اختبار الفوسفاتاز القلوية "ALP" هو أداة تشخيصية قيّمة تُستخدم لقياس مستوى إنزيم الفوسفاتاز القلوية (ALP) في الدم. يلعب هذا الإنزيم دوراً هاماً في العديد من الوظائف الحيوية، مثل نقل المغذيات ونمو العظام وهضم الدهون.
في هذا المقال، سنناقش دواعي إجراء اختبار الفوسفاتاز القلوية، ونتائجه الطبيعية، ومعاني ارتفاع وانخفاض مستويات الإنزيم، وخطوات إجراء الاختبار، وبعض النصائح المتعلقة به.
لأن سلامتك تهمنا
تحدث مع طبيبما هو الفوسفاتاز القلوية؟
الفوسفاتاز القلوية "Alkaline Phosphatase" هو أحد أنزيمات الجسم، والأنزيمات هي مركبات بروتينية تساعد الجسم على القيام بوظائفه المتنوعة. ويتواجد في العديد من الأعضاء مثل الكبد والعظام والكليتين والأمعاء.
ولكن لا بدّ من التنويه إلى أن الفوسفاتاز القلوية الموجودة في الكبد والعظام تشكل حوالي 80% من الكمية الإجمالية لهذا الأنزيم في الجسم.
لأنزيم الفوسفاتاز القلوية العديد من الوظائف الهامة في الجسم تبعاً للعضو الذي يفرزه بالشكل التالي:
- يساعد على نقل العديد من المواد الغذائية والأنزيمات إلى الكبد.
- يسهم في عملية تكوين ونمو العظام.
- ينقل العديد من المواد في الأمعاء، كالحموض الدسمة، والفوسفات، والكالسيوم.
- يساعد على هضم الدهون في الأمعاء.
- يسهم في تنظيم عملية النمو والموت الخلوي.
أهمية اختبار الفوسفاتاز القلوية
يبيّن اختبار الفوسفاتاز القلوية "Alkaline Phosphatase test" قيم هذا الأنزيم في الجسم والتي بدورها تساعد في تشخيص العديد من الأمراض المرتبطة بالعضو الذي يفرز الأنزيم خاصةً أمراض الكبد والعظام، كما يساعد هذا الاختبار على متابعة حالة المرضى المصابين هذه الأمراض وملاحظة مدى الاستجابة للعلاج المتبع.
أسباب إجراء اختبار الفوسفاتاز القلوية
انطلاقاً من الأهمية الكبيرة التي يملكها اختبار الفوسفاتاز القلوية في تشخيص أمراض الكبد والعظام بشكل خاص، فإن الطبيب المشرف يطلب إجراءه عندما يملك المريض أعراضاً قد توحي بإصابته بالمرض.
١- الأمراض الكبدية
يطلب الطبيب اختبار الفوسفاتاز القلوية في حال كان المريض يعاني من أحد الأعراض الكبدية التالية:
- الغثيان والإقياء
- فقدان الشهية
- فقدان الوزن
- التعب والضعف العام
- اليرقان (تلون الجلد والعينين باللون الأصفر)
- ألم البطن
- تورم البطن
- تورم الساقين والكاحلين
- الحكة المستمرة
- براز فاتح اللون
- بول غامق اللون
٢- الأمراض العظمية
يطلب الطبيب اختبار الفوسفاتاز القلوية في حال إصابة المريض بإحدى الأمراض العظمية التالية:
- آلام العظام والمفاصل
- التهابات المفاصلArthritis
- فرط نمو العظام أو نمو العظام الغير طبيعي
- تشوه أشكال العظام
- زيادة تواتر الكسور العظمية
شروط الاختبار
غالباً ما يجرى اختبار الفوسفاتاز القلوية ALP في أي وقت، ولكن قد يطلب الطبيب في بعض الحالات الصيام عن الطعام والشراب لمدة 6-12 ساعة قبل إجراء الاختبار.
تحدث مع طبيب الآن
إضافةً لذلك، قد يطلب الطبيب التوقف عن بعض الأدوية لمدة معينة، في حال كانت تلك الأدوية تؤثر على نتيجة الاختبار.
النتائج
قد تختلف نتائج اختبار الفوسفاتاز القلوية من مختبر لآخر، ولكن بشكلٍ عام فإن القيم الطبيعية لأنزيم الفوسفاتاز القلوية تتراوح بين 44-147 IU/L (وحدة دولية / الليتر).
