أعراض الحداب: كيف تميز بين أنواع انحناء الظهر المختلفة؟

الكاتب - 19 فبراير 2024

يشير مصطلح الحداب إلى الانحناء المفرط للأمام في الجزء العلوي من الظهر -العمود الفقري الصدري- ويمكن أن يحدث ذلك لأسباب مختلفة، وتتنوع أعراضه باختلاف نوعه وشدته حيث يمكن أن يسبب آلام الظهر ومشاكل أخرى.

تعريف الحداب

يبدو العمود الفقري في الحالة الطبيعية مستقيماً عند النظر إليه من الخلف، ولكن يلاحظ عند البعض وجود انحناء أمامي للفقرات في منطقة الظهر العلوية، يعطي ذلك مظهراً مستديراً أو أحدباً بشكلٍ غير طبيعي. وهذه الحالة تسمى الحداب "Kyphosis".

يمكن تعريف هذه الحالة بأنه تشوه للعمود الفقري يتميز بانحنائه بمقدار 50 درجة أو أكثر على الأشعة السينية، والذي يعتبر اختباراً تشخيصياً يستخدم الأشعة غير المرئية لإنتاج صورٍ للأنسجة الداخلية والعظام والأعضاء.

أعراض الحداب

تتمثل العلامة الأولية للحداب في حدوث انحناءٍ أماميٍّ مرئي في الجزء العلوي من العمود الفقري، مما يؤدي إلى ظهور الجزء العلوي من الظهر منحنياً، مع تقريب الكتفين إلى الأمام.

في الواقع قد يصعب ملاحظة انحناء العمود الفقري في الحالات الخفيفة؛ بينما في حالاتٍ أخرى قد يبدو الشخص كما لو كان ينحني للأمام.

يمكن أن ترافق هذه الحالة بعض الأعراض وخاصة في حال كان الانحناء شديداً:

  • ألم في الظهر
  • تصلب في الجزء العلوي من الظهر
  • يصبح الظهر مدوراً
  • شد العضلات المأبضية (العضلات الموجودة في الجزء الخلفي من الفخذ)

كما أنه غالباً ما يجد الأطباء كسوراً في العمود الفقري لدى حوالي 40% من الأشخاص المصابين بفرط الحداب، ومن الجدير بالذكر أن كل كسرٍ انضغاطيٍّ في العمود الفقري قد يؤدي إلى زيادة زاوية التحدب (الانحناء) بمقدار 3.8 درجة.

الأسباب

يمكن أن يحدث الحداب في أي عمر، ويعرف أحد أنواعه التي تحدث عند المراهقين بمرض شيرمان "Scheuermann disease"، والذي ينجم عن اندماج عدة فقراتٍ معاً على التوالي؛ وسبب هذه الحالة ما يزال غير معروف. كما يمكن أن يحدث لدى المراهقين الصغار بالعمر المصابين بالشلل الدماغي "Cerebral palsy".

بينما عند البالغين يمكن أن يحدث الحداب بسبب:

  • الأمراض التنكسية في العمود الفقري مثل التهاب المفاصل أو تنكس القرص الفقري
  • الكسور الناجمة عن هشاشة العظام "Osteoporosis"
  • الإصابات
  • الانزلاق الفقاري "Spondylolisthesis"

وتشمل الأسباب الأخرى لهذه الحالة ما يلي:

  • بعض المشاكل الهرمونية
  • اضطرابات الأنسجة الضامة
  • الإصابة بالعدوى مثل السل
  • الحثل العضلي، وهو يعبر عن مجموعةٍ من الاضطرابات الموروثة التي تسبب ضعف العضلات وفقدان الأنسجة العضلية.
  • الورم الليفي العصبي "Neurofibromatosis" وهو اضطراب تتشكل فيه أورام الأنسجة العصبية.
  • مرض باجيت "Paget disease" وهو اضطراب يتضمن تدمير العظام بشكل غير طبيعي وإعادة نموها.
  • شلل الأطفال "Polio"
  • الجنف ""Scoliosis" وفيه يتقوس العمود الفقري، غالباً ما يبدو على شكل حرف C أو S عند النظر إليه من الخلف.
  • السنسنة المشقوقة "Spina bifida" وهو عيب خلقي لا ينغلق فيه العمود الفقري والقناة الشوكية قبل الولادة.
  • الأورام

