته وتناوله في منتجات الألبان مثل الزبدة والجبن.

يتكون الحليب من مزيج متوازن من البروتينات والدهون والكربوهيدرات والفيتامينات والمعادن، مما يجعله إضافة ممتازة للنظام الغذائي. حيث يحوي:

  • البروتينات: وهي أساسية لبناء الأنسجة والعضلات في الجسم.
  • الكالسيوم: وهو يعزز صحة العظام والأسنان. إذا لم يتم توفير كمية كافية من الكالسيوم في النظام الغذائي، فإن هذا قد يزيد من خطر هشاشة العظام.
  • الفيتامينات والمعادن: يحتوي الحليم على فيتامينات مثل فيتامين د وفيتامين B12، وكذلك معادن مثل البوتاسيوم والفوسفور. جميع هذه المواد الغذائية ضرورية للعديد من وظائف الجسم.
  • الدهون الصحية: الحليب يحتوي على دهون ضرورية للجسم، بما في ذلك الأحماض الدهنية أوميغا 3 التي تدعم صحة القلب والأوعية الدموية.
  • الكربوهيدرات: توفر الكربوهيدرات في الحليب الطاقة الضرورية للجسم لتأدية وظائفه اليومية.

لماذا يختار البعض بدائل الحليب النباتية؟

وقد أصبحت اليوم بدائل الحليب النباتية شائعةً لأسباب صحية وأخلاقية وبيئية، كما أن الكثيرين يفضلون أيضاً طعم الحليب النباتي على الحليب الحيواني. فقد يختار الأشخاص أنواع الحليب النباتي لأسباب تشمل:

  • الحساسية وعدم تحمل اللاكتوز: يعاني بعض الأشخاص من عدم تحمل اللاكتوز، مما يعني أن أجسادهم لا تنتج إنزيم اللاكتاز اللازم لتحطيم اللاكتوز الموجود في الحليب.
  • الأشخاص النباتيون: هناك أشخاص يتبعون نظاماً غذائياً نباتياً ولا يستهلكون أو أية منتجات حيوانية، وهؤلاء يعتمدون على الحليب النباتي بسبب لذلك.
  • الاستدامة: يمكن أن تساهم الأبقار في انبعاثات الغازات الدفيئة، لذلك قد يختار الناس الابتعاد عن منتجات الألبان الحيوانية لأسباب بيئية.

القيمة الغذائية لكل من الحليب النباتي والحليب الحيواني

تختلف القيمة الغذائية بين الحليب الحيواني والحليب النباتي، حيث يحتوي حليب البقر كامل الدسم على حوالي 87% من الماء. بينما تحتوي النسبة المتبقية البالغة 13% على البروتينات والدهون والكربوهيدرات والفيتامينات والمعادن.

كما تتم معالجة الحليب أحياناً لإزالة الدهون وإنتاج أصناف قليلة الدسم، إذ يحتوي الحليب مخفف الدسم على 2% من الدهن. أما الحليب قليل الدسم فيحتوي على 1% من الدهن، كما يوجد حليب خالٍ من الدسم لا يحتوي فعلياً على دهون.

غالباً ما تكون البقرة حاملاً أثناء حلبها، لذلك يحتوي حليبها على هرمونات مثل عامل النمو الشبيه بالأنسولين -1 (IGF-1) والإستروجين والبروجستين؛ كما يمكن أن يتم إعطاء بعض الأبقار هرمونات إضافية لزيادة إنتاج الحليب وقد ينتقل بعضها للحليب.

أما بالنسبة إلى الحليب النباتي فيختلف الأمر من نوعٍ إلى آخر، وللمقارنة يمكن الاطلاع على الجدول التالي الذي يحتوي على المحتويات الغذائية لكل كوب من الحليب حسب نوعه:

نوع الحليبالسعرات الحرارية (غرام)الكربوهيدرات (غرام)السكريات (غرام)البروتين (غرام)الدسم (غرام)فيتامين D (ميكرو غرام) الوارد اليوميالكالسيوم (ميلي غرام) الوارد اليوميالبوتاسيوم (ميلي غرام)
حليب البقر منخفض الدسم100131382.525%30%370
حليب الصويا80417430%45%287
حليب اللوز301012.525%45%160
حليب جوز الهند45170425%45%40
حليب الشوفان13024542.525%35%95
حليب الأرز120231012.50%2%35
حليب البازلاء700084.530%45%450
القيمة الغذائية لأنواع الحليب النباتي
١- حليب الصويا

من الجدير بالذكر أن حليب الصويا النباتي خالٍ من الكوليسترول وقليل الدهون المشبعة، وهو يعد أحد الأنواع القليلة من الألبان النباتية التي تحتوي على نسبة بروتين مماثلة لحليب البقر.

٢- حليب الشوفان

يعتبر حليب الشوفان خياراً جيداً للأشخاص الذين يعانون من حساسيةٍ تجاه المكسرات،. ولكنه ليس جيداً للأشخاص الذين يعانون من الداء الزلاقي (الداء البطني)، وذلك بسبب احتمال تلوث بعض الشوفان بمادة الغلوتين أثناء عملية الإنتاج.

