فقدان السمع التوصيلي: الأسباب والعلاج

الكاتب - 13 ديسمبر 2022

ما هو فقدان السمع التوصيلي؟

فقدان السمع التوصيلي يشكل أحد أنماط فقدان السمع، التي تضم نمطاً يعرف بفقدان السمع الحسي العصبي، بالإضافة لنوع ثالث يحدث فيه النمطان المذكوران.

يحدث فقدان السمع التوصيلي، بسبب وجود مشاكل في وصول الصوت إلى الأذن الداخلية، وذلك نتيجة حدوث خلل في أي مكان من الأذن الخارجية، وصولاً إلى العظيمات في الأذن الوسطى، بالتالي فإن الأذية المسببة محصورة في الأذن الخارجية أو الوسطى.

لأن سلامتك تهمنا

تحدث مع طبيب

ينتشر هذا النمط من فقدان السمع بين الأطفال بشكل خاص، وذلك نتيجة انتشار حالات التهاب الأذن الوسطى، والتي تعد أبرز الأسباب الرئيسية.

أمّا بالنسبة للكبار فإن حدوث فقدان سمع توصيلي ليس بالأمر الشائع مقارنًة مع فقدان السمع الحسي العصبي.

في إحدى الدراسات التي أجريت على مجموعة من أطفال المدارس الابتدائية، أن انتشار ضعف السمع بين الأطفال قد بلغ 15% وكان 88.9% من الحالات من النمط التوصيلي. (1)

في دراسة أخرى شملت مجموعة أطفال من مرحلة رياض الأطفال إلى الصف السادس، كان انتشار فقدان السمع حوالي  19% وكانت نصيب فقدان السمع التوصيلي منها ما يقارب 93% (2)

أسباب فقدان السمع التوصيلي

تتعدد الاضطرابات والأمراض التي قد تطال الأذن الخارجية أو الوسطى والتي قد يؤثر على السمع، ومن هذه الأسباب التي قد تسبب فقدان السمع التوصيلي:

١- التشوهات الخِلقية

قد تكون مشاكل السمع عائدة للتشوهات الخِلقية في الأذن الخارجية وقناة السمع أو حتى الأذن الوسطى. ومن هذه الحالات نذكر رتق الأذن حيث لا يكتمل تكوين الأذن الخارجية بالتالي يحدث خلل في نقل الصوت، وتعد هذه الحالات من أشهر أنواع تشوهات الأذن.

٢- انثقاب غشاء الطبل

يشكل غشاء الطبل صلة الوصل بين الأذن الخارجية والوسطى، ويساهم بشكل كبير في نقل الصوت، لذلك فإن أي خلل يصيبه سيؤثر حتماً على السمع ويسبب فقدان السمع التوصيلي.

يمكن أن يتعرض غشاء الطبل للانثقاب نتيجة عوامل متعددة، أبرزها:

  • الانثقاب المباشر، عبر أي أداة حادة يدخلها المريض للأذن مثل دبوس الشعر
  • التغيُّر المفاجئ والسريع لضغط الهواء مثل التعرض للصفع
  • التغيُّر المفاجئ والسريع لضغط الماء مثل الغطس العميق
  • بسبب حدوث التهاب في الأذن الوسطى

٣- انسداد مسار السمع

من المسببات الأكثر شيوعاً لانسداد مسار السمع، هو وجود السدادة الصملاخية، والصملاخ يعتبر مادة طبيعية، توجد في الأذن نتيجة تجمع عدة مفرزات، من الممكن أن تسبب انسداداً يعيق عملية السمع.

كما أن وجود أي جسم غريب في الأذن قد يؤدي للمشكلة نفسها.

مقطع تشريحي لأجزاء الأذن
مقطع تشريحي لأجزاء الأذن

٤- التهاب الأذن الوسطى

تشمل التهابات الأذن الوسطى التي تؤثر على السمع، كل من التهاب الأذن الوسطى الحاد (الجرثومي) والتهاب الأذن الوسطى الانصبابي (الأذن الغروية)، يعد الأخير من الأسباب الشائعة لحدوث فقدان السمع عند الأطفال.

٥- سوء وظيفة نفير أوستاش

نفير أوستاش عبارة عن قناة تصل بين الأذن الوسطى والبلعوم الأنفي بالتالي تشكل مصدر لطرح المفرزات من الأذن.

