نصائح للوقاية من نوبات التهاب القولون التقرحي

الكاتب - أخر تحديث 9 أغسطس 2023

التهاب القولون التقرحي "Ulcerative colitis" هو أحد نوعي الداء المعوي الالتهابي، وهو مرض مزمن يسبب تورم والتهاب يصيب الأمعاء الغليظة ترافقه أعراض مثل آلام البطن والإسهال.

ويعتبر الالتهاب طريقة طبيعية يدافع بها الجهاز المناعي عن الجسم عند محاربة العوامل الضارة، مثل الجراثيم والفيروسات، وعادةً ما يختفي الالتهاب بمجرد تدمير تلك العوامل. ولكن عندما توجد مشكلة في الجهاز المناعي يستمر الالتهاب، مما يؤدي إلى إتلاف جدران الجهاز الهضمي في هذه الحالة.

لأن سلامتك تهمنا

تحدث مع طبيب

قد يبدأ التهاب القولون التقرحي تدريجياً ويصبح أسوأ بمرور الوقت، ولكن في حالات أخرى يمكن أن يبدأ بشكل مفاجئ، ويمكن أن تتراوح الأعراض من الخفيفة إلى الشديدة.

يأتي المرض على شكل فترات من النوبات التي تظهر فيها الأعراض، وبين هذه الفترات تمر أوقات من الهجوع واختفاء الأعراض. قد تستمر فترات الهجوع لأسابيع أو سنوات، ويهدف العلاج إلى إبقاء المريض في حالة هجوع لأطول فترةٍ ممكنة.

الأعراض

عادةً ما يكون الإسهال العرض الأول في التهاب القولون التقرحي. ويصبح البراز أكثر مرونةً بشكل تدريجي، وقد يعاني بعض الأشخاص من آلام في البطن مصحوبةً بتقلصات ورغبة شديدة بالذهاب إلى الحمام. وقد يبدأ الإسهال ببطءٍ أو فجأةً، وتعتمد الأعراض على مدى انتشار الالتهاب.

وتشمل الأعراض الأخرى الأكثر شيوعاً لالتهاب القولون التقرحي ما يلي:

  • ألم البطن
  • الإسهال الدموي المترافق مع المخاط
  • التعب
  • فقدان الوزن
  • فقدان الشهية
  • فقر الدم
  • ارتفاع الحرارة
  • التجفاف
  • الرغبة المستمرة في التبرز
  • ألم المفاصل
  • فشل النمو عند الأطفال

وغالباً ما تكون الأعراض أسوأ في الصباح الباكر. وبشكل عام قد تخف الأعراض أو تغيب لأشهر أو سنوات، إلا أنها عادةً ما تعود عند عدم تلقي العلاج، كما أنها تختلف تبعاً للجزء المصاب من القولون.

أسباب التهاب القولون التقرحي

ينتج التهاب القولون التقرحي عن عدة أسباب لم يتم فهمها جيداً بعد، ولكن هنالك عوامل تساهم في تطوير الإصابة وهي تشمل:

  • الاستجابة المناعية غير الطبيعية
  • الوراثة
  • الميكروبيوم (الكائنات الدقيقة المتعايشة مع الإنسان)
  • العوامل البيئية
  • يقترح البعض أن المرض يمكن أن ينجم عن تفاعل بين فيروس أو عدوى جرثومية في القولون وبين الاستجابة المناعية للجسم.

عادةً ما يحمي الجهاز المناعي الجسم من العدوى، وقد تسبب الاستجابة المناعية الطبيعية التهاباً مؤقتاً لمكافحة المرض أو العدوى، ومن ثم يختفي الالتهاب بمجرد أن يتعافى المرء. ولكن عند مرضى التهاب القولون التقرحي يستمر الالتهاب لفترة طويلة بعد انتهاء عمل الجهاز المناعي، ويستمر الجسم في إرسال خلايا الدم البيضاء إلى بطانة الأمعاء، حيث تسبب هناك التهاباً وتقرحاً مزمناً.

