الحساسية من وبر الحيوانات: الأسباب والعلاج

الكاتب - أخر تحديث 21 أغسطس 2023

يميل الكثير من الأشخاص لاقتناء الحيوانات الأليفة وتربيتها سواء داخل المنزل أو خارجه. لكن يصطدم البعض بمشكلة صحية قد لا تكون معروفة لديهم سابقاً وغالباً تظهر بعد اقتناء الحيوان الأليف وهي الحساسية تجاه وبر وشعر الحيوانات.

فما هي حالة الحساسية تجاه وبر الحيوانات، ما سبب حدوثها، وكيف يمكن التعامل معها؟

ما هي حالة التحسس من وبر الحيوانات؟

تعرف حالة الحساسية من وبر الحيوانات "Allergies to pets fur" هي حالة يحدث فيها ارتكاس ورد فعل تحسسي في جسم الشخص المصاب وذلك بعد تعرضه لوبر وفراء الحيوانات بأي شكل ممكن. حيث يمكن أن تتحرض الحساسية من وبر الحيوانات بعد اللمس المباشر للحيوان أو بعد لمس الوبر والشعر المتساقط منه أو حتى عند الاقتراب فقط من الحيوان.

يتضمن رد الفعل التحسسي للجسم تجاه وبر الحيوانات أعراض مختلفة تشمل:

  • العطاس
  • السعال
  • احمرار الجلد والعينين
  • وضيق التنفس وغيرها

تجدر الإشارة إلى أن فراء وشعر الحيوانات بحد ذاته غير مسبب للحساسية، ولكن المواد الكيميائية وتحديداً بعض جزيئات البروتينات التي تتواجد على الوبر والفراء الخاص به هي المسؤولة عن تحريض وحدوث نوبة التحسس. وقد تمت تسمية الأمر الحساسية تجاه وبر الحيوانات للسهولة وارتباط النوبة التحسسية بحدوث تماس مع الحيوان.

تعد حالة الحساسية تجاه وبر الحيوانات شائعة نسبياً حيث أن حوالي 10-20 % من السكان قد يكون لديهم هذا النوع من الحساسية.

سبب حصول الحساسية من وبر الحيوانات

الآلية الرئيسية التي تحصل فيها الحساسية من وبر الحيوانات هي تعرض الجسم للمادة الكيميائية المسببة للتحسس. وهي في حالة الحيوانات مركبات بروتينية ينتجها الحيوان بشكل طبيعي، حيث تكون موجودة على جلد الحيوان أو وبره، ولعابه، بالإضافة للبول والفضلات الخاصة به.

تكون هذه البروتينات في الحالة الطبيعية غير مؤذية ولا تسبب حساسية، لكن عند احتكاك الشخص المصاب بهذه المواد البروتينية. إما عن طريق اللمس المباشر ووصول هذه المركبات لسطح الجلد عند الشخص أو عن طريق الهواء من خلال استنشاق جزيئات هذه البروتينات عند التواجد بالقرب من الحيوان. يتحرض عند الشخص المصاب رد فعل تحسسي وتحصل حالة التحسس تجاه الحيوانات.

السبب في هذا الأمر هو اضطراب في الجهاز المناعي عند الشخص المصاب، هذا الاضطراب يجعل جهاز المناعة يصنف البروتينات الخاصة بالحيوانات على أنها مواد ضارة ومهددة للجسم، بالتالي يتفعل جهاز المناعة بشكل خارج عن الحالة الطبيعية ويقوم بمهاجمة هذه المواد البروتينية ويسبب ارتكاس في الجسم كله عند المصاب، وهذا ما يعرف برد الفعل التحسسي للجسم.

يطلق الجهاز المناعي خلال رد الفعل التحسسي مادة كيميائية تعرف بالهيستامين "Histamine" وهي المسؤولة عن ظهور الأعرض التحسسية التي تشمل الأنف، والجلد، والبلعوم وغيرها.

الأعراض 

تحدث أعراض نوبة التحسس تجاه وبر الحيوانات بعد فترة قصيرة من الاحتكاك والاتصال بالحيوان. وأحياناً تستمر حتى بعد ذهاب الحيوان والابتعاد عنه وذلك لأن بقايا الحيوان من وبر وشعر وغيره قد تبقى موجودة في الوسط المحيط بالمصاب لفترة من الزمن، وتتضمن أبرز أعراض نوبة التحسس:

  • احمرار وحكة في العينين
  • عطاس متكرر
  • نزول دموع بشكل لا إرادي
  • سيلان مفرزات من الأنف
  • احتقان في الأنف
  • احمرار وحكة وطفح في الجلد
  • تحريض نوبات الربو عند المصابين به

الوسائل التشخيصية

يتم تشخيص وجود الحساسية تجاه وبر الحيوانات من خلال ما يلي:

أ- أخذ القصة المرضية والفحص السريري

يتم استجواب المصاب عن الأعراض التي يعاني منها، وغالباً ما تكون مرتبطة بالتعرض لوبر الحيوانات أو التواجد بالقرب منهم، ومن ثم يتم فحص ومعاينة علامات التحسس مثل احتقان وسيلان الأنف والعينين والطفح الجلدي.

ب- اجراء اختبار التحسس

بعد التوجه لوجود رد فعل تحسسي تجاه وبر الحيوانات عند المصاب يتم التأكد من هذا الأمر وحسم تشخيص التحسس من خلال إجراء عدة اختبارات نوعية تعرف باسم اختبارات التحسس.