لكن في بعض الحالات، قد يصاب نفير أوستاش بالالتهاب ويتورم مما يؤدي لعدم خروج المفرزات وتراكمها في الأذن الوسطى، ويسبب ذلك خللاً في عملية السمع.

وتضم الأسباب:

تزداد نسب سوء وظيفة نفير أوستاش عند الأطفال، نتيجة لعدم اكتمال نموه، حيث يكون قصير ومستقيم مما يسهل حدوث العدوى.

كما وتنتشر الحالة أيضاً عند البالغين من المدخنين، نتيجة لتأذي الأهداب بسبب التدخين المتواصل.

٦- التهاب الأذن الخارجية

قد تصاب الأذن الخارجية، بأي شكل من أشكال العدوى الفيروسية أو الجرثومية وحتى الفطرية، مما يؤدي لخلل في وظيفة الأذن في نقل الصوت بالتالي حدوث فقدان السمع التوصيلي.

تحدث مع طبيب الآن

AvatarNew alerts
Avatar
Avatar
Avatar

+16 طبيب متواجد الآن

٧- تصلب الركابة

يعرف أيضاً بتصلب الأذن الوسطى، وهي حالة تصيب الركابة، أحد عظميات السمع الثلاثة، التي تساهم في نقل الصوت.

ويحدث في هذه الحالة نمو غير طبيعي يطال قاعدة الركابة، والذي يؤثر بدوره على عملية السمع ويسبب فقدان السمع التوصيلي.

الأعراض التي تدل على فقدان السمع التوصيلي

قد يحدث فقداناً جزئياً للسمع ومن الممكن أن يكون تاماً، وقد تتأثر كل الأذنين أو تكون المشكلة في أذن واحدة.

كما إن سرعة تدهور السمع تختلف من شخص لآخر، ومن المهم في حال كان التدهور سريعاً مراجعة الطبيب بشكل فوري.

ويوجد عدة علامات تتعلق بفقدان السمع التوصيلي، وقد تدل على أن الشخص يعاني من اضطرابات في السمع وتضم:

  • يصف المريض الأصوات التي يسمعها كأنها مكتومة أو بعيدة
  • الشعور بألم أو ضغط أو خروج إفرازات من الأذن
  • الشعور بامتلاء الأذنين
  • قد يكون هناك رائحة مزعجة تخرج من الأذن

التشخيص

تساعد القصة المرضية والعلامات التي يلاحظها الطبيب، في التوجه نحو تشخيص فقدان السمع التوصيلي.

بالإضافة لمجموعة من الاختبارات التي تعطي معلومات تفيد في تأكيد وجود فقدان سمع توصيلي، وتحديد العامل المسبب، وتضم:

١- تنظير الأذن

يعاين الطبيب عبر جهاز منظار الأذن، غشاء الطبل ومجرى السمع الظاهر، ويبحث عن أي جسم غريب أو سدادة صملاخية تسد المجرى.

٢- الشوكة الرنانة

هي عبارة عن أداة على شكل حرف U مع قاعدة، وتفيد بكونها قادرة على إعطاء اهتزازات عند طرقها، وتقارن سرعة نقل الاهتزازات عبر طريقين إحداهما هوائي يتأثر بفقدان السمع التوصيلي، والآخر عظمي يتأثر بفقدان السمع الحسي العصبي. وبناءً عليه يوجد اختبارين معتمدين بالشوكة الرنانة وهما:

آ- اختبار رينيه

خبر الطبيب المريض أن يعلمه عند توقف سماع الاهتزازات، من ثم يقوم بوضع الشوكة الرنّانة وهي مُهتزَّة خلف الأذن، وتحديداً على العظم الخشائي التابع للعظم الصدغي (الطريق العظمي).

ثمّ عند توقف سماع مرور الأصوات المارة عبر الطريق العظمي، يضع الطبيب الرنانة أمام الأذن مباشرةً، إلى أن تختفي الاهتزازات التي يسمعها المريض. ويكون هناك احتمالان:

  • الاختبار إيجابي (رينيه إيجابية): يستمر هنا المريض بسماع الاهتزازات بالطريق الهوائي لفترة أطول من العظمي، ويكون هنا إما الحالة طبيعية أو يوجد فقدان سمع حسي عصبي.
  • الاختبار سلبي (رينيه سلبية): يكون هنا انتقال الصوت في الطريق العظمي مساوٍ للطريق الهوائي أو أكثر منه، وتدل على وجود فقدان سمع توصيلي.
ب- اختبار ويبر

يضع الطبيب الشوكة الرنانة المُهتزة على منصف الجبهة تماماً في الحالة الطبيعية يسمع الشخص الاهتزازات في الأذنين بشكل مساوٍ.