مضاعفات الحداب

يمكن أن تحدث بعض المضاعفات في حالات الحداب الشديدة وقد تشمل:

  • انحناء الظهر بشكل غير قابل للعكس
  • آلام الظهر المستمرة
  • مشاكل في الجهاز التنفسي
  • مشاكل قلبية
  • تراجع نوعية الحياة

يمكن أن يضغط الحداب أيضاً على النخاع الشوكي، مما يسبب مشاكل في الأعصاب التي تصل إلى الساقين والجزء السفلي من الجسم، وهذا يمكن أن يؤدي إلى:

  • ضعف أو تنميل في الذراعين والساقين
  • فقدان السيطرة على المثانة
  • مشاكل في التوازن

إذا ظهرت هذه الأعراض لدى شخصٍ مصابٍ بانحناء العمود الفقري فيجب عليه طلب العناية الطبية الفورية، وعندها قد يوصي الطبيب بإجراء عمليةٍ جراحيةٍ لتخفيف الضغط على العصب.

عند خضوع المريض لعمليةٍ جراحيةٍ لعلاج الحداب قد يكون هناك مخاطر لحدوث بعض المضاعفات الجراحية، بما في ذلك العدوى بعد العملية والنزيف حول موقع الجراحة.

الوسائل التشخيصية

تسير عملية تشخيص حالة الحداب وفق عدة مراحل للوصول إلى معرفة الحالة وسببها، ويتضمن ذلك:

١- القصة المرضية

يسأل الطبيب عن شكوى المريض والأعراض الحاصلة كالألم والتصلب وشد العضلات وانحناء الظهر، ويمكن أن يسأل عن:

  • زمن بدء الأعراض
  • شدة الأعراض
  • الأمراض المزمنة التي يعاني منها المريض
  • الأدوية التي يتناولها
٢- الفحص السريري

غالباً ما يمر الحداب الخفيف دون أن يلاحظه أحد؛ ولكن إذا كانت التغيرات في ظهر المريض ملحوظة فعادةً ما يكون ذلك مزعجاً جداً لكل من الوالدين والطفل.

يقوم الطبيب بفحص ظهر الطفل والضغط على العمود الفقري لتحديد ما إذا كانت هناك أية مناطق مؤلمة.

أثناء الفحص يطلب الطبيب أن ينحني المريض للأمام مع وضع القدمين معاً، والركبتين مستقيمتين، والذراعين معلقتين، مما يمكّن الطبيب من رؤية ميل العمود الفقري بشكل أفضل وملاحظة أي تشوهٍ فيه.

٣- الاختبارات الإضافية

قد يطلب الطبيب إجراء بعض الفحوص الإضافية، مثل:

  • الأشعة السينية: وهي توفر صوراً للهياكل الكثيفة، مثل العظام؛ وقد يطلب الطبيب إجراء صورٍ بالأشعة السينية من زوايا مختلفة لتحديد ما إذا كانت هناك تغيرات في الفقرات أو أي تشوهات عظمية أخرى.
  • اختبارات وظائف الرئة: إذا كان الانحناء شديداً فقد يطلب الطبيب إجراء اختبارات وظائف الرئة، والتي تساعد في تحديد ما إذا كان تنفس المريض محدداً بسبب تقلص مساحة الصدر.
  • الاختبارات الأخرى: في الحالات التي تظهر فيها أعراض تتعلق بالنخاع الشوكي - مثل الألم أو الوخز أو التنميل - فقد يطلب الطبيب اختبارات عصبية أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).

العلاج

يعتمد علاج حالة الحداب على النوع وشدة الانحناء، حيث يتم اتباع أحد العلاجين التاليين:

١- العلاج غير الجراحي

يساعد العلاج غير الجراحي في منع تفاقم الانحناء، ويمكن أن يساعد أيضا الأشخاص الذين يعانون من حداب شيرمان إذا كان منحنى العمود الفقري لديهم أقل من 70-75 درجة.