المضاعفات

قد يؤدي التهاب القولون التقرحي إلى مضاعفات تتطور بمرور الوقت وخاصةً إذا تم إهمال الحالة، وتشمل المضاعفات ما يلي:

  • فقر الدم: قد يؤدي التهاب القولون التقرحي إلى أكثر من نوع واحد من فقر الدم، بما في ذلك فقر الدم الناجم عن نقص الحديد وفقر الدم الأمراض المزمنة.
  • مشاكل العظام: حيث أن استخدام الستيروئيدات القشرية في علاج التهاب القولون التقرحي ويمكن أن تؤثر على العظام، وتساهم في حدوث قلة العظام "Osteopenia" أو هشاشة العظام "Osteoporosis". 
  • مشاكل في النمو والتطور عند الأطفال، مثل اكتساب وزن أقل من الطبيعي أو بطء النمو أو قصر القامة أو تأخر سن البلوغ.
  • سرطان القولون والمستقيم

كما قد يؤدي التهاب القولون التقرحي إلى مضاعفات خطيرة تتطور بسرعة وقد تكون مهددة للحياة، وتتطلب التداخل الإسعافي في المستشفى. وتشمل المضاعفات الخطرة ما يلي:

  • التهاب القولون التقرحي الخاطف والذي يسبب أعراضاً شديدة الخطورة، تشمل:
    • خروج البراز المدمى أكثر من 10 مرات في اليوم
    • ارتفاع درجة الحرارة
    • تسرع معدل ضربات القلب
    • فقر الدم الحاد
  • كما أن المصابين بهذه الحالة معرضون لخطر أكبر للإصابة بمضاعفات أخرى مثل تضخم القولون السمي. وفيه ينتشر الالتهاب إلى الطبقات العميقة للأمعاء الغليظة، فتتضخم الأمعاء وتتوقف عن العمل.
  • الانثقاب في جدار الأمعاء الغليظة
  • حدوث نزيف حاد في المستقيم يتطلب الجراحة العاجلة
  • من الممكن أن يؤدي التهاب القولون التقرحي الشديد أو المضاعفات الخطيرة إلى مشاكل إضافية مثل فقر الدم والتجفاف الشديدين. حيث يتم علاج هذه المشاكل عن طريق نقل الدم أو تسريب السوائل الوريدية والشوارد.

التشخيص

لتأكيد التهاب القولون التقرحي يجب على الطبيب استبعاد الأمراض الأخرى. حيث يجري الطبيب فحص بدني للمريض وقد يطلب إجراء اختبارات إضافية وتشمل ما يلي:

  • تحاليل الدم والتي يمكن أن تظهر وجود علامات على العدوى أو فقر الدم.
  • فحص عينات البراز والتي يمكن أن تظهر علامات العدوى ووجود الطفيليات والالتهاب.
  • الاختبارات التصويرية مثل التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو التصوير المقطعي المحوسب (CT).
  • التنظير حيث يتم إدخال منظار مرن مزود بكاميرا صغيرة من فتحة الشرج، وهو يمكن الطبيب من التحقق من صحة المستقيم والقولون. وتشمل الاختبارات التنظيرية الشائعة تنظير القولون وتنظير القولون السيني.

علاج التهاب القولون التقرحي

لا يوجد علاج شافٍ لالتهاب القولون التقرحي حتى يومنا هذا، ولكن هناك بعض العلاجات والنصائح المتوفرة والتي تساعد في تقليل آثار المرض.

تحدث مع طبيب الآن

AvatarNew alerts
Avatar
Avatar
Avatar

+16 طبيب متواجد الآن

١- العلاج الدوائي

يهدف العلاج الدوائي إلى علاج الانتكاسات عند حدوثها وإعطاء الأمعاء فرصةً للتعافي؛ وتساعد الأدوية في تهدئة الألم وتحسين الحالة العامة للمريض ومنع حدوث المضاعفات.

