كيف تنقذ حياة إنسان؟ دليل شامل عن الإنعاش القلبي الرئوي

الكاتب - أخر تحديث 2 مارس 2024

أصبح الإنعاش القلبي الرئوي أمراً حيوياً للحفاظ على حياة الأفراد في حالات الطوارئ الطبية حيث يعتمد على سلسلة من الإجراءات لاستعادة التنفس وضربات القلب عبر ضغط الصدر المستمر وتوفير التهوية الاصطناعية.

ويعزز التدريب الشامل للفرد فهماً صحيحاً لهذه الإجراءات مما يسهم في توفير الرعاية الفعالة وزيادة فرص النجاة في حالات الطوارئ.

لأن سلامتك تهمنا

تحدث مع طبيب

طريقة عمل القلب

يعمل القلب على ضخ الدم إلى جميع أنحاء الجسم حيث يزود الدم الخلايا بالأكسجين والمواد اللازمة لأداء وظائفها فضلاً عن تخليصها من غاز ثاني أكسيد الكربون والفضلات المتراكمة فيها.

وتكشف هذه العملية الدقيقة مدى أهمية العضلة القلبية في الحفاظ على حياة الشخص. لكن لسوء الحظ قد يعاني البعض من أمراض عديدة تؤثر سلباً على صحة العضلة القلبية وتسبب تراجعاً في قدرتها وكفاءتها على ضخ الدم إلى خلايا الجسم.

أسباب السكتة القلبية

تعد السكتة القلبية "Cardiac Arrest" من أخطر المشكلات الصحية التي قد تتعرض لها عضلة القلب. وتحدث نتيجة توقف مفاجئ وغير متوقع للقلب إلى جانب عدم قدرته على ضخ الدم إلى أنحاء الجسم. حيث يتوقف جريان الدم باتّجاه الدماغ والأعضاء الحيوية الأخرى.

وتسهم الإجراءات الإسعافية في محاولة إنقاذ حياة الفرد إذ ينبغي الإنعاش القلبي الرئوي "CPR" سريعاً لإعادة ضخ الدم إلى أنحاء الجسم عن طريق التمسيد الخارجي للعضلة القلبية عبر الضغط بالكفين على الصدر.

وتجدر الإشارة إلى أن احتمالية البقاء على قيد الحياة تصبح ضئيلة لمن يتعرضون للسكتة القلبية خارج المستشفى حيث يموت 9 من 10 أشخاص خلال دقائق. (1)

وتعد من أبرز أسباب السكتة القلبية ما يلي:

لذلك تعد السكتة القلبية هي المسؤولة عن حدوث الوفاة في الحالات المرتبطة بالذبحة القلبية والجلطات.

أهمية الإنعاش القلبي الرئوي

يعرّف الإنعاش القلبي الرئوي "CPR" على أنّه أحد الإجراءات الإسعافية المنقذة للحياة التي يجب البدء بها مباشرة بعد توقف النبض حيث تبيّن أنّ هذا الإجراء يزيد من فرص البقاء على قيد الحياة بعد حدوث السكتة القلبية بمعدل 2 إلى 3 أضعاف.

ويعد تعلم مبادئ الإنعاش القلبي الرئوي ضرورياً للجميع لإنقاذ حياة المصابين بالسكتة القلبية لكن يجب على الشخص الذي سيقوم بعملية الإنعاش أن يتحلى بالهدوء والتركيز خاصة أنه على وشك إنقاذ حياة شخص من الموت.

كما ينبغي البدء بالإنعاش القلبي الرئوي في الحالات التالية:

  • توقف قلب المريض
  • غياب النبض
  • توقف التنفس
  • اضطراب التنفس في بعض الحالات
  • فقدان الوعي

الحالات القلبية التي تتطلب الإنعاش القلبي الرئوي

تعد من أهمّ الحالات القلبية التي تتطلب البدء بالإنعاش القلبي الرئوي بشكل إسعافي ما يلي:

  • الرجفان البطيني "Ventricular fibrillation" ويرمز إليه (VF). ويحدث عندما تنقبض حجرات القلب السفلية بطريقة سريعة وغير منسقة ونتيجة لذلك لا يضخ القلب الدم إلى أعضاء الجسم
  • التسرع البطيني المتزامن مع اضطراب هيموديناميكي أو غياب في النبض "Ventricular tachycardia" ويرمز إليه (VT) ويحدث عندما تنبض الحجرة السفلية للقلب بسرعة كبيرة بحيث لا تتمكن من ضخ الدم جيداً ولا يتلقى الجسم ما يكفي من الدم المؤكسج
  • النشاط الكهربائي عديم النبض وهو حالة من غياب النبض في الأوعية الدموية مع استمرار عمل القلب
  • تباطؤ القلب اللاإنقباضي

خطوات الإنعاش القلبي الرئوي

يعتمد الإنعاش القلبي الرئوي على عدد من الخطوات التي ينبغي اتباعها كي يكون فاعلاً ومنقذاً لحياة المريض هي ما يلي:

1- الاتّصال بالإسعاف

يجب التواصل مع خدمات الطوارئ الطبية لإنقاذ الشخص الذي يعاني من سكتة قلبية وطلب المساعدة الطارئة له.

2- الحصول على جهاز الصدمات الكهربائي

يفضل الحصول على جهاز صدمات القلب الكهربائي الخارجي الآلي (AED) الذي يتوفر في العديد من الأماكن العامة مثل المطارات والشركات والمدارس. حيث تتطلب بعض حالات توقف القلب لهذا الجهاز.

3- وضعية المريض

ينبغي العمل على استلقاء المريض الخاضع للإنعاش على سطح ثابت ومستوٍ قدر الإمكان مع الحرص على تحرير مجرى الهواء من خلال رفع الرأس وفرد الذقن. وتهدف هذه العملية إلى توسيع مدخل الحنجرة والسماح بتدفق كمية أكبر من الأكسجين إلى الرئتين.