تقوم فكرة اختبار التحسس على تعريض المصاب لمجموعة من المواد المختلفة والمعروفة بتحريضها لرد فعل تحسسي، ومن ثم مراقبة رد فعل جسم المريض وجلده بعد تعرضه لهذه المواد. وبهذا يمكن تمييز مسببات ومحرضات التحسس عند الشخص، بالتالي فإن هذه الاختبارات يمكن تطبيقها على كل حالات الحساسية وليس فقط على الحساسية من وبر الحيوانات.

يعرف اختبار التحسس باسم اختبار الخدش أو الوخز الجلدي "Skin scratch test" الذي يتم وفق ما يلي:

  • تحديد منطقة نظيفة من الجلد وعادة ما تكون أعلى الظهر وتعقيمها بشكل جيد.
  • يقوم الطبيب بتطبيق مواد كيميائية مسببة للحساسية بشكل شائع ومن ضمن هذه المواد وبر وبروتينات الحيوانات. حيث يتم وضع نقاط بسيطة من هذه المواد على سطح الجلد.
  • يتم بعدها وخز الجلد بإبرة رفيعة في منطقة تطبيق المواد المحسسة بحيث يسمح لهذه المواد باختراق الجلد.
  • يتم مراقبة جلد المنطقة التي تم وخزها وعادة ما تظهر النتيجة على الجلد خلال 15 دقيقة.
  • تكون نتيجة التحسس إيجابية في حال احمرار جلد المنطقة التي تم وخزها أو تحرض لتورم وحكه في المنطقة.

ج- معايرة الغلوبولين المناعي "IgE"

تنتج الخلايا في جهاز المناعة مواد بروتينية تعرف باسم الأضداد "anti-bodies" أو الغولوبولينات المناعية، وتكون مهمة هذه الغلوبولينات هي التعرف على العامل الممرض والمضر الداخل للجسم والالتصاق به وتسهيل عملية القضاء عليه.

يوجد أنواع عدة للغلوبولينات المناعية ولكل نوع وظيفة مخصصة والغلوبولين المختص والذي يتوسط في تفاعلات التحسس في الجسم هو "IgE".

يمكن من خلال أخذ عينة من دم المريض ومعايرة مستويات "IgE" التوجه لوجود رد فعل وحالة تحسسية في الجسم تجاه مواد معينة.

الوسائل العلاجية

يقوم العلاج الأساسي لحالات الحساسية عموماً والحساسية تجاه وبر الحيوانات على تفادي العامل المحرض للحساسية. وفي هذه الحالة يجب تجنب الاحتكاك بالحيوانات والاقتراب منهم قدر الإمكان، لأنه لا علاج شاف تماماً للحساسية.

وبطبيعة الحال قد يكون من الصعب جداً التجنب الكامل وتفادي الحيوانات والعوامل المحسسة. لذلك إضافة للتجنب فهناك مجموعة من الأدوية التي تستخدم للسيطرة على أعراض نوبة التحسس وإيقافها وإراحة المريض.

وتضم الأدوية التي تستخدم لعلاج أعراض نوبة التحسس ما يلي:

أ- مضادات الهيستامين "Antihistamine"

الهيستامين هو المادة الكيميائية التي ينتجها الجهاز المناعي والتي تحرض رد الفعل التحسسي في خلايا الجسم المختلفة، بالتالي تظهر أعراض التحسس المختلفة.

تقوم مضادات الهيستامين بمنع مادة الهيستامين من تحريض الخلايا وظهور رد الفعل التحسسي من خلال منع ارتباط الهيستامين بالمستقبلات الموجودة على خلايا الجسم وبالتالي لا يظهر رد فعل تحسسي وتتراجع أعراض الحساسية.

ب- الستيروئيدات القشرية "Corticosteroids"

تقوم الستيروئيدات القشرية بعلاج أعراض نوبة التحسس من خلات تأثيرها على الجهاز المناعي حيث تخفف من نشاطه وتهيجيه وإنتاجه للمواد الكيميائية التي تسبب رد الفعل المناعي والتحسسي في الجسم، بالتالي تساهم في تخفيف أعراض التحسس وتحد منها.

ج- مضادات الاحتقان "Decongestants"

أدوية تساهم في تخفيف حالة الاحتقان والوذمة التي تصيب الأغشية المخاطية وخصوصاً في الأنف، والبلعوم، والعينين.

تقوم هذه الأدوية بالتخفيف من الوذمة في النسيج المخاطي للأنف الناجمة عن التحسس والتي تجعل التنفس من الأنف صعباً، بالتالي تساهم في تسهيل عملية التنفس والتخفيف من الاحتقان خلال نوبة التحسس.

د- الأدوية المعدلة للوكترينات "Leukotriene modifiers"

اللوكترينات هي مواد كيميائية ينتجها أيضا جهاز المناعة في الجسم وتتوسط في عملية تحريض الاستجابة التحسسية خلال نوبة التحسس. ولذلك توجد بعض الأدوية التي تخفف من عمل هذه المواد وتعدل تأثيرها للتخفيف من أعراض نوبة التحسس.

الملخص

على الرغم من كون حالة الحساسية تجاه وبر الحيوانات حالة غير خطيرة بشكل عام ويمكن السيطرة عليها. إلا أنه يجب التأكيد على عدم إهمال الاعراض في حالة وجودها وذلك لأن حالات الحساسية قد تصبح مزمنة بالتالي تصبح الأعراض مستمرة ولا تستجيب على العلاج الدوائي. وفي حالات نادرة قد يحدث رد فعل تحسسي شديد مهدد للحياة.