يعد التعرض للحروق الشمسية أمر شائع جداً، فلابد أن معظمنا عانى من هذه الحروق في إحدى مراحل الحياة.
فما الأسباب التي تؤدي للإصابة بالحروق الشمسية وكيف يمكن علاجها؟
لأن سلامتك تهمنا
تحدث مع طبيبما هي الحروق الشمسية؟
تعرف الحروق بأنها الأذية الناتجة عن التعرض للعوامل الكاوية الحرارية أو الكيمياوية أو الشعاعية وغيرها.
والحروق الشمسية هي تلك الناتجة عن التعرض الزائد للأشعة فوق البنفسجية الصادرة من الشمس، فهي حروق جلدية شعاعية، تحتاج لأقل من 11 دقيقة لتبدأ أعراضها بالظهور.
وخلال 2-6 ساعات من الحرق يبدأ الجلد بالاحمرار، ويستمر بالتطور خلال 24-72 ساعة التالية.
وتعتمد فترة الشفاء حسب شدة ودرجة الحرق، حيث إنها تتراوح من أيام إلى أسابيع.
تحدث مع طبيب الآن
تعالج معظم الحروق الشمسية في المنزل، إلا أنه في الحالات الأكثر شدة قد يتطلب العلاج دخولًا للمشفى، لتقديم العناية الفورية.
أسباب الحروق الشمسية
إن سبب الحروق الشمسية واضح ومعروف، وهو التعرض الزائد للأشعة فوق البنفسجية التي تصدر عن الشمس أو أي جهاز صناعي يصدر نفس الأشعة.
إلا أن هناك مجموعة من العوامل قد تزيد من احتمالية حدوث هذه الحروق، والتي تتضمن:
- الأدوية: هناك مجموعة من الأدوية تزيد من حساسية الجسم للأشعة فوق البنفسجية، مما يزيد فرص حدوث الحرق عند التعرض للشمس، وتضم:
- التتراسيكلينات، وبشكل خاص الدوكسيسيكلين الذي أكدت عدة دراسات علاقته بزيادة الحساسية الضوئية.
- مدرات البول الثيازيدية، والهيدروكلوروثيازيد
- السلفوناميدات
- الفلوروكينولونات
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs)
- الريتينويدات
- نبتة سانت جون
- زيادة مؤشر الأشعة فوق البنفسجية: الذي يعني أن هناك وصول أكبر للأشعة فوق البنفسجية، ويحدث ذلك عند:
- الوقت الممتد بين الساعة 10 صباحاً - 4 مساءً، حيث تكون أشعة الشمس في أشد حالاتها.
- قلّة كمية السحاب التي تغطي وتقلل كمية الأشعة فوق البنفسجية القادمة من الشمس.
- المناطق المرتفعة
- المناطق القريبة من خط الاستواء
- نفاد الأوزون: إن المناطق التي تعاني من استنزاف في طبقة الأوزون أو وجود ثقب في الطبقة، تكون معرضة لكميات أكبر من الأشعة فوق البنفسجية.
- لون البشرة: يعاني الأشخاص ذوي البشرة الفاتحة من الحروق الشمسية، بشكل أكبر من غيرهم.
أنواع الإصابة
تقسم الحروق الشمسية إلى عدة درجات، وذلك تبعاً لشدة الحرق وطبقات الجلد المصابة، على الشكل الآتي:
- حروق الدرجة الأولى: تعد أشهر أنواع الحروق الشمسية ويسمى حرق الجلد السطحي، ويعاني المريض من جفاف في الجلد المصاب وألم واحمرار، ويشفى عادةً خلال 3 إلى 6 أيام.
- حروق الدرجة الثانية: تقسم تبعاً لعمق الحرق إلى:
- الحروق السطحية ذات السماكة الجزئية: تتأثر في هذه الدرجة كل من البشرة والجزء العلوي من الأدمة (الطبقة التي تلي البشرة).
- كما تظهر أيضاً بثرات و فقاعات مملوءة بسائل
- يشفى هذا النمط خلال فترة تتراوح بين 7 - 21 يوم
- يمكن أن يترك ندبات أو احمرار خفيف يدوم لعدة أشهر
- الحروق العميقة ذات السماكة الجزئية: يكون أشد من النمط السابق واحتمال ظهور الندب أمر وارد بشكل أكبر، حيث في حال عدم شفاء الحرق خلال 21 يوم سيتحول إلى ندبة
- الحروق السطحية ذات السماكة الجزئية: تتأثر في هذه الدرجة كل من البشرة والجزء العلوي من الأدمة (الطبقة التي تلي البشرة).
- حروق الدرجة الثالثة: يعرف أيضاً بالحرق كامل السماكة، حيث تصاب كافة طبقات الجلد.
- احتمال حدوثه نتيجة الشمس أمر نادر، إلا أنه خطير جداً ويتطلب نقل إلى المشفى من أجل الحصول على العلاج المناسب.
- تكون المنطقة المحروقة بلون أبيض أو رمادي والأوعية تكون متخثرة بلون أسود.
المضاعفات
إن ظهور المضاعفات نتيجة حروق الشمس أمر ليس شائع، ولكن في الحالات الشديدة وغير المعالجة قد تظهر بعض المضاعفات. والتي تتضمن:
- ضربة الشمس (الحرارة)
- تجفاف
- حدوث عدوى ثانوية مكان الحرق
- تفاقم بعض الأمراض الجلدية الموجودة
- حدوث ارتكاسات نتيجة الحساسية الضوئية
- شيخوخة البشرة المبكرة، مثل التجاعيد وترهل البشرة الباكرين. هذا وقد أثبتت عدة دراسات علاقة التعرض للشمس والحروق لحدوث الشيخوخة.