أما إذا كان هناك فقدان سمع توصيلي، سوف يسمع المريض الاهتزازات في الأذن المصابة بشكل أفضل من السليمة.

٣- المخطط الطبلي

يكون لغشاء الطبل في الحالة الطبيعية مجال حركة محدد، فعند استقبال الأصوات يتجه للداخل، ويعود لمكانه ثانيةً، نتيجة تساوي ضغط الهواء في طرفي الغشاء.

يكشف هذا الاختبار الذي يعرف بقياس مطاوعة غشاء الطبل، وجود أي مشاكل في حركة غشاء الطبل، عبر راسم الحركة بالمخطط الطبلي، الذي يعطي مخطط عن طبيعة الحركة. مثلاً:

  • إذا كان هناك ثبات في حركة الغشاء، قد تعكس وجود ضغط زائد داخل الأذن الوسطى، كأن يكون هناك التهاب أذن وسطى إفرازي
  • إذا كان الغشاء منزاح للداخل، نتيجة ضغط سلبي موجود، قد تعكس سوء وظيفة نفير أوستاش
٤- تخطيط السمع بالنغمة الصافية

يستطيع هذا الاختبار أن يقيم الطريقين العظمي والهوائي في نقل الصوت، بالتالي يستطيع أن يحدد نمط فقدان السمع الموجود دوناً عن دوره في تحديد عتبة سمع المريض.

علاج فقدان السمع التوصيلي

قد تتراجع بعض حالات فقدان السمع التوصيلي من تلقاء نفسها عادة دون أي علاج مقدم، ولكن هناك مجموعة من العلاجات التي قد تفيد في بعض الأمراض المسببة، وهي كالتالي:

  • الصادات الحيوية ومضادات الفطور: يمكن أن يصف الطبيب أحد هذه الأدوية، لعلاج حالة التهاب الأذن الوسطى القيحي أو لعلاج حالات التهاب الأذن الخارجية الفطري منها والجرثومي.
  • الجراحة: قد تفيد الإجراءات الجراحية في إصلاح الخلل الذي يطال غشاء الطبل، كأن يكون هناك ثقب، فيعمل الطبيب على ترميمه، وتعالج أيضاً حالة تصلُّب الركابة بالجراحة عبر عملية تصنيع الركابة.
  • المعينات السمعية: إذا لم تعطي العلاجات السابقة أي نتيجة، يوجد خيار أخير، وهو اللجوء للمعينات السمعية، التي تعمل على تضخيم الصوت القادم للأذن وبالتالي لا تحل المشكلة المُسببة، وإنما تحسِّن السمع فقط.

الوقاية

تصيب بعض الأمراض الأذن الوسطى أو الخارجية وتسبب فقدان السمع التوصيلي، دون أن يكون هناك سبل للوقاية منها.

في المقابل، هناك العديد من خطوات الوقاية التي تقي من العديد الأسباب الأخرى التي يمكن أن تؤذي الأذن ومسار السمع، وتضم:

  • ارتداء سدادات الأذن خلال السباحة، وبشكل خاص في حال كان هناك التهاب أذن خارجية سابق أو يوجب ثقب في غشاء الطبل
  • تجنب تنظيف الأذن بأعواد القطن الشائعة، والتي قد تدفع الصملاخ للداخل، ويكفي تنشيفها بقطعة منديل
  • تجنّب إدخال أي أداة حادة لداخل الأذن تجنباً لأذية غشاء الطبل
  • الابتعاد قدر الإمكان عن الأصوات العالية والضوضاء، والتي تسبب ضرراً على المستوى الحسي العصبي لا على التوصيلي ولكنها ستزيد الحالة سوءاً في حال وجود فقدان سمع توصيلي.

في الختام، لابد من التأكيد على أهمية زيارة الطبيب الدورية لتقييم السمع، وفحص الأذن بشكلٍ عام. وذلك في كل الأعمار لكشف أي مشكلة مبكراً والعمل على علاجها قبل أن تسبب خطراً على حاسة السمع.