التصلب العصيدي: قاتل خفي يهدد حياتك.. تعرف على أسبابه وطرق علاجه

الكاتب - 27 مارس 2024

التصلب العصيدي هو مرض يصيب الشرايين والأوعية الدموية التي تنقل الدم من القلب إلى جميع أنحاء الجسم. وتشكل هذه الحالة خطراً كبيراً على صحة الإنسان، خاصة مع تقدم العمر.

ما هو التصلب العصيدي؟

يعد التصلب العصيدي "Atherosclerosis" تكلس يصيب الشرايين والأوعية الدموية وينتج عن تراكم اللويحات "Plaque" في البطانة الداخلية للشريان.

حيث تتراكم على جدران الشرايين المواد الدهنية والكوليسترول والفضلات التي تنتجها الخلايا والكالسيوم ومادة الفيبرين. لذلك تصبح جدران الشرايين سميكة بما يعيق تدفق الدم.

بالإضافة إلى ذلك يعد تصلب الشرايين مرضاً بطيء التقدم وقد يبدأ في مرحلة الطفولة لكن يتسارع تطوره في بعض الأحيان.

أعراض التصلب العصيدي

لا تظهر أي أعراض في كثيرٍ من الأحيان تدل على الإصابة بالتصلب العصيدي حتى تتمزق إحدى اللويحات أو عندما يصبح تدفق الدم محدوداً وهذا بدوره يستغرق سنوات عديدةٍ للحدوث.

وتعتمد أعراض هذا المرض على الشرايين المصابة كما يلي:

1- الشرايين السباتية

تزود الشرايين السباتية الدماغ بالدم ويمكن أن يؤدي انخفاض تدفق الدم إلى حدوث السكتة الدماغية (stroke) التي تظهر أعراضها فجأة وتتضمن ما يلي:

  • الضعف
  • صعوبة التنفس
  • الصداع
  • تنميل في الوجه
  • الشلل

لذلك إذا ظهرت على الشخص علامات السكتة الدماغية فإنه يحتاج إلى عناية طبية فورية.

2- الشرايين التاجية

تعد الشرايين التاجية المسؤولة عن توفير الدم للقلب، وتحدث الذبحة الصدرية والنوبة القلبية عندما ينخفض تدفق الدم إلى القلب حيث يعاني المريض مما يلي:

  • ألم في الصدر
  • القيء
  • القلق الشديد
  • السعال
  • الإغماء

3- الشريانان الكلويان

يزود الشريانان الكلويان الكليتين بالدم حيث يعاني المريض من الداء الكلوي المزمن إذا انخفض تدفق الدم للكلى ويصاب بما يلي:

  • فقدان الشهية
  • تورم اليدين والقدمين
  • تغير في إخراج البول
  • تحول الجلد للون الداكن
  • التشنجات العضلية

4- الشرايين المحيطية

تزود هذه الشرايين الدم للذراعين والساقين والحوض وإذا لم يصل ما يكفي منه يعاني الشخص من التنميل والألم في أطرافه. وفي الحالات الشديدة يمكن أن تتلف الأنسجة ويصاب المريض بالغرغرينا.

كما أن مرض الشريان المحيطي يزيد أيضاً من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية أو النوبة القلبية.

أسباب التصلب العصيدي

يتطور مرض التصلب العصيدي ببطء على مدى الحياة بسبب التغيرات التدريجية في الأوعية الدموية التي قد تبدأ في مرحلة الطفولة وتزداد سوءاً مع التقدم في العمر. لكن السبب الدقيق للتصلب العصيدي ما زال غير معروف حتى الآن.

ويعتقد العديد من العلماء أن اللويحات تبدأ بالتشكل عندما تتضرر البطانة الداخلية للشريان ومن الأسباب المحتملة لهذا الضرر ما يلي:

  • ارتفاع مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم
  • ارتفاع ضغط الدم
  • مرض السكري
  • تدخين السجائر: يؤدي التدخين دوراً كبيراً في تطور التصلب العصيدي في الشريان الأبهر وهو الشريان الرئيسي في الجسم بالإضافة إلى الشرايين التاجية والشرايين في الساقين كما يزيد التدخين من تشكل الرواسب الدهنية ويسرع من نمو اللويحات

المضاعفات

تتضمن مضاعفات التصلب العصيدي ما يلي:

  • أمراض القلب
  • النوبة القلبية
  • فشل القلب
  • مرض الشريان المحيطي
  • الفشل الكلوي
  • أم الدم: وهو انتفاخ في الشرايين يشبه البالون
  • السكتة الدماغية
  • عدم انتظام ضربات القلب والشعور بالخفقان
  • الانصمام: يحدث عندما تنفصل إحدى الجلطات الدموية وتهاجر إلى جزءٍ آخر من مجرى الدم لتسد شرياناً جديداً

التشخيص

يراجع الطبيب التاريخ الطبي للمريض ويجري فحصاً بدنياً شاملاً للجسم كما يمكن أن يطلب إجراء بعض الاختبارات مثل:

  • اختبار الضغط الكاحلي العضدي: لمقارنة ضغط الدم في الكاحل مع ضغط الدم في الذراع حيث يساعد ذلك في تشخيص مرض الشريان المحيطي
  • تحاليل الدم
  • اختبارات البول
  •  فحص دوبلر (إيكو دوبلر) لتقييم تدفق الدم في الأوعية الدموية
  • تخطيط القلب الكهربائي
  • اختبار الإجهاد
  • تصوير الأوعية
  • تصوير القلب بالرنين المغناطيسي
  • اختبارات التصوير النووي: تتيح للطبيب رؤية مدى تدفق الدم وتعتمد على مادة مشعة وكاميرا خاصة لإنشاء صورة ثلاثية الأبعاد للأعضاء الداخلية