تحدث مع طبيب الآن

AvatarNew alerts
Avatar
Avatar
Avatar

+16 طبيب متواجد الآن

4- أنماط الإنعاش

بعد اتباع الخطوات التحضيرية المذكورة سابقاً ينبغي البدء في عملية الإنعاش القلبي الرئوي خلال ثوانٍ معدودة. وتُنفذ هذه العملية باتباع أحد النمطين التاليين اعتماداً على مؤهلات الشخص الذي سيقوم بتطبيقها:

النمط الأول: الأفراد المدربون على الإنعاش القلبي الرئوي

ويعتمد الإنعاش على ما يلي:

  • تمسيد القلب: عبر الضغط على الصدر بمعدل لا يقل عن 5 سم مع الانتباه لتجنّب الضغط المفرط لأكثر من 6 سم
  • تزويد الرئتين بالأكسجين: عن طريق نفخ الهواء في فم المصاب الخاضع للإنعاش وتحدث هذه العملية في حال غياب المعدات الطبية
النمط الثاني: الأفراد غير المدربين على الإنعاش القلبي الرئوي

يعتمد الإنعاش الذي يمكن أن يمارسه أي شخص دون خضوعه لتدريب سابق على التمسيد الخارجي للقلب دون تطبيق التنفس من فم المنقذ إلى فم المريض.

ويفيد هذا النوع من الإنعاش في بعض الحالات إلى حين وصول سيارة الإسعاف ونقل المريض إلى المستشفى لإكمال الإنعاش القلبي الرئوي.

وينبغي التذكير بأنّ الإنعاش القلبي الرئوي الفعال هو الذي يخضع للإشراف الطبي ويمتلك الأدوية والتقنيات الطبية اللازمة.

آلية الإنعاش القلبي الرئوي

لكي يكون الإنعاش الرئوي فعالاً ومنقذاً لحياة المريض ينبغي اتباع ما يلي:

1- وضعية المسعف

يمد المسعف مرفقيه بشكل مستقيم ثم يميل بشكل مباشر فوق المريض مع الضغط على صدر المريض بمساعدة الكتفين وليس عن طريق المرفقين.

2- وضع اليدين

توضع باطن اليد الأولى على عظم القص الموجودة في منتصف القفص الصدري بينما توضع اليد الثانية بشكل متشابك فوق اليد الأولى مع ضمان تلامس الأصابع.

3- طريقة الضغط

يجب ألا يقل عمق الضغط على الصدر عن 5 سم مع تجنب الإفراط في الضغط. كما ينبغي تحرير جدار الصدر والسماح له بالارتداد بشكل كامل ما بين الضغطات المتتالية.

ويفضل أن يتراوح معدل الضغط على الصدر ما بين 100 إلى 120 ضغطة في الدقيقة.

4- التنفس

بعد إجراء 30 ضغطة على جدار الصدر يمنح المسعف نفسين من فمه إلى فم المريض وذلك عبر إطباق الفمّين على بعضهما البعض.

وتجدر الإشارة إلى أن المرضى الذين يخضعون للإنعاش القلبي الرئوي في المستشفى يتعرضون لضغطات صدرية مستمرة بالتزامن مع منحهم التنفس الاصطناعي من خلال أنبوب القصبات الهوائية بمعدل يتراوح ما بين 8 إلى 10 مرات في الدقيقة.

5- التكرار

يستمر المسعف في تطبيق دورات الإنعاش القلبي الرئوي السابقة بشكل متكرر حتى عودة النبض للمريض.

وتختلف مدة الإنعاش تبعاً لعدة عوامل مثل عمر المريض، وحالته الصحية. وتتراوح المدة ما بين 30 إلى 45 دقيقة وقد تصل إلى ساعة في بعض الحالات الاستثنائية.

من ناحية أخرى ينصح بالتناوب بين المسعفين كل 2 إلى 3 دقائق بما يحقق راحة كافية لهم ويحافظ بشكل كبير على فعالية الإنعاش للمريض.

موانع الإنعاش القلبي الرئوي

تعد من أبرز الحالات التي لا نلجأ فيها إلى الإنعاش القلبي الرئوي ما يلي:

  • رفض المريض: يعد رفض المريض بشكل مسبق للإنعاش القلبي الرئوي مانعاً لحدوث ذلك، إذ يوجد عدد من المرضى يوصون بعدم رغبتهم في التعرض للإنعاش.
  • موانع مرضية: حيث يرى الطبيب أنّ الإنعاش سيكون عديم الفاعلية من الناحية الطبية لعدد من الحالات المرضية مثل مرضى الأورام في المراحل المتأخرة أو المرضى الذين يعانون من حالات طبية غير قابلة العلاج.

الآثار الجانبية للإنعاش القلبي الرئوي

على الرغم من الفوائد التي يقدّمها الإنعاش القلبي الرئوي كمحاولة إنقاذ حياة المريض إلا أن هناك آثاراً جانبية ومضاعفات قد تحدث بسببه مثل ما يلي:

  • كسور الأضلاع أو عظم القص: يحدث بسبب الضغط المفرط على منتصف الصدر.
  • نفخ المعدة: نتيجة الإفراط في التنفس الاصطناعي عن طريق إطباق فم المسعف على فم المريض بما يؤدي إلى ارتداد الإفرازات المعدية إلى المريء واحتمالية وصولها إلى القصبة الهوائية.

لذلك يفضل استخدام أنبوب القصبة الهوائية الذي يزوّد الرئتين بمعدلات مناسبة من الأكسجين للتغلب على هذه المشكلة.