يحتوي حليب الشوفان على أعلى كميةٍ من السعرات الحرارية والكربوهيدرات مقارنةً بمنتجات الألبان النباتية الأخرى.

٣- حليب اللوز

يعتبر اللوز الكامل مصدراً ممتازاً للبروتين ومضادات الأكسدة مثل فيتامين E، إلا أن ذلك لا ينطبق على حليب اللوز إلا إذا تم صنعه في المنزل وكان بعض اللوز موجوداً في المزيج. كما أنه عادةً ما يضيف المصنعون الكالسيوم وفيتامين A وفيتامين D أيضا حيث لا تكون موجودة طبيعياً في هذا الحليب.

كما أنه عادةً ما يحتوي حليب اللوز على كمياتٍ أقل من السعرات الحرارية والكربوهيدرات بالمقارنةً مع أنواع الألبان النباتية الأخرى. بالإضافة إلى ذلك فهناك الكثير من الأنواع التجارية التي تحتوي على مستخلص أعشاب بحرية يسمى كاراجينان " Carrageenan"، والذي قد يواجه بعض الناس صعوبةً في هضمه.

٤- حليب جوز الهند

يحتوي حليب جوز الهند النباتي على كمياتٍ أكبر من الدهون عند مقارنته ببدائل الحليب الأخرى، ولكن بعض هذه الدهون تأتي على شكل أحماضٍ دهنيةٍ مشبعةٍ متوسطة السلسلة، وهي صحية، ولها بعض الفوائد على الجهاز الهضمي والدماغ.

ومن الجدير بالذكر أن هذا الحليب لا يحتوي بشكلٍ طبيعيٍّ على الكثير من البروتين أو الكالسيوم أو فيتامين A أو فيتامين D، ولكن معظم المصنعون يقومون بإضافتها.

٥- حليب البازلاء

يُصنع حليب البازلاء من البازلاء الصفراء التي تحتوي على نسبة عالية من البروتين، كما أن فرصة حدوث رد فعل تحسسي على البازلاء منخفض جداً.

يتوفر من حليب البازلاء أنواع تجارية غير محلاة، وهي تحتوي على نسبةٍ أقل من السعرات الحرارية والكربوهيدرات والسكر، مما يجعلها خياراً جيداً للتحكم في الوزن. كما أنه صديق للبيئة أكثر من حليب البقر أو اللوز. ولكن يجب الانتباه إلى أن الأنواع المعالجة منه قد تحتوي على زيوت وسكريات غير صحية.

اختيار الحليب النباتي المناسب

يعد اختيار الحليب النباتي المناسب حالة مختلفة لكل شخص حيث على سبيل المثال يتمتع كل من حليب البازلاء وحليب الصويا بقيمٍ غذائيةٍ عالية، ولكنها قد لا تكون خياراتٍ مناسبةً للجميع. حيث يمكن أن يتسبب حليب البازلاء في حدوث اضطراباتٍ هضمية، بينما قد لا يكون حليب الصويا مناسباً لبعض أنواع الحساسية.

لذلك فعند اختيار الحليب النباتي ينصح بالتحقق من الملصقات الموجودة على منتجات بدائل الألبان النباتية لأن بعضها محلى ويحتوي على سكرياتٍ مضافة، والعديد منها منخفض البروتين.

كما يمكن أن يحتوي الحليب النباتي على نسبةٍ منخفضةٍ من الكالسيوم واليود وفيتامين B12، وهي عناصر مغذية توجد عادةً في حليب البقر. ومن هذا المنطلق كان من المهم التأكد من المحتويات الغذائية للحليب قبل شرائه.

بالإضافة إلى ذلك قد يكون لبعض البدائل النباتية تأثير سلبيّ على البيئة، مثل حليب اللوز وذلك لأنه يستهلك مساحات واسعة من الأراضي الزراعية بالإضافة إلى استهلاك الكثير من المياه لانتاج حليب اللوز. ولذلك فقد تم اقتراح حليب الشوفان باعتباره البديل الأكثر استدامةً ضمن فئة الحليب النباتي.

الملخص

في الختام، يُعد اختيار الحليب الأفضل لاحتياجاتك وتفضيلاتك الشخصية أمراً مهماً. فالحليب الحيواني وبدائله من الحليب النباتي لهما مزاياهما وعيوبهما. تعتمد اختيارك على العديد من العوامل، بما في ذلك الطعم والتفضيلات الشخصية والحالة الصحية والأسباب البيئية.

وكما هو الحال بالنسبة إلى أي خيار غذائي فإن مفتاح الصحة العامة يكمن في الحفاظ على نظام غذائي صحي ومتوازن. فعند اختيار بديل للحليب، يجب أن تأخذ في الاعتبار احتياجاتك الصحية والغذائية الشخصية. كما يجب عليك النظر في المكونات والعناصر الغذائية المضافة في بدائل الحليب النباتية والتحقق من محتوى الكالسيوم والفيتامينات والمعادن.