لمحة عامة عن اضطرابات النظم القلبية

المراجعة الطبية - M.D
الكاتب - أخر تحديث 26 يوليو 2022

يعمل القلب البشري بشكل عفوي وفق إيقاع ونُظم معينيّن، وفي حال اضطراب هذه النظم والسرعة بسبب حالة مرضية معيّنة أو اختلال معين، تظهر حالات تُعرف باضطرابات النظم القلبية أو عدم انتظام ضربات القلب.

فما هي اضطرابات النظم القلبية وما سببها؟ سنناقش كل هذه النقاط ضمن هذا المقال.

لأن سلامتك تهمنا

تحدث مع طبيب

ما هي اضطرابات النظم القلبية؟

تعرف اضطرابات النظم القلبية (Arrhythmia) على أنها تبدل غير طبيعي في سرعة أو تواتر انتظام ضربات القلب.

هذا يعني إمكانية حدوث تسارع أو تباطؤ في عدد ضربات القلب، أو حدوث عدم انتظام بضربات القلب كحدوث ضربات زائدة أو ناقصة عن التواتر الطبيعي للقلب.

تعتبر اضطرابات النظم حالة شائعة ومنتشرة بين الناس ومعظم حالاتها تكون خفيفة وغير خطيرة، كما وقد لا تسبب أية أعراض.

لكن هناك حالات معينة في حال عدم علاجها قد تسبب خطراً وتهدد حياة المريض خاصةً في حال وجود مرض قلبي مرافق معها.

آلية عمل القلب

تعتبر عملية انقباض القلب لإعطاء النبضات عملية منظمة وتتم ذاتياً وفق تسلسل منتظم ضمن عضلة القلب.

السبب هو أن القلب يملك في بنيته جهاز نقل كهربائي خاص به يتألف من مجموعة من المحطات التي تصدر إشارة كهربائية تدعى بالعقد (Node) والحزم والألياف التي تنقل هذه الإشارات لجميع أنحاء عضلة القلب.

النبض الطبيعي للقلب

يتألف القلب من أربع حجرات مرتبطة فيما بينها: أذينتان في الأعلى وبطينين في الأسفل.

خلال النبض الطبيعي للقلب تتقلص الأذينتان أولاً ومن ثم البطينان، أي تنتقل الإشارة الكهربائية المسؤولة عن تقلص القلب من الأعلى للأسفل.

يبدأ تنبيه التقلص للعضلة القلبية من المحطة الأولى والرئيسية والتي تدعى "العقدة الجيبية" الموجودة في أعلى الأذين الأيمن وتدعى "ناظم الخطى".

ينتشر التنبيه الكهربائي عبر الألياف في الأذينات وتتقلص لينتقل بعدها التنبيه إلى عقدة ومحطة جديدة تدعى "العقدة الأذينية البطينية"، تتوضع في منطقة اتصال الأذينات مع البطينات.

تتلقى هذه العقدة الإشارة الكهربائية من العقدة الجيبية والأذينتين لتعيد ارسالها عبر ألياف خاصة باتجاه البطينات ليحدث تقلص البطينات.

وهكذا تحدث الضربة القلبية وتتكرر العملية بشكل عفوي ومنتظم ويكون عدد الضربات أو معدل النظم الطبيعي للقلب (٦٠- ١٠٠) ضربة بالدقيقة.

آلية حصول الاضطرابات  

تحدث اضطرابات النظم عند وجود خلل يؤثر على تسلسل التنبيهات والنقل في الجهاز الكهربائي للقلب.

هذا الخلل يقطع تسلسل نقل التنبيه والإشارة المنتظمة في القلب والتي تنظم عدد ضرباته وتقلصه وتسبب خللاً وتغيراً في إيقاع وتواتر عمل القلب، وبالتالي تظهر اضطرابات النظم المختلفة كالتسرع أو ضربات زائدة غير منتظمة.

يمكن تقسيم آلية حدوث اضطرابات النظم إلى آليتين رئيسيتين:

١- اضطرابات تحدث دون وجود خلل أو اضطراب في جهاز النقل الكهربائي

هنا يحصل إما تسارع للقلب أو تباطؤ نتيجة وجود مشكلة أو مرض قلبي يؤثر على العقدة الجيبية (ناظم الخطى الرئيسي) والتي تتحكم بسرعة القلب.

