ارتبط مرض الجذام قديماً بالخوف من الاختلاط بالمجتمع تاركاً إرثاً من الوصمة النفسية والاجتماعية لدى المصابين به. لذلك سنستكشف ما هو هذا المرض وما هي أعراضه وأسبابه وطرق علاجه؟
ما هو الجذام؟
يعرف الجذام "Leprosy" باسم داء هانسن "Hansen's disease". ويعد مرضاً معدياً يسببه نوع من البكتيريا تعرف باسم المتفطرات الجذامية "Mycobacterium leprae"
لأن سلامتك تهمنا
تحدث مع طبيبويصيب الجذام مختلف أجزاء الجسم بما في ذلك العينين والأغشية المخاطية والأعصاب. ويتجاوز عدد المصابين به سنوياً 200 ألف شخص حول العالم وتتركز معظم الحالات في آسيا وأفريقيا. (1)
كما يعد الجذام مرضاً شائعاً في بعض البلدان مثل الهند والبرازيل وإندونيسيا وينتشر بشكل أساسي في المناخات المعتدلة والاستوائية وشبه الاستوائية.
وتجدر الإشارة إلى أن مرضى الجذام قديماً كانوا يُعزلون عن المجتمع لعدم توفر علاج يساعدهم على الشفاء منه. لكن لحسن الحظ أصبح علاج الجذام فعالاً مما يجعل إجراءات الحجر الصحي غير ضرورية.
أعراض الجذام
قد لا يلاحظ المصابون بالجذام أي أعراض لسنوات طويلة لأن البكتيريا المسببة للمرض تنمو ببطء وتستغرق الأعراض ما يصل إلى 20 عاماً حتى ظهورها. (2) ومن أبرز هذه الأعراض ما يلي:
1- أعراض فقدان الإحساس
يكون فقدان الإحساس في أجزاء من الجسم أول الأعراض التي تطرأ على 90% من المصابين بالجذام قبل عدة سنوات من حدوث تغيراتٍ في الجلد. ويشمل فقدان الإحساس ما يلي:
- الحرارة حيث لا يشعر المريض بدفء أو برودة الأشياء التي يلمسها
- اللمس حيث لا يشعر المريض بملامسة الأشياء لجلده
- الألم الخفيف: قد لا يشعر المريض بألم خفيف مثل وخز الإبرة
- الضغط العميق: لا يشعر المريض بالضغط على الجلد
وتجدر الإشارة إلى أن فقدان الإحساس في الأجزاء المختلفة من الجسم قد يزيد من احتمال حدوث الإصابات والعدوى.
2- أعراض تغير الجلد
تظهر مجموعة من الأعراض على الجلد لدى مرضى الجذام تشمل ما يلي:
- ظهور بعض البقع
- تغيرات في لون الجلد حيث يصبح داكناً أو باهتاً
- تغيرات في مظهر الجلد: حيث يصبح الجلد جافاً أو متشققاً أو متقشراً أو سميكاً
- ظهور علامات الاحمرار والتورم
- الحرقان: قد يشعر المريض بحرقان أو وخز في المنطقة المصابة
- تشكل العقيدات وهي تكوينات جلدية بارزة في المنطقة المصابة
- تكوين قرح غير مؤلمة خاصة على القدمين
3- أعراض أخرى في الجسم
بالإضافة إلى ما سبق تظهر أعراض أخرى على مرضى الجذام مثل ما يلي:
- تورم الوجه أو شحمة الأذن
- احتقان ونزيف من الأنف
- ضعف العضلات
- ضعف اليدين والقدمين
- تورم الأعصاب
- تضخم الأعصاب وخاصةً في المرفقين والركبتين
- مشكلات في العينين حيث تتضرر الأعصاب المسؤولة عن وظائف العين بما يسبب جفافاً لها ويجعلها أكثر عرضة للإصابة بالعدوى
ومع تطور الحالة تظهر أعراض أخرى مثل:
- فقدان الحاجبين
- عدم التئام القرح الموجودة في باطن القدمين