ويتضمن العلاج غير الجراحي ما يلي:

  • المراقبة: في حالات الحداب الخفيف قد يقترح الطبيب الانتظار لمعرفة ما إذا كان الانحناء يتطور، وإذا لم يحدث ذلك فقد لا تكون هناك حاجة إلى مزيد من العلاج.
  • العلاج الفيزيائي: يتضمن تمارين محددةً تعمل على تقوية عضلات الظهر والعضلات الأساسية، وقد تساعد في تحسين وضعية الجسم.
  • الدعامة: في بعض حالات حداب شيرمان قد يوصي الطبيب باستخدام دعامةٍ للعمود الفقري إذا كان لا يزال في مرحلة النمو.
  • علاج الحالات الأساسية: إذا كان أحد كبار السن يعاني من هشاشة العظام، أو حالة أخرى تتسبب في إضعاف العمود الفقري أو تغيير شكله، فإن علاج الاضطراب الأساسي قد يوقف تطور الانحناء.
  • كما يمكن أن تساعد مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) في تقليل الألم الناجم عن الحداب.

٢- العلاج الجراحي

يمكن أن يستفيد الأشخاص الذين يعانون من الحداب الخلقي أو الأشكال الحادة من حداب شيرمان من العلاج الجراحي. حيث تهدف الجراحة إلى تقليل انحناء العمود الفقري وأي أعراض مرتبطة به، مثل الألم.

يختلف الإجراء الدقيق الذي يتلقاه الشخص حسب الحالة؛ ويعتبر دمج العمود الفقري النوع الشائع من الجراحة، والذي يتضمن لحام عدة فقراتٍ معاً لتكوين قطعةٍ واحدةٍ من العظام.

تتضمن الإجراءات الجراحية الأخرى للحداب الشديد إدخال قضبان ومسامير معدنية وصفائح في العمود الفقري، مما يساعد على استقرار العمود الفقري. وتعد هذه الإجراءات بمثابة عملياتٍ جراحيةٍ كبرى تتضمن بعض المخاطر، لذلك يحاول الأطباء عادةً استخدام الأساليب غير الجراحية أولاً إذا كان ذلك ممكناً.

الوقاية

ليس من الممكن دائماً الوقاية من الحداب؛ ولكن قد يكون الأشخاص قادرين على تقليل فرص الإصابة زو زيادة شدة الانحناء من خلال الحفاظ على وضعية جيدة وعلى صحة الظهر؛ يمكن تحقيق ذلك باتباع النصائح التالية:

١- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام

ينصح بممارسة الرياضة بانتظام للحفاظ على عضلات الظهر والعضلات الأساسية قوية، ومن هذه الرياضات:

  • تمارين تقوية عضلات الظهر والبطن: تساعد هذه التمارين على دعم العمود الفقري ومنع انحناءه.
  • تمارين اليوغا وال Pilates: تحسّن هذه التمارين من المرونة وتحافظ على توازن الجسم.
  • السباحة: رياضة ممتازة لتقوية عضلات الجسم دون إجهاد المفاصل.
٢- الحفاظ على وضعية جيدة
  • الوقوف والجلوس بشكل مستقيم: حافظ على استقامة ظهرك عند الوقوف والجلوس، وتجنب الانحناء للأمام.
  • استخدام مقاعد مريحة: تأكد من أن مقاعد العمل والدراسة تدعم أسفل الظهر.
  • تجنب حمل الأشياء الثقيلة: وزّع وزن الأشياء الثقيلة على كلا الجانبين، واستخدم عربة يدوية عند الحاجة.
  • تجنب استخدام الهاتف المحمول لفترات طويلة: يُسبب ذلك الانحناء للأمام ويُضعف عضلات الرقبة.
  • خذ فترات راحة منتظمة من العمل: قم ببعض تمارين التمدد كل ساعة أو ساعتين.
٣- اتباع نظام غذائي وحياتي صحي
  • تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم وفيتامين د: تساعد هذه العناصر الغذائية على تقوية العظام ومنع هشاشة العظام.
  • تناول الفواكه والخضروات تعزز هذه الأطعمة صحة الجسم بشكل عام.
  • الحفاظ على وزن صحي: الوزن الزائد يسبب ضغطًا على العمود الفقري ويزيد من خطر الإصابة بالحداب.
  • تقليل أو تجنب استهلاك الكحول
  • تجنب حني الظهر واستخدام حزام داعم للظهر لمنع تفاقم الانحناء
  • تجنب النوم على البطن