١- القيم المرتفعة الطبيعية
وعلى الرغم من أن ارتفاع أو انخفاض قيم اختبار الفوسفاتاز القلوية غالباً ما يترافق مع العديد من الحالات المرضية، فلا بدّ من التنويه إلى أن أنزيم الفوسفاتاز القلوية قد يرتفع بشكل طبيعي لدى بعض الأفراد، مثل:
- النساء الحوامل
- المتقدمين بالعمر
- الأطفال والمراهقين في مرحلة البلوغ
- الأشخاص الذين لديهم كسر سابق تعرض للالتئام، حيث أن عملية التئام الكسور غالباً ما ترفع قيم أنزيم ِ"ALP".
إضافةً لذلك، فلا بدّ من التنويه إلى أن أنزيم الفوسفاتاز القلوية الخاص بالأمعاء غالباً ما يرتفع بشكل أكبر من الطبيعي لدى الأشخاص ذوي الزمرتين الدمويتين O وB بعد تناولهم لوجبة دسمة.
٢- القيم المرتفعة المرضية
توجد علاقة وثيقة بين هذا الاختبار وكل من أمراض الكبد والعظام، وبالتالي غالباً ما تترافق القيم المرتفعة من هذا اختبار الفوسفاتاز القلوية مع الإصابة بإحدى الأمراض التالية:
- التشمع الكبدي والذي يوصف على أنّه سوء وظيفة الكبد وعدم قردته على أداء وظائفه.
- التهاب الكبد
- داء وحيدات النوى والذي ينجم عن أسباب عديدة، ولكن تعتبر العدوى بفيروس ايبشتاين-بارEBV أحد أبرز هذه الأسباب.
- انسداد القناة الصفراوية
إضافةً لما سبق من الأسباب، فقد بيّنت الدراسات أن القيم المرتفعة من الفوسفاتاز القلوية ترافق الحالات التالية:
- العدوى الجرثومية
- ذات العظم والنقي والذي يعتبر أحد أهم التهابات العظام
- أمراض الطرق الصفراوية كالتخرب أو التضيق أو الانسداد
- فرط نشاط الغدة الدرقية وجارات الدرق
- قصور القلب
- تلين العظام
- داء باجيت وهو مرض عظمي يتصف على أنّه نمو غير طبيعي للعظام والذي يسبب ضعفاً في بنية العظام وزيادة نسبة تعرضها للكسور.
- الإصابة بداء عوز المناعة المكتسب (الإيدز).
- حؤول نقي العظام أو التبدل في بنية نقي العظام، كإصابتها بالتليف، والذي ينعكس سلباً على أداء وظائفها.
- لمفوما هودجكن إحدى الأمراض السرطانية التي تنشأ على حساب العقد اللمفاوية في الجسم.
- أورام العظام، كالإصابة بالساركوما العظمية
- السرطانات المنتقلة إلى العظام (النقائل العظمية"Bone Metastasis")
- الإصابة ببعض أمراض سوء التغذية
٣- القيم المنخفضة
لا بدّ من الإشارة في البداية إلى أن ارتفاع قيم أنزيم الفوسفاتاز القلوية يعتبر أكثر شيوعاً من انخفاضه.
كما أن القيم المنخفضة لاختبار الفوسفاتاز القلوية تترافق عادةً مع الإصابة بالحالات التالية:
- عوز الزنك أو نقص كمية هذا المعدن في الدم.
- قصور الغدة الدرقية
- فقر الدم الخبيث والذي غالباً ما ينجم عن عوز (نقص) الفيتامين B12 في الجسم.
- نقص الفوسفات في الجسم أحد الاضطرابات الوراثية النادرة التي تصيب الإنسان، والتي تسبب مشاكلاً عديدة على مستوى العظام والأسنان.
- داء ويسلون وهو مرض ينجم عن ترسب كميات زائدة من النحاس في الجسم.
الاختبارات الإضافية
قد يجرى اختبار الفوسفاتاز القلوية بشكل منفصل، إضافة لإمكانية إجرائه إلى جانب مجموعة من الفحوص المختلفة كجزء من الفحوص الروتينية للشخص.
وتعتبر اختبارات الكبد من أكثر الفحوص التي ترافق هذا الاختبار، مثل:
- ناقلات أمين الألانين "Alanine aminotransferase (ALT)"
- ناقلات أمين الأسبارتات"Aspartate aminotransferase (ALT)"
- الغاما-غلوتاميل ترانسفيراز"Gamma-glutamyl Transferase (GGT)"
- البيليروبين"Bilirubin" هو المادة التي تنجم عن تحطيم الهيموغلوبين الموجود في كريات الدم الحمراء. والتي يعمل الكبد على تغيير تركيبها عبر مجموعة من الأنزيمات، لكي تصبح قابلة للإطراح خارج الجسم.