العلاج

يشمل علاج التصلب العصيدي ما يلي:

أولاً: تغيير نمط الحياة

يمكن أن تسهم تغيرات نمط الحياة في تقليل عوامل خطر الإصابة بالتصلب العصيدي مثل ما يلي:

  • الإقلاع عن التدخين
  • ضبط معدلات الكوليسترول في الدم
  • ضبط مستويات السكر في الدم
  • ممارسة التمارين الرياضية
  • اتباع نظام غذائي صحي
  • ارتفاع ضغط الدم

ثانياً: تناول الأدوية

تتضمن الأدوية التي يمكن تناولها لعلاج التصلب العصيدي ما يلي:

1- مضادات تكدس الصفائح الدموية

تستخدم لتقليل قدرة الصفائح الدموية في الدم على الالتصاق ببعضها وتشكيل الجلطات مثل:

  • أسبرين (Aspirin)
  • كلوبيدوغريل (clopidogrel)
  • تيكلوبيدين (ticlopidine)
  • ديبيريدامول (dipyridamole)
2- مضادات التجلط

تعمل بشكلٍ مختلفٍ عن الأدوية المضادة للصفيحات لتقليل قدرة الدم على تشكيل الجلطات مثل:

  • وارفارين (Warfarin)
  • هيبارين (Heparin)
3- الأدوية الخافضة للكوليسترول

تشمل الأدوية الخاضة للكوليسترول مجموعة الستاتين "statins" ومنحيات حامض الصفراء.

4- أدوية ضغط الدم

تعمل أدوية ضغط الدم بطرق مختلفة على خفض معدلاته في الجسم.

ثالثاً: رأب الأوعية التاجية

يعد رأب الأوعية التاجية المعروف أيضاً باسم التدخل التاجي عن طريق الجلد (PCI) إجراء يستخدم لتوسيع الشرايين التاجية الضيقة أو المسدودة (الأوعية الدموية للقلب).

حيث يعمل الطبيب على إدخال أنبوبٍ رفيعٍ طويلٍ (قسطرة) من خلال شريان دموي يصل إلى للقلب لتوسيع الفتحة في الشريان لزيادة تدفق الدم في القلب.

بالإضافة إلى ذلك يوجد عدد من الأنواع لهذا الإجراء مثل ما يلي:

  • رأب الوعاء بالبالون حيث ينفخ بالون صغير داخل الشريان لفتح المنطقة المسدودة
  • استئصال المنطقة المسدودة داخل الشريان بواسطة جهاز صغير في نهاية القسطرة
  • رأب الوعاء بالليزر
  • وضع دعامة في الشريان التاجي: حيث توضع شبكة صغيرة داخل الشريان لفتح المنطقة المسدودة وتترك في مكانها لإبقاء الشريان مفتوحاً

رابعاً: مجازة الشريان التاجي

تعد مجازة الشريان التاجي جراحة تُجرى للمرضى الذين يعانون الذبحة الصدرية بسبب مرض الشريان التاجي من أجل استعادة تدفق الدم الطبيعي إلى الشريان التاجي.

وتتضمن هذه الجراحة توصيل شريان أو جزء من الوريد بالشريان التاجي حتى يكون للدم مسار بديل عن الشريان الأبهر إلى عضلة القلب بما يتيح تدفق الدم.

حيث تؤخذ الأوردة السليمة من الساق أو من جدار الصدر وفي بعض الأحيان تكون هناك حاجةٌ إلى إجراء مجازاتٍ في أكثر من شريان أثناء العملية الجراحية نفسها.

الوقاية من التصلب العصيدي

تكمن الوقاية من التصلب العصيدي أو تأخير حدوثه في تقليل عوامل الخطر. ويتضمن ذلك ما يلي:

1- تناول وجبات صحية

يفضل أن تحتوي وجبات الطعام على الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة واللحوم التي تحتوي على نسبة منخفضة من الدهون. كما يمكن إضافة الدجاج بدون جلد المأكولات البحرية ومنتجات الألبان الخالية من الدهون أو قليلة الدسم إلى الوجبات.

بالإضافة إلى ذلك ينبغي الحد من تناول الصوديوم والسكريات والحبوب المكررة والدهون الصلبة.

2- فقدان الوزن الزائد

يسهم فقدان الوزن الزائد في الوقاية من الإصابة بالتصلب العصيدي.

3- ممارسة الأنشطة الرياضية بانتظام

حيث تعمل التمارين الرياضية على الحفاظ على صحة الشرايين.

4- الإقلاع عن التدخين

يعد التدخين أحد الأسباب التي تسهم في الإصابة بتصلب الشرايين بسبب المواد الموجودة في السجائر.

5- إجراء الفحوصات بشكل دوري

يفضل إجراء اختبارات الدم لقياس مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية لمعرفة ما إذا كان الشخص معرضاً لخطر التصلب العصيدي.

حيث يُوصى بفحص الدهون للأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 40 عاماً، وللأشخاص الذين لديهم عوامل خطر الإصابة بغض النظر عن عمرهم.

6- تناول الأدوية اللازمة

ينبغي تناول الأشخاص المعرضون لخطر التصلب العصيدي للأدوية حسب توجيهات الطبيب، مثل الذين يعانون ارتفاع في معدلات الكوليسترول في الدم أو الذين لديهم أفراد في العائلة أصيبوا بالتصلب العصيدي.