ومن أهم الأدوية التي يتم استخدامها للسيطرة على الالتهاب ما يلي:

  • الستيروئيدات
  • الأمينوساليسيلات للتخفيف من وتيرة الانتكاسات
  • الأدوية المثبطة للجهاز المناعي
  • المضادات الحيوية

قد يُنصح أيضاً بتناول الأدوية التي تسيطر على الإسهال ومسكنات الألم والمكملات الغذائية لزيادة مستويات الحديد وفيتامين D والكالسيوم.

٢- العلاج الجراحي

إذا كانت حالة التهاب القولون التقرحي شديدة ولا تستجيب للأدوية. فقد يوصي الطبيب بإجراء عملية جراحية لاستئصال القولون. ومن ثم يتم تصنيع جيب داخل الجسم يمتد من نهاية الأمعاء الدقيقة، ويتم توصيله مباشرةً بفتحة الشرج. كما يمكن إنشاء مفاغرةٍ مؤقتة أو دائمة، وهي عبارة عن فتحة صناعية في المعدة تخرج البراز إلى كيس.

وتنهي الجراحة أعراض التهاب القولون التقرحي، ولذلك غالباً لا تكون هناك حاجة إلى الأدوية. ومن الطبيعي أن يشعر المريض بعدم الارتياح حيال فكرة العيش مع المفاغرة، ولكنها غالباً ما تحسن نوعية حياته بشكل كبير.

نصائح للوقاية من نوبات التهاب القولون التقرحي

يستطيع المريض عندما يكون في حالة هجوع أو هدأة أن يؤخر أو يمنع النوبات الجديدة من الحدوث عن طريق تجنب بعض المحرضات التي قد تؤدي لبدء نوبة جديدة. كما يستطيع اتباع نظام غذائي يساعد في السيطرة على الأعراض وإطالة الوقت بين النوبات.

١- المحرضات

تشمل المحرضات التي يجب أن يتجنبها المريض ما يلي:

  • التوتر والإجهاد العاطفي: حيث ينصح بالحصول على سبع ساعات من النوم على الأقل كل ليلة، وممارسة الرياضة بانتظام وممارسة التأمل لتخفيف التوتر والإجهاد العاطفي.
  • استخدام مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية لتسكين الآلام أو الحمى: يمكن استخدم أسيتامينوفين "acetaminophen"  ويعرف باسم باراسيتامول وذلك بدلاً من مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية.
  • استخدام المضادات الحيوية بحسب ارشادات الطبيب
٢- النظام الغذائي

لا يتسبب النظام الغذائي في تطور التهاب القولون التقرحي ولا يمكن لأي نظام غذائي خاص أن يعالج المرض، ولكن تساعد بعض الأطعمة في السيطرة على الأعراض وإطالة الوقت بين النوبات. كما قد تؤدي بعض الأطعمة إلى تفاقم الأعراض ويجب تجنبها.

وتختلف الأطعمة التي تثير الأعراض من شخص لآخر، ولذلك يمكن للمريض تسجيل ما يتناوله كل يوم وكيف يشعر بعد ذلك.

وغالباً ما تتضمن الأطعمة التي تحفز الأعراض ما يلي:

  • الأطعمة الدهنية
  • الأطعمة والمشروبات عالية السكر
  • المشروبات الغازية
  • الأطعمة الغنية بالألياف
  • الكحول

وبالإضافة إلى ما سبق يمكن للرضع والأطفال والمراهقين أيضا أن يكونوا حساسين تجاه الملح ومنتجات الألبان. لذلك ينصح بمراقبة أغذية الأطفال والمراهقين، خاصةً لأن شهيتهم قد تنخفض أثناء النوبات.

كما أن الالتهاب الحاصل في التهاب القولون التقرحي قد يمنع الجهاز الهضمي من امتصاص العناصر الغذائية الكافية، مما يمكن أن يؤثر أيضاً على صحة الطفل، ولذلك قد يحتاج إلى زيادة كمية السعرات الحرارية التي يستهلكها.

يجب أن يتم متابعة حالة المريض بغض النظر عن عمره باستمرار مع الطبيب المختص بالحالة، كما قد يتم تغيير الأدوية والنظام الغذائي الخاص بالمريض بحسب تطور المرض وشدة الأعراض.