يسبب التصاق اللسان إعاقةً في حرية حركة اللسان ويمكن ملاحظة الوالدين لهذه الحالة في غضون أسابيع قليلةٍ بعد الولادة، فما هي هذه الحالة وكيفية علاجها؟
ما هو التصاق اللسان؟
يعد التصاق اللسان أو اللسان المربوط "Ankyloglossia" عيب خلقي يضعف حركة اللسان بسبب قِصر لجام اللسان وتقييده.
ويعرف لجام اللسان بأنه غشاء رقيق يربط اللسان بقاعدة الفم. ويسبب التصاق اللسان ضعفاً في الرضاعة الطبيعية كما يرتبط أيضاً باضطرابات النطق ووجود خلل في محاذاة الأسنان وانحسار اللثة.
وتتشارك تخصصات متعددة في تقييم هذه الحالة مثل طب الأطفال وطب الأسنان وجراحة الفم والوجه والفكين وأمراض النطق واللغة.
تأثيرات التصاق اللسان في الرضاعة الطبيعية
يعيق التصاق اللسان عملية الرضاعة الطبيعية ويسبب مشكلات للطفل والأم مثل ما يلى:
1- تأثيرات التصاق اللسان في الطفل
- صعوبة في التقاط الحلم والالتصاق بالثدي
- الرضاعة لفترةٍ طويلة مع فترات راحة قصيرة
- رضاعة غير فعالة تؤدي إلى قلة اكتساب الوزن
- شعور الطفل بالجوع الدائم
- حدوث سلوكيات تعويضية من الطفل للحصول على الحليب مثل المص المفرط أو إصدار أصوات نقر
- صعوبة في فتح الفم بشكلٍ واسع
- التقيؤ بعد الرضاعة
2- تأثير التصاق اللسان في الأم
- انخفاض إمدادات الحليب
- التهاب الثدي "mastitis"
- جفاف وتشققات في حلمة الأم نتيجة عض الطفل لها
المضاعفات الأخرى
يصاب 4 إلى 11% من حديثي الولادة بالتصاق اللسان وتزداد الإصابة بهذه الحالة عند الذكور مقارنة بالإناث. (1) كما يعاني نصف هذه الحالات من ضعف وظائف اللسان بما يؤدي إلى مشكلات في الرضاعة والتغذية.
حيث لا يتمكن الرضيع من إخراج لسانه خارج شفته السفلية كما يواجه صعوبة في تحريك اللسان من جانب إلى آخر أو إلى أعلى وإلى أسفل.
بالإضافة إلى ذلك يؤثر التصاق اللسان مع مرور الوقت على الكلام بعد بدء الرضيع في التحدث بما يجعل نطق بعض الحروف صعباً مثل التاء والنون والدال.
أسباب التصاق اللسان
لا تزال الأسباب الدقيقة وراء التصاق اللسان غير واضحة تماماً، حيث يظهر اللسان المربوط عند الأشخاص الذين لا يعانون أي أمراضٍ أخرى سواء خلقية أو مكتسبة.
وتشير بعض الأدلة إلى احتمالية انتقال حالة التصاق اللسان وراثياً كما أظهرت الدراسات الطبية أن الأطفال حديثي الولادة الذين تعاطت أمهاتهم الكوكايين أثناء الحمل أكثر عرضةً للإصابة بهذه الحالة.
من ناحية أخرى قد تظهر حالة التصاق اللسان مع بعض المتلازمات والحالات الخلقية مثل ما يلي:
- متلازمة أوبيتز "Opitz syndrome": اضطراب جسدي ناتج عن طفرات في أحد الجينات
- متلازمة بيكويث فيدمان "Beckwith-Wiedemann syndrome": هي اضطراب وراثي يؤثر في نمو الطفل
- متلازمة سيمسون جولابي بيهمل "Simpson-Golabi-Behmel syndrome": تنتقل بالوراثة المرتبطة بالجنس وتسبب ضخامة في الجسم وكبر في حجم الرأس.