تعطي العقدة تنبيهات قد تكون دائمة أو على شكل نوبات مؤقتة خارج الإطار والسرعة الطبيعية، وهذه التنبيهات قد تكون سريعة أو بطيئة، وتنتشر عبر الألياف الناقلة وتؤثر على القلب كله.

٢- اضطرابات تحدث نتيجة وجود خلل أو اضطراب في جهاز النقل الكهربائي للقلب

تنتشر الألياف الناقلة للتنبيهات الكهربائية في كل أجزاء العضلة القلبية، وتنظم عملية نقل التنبيهات عقداً خاصة في القلب.

لكن في حالات معينة نتيجة وجود أذية في العضلة القلبية مثلاً أو مرض قلبي قد تصبح أي منطقة من مناطق نسيج العضلة القلبية قادرة على إعطاء تنبيه كهربائي منفصل عن العقدة الجيبية والعقدة الأذينية البطينية.

وذلك نتيجة لتضرر نسيج العضلة القلبية من جهة والأنسجة التي تنقل التنبيه الكهربائي في المنطقة المتضررة من جهة أخرى.

وعند حصول هذا الأمر تصدر من المنطقة المتضررة إشارة كهربائية شاذة عن النَظم الطبيعي للقلب وتنتشر عبر الألياف الناقلة، وذلك خارج التنبيه الطبيعي للقلب.

تسبب هذه الإشارة تقلص غير منتظم أو مفاجئ في العضلة القلبية، وهنا يحدث اضطراب النظم بشكل ضربات شاذة عن الإيقاع الطبيعي للقلب أو غياب وتأخير لحدوث الضربات.

تحدث مع طبيب الآن

AvatarNew alerts
Avatar
Avatar
Avatar

+16 طبيب متواجد الآن

مقطع تشريحي للقلب
مقطع تشريحي للقلب

أسباب حدوث اضطرابات النظم

هناك العديد من العوامل التي تزيد من احتمالية حدوث اضطرابات النظم، حيث تسبب هذه العوامل خلل في التنبيه والنقل الكهربائي الذي يحفز القلب.

وتضم أبرز العوامل المسببة لحدوث اضطرابات النظم ما يلي:

  • الجلطة القلبية أو احتشاء العضلة القلبية
  • ارتفاع التوتر الشرياني
  • قصور القلب
  • أمراض الصمامات القلبية
  • تشوهات القلب البنيوية
  • فرط نشاط الغدة الدرقية
  • مرض السكري
  • التوتر والضغط النفسي
  • استهلاك الكحول المفرط
  • الإفراط في تناول المنبهات
  • استعمال بعض الأدوية
  • التدخين

الأعراض

بشكل عام هناك مجموعة عامة من الأعراض التي تترافق مع اضطرابات النظم بشكل متكرر، ومنها:

  • الدوار
  • ضيق التنفس
  • إحساس بعدم الارتياح في الصدر (خفقان في القلب)
  • الشعور بالتعب
  • فقد الوعي أحياناً

أنواع اضطرابات النظم القلبية

تختلف اضطرابات النظم القلبية في أنواعها وتصنيفها إما بحسب السرعة أو بحسب المكان من القلب الذي خرجت منه التنبيهات.

وبهذا يمكن تقسيم اضطرابات النظم القلبية إلى الأنواع التالية:

١- تباطؤ القلب أو اضطراب النظم البطيء    

يحدث فيه بطء في معدل ضربات القلب الكليّة، فينبض القلب عدد مرات أقل من الحالة الطبيعة (60 ضربة بالدقيقة).

السبب الرئيسي لحدوث هذا التباطؤ هو حدوث خلل أو مرض يؤثر على العقدة الجيبية ويجعلها تعطي تنبيهات أقل، كنقص التروية القلبية مثلاً أو احتشاء العضلة القلبية وغيرها.