- شلل وتشوه في اليدين والقدمين
- فقدان البصر
- تلف للغشاء المخاطي داخل الأنف بما يؤثر في شكل هذا العضو
أسباب الإصابة بالجذام
على الرغم من الاعتقاد الشائع بأن جراثيم المتفطرات الجذامية تنتشر عن طريق السعال أو العطاس إلا أن عدوى الجذام لا تنقل بسهولة إذ تتطلب اتصالاً وثيقاً ومتكرراً مع الشخص المصاب. (3)
تحدث مع طبيب الآن
حيث لا يصاب الأشخاص الذين يتعرضون لمريض الجذام بالعدوى كما لا ينتقل الجذام من خلال ما يلي: (4)
- المصافحة
- المعانقة
- الجلوس بجانب المريض في الحافلة أو أثناء تناول الطعام
- انتقال العدوى من الأم إلى الجنين
- الاتصال الجنسي
وتجدر الإشارة إلى أن حيوان المدرع المعروف باسم (الأرماديلو) الموجود في جنوب الولايات المتحدة يمكن أن يحمل جرثومة الجذام وينقلها إلى البشر غير أن درجة هذا الخطر منخفضة للغاية لكن ينصح عامة بتجنب الاتصال المباشر مع هذا الحيوان.
مضاعفات الجذام
تتضمن المضاعفات الخطرة التي تنتج عن الإصابة بالجذام ما يلي:
- تشوه الأعضاء خاصة اليدين والقدمين
- ضعف العضلات
- تلف الأعصاب الدائم في الذراعين والساقين
- فقدان الإحساس
- فقدان القدرة على استخدام اليدين أو القدمين بسبب التعرض للإصابات المتكررة
التشخيص
يعتمد تشخيص الإصابة بالجذام على سؤال الطبيب للمريض عن الأعراض وإجراء الفحص السريري. ويمكن أن يطلب الطبيب إجراء اختباراتٍ مثل:
- الحصول على عينةٍ من الجلد
- الحصول على عينة من العصب
وتُفحص هذه العينات في المختبر لتأكيد الإصابة من عدمها.
العلاج
يتطلب علاج الجذام مزيجاً من المضادات الحيوية حيث يصف الطبيب عادةً نوعين إلى ثلاثة أنواع من هذه الأدوية في وقت واحد لمكافحة العدوى بفعالية ومنع حدوث مقاومة المضادات الحيوية
ومن أبرز هذه المضادات المستخدمة لعلاج الجذام ما يلي: (5)
- دابسون "Dapsone"
- ريفامبين "Rifampin"
- كلوفازيمين "Clofazimine"
لكن لا تعالج هذه المضادات الحيوية السابقة تلف الأعصاب الذي ينتج عن عدوى الجذام.
من ناحية أخرى قد يصف الطبيب أدوية مضادة للالتهاب لتخفيف آلام الأعصاب لدى بعض المرضى.
وتجدر الإشارة إلى أن علاج الجذام يستغرق من عام إلى عامين وخلال هذه الفترة يراقب الطبيب المريض عن كثب لتقييم حالته. (6)
الوقاية
على الرغم من انخفاض فرص الإصابة بمرض الجذام إلا أنه ينبغي اتباع خطوات وقائية لتقليل المخاطر إلى أدنى حد ممكن.
وفيما يلي بعض الإجراءات الاحترازية التي ينصح بها:
- الحفاظ على مسافة آمنة من الشخص المصاب
- الفحص الوقائي في حال وجود إصابة في العائلة
- إجراء فحص طبي فوري في حال تمَّ تشخيص أحد أفراد العائلة بمرض الجذام
- الحصول على جرعة وقائية من دواء ريفامبيسين "Rifampicin" للأشخاص المعرضين للخطر لتقليل احتمالية الإصابة
ومن خلال اتباع هذه الإجراءات الاستباقية يمكننا الإسهام بشكل فعال في الحد من انتشار مرض الجذام وضمان صحة مجتمعنا.