- المتلازمة الفموية الإصبعية الوجهية "Orofaciodigital syndrome": عيب خلقي مرتبط بالكروموسوم X
- الحنك المشقوق المرتبط بـ (x) "X-linked cleft palate": يحدث بسبب طفرات في أحد الجينات
التشخيص
يمكن أن تواجه الأمهات صعوباتٍ في الرضاعة الطبيعية لأسبابٍ متعددة منها التصاق اللسان. لكن وجود لسان مربوط لا يعني بالضرورة أن الرضاعة الطبيعية ستكون صعبة.
ولا تقتصر تقييم صعوبات الرضاعة على فحص لجام اللسان فقط بل يجب تقييم الرأس والرقبة وجمع معلومات حول تاريخ الرضاعة من الأم. كما يجب فحص الرضيع بحثاً عن أي تشوهات في الفم أو اضطرابات عصبية أو خلل في عمل الأوعية الدموية والقلب.
كما ينبغي تقييم تجربة الأم مع الرضاعة الطبيعية وتكرار الرضاعة ومدتها واستخدام أجهزة ضخ الحليب.
بالإضافة إلى ذلك يجب مراعاة مشاعر الأم خلال الأسابيع الأولى من الرضاعة الطبيعية وفحص وضع الحلمة وإمداد الحليب وإمكانية إصابة الثدي.
وتجدر الإشارة إلى أن بعض أطباء الأنف والأذن والحنجرة وأطباء الأسنان الذين يشخصون اللسان المربوط قد لا يمتلكون خبرةً كافيةً في تقنيات وممارسات الرضاعة الطبيعية.
من ناحية أخرى قد تكون صعوبة الرضاعة ناتجة عن وضع الثدي غير المناسب، لذلك ينبغي استشارة خبير الرضاعة للحصول على المشورة والدعم.
علاج التصاق اللسان
يعد علاج التصاق اللسان ضرورياً إذا كان يعيق وظائف اللسان الطبيعية بما يؤدي إلى صعوبات في الرضاعة أو النطق أو البلع.
ويعتمد نوع العلاج على عمر الطفل وشدّة الالتصاق، وتشمل الخيارات المتاحة ما يلي:
1- عملية قص اللجام
تجرى هذه الجراحة ببساطة عن طريق قطع الجلد الرابط بين اللسان وأسفل الفم، ولا تتطلب عادةً مسكنات ألم.
وتهدف هذه الجراحة التي تجرى للأطفال الذين تجاوزوا 6 أشهر تحت التخدير العام إلى تحرير اللسان والسماح له بالتحرك حيث يستطيع الطفل الرضاعة بعدها.
ويستغرق تعافي اللسان مدة تصل إلى 10 أيام بعد إجراء العملية الجراحية وقد يشعر الطفل ببعض الانزعاج خلال هذه المدة.
2- جراحة الليزر
يمكن إجراء جراحة الليزر في 2 إلى 3 دقائق ويحدث التعافي خلال ساعتين ولا تكون هناك حاجة للتخدير.
3- الكي الكهربائي
يناسب هذا النوع من العمليات الحالات الخفيفة في التصاق اللسان ويمكن إجراؤه باستخدام مخدرٍ موضعي.
نصائح
قد يؤدي التصاق اللسان غير المعالج مع نمو الطفل إلى مشكلات وظيفية مثل صعوبة المضغ والتحدث. وقد يسبب تقييد حركة اللسان صعوبات في النطق وتناول بعض أنواع الطعام مثل الأطعمة الصلبة أو اللزجة.
لكن بالنسبة للرضع الذين لم يواجهوا أي صعوبةٍ في التغذية قد لا يسبب ربط اللسان أية أعراضٍ مع التقدم في السن.
وتجدر الإشارة إلى أنه بإمكان الأطفال الأكبر سناً والبالغين الخضوع لعمليةٍ جراحيةٍ لعلاج التصاق اللسان ولكنها تتطلب عادةً تخديراً عاماً وغرز. كما يُوصى أيضاً بخضوع المصاب إلى اختصاصي علاج النطق في بعض الحالات بعد الجراحة.