- حدوث الآفات قبل سرطانية، مثل التقران الشمسي (السعفي)
- زيادة احتمالية حدوث الخباثات الجلدية بأنواعها، مثل والسرطان الجلدي قاعدي الخلايا (BCC) والسرطان الجلدي حرشفي الخلايا (SCC) والميلانوما. وقد أوضحت دراسة أن الحروق الشمسية التي تصيب الجذع تكون أكثر ترافقًا مع الأورام من غيرها.
علاج الحروق الشمسية
تكون أغلب الحروق الشمسية خفيفة الدرجة بحيث لا يكون هناك خطر على الحياة، وإنما تكمن المشكلة في الألم. وبذلك يتمحور العلاج حول تخفيف الأعراض.
١- العلاج الدوائي
- مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (NSAIDs): رغم إنها من قائمة الأدوية التي تزيد احتمالية الحروق الشمسية، إلا أنها كذلك تعتبر خط أول في تدبير الحروق.
- حيث إنها تخفف من الألم ودرجة الالتهاب لكن دون أي تأثير على فترة التعافي من الحرق.
- تعويض السوائل: إذا كانت الحروق شديدة الدرجة، يتم تعويض خسارة السوائل سواءً أكانت عبر الفم أو الوريد.
- الستيروئيدات: يمكن أن تعطى الستيروئيدات في حروق الدرجة الأولى، من أجل تخفيف درجة الألم وتقصر مدة التعافي وبشكل خاص إذا أعطي في المراحل الباكرة وبجرعة عالية.
- إلا أن الستيروئيدات لا تعد خياراً مفضلاً لحروق الدرجة الثانية والثالثة، وذلك لتسببها بزيادة خطر الإصابة بالعدوى الثانوية.
- التخدير الموضعي: لا تعتبر خياراً مرغوباً كونها تسبب التهاباً وحساسية كآثار جانبية.
- تتطلب حالات الحروق الشديدة (مثل حروق الدرجة الثالثة) أو الحالات التي وصلت لمرحلة المضاعفات علاجاً خاصاً بالمشفى، ضمن وحدة عناية الحروق، حيث يتم تعويض السوائل عبر الوريد بالإضافة إلى الوقاية من حدوث الندب.
٢- العلاج المنزلي
- التبريد: يمكن أن تساعد كمادات المياه الباردة (برودة صنبور المياه وليس ثلج) والاستحمام بالمياه الباردة في تخفيف وطأة الأعراض.
- المرطبات: حسب مجموعة من التجارب السريرية على استخدام هلام الصبار، وجدت أن الصبار يخفف من درجة الألم دون تأثيره على عملية الشفاء، إلا أنه قد يعاني بعض المرضى من الحكة كأثر جانبي.
- العناية بالبثرات أو الفقاعات: يجب عدم لمس أو حك الفقاعات، وفي حال تمزق إحداها يفضل تعقيمها بشكل مستمر واستخدام كريم صاد حيوي، مع تغطية بضماد معقم.
- العناية بالجلد المتقشر: سيقوم الجلد بعد عدة أيام بالتقشير، لذا لابد من الترطيب المستمر وتجنب أي حك عنيف.
- تجنب الشمس: يفضل الابتعاد عن الشمس خلال فترة التعافي.
الوقاية من الحروق الشمسية
يمكن بشكل فعال الوقاية من الحروق الشمسية، وذلك من خلال اتباع عدة نصائح تحمي الجلد من الحروق وآثارها:
- تجنب الخروج بالأوقات التي تكون بها الأرض تستقبل كميات كبيرة من الأشعة فوق البنفسجية، وذلك خلال الوقت الممتد من الساعة 10 صباحاً حتى 4 مساءً.
- ارتداء الملابس في حال الخروج في أوقات الشمس
- ارتداء القبعات ذات الحواف العريضة والتي تقلل من كميات الأشعة الواردة
- تجنب استخدام أجهزة التسمير
- البحث عن الظل، والاحتماء به من الشمس
- تطبيق واقي شمسي، والذي يعد من أهم خطوات الوقاية، إلا أنه يتطلب نقاط معينة تتضمن:
- أن يكون عامل الحماية (SPF) بمقدار 30 أو أكثر
- اختيار واقي شمسي واسع الطيف للأشعة فوق البنفسجية
- أن يكون مقاوم للماء
- أن يوضع قبل 30 دقيقة من الخروج
- إعادة تطبيقه كل ساعتين
مصادر
- https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/burns
- https://www.betterhealth.vic.gov.au/health/conditionsandtreatments/sunburn
- https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK534837/
- https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC6090842/
- https://www.karger.com/Article/Fulltext/458761
- https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/23664250/
- https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/8891002/
- https://link.springer.com/article/10.1007/s40257-021-00670-z
- https://www.doctorsinitaly.com/b/4-types-sunburn-and-how-to-avoid-them/
- https://patient.info/doctor/sunburn
- https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3790843/
- https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC4851991/
- https://emedicine.medscape.com/article/773203-treatment
- https://newsnetwork.mayoclinic.org/discussion/home-remedies-treating-your-sunburn/
- https://read.qxmd.com/read/14979742/management-of-acute-sunburn
- https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK74820/
- https://www.pihhealth.org/wellness/articles/treating-and-preventing-sunburn/