٢- خوارج الانقباض أو ضربات القلب المبكرة

هذا النوع من اضطرابات النظم هو الأكثر شيوعاً، وهو حدوث لضربة مفاجئة في العضلة القلبية بشكل خارج عن الإيقاع الطبيعي للقلب.

القلب يتنبه ويتقلص ومن ثم يرتاح فترة من الزمن ليعود ليتقلص من جديد، وهذه الخوارج والضربات الباكرة تحدث اثناء فترة استرخاء القلب حيث يصدر تنبيه كهربائي شاذ يجعل القلب يتقلص خلال فترة الراحة فتصدر ضربة قلبية وتقلص قلبي مبكر، وبعدها يعود القلب للإيقاع الطبيعي.

٣- اضطرابات النظم فوق البطينية

تشمل اضطرابات النظم التي تحدث في القسم العلوي أو الحجرات العلوية للقلب وهي الأذينات أو منطقة اتصال الأذينات مع البطينات.

ويتميز هذا النوع من اضطرابات النظم أنه يسبب تسارع في ضربات القلب وقد يكون كبير نسبياً.

وأكثر أنواع اضطرابات النظم فوق البطينية شيوعاً هي:

  • الرجفان الأذيني
  • الرفرفة الأذينية
  • تسرع القلب النوبي فوق البطيني

٤- اضطرابات النظم البطينية

في هذا النوع تحدث التنبيهات الشاذة وتصدر من البطينات في العضلة القلبية، وتعتبر هذه الاضطرابات من أخطر الأنواع وقد تكون مهددة للحياة، وتستدعي تدخل طبي فوري.

ومن أهم اضطرابات النظم البطينية هي:

  • تسرع القلب البطيني
  • الرجفان البطيني

تشخيص اضطرابات النظم القلبية

يحتاج تشخيص وجود أي نوع من أنواع اضطرابات النظم إلى مجموعة من الإجراءات والفحوص الطبية، حيث تشخيص الاضطرابات ليس أمراً سهلاً نظراً لكونها مؤقتة أو على شكل نوبات عابرة.

وتتضمن إجراءات تشخيص وجود اضطرابات النظم ما يلي:

١- الأعراض والقصة المرضية

تساعد مجموعة الأعراض التي يصفها المريض بتوجيه انتباه الطبيب المختص لحالة اضطراب النظم.

تتضمن الأعراض عادة: إحساس بالخفقان، اضطراب ضربات القلب، ضيق النفس، والدوار وغيرها.

٢- تخطيط القلب الكهربائي

يتم وصل جهاز على صدر وأطراف المريض، ويظهر مخطط يعكس عمل القلب وحالة القلب العامة.

حيث يظهر في المخطط سرعة ضربات القلب، الضربات منتظمة أم غير منتظمة، النقل الكهربائي طبيعي أم غير طبيعي، وطبيعة حالة التروية القلبية وتقلص جدران عضلة القلب.

٣- التصوير بالأمواج فوق الصوتية

يتم استخدام الأمواج فوق الصوتية لتصوير القلب وحجراته، ويتم من خلاله تقييم وظيفة القلب وحركته وتقلصه.

فيتحرى الطبيب حالة الصمامات القلبية، وحالة القلب ووجود أمراض أو شذوذات وتشوهات قد تسبب حدوث اضطرابات النظم.

٤- تخطيط قلب على مدار ٢٤ ساعة أو ما يدعى بجهاز الهولتر (HOLTER)

هو جهاز صغير يتم وصله على صدر المريض لتسجيل مخطط للقلب على مدار ٢٤ ساعة.

يستعمل هذا الجهاز للتشخيص الدقيق لنوع ومدة اضطرابات وخلل النظم في القلب، وخصوصاً في الحالات غير النوعية أو المؤقتة التي تكون بشكل نوبات عابرة.

الملخص

تعد اضطرابات النظم القلبية من الحالات شائعة ومعظمها غير خطير وقابل للضبط من خلال كشفها مبكراً، ولهذا ينصح بإجراء فحوص روتينة على الأقل مرة كل سنة خاصةً بعد سن الأربعين ومن لديهم تاريخ عائلي بالأمراض القلبية.